صحيفة البلاد:
2025-05-05@21:42:30 GMT

المعلم الغامدي وطلابه

تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT

المعلم الغامدي وطلابه

قبل كل شيء، أقول ما شاء الله ولا قوة إلا بالله، بارك الله له ولطلابه وفي جهوده وعطائه، وأنا أتصفح التيك توك، طلعت لي رسالة محتواها معلم يحتفل مع طلابه طلاب الصف السادس الابتدائي (المرحلة الأخطر والأهم في التعليم العام) المعلم اسمه عبدالله الغامدي في مدرسة الفيحاء بتعليم جدة. شدَّني الفيديو، فدخلت حساب المعلم.

كان حساباً ثرياً، وأجمل ما فيه أنه مهتم بالمناسبات الوطنية كالتأسيس واليوم الوطني، وكذلك المناسبات العامة كيوم اللغة العربية وغيرها من المناسبات، ومهتم أيضاً بإنجازات المملكة وتميزها،، كترشحها لمعرض اكسبو، وكذلك لكأس العالم. وذكر بهذه المناسبة، أن طلابه -كتب الله له ولهم العمر المديد-، سيكونون في الثانية والعشرين، أو أقل بقليل، وهو سيكون في الخامسة والأربعين تقريباً.
الحساب غني بالأفكار الجميلة، والأغاني الوطنية التي تشعل الحماس للوطن. والأجمل حب أولئك الطلاب لمعلمهم الملهم الذي حوَّل قاعة درسه لمسرح تعليمي، مقروناً بالمتعة. وقد عبروا له عن حبهم بعبارات كثيرة صادقة بريئة لا يشوبها نفاق ولا مجاملة، وحتى مع التصوير فالحقيقة معهم واضحة جليَّة، قالوا له: أنت أحسن معلم، وأضافوا في العالم شهادة لتاريخ هذا المعلم لن ينساها كما لن ينساه طلابه.
التعليم رسالة تربوية قبل أن تكون تعليمية، وما أروع أن تقترن التربية بالتعليم، وكلاهما بالشغف والحب. المعلم الغامدي أحب مهنته، واستطاع أن يدخل لقلوب طلابه كمعلم، ورائد نشاط، وصديق، وأخ، وهذه الأدوار إذا تقمَّصها المعلم المتمكِّن في مادته بحب، سيكون له تأثير إيجابي عميق، التعليم بالترفيه أكثر وقعاً وأثراً في نفوس النشء في التعليم العام خاصةً مع كثرة الملهيات عنه، مثل هذا المعلم -ولله الحمد- كثير، سواء معلمون أو معلمات تزخر بهم مدارس المملكة ، لكن معظمهم قد لا يفضل الظهور، أو تسجيل يومياته التربوية التعليمية مع طلابه في فيديوهات مشابهة لما عليه الأستاذ الغامدي، فقد لا يسعفهم الوقت، أو البيئة المدرسية أو غير ذلك من العوامل، وليس مهماً التسجيل في فيديوهات تنشر، لكن يكفي أن يكون المعلم والمعلمة شغوفيْن بمهنتهما ليتمكنا من غرس العلم والتربية بحب في نفوس طلابهم وطالباتهم. يكفي أن يعشق الطالب والطالبة المدرسة واليوم الدراسي بها، لأن التعليم فيها كله حيوية ونشاط وترفيه بمشاركة الطلاب والطالبات مع معلميهم ومعلماتهم ، حماس المعلم وشغفه يكبر ويتوهج حين تكون هناك بيئة محفِّزة داعمة، متمثلة في طاقم إداري وتعليمي متميز، وميدان خصب.
أمثال المعلم الغامدي، محور حديثي، يجب أن تستفيد الأجيال من عطائه التربوي والتعليمي، وألا تخسرهم المدارس وتفتقدهم الأجيال، فالمرحلة الابتدائية هي مصنع الشخصيات، لذا لابد أن يكون معلموها ومعلماتها هم الأكثر تميزاً على الاطلاق، فتخيلوا وضع الطلاب في التعليم العام حين ينتقلون من مرحلة إلى مرحلة، ومن صف إلى صف، ويجدون في كل انتقال لهم، معلمين متميزين يعشقون مهنتهم، ويؤمنون بدورهم، كيف سيكون مستواهم الفكري والتربوي والتعليمي؟ لا شك سيكون مبهراً. وتخيلوا العكس: حين يكون المعلم أو المعلمة يفتقران للشغف ومشاركة طلابهما ويدخلان للحصة والملل يكسو الوجوه، هؤلاء كيف سيكون طلابهما؟ اعتقد لا يحتاج لشرح.
الحقيقة متابعة المعلمين والمعلمات، وتقدير العاملين منهم بحماس وشغف وإخلاص، مسؤولية الوزارة، فهي مشرفة على مديري التعليم، وهم بدورهم مشرفون على مديري المدارس، الذين بدورهم إمَّا محفزون للكفاءات أو محبطون لها، وهنا المتابعة الميدانية الدقيقة ستكشف الأوضاع، ليتخلَّص الميدان التعليمي من كل المعرقلين للجهود، المسيطرين الذين تهمهم مصلحتهم أكثر مما يهمهم صلاح الميادين.
التربية والتعليم يا سادة: ليست صفحةً نتصفحها في كتاب، إنما هي سطور ناطقة في الميادين نراها ونتعامل معها، وتنهض بالوطن، ونفخر بها ثمار التعليم الممتاز.
لذلك، حين يكون هناك معلم كهذا المعلم، لابد أن يستوقف الجميع، وكما عرفت، أنه معلم شامل مبدع في مجالات عدة: كالتصوير والتنظيم والاشراف والإعداد والإخراج، بالإضافة لإبداعه في اللغة العربية، كما يقول عن طريقته أنه مزج دروسه بعلم النفس، ليصل لقلوب طلابه قبل عقولهم.
لله درك أيها الأستاذ المبدع، وهنيئاً لمدرسة أنت من طاقمها، وهنيئاً لطلاب نهلوا العلم والمحبة على يديك، فكنت لهم الصديق المعلم.
أمثال هؤلاء المتميزين ذوي المهارات المتعددة، هم من يستحقون الدعم والمساندة، والاستفادة من مهاراتهم في الحفلات الرسمية العامة، وفي المسرح، ومهرجانات ونشاطات التعليم المتنوعة على مستوى المملكة.
شكراً للأستاذ المبدع عبدالله الغامدي، وشكراً لطلبته وذويهم، وشكراً لمدرسته وللمنطقة التعليمية التي ينتمي إليها. ودمتم.( اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).

