سورة تحيي القلب .. اسمها وفضل التعبد بها
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
سورة تحيي القلب، يبحث كثير من المسلمين في هذا الوقت من الليل عن سورة تحيي القلب، خاصة وأن القرآن الكريم به من الآيات الكريمات التي أخبر المولى عزوجل بأنها شفاء لما في الصدور، يقول تبارك وتعالى:«وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا».
ونرصد لك ما ورد في شأن سورة تحيي القلب وتزيل الهم وتكشف الكرب حسبما ورد وأفضل وقت لقراءتها.
سورة تحيي القلبالقرآن الكريم بوصفه المعجزة الباقية إلى يوم القيامة فقد ضم بين دفتيه كثير من الفضائل والرحمات وما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر، فكيف لا وهو تنزيل من الرحمن الرحيم، وأنزل على الرحمة المهداة للعالمين، ولقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض فضائل السور القرآنية، ومنها سور"الإنسان، طه، يوسف، يس، والبقرة"، وغيرها من السور التي من شأنها أن تحقق لكل مسلم ومسلمة يضيق صدره ويكثر همه وتسد أمامه الأبواب.
ولعل سورة الشرح واحدة من السور القصيرة التي تقع في الجزء الثلاثون من القرآن الكريم التي اتفق العلماء على أنها أفضل سورة لإحياء القلب وشرح الصدر خاصة وأنها كانت سبباً في شرح صدر النبي عليه الصلاة والسلام.
وسورة الشرح هي مكية وعدد آياتها 8 آيات، وتعرف أيضاً بـ "سورة ألم نشرح، وسورة الانشراح"، يقول الإمام ابن كثير في تفسيره: "سورة ألم نشرح وهي مكية، يقول تعالى: "ألم نشرح لك صدرك" يعني : أما شرحنا لك صدرك، أي : نورناه وجعلناه فسيحا رحيبا واسعا كقوله: "فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام" [ الأنعام : 125 ] ، وكما شرح الله صدره كذلك جعل شرعه فسيحا واسعا سمحا سهلا لا حرج فيه ولا إصر ولا ضيق.
ورُوي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه لما نـزلت آيات سورة الشرح، بَشَّر بها أصحابه وقال: " لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ"، وهي سورة تثلج الصدور عند تلاوتها، وتزيل ما في القلوب من أحزان، وهي أيضاً طاررة للهموم والطاقة السلبية من البيت.
سورة الشرح سبب من أسباب تيسير الزواج، وقراءتها تفرج الكروب وتيسر الأمور، تزيد الرزق، وترفع الدرجات، وتنير البصيرة،وهي أيضاً تجلب السعادة وتفرح القلوب، وتطهر النفوس من الأمراض النفسية، وتشفي الأجساد من العلل والأسقام، وقراءتها تبعث في الجسم حالة من النشاط، وكثرة التلاوة سبب في مغفرة الذنوب والمعاصي.
وعن أبي بن كعب أن أبا هريرة كان جرياً على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره، فقال: يا رسول الله، ما أول ما رأيت من أمر النبوة ؟ فاستوى رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً وقال: "لقد سألت يا أبا هريرة، إني لفي الصحراء ابن عشر سنين وأشهر، وإذا بكلام فوق رأسي، وإذا رجل يقول لرجل: أهو هو ؟ [ قال : نعم ] فاستقبلاني بوجوه لم أرها [ لخلق ] قط، وأرواح لم أجدها من خلق قط ، وثياب لم أرها على أحد قط . فأقبلا إلي يمشيان ، حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي، لا أجد لأحدهما مسا، فقال أحدهما لصاحبه : أضجعه. فأضجعاني بلا قصر ولا هصر. فقال أحدهما لصاحبه : افلق صدره . فهوى أحدهما إلى صدري ففلقه فيما أرى بلا دم ولا وجع ، فقال له: أخرج الغل والحسد، فأخرج شيئا كهيئة العلقة ثم نبذها فطرحها، فقال له: أدخل الرأفة والرحمة، فإذا مثل الذي أخرج، شبه الفضة ، ثم هز إبهام رجلي اليمنى فقال: اغد واسلم. فرجعت بها أغدو، رقة على الصغير، ورحمة للكبير".
