لا يزال الصراع في ليبيا يهدد جهود الاستقرار والتنمية في بقية دول منطقة شمال أفريقيا، لكن اهتمام المجتمع الدولي بالأزمة الليبية تراجع في الآونة الأخيرة لأسباب منها الاقتتال المتواصل في السودان المجاور (جنوب شرق)، بحسب إيفان بوشاروف، في تحليل موقع "مودرن دبلوماسي" الأمريكي (Modern diplomacy) ترجمه "الخليج الجديد".

وتعاني ليبيا، منذ مطلع العام الماضي، من صراع على السلطة بين حكومتين إحداهما موازية كلفها مجلس النواب (الشرق) ويترأسها أسامة حماد، والأخرى معترف بها من الأمم المتحدة في العاصمة طرابلس (غرب)، وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.

بوشاروف تابع أن "آفاق التسوية السياسية لا تزال غير واضحة ولم يتم القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة المستمرة منذ اثني عشر عاما (منذ الإطاحة بنظام حكم معمر القذافي في 2011)، إذ يوجد مستوى عالٍ من التشرذم السياسي والاقتصادي داخل المجتمع الليبي".

وأردف: كما "تؤدي التأثيرات المتأخرة لجائحة كورونا، وأزمة الغذاء العالمية، والركود العالمي إلى تفاقم هذه المشاكل، ويوجد عامل إضافي يؤثر سلبا على الوضع في ليبيا، وهو الصراع في السودان الذي اندلع في أبريل/ نيسان 2023"، في إشارة قتال متواصل بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع".

اقرأ أيضاً

وزيرا خارجية مصر وأمريكا يبحثان الأوضاع في السودان وليبيا والنيجر

أنشطة إرهابية

و"في المستقبل القريب، ستظل ليبيا معقلا لعدم الاستقرار في شمال أفريقيا. لقد ثبُت أن الإرهاب هو أحد أهم المشاكل المترتبة على عدم الاستقرار هذا، ولا يوجد في ليبيا حاليا جيش موحد ولا قوات أمنية موحدة، ما يهيئ المناخ الأكثر جاذبية للأنشطة الإرهابية الجديدة، وتؤدي المواجهات العرضية بين طرابلس وطبرق إلى تعقيد الحرب ضد الإرهاب بشكل كبير"، كما رجح بوشاروف.

وأردف: "لا تزال الجماعات الإرهابية والمتطرفة تجتاح ليبيا، ويشكل الإرهابيون من داعش والقاعدة وأنصار الشريعة وغيرها من المنظمات المتمركزة في ليبيا تهديدا للمنطقة بأكملها".

واستطرد: "كما استغل الإرهابيون، الذين كانوا في ليبيا، حالة عدم الاستقرار في مالي وبوركينا فاسو، ونفذوا هجمات مزعزعة للاستقرار في البلدين، كما واجهت (جارتا ليبيا) تونس (شمل غرب) ومصر (شرق) مشكلة تسلل مسلحين أجانب إليهما وجلب أسلحة معهم".

و"هناك مشكلة أخرى تتعلق بالمقاتلين الليبيين في البلدان المجاورة، إذ قاتلت مليشيات ليبية في اشتباكات بتشاد عام 2019، فيما قاتل مرتزقة سودانيون إلى جانب الجيش الوطني الليبي (قوات الشرق) بقيادة (اللواء السابق) خليفة حفتر، وفي 2021 كان يوجد 11 ألف مرتزق من السودان في ليبيا. وهذا يعني أن هناك احتمالية لعودة هؤلاء المرتزقة السودانيين إلى بلادهم للمشاركة في الأعمال العدائية".

اقرأ أيضاً

إعادة توحيد مصرف ليبيا المركزي بعد عقد من الانقسام.. ماذا يعني؟

تأثيرات اقتصادية

وبحسب بوشاروف، "أثر تهريب الأسلحة والاتجار بالمخدرات عبر الحدود والاتجار بالبشر سلبا على البلدان المجاورة لليبيا، فبعد اندلاع الحرب الأهلية في ليبيا عام 2011، انتشرت الأسلحة من ليبيا إلى مصر وتونس والسودان ودول أفريقية أخرى، وأفادت تقارير في 2023 بأن قوات مرتبطة بحفتر باعت وقودا وأسلحة وذخيرة وأدوية لقوات الدعم السريع السودانية شبه العسكرية".

وحذر من أن "تأثير الوضع في ليبيا على المنطقة لا يقتصر على القضايا الأمنية فقط، إذ يقوض الصراع الليبي ديناميكيات اقتصادات شمال أفريقيا".

وأضاف أنه "في 2021، أصدرت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا تقريرا قالت فيه إن الأزمة الليبية تثير صراعات في بلدان أخرى في القارة، مما يؤثر على التنمية الشاملة لاقتصاداتها".