almethag@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

محسن مهداوي: سجنت بسبب رأيي.. فمن سيكون التالي؟

كتب الحقوقي والطالب الفلسطيني بجامعة كولومبيا محسن مهداوي أنه احتجز خلال ما كان من المفترض أن تكون مقابلة للحصول على الجنسية، ولكن قاضيا فدراليا حكم بالإفراج عنه بعد أكثر من أسبوعين من الاحتجاز الجائر، في خطوة اعتبرها انتصارا كبيرا للديمقراطية.

والطالب أول من يطلق سراحه من بين العديد من الطلاب الناشطين الذين احتجزتهم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: روسيا قلقة من ميل أميركا نحو أوكرانيا بعد صفقة المعادنlist 2 of 2موقع فوكس: ترامب يخسر وإدارته أخفقت بإنجاز هدفها الأكبرend of list

وقد أوضح أن وزارة الأمن الداخلي دبرت له فخا، إذ لوحت له باحتمال أن يصبح مواطنا أميركيا، وقال "لكن عملاء ملثمين اعتقلوني"، وذلك بعد انتهائه من المقابلة وتوقيعه على وثيقة تفيد برغبته في أداء قسم الولاء.

"لم يكن هذا الفخ مفاجأة لي تماما -كما كتب الطالب في مقال بصحيفة نيويورك تايمز- لأنه جاء بعد اعتقالات لعدد من الطلاب بسبب ممارسة حقهم في حرية التعبير معارضين القتل والتدمير الإسرائيلي المتواصل في قطاع غزة".

وتابع "كنت مستعدا لذلك واتصلت بمحامين، وأعضاء بمجلس الشيوخ وممثلين عن ولاية فيرمونت، ووسائل الإعلام، ومجموعة من أبناء المجتمع، ولذلك لم تسر خطة وزارة الأمن الداخلي بسلاسة، وفاتتنا الرحلة إلى لويزيانا بدقائق بعد أن فصلني عملاء الحكومة عن محامي محاولين نقلي من ولايتي الأم فيرمونت، فنلت "امتياز" السعي لتحقيق العدالة وأنا خارج السجن".

إعلان لم أفقد الأمل

وعلى الرغم من قضاء 16 ليلة في زنزانة السجن، "لم أفقد الأمل أبدا في العدالة ومبادئ الديمقراطية"، كما قال مبينا "أردت أن أصبح مواطنا في هذا البلد لأنني أؤمن بالمبادئ التي يكرسها، وعندما حكم القاضي جيفري دبليو كروفورد لمصلحتي، طمأنني ذلك وطمأن الشعب الأميركي بأن الأمل لا يزال قائما في تلك المبادئ، وإن كان الطريق إلى العدالة طويلا".

وقال محسن مهداوي إن الحكومة الأميركية تتهمه بتقويض السياسة الخارجية الأميركية، وتحاول جاهدة تشويه سمعته، مع أن جريمته الوحيدة هي رفض قبول مذبحة الفلسطينيين ومعارضة الحرب، والسعي لتعزيز السلام.

وأضاف الحقوقي الفلسطيني "أصررت ببساطة على ضرورة احترام القانون الدولي، لاعتقادي أن الطريق إلى سلام عادل ودائم للفلسطينيين والإسرائيليين يمر عبر الدبلوماسية والعدالة التصالحية. ولكن إدارة ترامب بسعيها لترحيلي، أرسلت رسالة واضحة بأنه لا مجال للمعارضة، وأنها مستعدة لحماية حكومة إسرائيلية متطرفة من الانتقادات على حساب الحقوق الدستورية".