وكشف الشيخ محمد متولي الشعراوي، إمام الدعاة ووزير الأوقاف الأسبق عن مفاجأة ومكافأة عظيمة في فضل سورة الشرح خاصة لمن يعاني الكرب، أو غياب الذرية، أو يبحث عن قضاء حاجته فعليه أن ليقرأ سورة الشرح 314 مرة، في الثلث الأخير من الليل، حيث ورد فيها عسر بين يسيرين والعسر لن يغلب يسيرين فكن وثق في قضاء حاجتك بقراءة سورة الشرح.
وذكر بعض أهل العلم أن قراءة سورة الشرح "أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ(1) وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ(2)» 40 مرة من الأمور التي تجلب الرزق وتيسر الأمور.
وحول السورة التي يحيا بها القلب، يقول الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن القرآن الكريم كله يريح القلب ويزيل الهم، وقال المولى عز وجل فى كتابه الكريم في سورة الإسراء الآية 82 «وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا».
وأضاف «شلبي» في إجابته عن سؤال: «دلَّني على سورة من القرآن تريح القلب وتزيل الهم؟»، أنه على كل إنسان أن يقرأ ما تيسر من القرآن الكريم، فهناك من يلقى نفسه فى راحة عندما يقرأ سورة الرحمن، وهناك من يلقاها عندما يقرأ سورة يس، وهناك من يرتاح على سورة البقرة، وهناك من يستريح بالبكاء في الصلاة.
ونصح السائل، قائلًا: «اقرأ ما تيسر من القرآن وعندما تشعر أن قلبك ارتاح عند سورة معينة أو على فعل معين فاستمر فى فعل هذه العبادة أو السورة هكذا كان يقول أهل الله، مشدداً: أنه على كل إنسان أن يؤدي ما عليه من فرائض، ثم يؤدي ما شاء من العبادات فهذه الأمور تُريح القلب.
سورة لإزالة الهم والحزن
سورة يوسف تعد أفضل سورة لإزالة الهم والحزن، حيث أن لها فضل كبير في شفاء صدور المؤمنين بالله من الهم والكرب والحزن، فقد نزلت على رسولنا الكريم في عام الحزن عندما فقد الرسول عليه الصلاة والسلام زوجته السيدة خديجة وعمه أبا طالب، فكانت هذه السورة إحدى الأسباب التي أزالت عنه الهم والحزن اللذان سكنا قلبه، لذا يرجح الكثير من العلماء المسلمين أن قراءة هذه السورة للمهموم والحزين أمر محبب، وذلك لما بها الكثير من معاني إزالة الشدة بعد أفرج.
ومن الأحاديث التي وردت عن الرسول الكريم في فضل هذه السورة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “علِّموا أرقَّاءَكُم سورةَ يوسُفَ؛ فإنَّه أيُّما مسلمٍ تلاها مُعلِّمَها أهلَهُ وما ملكتْ يمينُهُ، هوَّنَ اللهُ عليه سكَرات الموتِ، وأعطاهُ القوَّةَ ألَّا يحسُدَ مسلمًا”.
سورة تجلب الرزق
تعد سورة الواقعة من السور التي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يداوم على قراءتها في صلاة الفجر، وقد أوصت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها النساء بقراءتها، لما لها من فضلٍ عظيمٍ، وأجرٍ كبير، كما تعدأفضل سورة لجلب الرزق، هي سورة الواقعة لما ورد من فضائلها، أن مداومة قراءتها بتفكر وتدبر آياتها، تمنع الفقروالفاقة، وتجلب الرزق، وتمنع البؤس، حيث قد سميت بسورة الغنى، كما أنمن داوم على قراءتها لم يُكتب من الغافلين، لما فيها من ترهيبٍ وذكرٍ لأهوال القيامة والحساب والعقاب والاحتضار، فلا تترك من يقرؤها فرصة أن يكون غافلًا أبدًا،ما رواه ابن دقيق العيد عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قالَ أبو بَكْرٍ: يا رسولَ اللَّهِ أراكَ قد شِبتَ؟ قالَ: «شيَّبتْني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتساءلونَ»، لما ورد في هذه السّور من التّخويف من عذاب الآخرة، وذكر صفات الجنّة.
وروى الهيثمي في معجم الزوائد أنَّ عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال: «قرأتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سورةَ الواقعةِ فلمَّا بلغْتُ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فرُوحٌ وَرَيحَانٌ يا ابنَ عمرَ».
ومن أصحّ ما جَاء في فضائل وأسرار سورة الواقعة ما رُوي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قرأ سورةَ الواقعةَ كلَّ ليلةٍ لم تُصِبهُ فاقةٌ أبدًا وقد أمرتُ بناتي أن يقرأْنها كلَّ ليلةٍ»، وقراءة الواقعة بابٌ من أبواب الرزق كما في الحديث؛ من قرأها لم يفتقر ومن داوم عليها استغنى؛ حيث سُمّيت في موضعٍ آخر بسورة الغِنى، وفي صحة ذاك الحديث نظر.
