صحيفة البلاد:
2025-05-02@16:53:54 GMT

حين يصبح الطريق حياة…لا تعطلوا الإسعاف

تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT

حين يصبح الطريق حياة…لا تعطلوا الإسعاف

ما زلت أذكر ذلك المشهد الحضاري حين كنت أقود سيارتي في شوارع أمريكا: ما إن تنطلق صفارات الإسعاف، وتضيء أنوارها الحمراء، حتّى تنقسم السيارات تلقائيًا، كأن البحر ينشق ليفتح ممرًا للحياة. لا فرق بين زحام خانق، أو طريق ممتد؛ الجميع يدرك أن كل ثانية قد تنقذ روحًا، وأن تأخر الإسعاف لحظة واحدة، قد يعني فراقًا أبديًا.


أمّا في شوارعنا، فالصورة مؤلمة ومقلقة. كم من مرة رأيت سيارة إسعاف محتجزة وسط زحام، سائقها يتوسل ببوقه، والعيون حوله باردة، لا مبالية. كأن السيارة جزء من المشهد المزدحم، كأن من بداخلها ليس إنسانًا تتعلق حياته بدقيقة.
أخبرني صديق ذات يوم، بنبرة ساخرة، أنه يدعو الله ألّا يكون يومًا راكبًا في سيارة إسعاف في شوارعنا. ليس خوفًا من المرض، بل خوفًا من الطريق. لأنه يعلم أن تلك السيارة قد تبقى عالقة، بينما الحياة تتسرب من جسده مع مرور الثواني.
وما يزيد الطين بلّة، أن هناك من استغلوا سيارات الإسعاف، ك “كاسحة زحام”، يلاحقونها بجنون، يلتصقون بها، يتسللون خلفها وكأنهم في سباق، غير مكترثين بحياة المرضى، ولا بسلامة المسعفين. رأيت هذا بأم عيني في طرقات الرياض وجدة. سيارات تلاحق سيارات الإسعاف حتى المستشفى، أو إلى حين أن يتغير مسار الإسعاف إلى وجهة مختلفة عن طريق السيارات الملاحقة، بلا احترام للمرضى ولا تقدير لحرمة الحياة.
هذه ليست مجرد مخالفة مرورية، بل جريمة مكتملة الأركان. إنها عدوان صريح على حق الإنسان في النجاة، وعلى سلامة الطريق. فتعطيل وصول الإسعاف، أو إرغامه على التوقف، قد يعني وفاة شخص ينتظر الإغاثة، أو التسبُّب في حادث جديد يملأ الطريق بمزيد من الإصابات.
قرأت في أحد مقالات الرأي، عن نية هيئة الهلال الأحمر السعودي، تركيب كاميرات خلفية في سيارات الإسعاف لرصد الملاحقين والمستهترين، لكن حسب علمي، أنها في الواقع غير مطبَّقة حتى الآن. ما زلنا نرى هؤلاء المتهورين، وما زال المرور يقف عاجزا أمامهم، رغم انتشار رصد المخالفات للسرعة، والهاتف، وحزام الأمان.
أليس أولى أن تكون حياة الناس في مقدمة الأولويات؟ أليس من حق كل مواطن أن تصله الإسعاف بسرعة وأمان، بدل أن يتحول الطريق إلى حلبة صراع بين المسعفين والمطاردين؟
إنني أطالب بإجراءات صارمة. يجب تزّويد جميع سيارات الإسعاف بكاميرات أمامية وخلفية، مرتبطة مباشرة بالمرور. وأقترح فرض غرامة لا تقل عن عشرة آلاف ريال على كل من يعيق طريقها أو يلاحقها.
التوعية جيدة، لكنها وحدها لا تكفي. بعض السائقين لا يفهمون سوى لغة الغرامات. فلنحفظ طريق الإسعاف، لأنه ببساطة، طريق الحياة.

jebadr@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: بدر الشيباني سیارات الإسعاف

إقرأ أيضاً:

فاجعة أسيوط.. مصرع طفل وإصابة 34 عاملاً في حادث تصادم مروع بالبداري

شهد مركز البداري بمحافظة أسيوط فاجعة أليمة، حيث لقي طفل يبلغ من العمر 13 عامًا مصرعه وأصيب 34 آخرون بإصابات متنوعة، إثر حادث تصادم مروع بين سيارتين إحداهما ربع نقل أمام قرية العقال القبلي،

كانوا في طريقهم إلى العمل بالحقول الزراعية.

تلقى اللواء وائل نصار، مدير أمن أسيوط، إخطارًا عاجلاً من غرفة عمليات النجدة يفيد بورود بلاغ من أهالي قرية الهمامية بمركز البداري حول وقوع الحادث ووجود حالة وفاة وعشرات المصابين.

وعلى الفور، انتقلت قيادات وضباط مركز شرطة البداري وسيارات الإسعاف وقوات الحماية المدنية والإطفاء إلى موقع الحادث المروع.

وأظهرت المعاينة الأولية والفحص أن الحادث نجم عن تصادم سيارة ربع نقل كانت تقل عددًا كبيرًا من العمال في طريقهم إلى الأراضي الزراعية للمشاركة في حصاد محصول القمح بسيارة أخرى.

أسفر الحادث عن مصرع طفل بالغ من العمر 13 عامًا في موقع الحادث، وإصابة 34 آخرين بإصابات تراوحت بين بسيطة ومتوسطة. وقد سارعت سيارات الإسعاف بنقل جميع المصابين إلى مستشفى البداري المركزي لتلقي العلاج اللازم والإسعافات الأولية.

سادت حالة من الحزن والأسى بين أهالي المنطقة عقب انتشار نبأ الحادث المروع. فيما باشرت الأجهزة الأمنية بمركز البداري تحقيقاتها لكشف ملابسات الحادث وتحديد أسبابه، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

مقالات مشابهة

  • من العلكة إلى الشوكولاتة.. عندما يصبح الطعام (خارج القانون)
  • فاجعة أسيوط.. مصرع طفل وإصابة 34 عاملاً في حادث تصادم مروع بالبداري
  • «عايز فلوس يشتري مخدرات».. .مدمن ينهي حياة والده ويصيب والدته بطعنات سكين بالفيوم
  • «الخارجية» والحرس الوطني ينفذان مهمة إسعاف جوي
  • «انفجار خط غاز و10 سيارات مشتعلة و14 ضحية».. ماذا حدث على طريق الواحات البحرية؟
  • سيارات متفحمة.. إخماد حريق خط الغاز على طريق الواحات | صور
  • 10 سيارات إطفاء تحاول إخماد حريق كسر ماسورة غاز فى طريق الواحات
  • كوناتي يشيد بصلاح: قائد حقيقي وقد يصبح أسطورة الدوري الإنجليزي
  • الأصابعة.. حرائق جديدة دون إصابات وفرق الطوارئ على أهبة الاستعداد
  • الهلال الأحمر في عسير يدشّن مركبة عبية للتدخل السريع.. فيديو