المركز الوطني البيداغوجي: عناوين كتب مدرسية لم تتوفر بعد
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
قال رئيس مدير عام المركز الوطني البيداغوجي محمد العدالي إن المركز سيقوم هذه السنة بطباعة 13 مليون كتاب مدرسي إضافة إلى مخزون احتياطي بمليون كتاب اخر ليبلغ إجمالي الكتب المدرسية 14 مليون كتاب مدرسي لسنة 2023-2024.
وأفاد العدالي في تصريح لموزاييك بأن المركز توصل إلى قبول 94% من الكتب المبرمجة من المطابع أي في حدود 12 مليون كتاب.
أما العناوين التي ما تزال تحت الطبع، فقد أكد محدثنا أن عددها 8 أحدها يخص المرحلة الابتدائية وتخص العناوين المتبقية المرحلة الثانوية وهي ما تزال غير جاهزة ويعود ذلك أساسا للعلاقة التعاقدية بين المركز الوطني البيداغوجي والمطابع وتحديد آجال الطبع والتسليم .
وتخص هذه العناوين الكتب الجديدة والكتب التي وقع تعديل محتواها على غرار كتابي الهندسة الآلية والهندسة الكهربائية للسنة الرابعة ثانوي وهي كتب جديدة بالإضافة إلى كتابي الفرنسية للسنة الثالثة من التعليم الأساسي والتي شهدت تعديلا في محتواها .
ومن جهته، أكد الرئيس المدير العام للمركز الوطني البيداغوجي محمد العدالي أن كل العناوين المدرسية ستكون جاهزة في موفى شهر أوت الجاري أو خلال الأسبوع الأول من شهر سبتمبر على أقصى تقدير.
بشرى السلامي
المصدر: موزاييك أف.أم
إقرأ أيضاً:
افتتاحية - معارض الكتب.. أعراس الوعي الإنساني
لا تقاس الأمم، فقط، بعدد مصانعها أو بحجم أسواقها، ولكن وقبل كل شيء، تقاس بمفكريها وعلمائها ومبدعيها، وباحتفائها بالكلمة والإبداع وبالفنون. ومن هذا المعنى تأخذ معارض الكتب قيمتها ومكانتها لأنها تتجاوز كونها مهرجانات أو أسواقا لبيع الكتب إلى منصات لبناء الوعي وساحات للاحتفاء بالمبدعين عبر ما أبدعوه في كتبهم ومجلداتهم وما أبدعه السلف من معارف وعلوم ساهمت في بناء مسيرة الإنسانية.
وإذا كانت معارض الكتب عبر تاريخها الطويل تملك هذه القيمة وهذه الأهمية فإن أهميتها في الوقت الحالي تتضاعف كثيرا وبذلك يكون الاهتمام بها انتصارا إنسانيا على عوامل التسطيح والتبسيط الذي يعيشه العالم في لحظة ملتبسة من تاريخه، وتأكيد أن البناء الحضاري مستمر لا يمكن أن يتوقف وأن الإنسان ما زال يملك أدوات صوغ تفاصيل مستقبله إن كان يمتلك الإرادة لذلك.
والحالة التي تشكلها معارض الكتب في أي مكان في العالم هي النموذج الذي من شأنه أن يساهم في إنتاج الحوار الحضاري والحوار الثقافي داخل الثقافة الواحدة أو بين مختلف الثقافات الإنسانية، وهي، أي الحالة التي تخلقها معارض الكتب، القادرة على بناء جسور غير مرئية تصل الشعوب ببعضها البعض أكثر مما تستطيعه المعاهدات السياسية والبروتوكولات الدبلوماسية... إنها تفتح أبوابا لفهم جديد لهذا العالم.
ولعل ما يجعل معارض الكتب حدثا فارقا في زمن تتآكل فيه الروح الجماعية هو أنها تتيح لحظة نادرة من التلاقي الحي، وجها لوجه، بين الكاتب والقارئ، بين الفكرة وحساسيات البشر المختلفة. وفي هذه اللحظة لا تكون القراءة فعل استهلاك فردي فقط، إنها تتحول إلى طقس جماعي، واحتفاء بالمعرفة بوصفها قيمة مشتركة وليست سلعة عابرة.
لكن ثمة معنى آخر جدير بمعرفته يمكن أن يعطي معارض الكتب قيمة وجدانية، يكمن هذا المعنى في أن معارض الكتب يمكن أن تكون محطة مقاومة ضد ثقافة الشاشة السريعة وضد ثقافة العزلة التي أوجدتها الشاشة الفردية عكس شاشة التلفزيون التي كانت تحتفي بالجماعة وبالأسرة.. لذلك تبدو لحظة التقليب البطيء لصفحات كتاب في جناح من أجنحة المعرض، أو مناقشة فكرة مستعصية مع ناشر أو مؤلف، هي فعل استعادة للزمن البشري الأصيل؛ ذاك الزمن الذي ينضج فيه الوعي بعيدا عن إملاءات السرعة والسطحية.
معارض الكتب، إذن، ليست مجرد تظاهرات ثقافية عابرة. إنها مواسم تزهر فيها أسئلة الإنسان الكبرى: من نحن؟ وإلى أين نمضي؟ وفي مسقط، كما في فرانكفورت أو باريس أو الشارقة، ترفع هذه المعارض راية الوعي عالية، وتذكرنا بأن الحرف كان ولا يزال بذرة التحولات الكبرى.
وفي حضرة الكتاب، تبدأ كل بدايات النهضة، وتمتد جذور الحضارة نحو ضوء لا ينطفئ أبدا.