وفي إجابته على سؤال أى سورة في القرآن لفك الكرب وجلب الرزق؟.. قال الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه قد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه انه كان يقول "اقرأوا سورة الواقعة فمن قرأها كل ليلة وقاه الله شر الفاقة"، والفاقه تعنى الفقر.
وتابع خلال البث المباشر المذاع عبر صفحة دار الإفتاء عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "فإذا داوم الإنسان على قراءة سورة الواقعة كل ليلة فإنها تقيه من الفقر وتجلب له الرزق وهذه من أسرار سورة الواقعة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سورة تجلب الرزق المزيد رسول الله صلى الله علیه وسلم القرآن الکریم سورة الواقعة سورة الشرح من القرآن فضل سورة ما ورد
إقرأ أيضاً:
آيتان بهما كنز عظيم .. داوم على قراءتهما كل يوم وليلة
روى حديث عن ابن عباس رضي الله عنه قال : بينما جبريل عليه السلام قاعدا عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال : " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم " فنزل منه ملك فقال : " هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم فقال : أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته " رواه مسلم .
وأضاف وهدان "هذا الحديث يتحدث عن بركة هاتين الآيتين وهما خواتيم سورة البقرة ولو علمتم ما فيهم من فضل وبركة لن تتركوا قراءتهم كل يوم، وذكر أن سيدنا علي رضي الله عنه كان لا ينام قبل أن يقرأ خواتيم سورة البقرة .
آخر أيتين من سورة البقرةآمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ".
فضل خواتيم سورة البقرة1) نورٌ للمسلم، فقد أخرج الإمام مسلم من صحيح السنّة النبويّة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّه قال: (بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ)، فقد أُخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- بفضل خواتيم سورة البقرة؛ فكانت نورًا يهتدي به المسلم إلى الطريق المستقيم في الدنيا، وكذلك يوم القيامة، ويكون نورها في الدنيا؛ بإرشادها وهدايتها للمسلم إلى طريق الهداية والطريق المستقيم.
2) كفايةٌ للمسلم في ليلته، كما أخرج الإمام البخاري في صحيحه، عن عقبة بن عمرو -رضي الله عنه-، أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ)، ولفظ: "كَفَتاهُ"؛ يُراد به عدّة معانٍ، منها: أنّ خواتيم سورة البقرة تُغني عن صلاة قيام الليل، وقيل بل عن الأدعية والأذكار، وقيل عن المكروه، وذلك بما تتضمّنه تلك الآيات من خيري الدنيا والآخرة.
3) دليلٌ على رحمة الله -سبحانه- بالأمّة، فحين نزل قول الله -تعالى-: (لِّلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّـهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، وقعت الخشية في قلوب المؤمنين؛ حذرًا من مؤاخذة الله لهم على ما يُخفونه في أنفسهم، فأرشدهم النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى السمع والطاعة، فنزل قول الله -تعالى-: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)، ثمّ نزلت آخر آيةٍ من سورة البقرة، متضمنةً دعاء المؤمنين الذي استجابه الله لهم، قال -عزّ وجلّ-: (لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).
ماذا يحدث في المنزل عند قراءة سورة البقرةليس هنالك وقت محدد تلزم فيه قراءة سورة البقرة، فيجوز قراءتها كل يوم، أو كل يومين، أو كل أسبوع مرة، غير أن الإكثار من قراءتها والمداومة عليها، أمر مرغب فيه، ومأجور عليه فاعله، وروى مسلم وغيره عن أًبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ». قَالَ مُعَاوِيَةُ: بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ: السَّحَرَةُ، ومنخصائص سورة البقرة أن من قرأها في بيت لم تدخله الشياطين ثلاث ليال، ففي صحيح ابن حبان عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامًا، وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ لَيْلًا لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلَاثَ لَيَالٍ، وَمَنْ قَرَأَهَا نَهَارًا لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ»، وفيها آيتين من قرأهما في ليلة كفتاه، كما ثبت في صحيح البخاري وغيره، عن أَبي مسعودٍ البدْرِيِّ -رضي الله عنه- عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «منْ قَرَأَ بالآيتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورةِ البقَرةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ» متفقٌ عَلَيْهِ، موضحًا: قيل معناه كَفَتَاهُ من قيام الليل، وقيل من الشيطان، وقيل من الآفات، ويحتمل من الجميع.
