موقع 24:
2025-03-19@21:56:47 GMT

ترامب وبوتين.. بين قمتي «ريكيافيك» و«السعودية»!

تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT

ترامب وبوتين.. بين قمتي «ريكيافيك» و«السعودية»!

وكأن الزمان هو نفس الزمان والظروف هي نفس الظروف، فقبل أربعين عاماً عُقدت قمة عالمية في آيسلندا بين الزعيمين الرئيس الأمريكي رونالد ريغان والسوفيتي ميخائيل غورباتشوف، وهي قمة مشابهة إلى حد كبير في ظروفها وأسبابها مع القمة المزمع انعقادها خلال أسابيع بين ترامب وبوتين في السعودية.

ففي العام 1986، استضافت مدينة ريكيافيك في آيسلندا قمةً عالمية بين رئيس الولايات المتحدة رونالد ريغان والسكرتير العام للحزب الشيوعي السوفييتي ميخائيل غورباتشوف، في وقت كان العالم على شفا صراع نووي مرير إثر ما سمي بحرب النجوم، والسباق النووي المحموم، إضافة إلى استقطاب دولي شديد بين معسكرين، الليبرالي الغربي، والاشتراكي الشيوعي، كذلك يجب أن لا ننسى الصراع بين ثلاث أيديولوجيات كبرى «الشيوعية – المسيحية الغربية – الإسلام»، والذي ظهر جلياً في الحرب الأفغانية السوفيتية.


كان العنوان الرئيس لمفاوضات ريكيافيك الاستثنائية تفكيك أزمة دولية حادة، وتخفيف التوتر بين القطبين، ونزع الأسلحة النووية أو على الأقل الحد من انتشارها، وإيقاف حرب النجوم، لكن الحقيقة أن الحرب الأفغانية السوفيتية كانت هي البند الخفي الذي دفع الطرفين للجلوس على طاولة المفاوضات.
اليوم والعالم يترقب انعقاد قمة مشابهة لتلك القمة العالمية -في المملكة العربية السعودية- بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وريثة الاتحاد السوفيتي، تبدو الظروف فيها مشابهة للظروف في العام 1986،
فهناك حرب روسية غربية تمثلها أوكرانيا، قريبة إلى حد ما من الحرب الأفغانية السوفيتية، وهناك صراع اقتصادي مرير بين معسكرين، من جهة الصين بسبب سباق التصنيع والنمو وخطوط الملاحة الدولية، والروسي بسبب الغاز، ومن جهة أخرى أمريكا وحلفاؤها.
حرص المنخرطون في قمة آيسلندا على عدم رفع سقف التوقعات، بل إن طاقمَي التفاوض أطلقا عليها (قمة تمهيدية)، في إشارة إلى عدم توقع صدور أي قرارات مهمة عنها، لكن المفاجئ أنها القمة التي شكلت في ما بعد وجه العالم ونتجت عنها الدولة الروسية الحالية إثر انهيار الدولة السوفيتية الأم.
لقد عدت كواحدة من أنجح لقاءات القمة في التاريخ الحديث، خاصة في ما يتعلق بالحد من التسلح النووي والتقارب الأمريكي السوفيتي وإقناع الرئيس جورباتشوف بضرورة تبني إصلاحات اقتصادية واجتماعية كانت ملحة جداً، في وقت وصل فيه المعسكر الشرقي إلى حالة تجمد تام.
وبسبب طبيعة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان المتحدية، وفي الوقت نفسه الموضوعية والعاقلة، نجحت القمة لحد كبير على الرغم من حجم التحديات المحيطة بها وظروف الاستقطاب الحاد، ويجب أن نتذكر أن الرئيس رونالد ريغان هو الزعيم الأمريكي الذي وصف السوفييت بأنهم (إمبراطورية الشر)، وكان من أكثر الرؤساء الأمريكان عداء للعقيدة الحمرا، ومع ذلك كان براغماتياً في تعامله مع غورباتشوف.
اليوم يمر العالم بأزمة أمنية حادة ويكاد يقف على أطراف أصابعه بسببها خشية من الانزلاق لحرب عالمية ثالثة وأزمة أمنية تجر العالم كله، لكن المتغير أن هناك زعيماً ثالثاً سيكون هو الوسيط بين القطبين الحاليين –روسيا وأمريكا-، فالأمير محمد بن سلمان، الذي زعمت بعض الأوساط الإعلامية الغربية انحياز بلاده إلى الروس بداية الحرب الأوكرانية، استطاع أن يقود بلاده دون أن تنزلق لأي من المحورين المتصارعين، بل استطاع أن يمهّد الطريق لهذه الوساطة بعلاقاته الممتازة مع الطرفين وسط ذلك الاستقطاب والاتهامات المجانية وغير الحقيقية التي أطلقتها الصحافة الغربية من باب الكيد السياسي.
السعوديون أكدوا دائماً أنهم لم ولن يكونوا طرفاً في الحرب، ورأوا أن المفاوضات وتصفير الخلافات هو الحل الناجع، وقد نجحت مساعيهم عدة مرات في إطلاق سراح العديد من الأسرى الروس والأوكرانيين، والأمريكان والغربيين، وهو ما أكد نجاح التموضع السعودي الذي اتخذه ولي العهد الأمير محمد مشكّلاً زعامة عالمية له ولبلاده.
أما لماذا اختارت الدولتان الكبيرتان السعودية لاستضافة القمة العالمية؟ فلأن الجلوس مع الدولتين الكبيرتين على طاولة مفاوضات واحدة يتطلب أن تكون دولة في حجمهما بعمر يمتد لأكثر من ثلاثمائة عام، خبرت فيها السياسة وتقاليدها، ولديها دورها الدولي المتعاظم في السياسة الدولية، وحجمها الاقتصادي الكبير كإحدى دول العشرين، إضافة إلى مكانتها الإقليمية والعربية والإسلامية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية رونالد ریغان