"حلمي بالعدالة والسلام شكلته ذكريات طفولتي الكابوسية، فقد ولدت -كما يقول محسن مهداوي- لاجئا من الجيل الثالث في مخيم الفارعة بالضفة الغربية في ظل نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، دفنت أخي الذي توفي بسبب حصار إسرائيلي منعه من الحصول على الرعاية الطبية، وأنا في الثامنة من عمري. وبدلا من الاحتفال بعيد ميلادي الحادي عشر، شاركت في جنازة عمي الذي قتله الجيش الإسرائيلي، وقتل جندي إسرائيلي أعز أصدقاء طفولتي وأنا أشاهد".

وأضاف "عندما احتجزتني وزارة الأمن الداخلي، اعتذر الضابط مسبقا قبل أن يقيدني ويربط يدي بخصري ويقيد قدمي، فقلت مازحا، وأنا أخطو خطوات قصيرة: هكذا أمارس التأمل أثناء المشي، لأصرف انتباهي عن التفكير في الفلسطينيين العاجزين في سجون إسرائيل ممن كبلوا بالأصفاد مثلي، وتعرض بعضهم للاعتداء الجنسي والقتل".

إعلان حريات تتعرض للهجوم

يصف مهداوي وضعه وشعوره في السجن فيقول: "في الزنزانة رقم سي 38 حيث قضيت ليلتي الأولى، أدركت -وأنا أشاهد الحارس الليلي يقوم بمهامه- أنني الآن على صلة بجدي وأبي وأعمامي وأبناء عمومتي الذين سجنوا جميعا ظلما، ودعوت الله ألا يعاني أطفالي في المستقبل من الظلم نفسه. وتذكرت مقولة القس مارتن لوثر كينغ الابن الشهيرة: الظلام لا يطرد الظلام، بل النور وحده قادر على ذلك. الكراهية لا تطرد الكراهية، بل الحب وحده قادر على ذلك".

ويقول إن الحرية بنظره قبل انتقاله إلى الولايات المتحدة عام 2014 كانت مفهوما مجردا تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي. ويضيف "فغنيت للحرية وكتبت فيها قصائد"، مبينا "لكنني لم أختبرها قط، وكنت أتوق إلى الحرية الجسدية، كالقدرة على السفر دون المرور بنقطة تفتيش عسكرية، والحق في حرية التعبير، ووجدتهما في أميركا".

وقد سعى الطالب محسن مهداوي للحصول على الجنسية الأميركية، لا لأنه لم يرغب في فقدان الحرية التي تمتع بها كمقيم دائم فقط، بل لأنه يؤمن بمبادئ وقيم الديمقراطية التي تنص عليها هذه البلاد في وثائقها التأسيسية، كما يقول موضحا أن هذه الحريات "تتعرض للهجوم اليوم، لأن إدارة ترامب تتبع قواعد اللعبة الإسرائيلية تحت ستار الأمن الخفي، وتمنع الحقوق وتلغي الإجراءات القانونية الواجبة، وبمجرد أن يصبح قمع المعارضة باسم الأمن هدفا رئيسيا للحكومة، فإن الحكم الاستبدادي وحتى الأحكام العرفية ليسا ببعيدين".

وخلص محسن مهداوي إلى أن قضيته تكشف ترابط نضالات الأميركيين والفلسطينيين من أجل العدالة، إذ يجب على الأميركيين أن يقرروا هل سيدعمون الحرب أم السلام، وهل سيدعمون القمع أم الديمقراطية"، وتساءل: "ماذا عسانا أن نتحدث ضده، إذا لم نتمكن من التحدث علانية ضد قتل الأطفال وما وصفه خبراء حقوق الإنسان بالإبادة الجماعية في غزة؟".

إعلان

مقالات مشابهة

  • قريبي معلم “الوكالة” وقصص الجن!
  • تكريم 102 من الهيئة التعليمية في احتفالية "يوم المعلم العماني" بالبريمي
  • من سيكون بابا الفاتيكان القادم؟
  • نتنياهو: الهجوم الجديد على غزة سيكون مكثفا
  • نتنياهو: الهجوم الجديد على غزة سيكون مكثفا ولن نخرج من المناطق بعد دخولها
  • الرئيس السيسي يستقبل سلطان طائفة البهرة ويشيد بدورهم في ترميم مقامات آل البيت (فيديو)
  • من داخل باص مهجور.. معلم غزة يدرّس معنى الصمود
  • جداول تقييمات الترم الثاني 2025 للصفين الأول والثاني الابتدائي .. مواعيد رسمية
  • خالد الغامدي: دوري أبطال آسيا للنخبة رزق.. فيديو
  • محسن مهداوي: سجنت بسبب رأيي.. فمن سيكون التالي؟