تراجع مفهوم الخطوبة بين القيم الاجتماعية والتأثيرات الحديثة
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
في المجتمعات التقليدية، كان التقدم لطلب الزواج، يُعتبر تصرفًا محمودًا، ودليلًا على الجدِّية والاستقرار، إلا أن بعض التغيرات الثقافية والاجتماعية الحديثة، أوجدت حالة من الرفض المتزايد لهذه العادة، بل وأصبحت تُفسَّر أحيانًا على أنها تصرف غير مقبول، قد يصل إلى حد اتهام الرجل بالتحرُّش. هذه الظاهرة، تستدعي دراسة متعمِّقة لفهم أسبابها، وتداعياتها على استقرار الأسرة والمجتمع.
في السابق، كان من الطبيعي أن يتقدم الرجل بطلب الزواج من الفتاة، سواء من خلال أسرتها أو بشكل مباشر، وكان يُنظر إلى ذلك بوصفه سلوكًا جادًا ينبع من رغبة في تأسيس حياة مستقرة. أما اليوم، فقد أصبح البعض يرى في أي تعبير صريح عن نية الزواج، تصرفًا غير لائق، مما يُصعّب من مهمة الرجال الجادين الذين يسعون إلى بناء أسر وفق القيم والتقاليد المتعارف عليها.
بعض الأفراد في المجتمع، بدأوا يخلطون بين قانون مكافحة التحرُّش وبين الممارسات الاجتماعية المشروعة مثل الخطوبة. لا شك أن وجود قانون صارم ضدّ التحرُّش، هو أمر ضروري لحماية الأفراد، وضمان بيئة آمنة، لكن إساءة استخدامه، أو تفسيره خارج نطاقه، يؤدي إلى تعطيل العلاقات الطبيعية بين الجنسين، ويؤثر سلبًا على تكوين الأسر.
وفقًا لدراسة نشرتها جامعة هارفارد (2022)، فإن المجتمعات التي تُقيّد المبادرات التقليدية للزواج، دون بدائل واضحة، تعاني من ارتفاع معدلات تأخر الزواج، ممَّا يترتب عليه آثار اجتماعية واقتصادية طويلة الأمد.
يؤدي هذا التحول في المفاهيم إلى تقليل نسبة الزيجات المبنية على الصراحة والوضوح، حيث يُطلب من الرجل اليوم التريث والتعرف على الفتاة أولًا، انتظارًا لموافقتها على أخذ زمام المبادرة بنفسها. هذا النموذج قد لا يكون عمليًا في المجتمعات المحافظة التي تعتقد أن المبادرة في الزواج يجب أن تكون مسؤولية الرجل.
ووفقًا لتقرير مركز الدراسات الاجتماعية السعودي (2023)، فإن نسبة الشباب الذين يجدون صعوبة في التقدم للزواج، زادت بنسبة 30% خلال السنوات الخمس الماضية، بسبب مخاوفهم من تفسير نواياهم بشكل خاطئ.
من الضروري أن يكون هناك تدخل من الجهات الرسمية والهيئات الاجتماعية لمعالجة هذه الظاهرة، من خلال التوعية المجتمعية، وتوضيح الفرق بين المبادرات الجادة للزواج، وبين السلوكيات غير اللائقة.
كما يجب مراجعة مدى تأثير بعض القوانين المستحدثة لضمان عدم استخدامها بطرق غير صحيحة. إن استمرار هذا التحول في المفاهيم دون معالجته قد يؤدي إلى عزوف الشباب عن الزواج، ممَّا يضعف من تماسك المجتمع، ويؤثر على استقراره. لذا، فإن الحل يكمن في إيجاد توازن بين احترام القوانين وحماية الحقوق، وبين الحفاظ على العادات الاجتماعية التي تساهم في بناء أسر مستقرة.
على الجهات المعنية أن تبحث في أسباب انتشار هذه الأفكار، وتعمل على تعزيز الوعي حول الزواج كركيزة أساسية للمجتمع.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
غدا.. "المرآة ودورها في تعزيز منظومة القيم والأخلاق" بملتقى الهناجر الثقافي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يقيم قطاع المسرح برئاسة المخرج خالد جلال، ملتقى الهناجر الثقافي الذى يأتى هذا الشهر تحت عنوان "المرآة ودورها في تعزيز منظومة القيم والأخلاق" فى التاسعة من مساء غد الاثنين، بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادي سرور.
يتحدث فى الملتقى الدكتورة سوزان القليني عميدة كلية الآداب جامعة عين شمس وعضوة المجلس القومي للمرأة، الأستاذة الدكتورة إيمان صبحي عطالله أستاذة بمركز البحوث الزراعية بدرجة نائب رئيس جامعة، الدكتورة وفاءً عبد السلام الواعظة بوزارة الأوقاف، الدكتورة ريهام العاصي رئيس قيادات المرأة العربية ورئيس الاتحاد العربي للتنمية المجتمعية المستدامة، الدكتورة غادة حلمي أستاذة القانون ومدير تحرير دورية دراسات حقوق الإنسان بالهيئة العامة للاستعلامات، الفنان الكبير طارق الدسوقي.
وتدير اللقاء الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى، ويتخلل برنامج الملتقى باقة من الفقرات الغنائية يقدمها المطرب والمنشد "ماهر محمود" بمصاحبة فرقته الموسيقية.
ويأتى الملتقى فى إطار الأنشطة والفعاليات التى تقيمها وزارة الثقافة، احتفالا بشهر مارس شهر المرأة الذى يتضمن عدة مناسبات تخص المرأة وتؤكد على الإسهامات القيمة لها فى مختلف المجالات، حيث تعد شريك أساسي في بناء المجتمعات وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، ولها دور كبير فى تعزيز منظومة القيم الإنسانية وبناء الانسان.
تدور محاور الملتقى حول الحديث عن دور المرأة فى المجتمع فى مختلف المجالات، وأيضا الحديث عن يوم 8 مارس الذى يمثل اليوم العالمي للمرأة، ويوم ٩ مارس يوم الشهيد فى مصر، ويوم 16 مارس يوم المرأة المصرية، ويوم 21 مارس الذى نحتفل فيه بعيد الأم.