إقرأ أيضاً:

ترامب ينقلب رأساً على قدم

لم تمر أشهر ثلاثة على تولي، دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية، حتى انقلب على الموقف الأساسي الذي اعتمده في معركته الانتخابية، وتهجّمه على جو بايدن الرئيس الأمريكي السابق، رأساً على عقب. يعني أصبح واقفاً على رأسه، و قدميه إلى أعلى. كيف؟

الكل يذكر أنه راح ينقد بايدن، لتورّطه في حرب أوكرانيا، وغزة أو اليمن، أو لبنان، مدعيّاً أنه سيحقق الأهداف الأمريكية، بسياسة الصفقات، بعيداً من الحرب. وأكد قبل أن يصل إلى الرئاسة، أنه يريد تسلّم السلطة الأمريكية، بلا حروب مشتعلة. وقد لعب دوراً هاماً في الضغط على نتنياهو، لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، في أواخر عهد بايدن.

ولكن لم تمر أشهر ثلاثة، على رئاسة ترامب، حتى اندلعت حرب أمريكية مجنونة، ضدّ اليمن، وفي ظل تهديدات مجنونة، لشنّ الحرب ضدّ إيران، ثم اندلاع الحرب من جديد في قطاع غزة، وبوحشية فاقت في يوم واحد 17/18/3/2025، معدّل الحرب طوال 16 شهراً، في غزة. والأهم، إن اصبعه الآن على الزناد، لإطلاق حرب إقليمية (ربما شبه عالمية) ضدّ إيران.