كما أفادت بأن هذا "الصراع يعيق أهداف التنمية المستدامة، بالإضافة إلى تأثيره السلبي على التكامل الاقتصادي الإقليمي. ومن الناحية الاقتصادية، كان للصراع الليبي التأثير الأكبر على تونس ومصر والسودان، فقد كانت ليبيا تتمتع بعلاقات تجارية واقتصادية واستثمارية قوية مع تلك الدول قبل الحرب. كما تأثر اقتصاد الجزائر (الجار الغربي لليبيا) سلبا بالأزمة".

اقرأ أيضاً

ليبيا.. ارتفاع حصيلة اشتباكات طرابلس إلى 55 قتيلا و146 جريحا

المصدر | إيفان بوشاروف /مودرن دبلوماسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: ليبيا صراع المجتمع الدولي السودان إرهاب تهريب فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن يحث على منع التدخل الخارجي لتأجيج الصراع في السودان

مجلس الأمن الدولي طالب قوات الدعم السريع بوقف حصارها للفاشر وفقاً للقرار 2736، ووقف القتال فوراً وتهدئة الأوضاع في المدينة وحولها.

التغيير: وكالات

أعرب مجلس الأمن الدولي، عن قلقه العميق إزاء تصاعد العنف في السودان، بما في ذلك في مدينة الفاشر وما حولها، وحث جميع الدول على “الامتناع عن التدخل الخارجي الذي يسعى إلى تأجيج الصراع وعدم الاستقرار، وبدلاً من ذلك دعم الجهود المبذولة من أجل السلام الدائم”.

وفي بيان صدر مساء الجمعة، أدان أعضاء المجلس بشدة الهجمات المستمرة والمكثفة على عاصمة شمال دارفور في الأيام الأخيرة من قبل قوات الدعم السريع والتقارير عن هجوم على مستشفى الولادة التعليمي السعودي في المدينة- والذي أسفر عن مقتل أكثر من 70 مريضا وأقاربهم وإصابة العشرات.

وجددوا مطالبتهم لقوات الدعم السريع بوقف حصارها للفاشر وفقاً للقرار 2736، ودعوا إلى وقف القتال بشكل فوري وتهدئة الأوضاع في المدينة وحولها.

ودعا المجلس أطراف النزاع إلى ضمان حماية المدنيين والبنية الأساسية المدنية، وفقاً للقانون الإنساني الدولي، وقانون حقوق الإنسان، حسب الاقتضاء. وأعربوا عن قلقهم البالغ إزاء وضع المدنيين في الفاشر ومخيم زمزم للنازحين المتاخم “الذين نزحوا عدة مرات ويواجهون بالفعل أزمة إنسانية”.

ودعا أعضاء المجلس أطراف الصراع إلى السعي إلى وقف فوري للأعمال العدائية وإلى إيجاد حل مستدام للصراع من خلال الحوار، وذكروهم والدول الأعضاء بضرورة الامتثال لتدابير حظر الأسلحة المنصوص عليها في القرار 1556 والمكررة في القرار 2750.

ومنذ مايو العام الماضي تصاعدت حدة المعارك في الفاشر آخر معاقل الجيش السوداني بإقليم دارفور، إذ تسعى قوات الدعم السريع للهيمنة على الولاية بعد سيطرتها على أربع من ولايات الإقليم الخمس.

وتشهد الفاشر إلى جانب الحصار المحكم المفروض عليها من الدعم السريع هجومًا متصلًا بالقذائف المدفعية من القوات ذاتها، إلى جانب هجمات متكررة من طيران الجيش السوداني.

وأدت المواجهات المتكررة والقصف المدفعي والجوي لمقتل وجرح مئات المواطنين، كما دفع الآلاف إلى الفرار من المدينة والنزوح إلى مناطق الولاية المختلفة التي تشهد بدورها تصعيداً عسكرياً بدأ منذ نحو ثلاثة أشهر.

الوسومالأمم المتحدة الجيش الدعم السريع السودان الفاشر دارفور طيران الجيش السوداني مجلس الأمن الدولي

مقالات مشابهة

  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. «السيسي»: تثبيت وقف النار يعيد الاستقرار ويمهد لـ«حل الدولتين»
  • وزير الخارجية والهجرة: مصر تبذل كافة المساعي لاستعادة الاستقرار والسلم في السودان
  • حضور لافت للجناح الليبي في «معرض القاهرة الدولي للكتاب»
  • في دولة عربية.. «ترامب» يعلن تنفيذ الضربات العسكرية ضد «داعش»
  • الهنقاري: المجتمع الليبي في حاجة إلى أمثال وحكم حميدة
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. السيسي لـ ترامب: نتطلع للعمل معا للتوصل إلى سلام دائم ينهي الصراع في المنطقة
  • مجلس الأمن يحث على منع التدخل الخارجي لتأجيج الصراع في السودان
  • «المنفي» يتقبل أوراق سفير دولة فلسطين لدى ليبيا
  • السوداني: احتضان بغداد لفعاليات عربية ودولية تعكس نجاح خطط الحكومة
  • المبعوثة الأممية الجديدة: أتعهد بالعمل لتحقيق الاستقرار في ليبيا