محمد حسنين هيكل.. محطات في حياة «الجورنالجي» صانع تاريخ الصحافة العربية
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
تحل اليوم ذكرى رحيل الكاتب والصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، الذي وُصف بأنه «صحفي القرن»، أحد أبرز الأسماء في تاريخ الصحافة العربية، الذي كان له مسيرة حافلة امتدت لأكثر من 6 عقود، كان خلالها شاهدا ومؤثرا في الأحداث الكبرى التي شكلت واقع العالم العربي.
البداية ومسيرة الصعودوُلد محمد حسنين هيكل في 23 سبتمبر عام 1923 بقرية باسوس في القليوبية، وبدأ مشواره الصحفي في جريدة «الإيجيبشيان جازيت» باللغة الإنجليزية عام 1942، ثم انتقل إلى جريدة «أخبار اليوم»، وبرز كمراسل حربي خلال الحروب التي شهدتها المنطقة، ما أكسبه رؤية واسعة حول القضايا الإقليمية والدولية، كما غطى حرب فلسطين عام 1948 وكواليس الصراع العربي الإسرائيلي، ما جعله أحد الصحفيين القلائل المطلعين على خفايا السياسة في الشرق الأوسط.
في عام 1957، تولى «هيكل» رئاسة تحرير جريدة «الأهرام»، ليحولها من صحيفة تقليدية إلى واحدة من أهم الصحف العالمية، بمستوى تحرير رفيع ومحتوى تحليلي عميق، وأنشأ صفحة «وجهات نظر»، التي أصبحت منصة للحوار الفكري والسياسي، وجعل من «الأهرام» مؤسسة بحثية تقدم تحليلات معمقة للأحداث الجارية، مستعينا بفريق من الكتاب والمفكرين.
الصداقة مع عبد الناصر وتأثيره السياسيكانت علاقة هيكل بالرئيس جمال عبد الناصر استثنائية؛ إذ لم يكن مجرد صحفي ينقل الأخبار، بل كان مستشارًا مقربًا وكاتب خطاباته في كثير من الأحيان، ولعب دورا مهما في رسم سياسات إعلامية ودبلوماسية في العهد الناصري، لكنه احتفظ بمسافة مهنية مع السلطة، ما جعله مثار جدل بين مؤيديه ومعارضيه، وظل قريبا من دوائر صنع القرار دون أن يفقد استقلاليته كصحفي.
كتبه ومؤلفاتهترك هيكل إرثًا فكريًا هائلًا من الكتب والمقالات التي وثقت مراحل مهمة من التاريخ العربي، مثل «خريف الغضب» عن السادات، و«ملفات السويس»، و«المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل».
كما قدم محمد حسنين هيكل، خلال مسيرته، تحليلات دقيقة عن قضايا الشرق الأوسط، ما جعله مرجعا سياسيا لكثير من الباحثين، ومن أبرز أعماله أيضا «زيارة جديدة للتاريخ» و«عند مفترق الطرق»؛ إذ استعرض تحولات السياسة العالمية والإقليمية.
الرحيل والإرث الصحفيورحل «هيكل» في 17 فبراير عام 2016، لكنه ترك وراءه مدرسة صحفية فريدة تستند إلى التحليل العميق والبحث الاستقصائي، وبقيت كتاباته شاهدة على مسيرة رجل لم يكن مجرد ناقل للأخبار، بل صانعا لها، وصاحب رؤية شكلت الوعي العربي لعقود، كما استمر تأثيره عبر تلاميذه الذين تربوا على نهجه الصحفي، مؤكدين أن مدرسة هيكل ستبقى حية في عالم الصحافة لسنوات قادمة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: هيكل ذكرى رحيل هيكل محمد حسنين هيكل الصراع العربي الإسرائيلي محمد حسنین هیکل
إقرأ أيضاً:
بعد 500 يوم من الحرب.. غزة تحت الركام: "لا حياة هنا"
"لا حياة، لا ماء، لا كهرباء، لا مأوى... غزة لم تعد صالحة للعيش." بهذه الكلمات لخّص المواطن محمد براش، من سكان مخيم البريج وسط قطاع غزة، واقعًا يعيشه مليونا فلسطيني تحت وطأة حرب خلّفت أحياءً أشبه بمدن أشباح، ومجتمعًا ينبش تحت الأنقاض بحثًا عن بقايا الحياة.
بينما يجلس براش أمام منزله الذي تحول إلى ركام، يقول: "كل شيء دُمِّر.. لا مساعدات تصلنا، ولا غذاء، حتى الهواتف لا نستطيع شحنها. كل غزة دُمِّرت."
لا يختلف المشهد عند جاره محمود زقوت، الذي يحاول انتشال فراش من تحت الأنقاض، قائلاً: "منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم نعش.. مشاعرنا تجاه أطفالنا تغيرت، عادات أطفالنا تغيرت، أخلاقهم تغيرت، ومعاملتنا مع أطفالنا ونسائنا أصبحت قاسية."
- أكثر من 48,200 قتيل و111,600 جريح، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
- تدمير 245,000 وحدة سكنية و92% من الطرق الرئيسية.
نزوح 90% من السكان..- عائلات تعيش ثلاث أسر في منزل واحد، كما يصف محمد النباهين بينما يزيح أنقاض منزله: "نحن مشتتون.. هُجِّرنا أربع مرات خلال 500 يوم."
ورغم استمرار الهدنة، لا تزال غزة تُعاني انعدام الأساسيات، بينما يُحذّر ناشطون من انتهاء الهدنة مطلع مارس/آذار دون ضمانات بتمديدها أو التوصل لاتفاق دائم. ويصل الوضع الإنساني لدرجة الانهيار مع تحذيرات أممية من مجاعة جماعية، فيما تُواصل إسرائيل حصارها المشدد.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية نتنياهو: إسرائيل أمام فرصة تاريخية لـ"تغيير وجه الشرق الأوسط" مع تعيين قائد جديد للجيش وسط شكوك حول قدرة صمود الهدنة.. الجيش الإسرائيلي يستدعي جنود الاحتياط صفقة التبادل بين التململ الإسرائيلي وخطة ترامب وتصعيد حماس.. فهل تندلع الحرب مجددا في غزة؟ أزمة إنسانيةقطاع غزةتدمرإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني نزوح