عندما يتحوّل ترامب بهذه الشخصية، من رجل "الصفقات" إلى رجل الحرب، واستخدام القوّة العسكرية، أو على حدّ تعبيره الأثير إلى منهجية "فتح أبواب الجحيم"، يعني أن العالم أصبح في مواجهة أخطار شديدة، لم يُحسب حسابها من قبل، أو لم يمرّ بمثلها من قبل.بكلمة، أصبح ترامب الآن، رجل الحرب، والحرب فقط، بدل رجل السلم والسياسة والصفقات فقط. الأمر الذي يشهد على فشله، بالنسبة إلى ما وضعه من سياسات، قبيل تسّلمه الرئاسة، وما بعدها بشهرين تقريباً. فما يفعله الآن في حربه في اليمن، وفي غزة، وما يهدّد به إيران، يجعل منه ترامب آخر، من ناحية الاستراتيجية في تحقيق الأهداف، مع محافظته على شخصيته النزقة الهوائية الرغائبية، والمتقلبة من فشل إلى فشل.

ومن ثم لم يعد لدى ترامب، من سبب يبقيه في الميدان، غير رئاسته للدولة الأمريكية، بما تمتلكه من نفوذ وجيش ومال، بما يسمح له أن يفشل فينقل "البندقية" من كتف إلى الكتف الآخر. ومن دون أن يرمش له جفن.

عندما يتحوّل ترامب بهذه الشخصية، من رجل "الصفقات" إلى رجل الحرب، واستخدام القوّة العسكرية، أو على حدّ تعبيره الأثير إلى منهجية "فتح أبواب الجحيم"، يعني أن العالم أصبح في مواجهة أخطار شديدة، لم يُحسب حسابها من قبل، أو لم يمرّ بمثلها من قبل. لأن نوع المخاطر والفوضى، والحروب (ومستواها) قد يُحوّل النظام العالمي السائد، إلى خطر العيش فوق أرض نووية، قد تنفجر في أيّة لحظة. لأن عقلية ترامب، ستكون العقلية نفسها، في تعامله مع الصين وروسيا، والدول الكبرى الأخرى، وفقاً للنتائج المترتبة على خريطة حروبه الراهنة. وذلك بغض النظر، في حالة الفشل، كما في حالة النجاح فيها.

ففي حالة الفشل، سيذهب ترامب لوصفة "داوني بالتي كانت هي الداء"، وفي حالة "النجاح"، لا سمح الله، سيذهب لوصفة "هكذا تعالج الأمور".

من هنا يكون العالم كله، أمام تطوّر جديد في نهج ترامب، يتطلب منه تدارك هذا الجنون، مبكراً، قبل أن يستفحل، ويأخذ مداه. وذلك من خلال التحرك السريع ضد سياسات الحرب التي أطلقها في اليمن وغزة، ويُهدّد بإطلاقها ضدّ إيران.

أما على مستوى الذين يتعرضون للحرب، فإن الصمود أو المواجهة، هما الخيار الصحيح، لإفشاله والمساهمة مع العالم كله، في دفع هذا البلاء المستطير.

مقالات مشابهة

  • إنهاء الحرب في أوكرانيا على الطاولة .. ماذا جرى في الاتصال بين ترامب وبوتين؟
  • إنهاء الحرب في أوكرانيا على الطاولة.. ماذا جرى في الاتصال بين ترامب وبوتين؟
  • مكالمة ترامب وبوتين تشغل المنصات وتعتبرها لعبة سياسية
  • ترامب وبوتين وشي جين بينغ.. خطة جديدة لإعادة تقسيم العالم
  • السعودية بوصلة الاستقرار العالمي (1-3)
  • استمر أكثر من ساعة.. تفاصيل الاتصال الهاتفي بين ترامب وبوتين
  • ترامب ينقلب رأساً على قدم
  • وسط تحسن العلاقات والتواصل بين ترامب وبوتين.. الضمانات الأمنية حجر الزاوية لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية
  • العالم يترقب .. هل تنجح دبلوماسية ترامب وبوتين في وقف الحرب؟
  • هل اقتربت نهاية الحرب الروسية الأوكرانية؟ اتصال مرتقب بين ترامب وبوتين يوم الثلاثاء