لسورة البقرة فوائد كثيرة أهمها:
تأتي يوم القيامة تدافع عن صاحبها، ولا يقدر عليها البطلة اى السحرة، وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن البيت الذي يقرأ فيه البقرة لا يدخله الشيطان 3 ليال.
سورة البقرة
قراءة القرآن عبادة محبوبة عند الله ورسوله، وأن النبي بشر قارئ القرآن بأن له بكل حرف حسنة، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف وميم حرف ولام حرف، ومن يقرأ كل يوم سورة البقرة، فعليه أن يتصور عدد حروفها وبكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها، وله أجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى.
ومن أرد البركة والخير في كل شيء فعليه بالقرآن فلك أن تقرأ وردًا يوميًا من القرآن ولسورة البقرة خاصًا عجائب في قراءتها، فإن الشياطين تنفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة وتحفظ الذي يقرأها من السحر، ومن قرأها في الصباح بعد صلاة الفجر حفظه الله بها من الشياطين حتى يمسي ومن قرأها مساءً قبل صلاة المغرب حفظه الله من الشياطين حتى يصبح، ومن قرأها بتدبر متيقنًا بها وتفهم معانيها شفي من كل سوء أصابه من مرض أو سحر أو مس أو قلق أو اكتئاب ثم تشعر بالسعادة والرضا بعد قراءتها.
وبعد شهر من دوام القراءة سوف تجد عجائب أنت تحبها مثل: استجابة سريعة لدعواتك تيسير كل أمورك وأحوالك إحساسك بحب الناس وعدم الكراهية لأشخاص كنت تكرهها وسوف تجد الرضا والخير والبركة والشعور بالراحة التامة، فهى من السور الكبيرة في القرآن وهي مدنية وعدد آياتها 286، وفضل قراءتها كثير منها أنها بركة ترد الشياطين من المكان الذي تقرأ فيه: عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه" و"اقرأوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما" "واقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة".
وهى من السورة التى تحتوى على أعظم آية في القرآن وهي آية الكرسي: عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟" قال: قلت الله ورسوله أعلم قال "يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟" قال: قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم، قال فضرب في صدري وقال: "والله ليهنك العلم أبا المنذر" رواه مسلم.
كما أن آخر آيتين فيها تحفظان من يقرأهما: عن أبي مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في ليلة كفتاه".
6 فوائد عظيمة للبيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة
1- سورة البقرة تقي من السحر والحسد في البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة تهجره الشياطين الذين هم مصدر أعمال السحر والأذى للناس، وجاء في حديث شريف: «فإنّ أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة»؛ فالحديث يتضمن آثار الأخذ بسورة البقرة وقراءتها والتمسك بأحكامها، حيث تحل البركة في المال والأهل والولد، كما تدفع عن المسلم الحسرة بسبب ضياع أحد أسباب الحفظ والوقاية والتفريط بها، وكذلك لا تتمكن من اختراق هذه السورة العظيمة وبركاتها وآثارها الطيبة جموع السحرة المبطلين الذين يستعينون بالشياطين من أجل تحقيق مآربهم لإفساد بيوت المسلمين بأعمال السحر والشعوذة .
2- تنير بيت المسلم حيث تمنع عنه صفة القبورية التي تحل بالبيوت التي تهجر فيها قراءة القرآن الكريم؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه- أنَّ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلّم- قالَ: «لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِر فإنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فيهِ سُورَةُ البَقَرَةِ».
3- تشفع لأصحابها يوم القيامة وترفع من شأن المؤمن في الدنيا، كما صوّر النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح كيف تأتي الزهراوان وهما: سورتا البقرة وآل عمران يوم القيامة كأنهما غمامتان تظلان صاحبهما وتحاجان عنه يوم القيامة.
4- تشتمل على أحكام تهم المسلمين فقد جاءت في سورة البقرة أحكام الطلاق والعدة والوصية وأحكام البيع والشهادة والرهن وتحريم الربا، ولذلك تسمى سورة البقرة عند علماء المسلمين بأنها فسطاط المسلمين لمكانتها في الفقه والشريعة الإسلامية.
5- تشتمل على أعظم آية في كتاب الله -تعالى- وهي آية الكرسي، والتي من فضائلها أنها تحفظ المسلم عندما يقرؤها قبل نومه، وكذلك فضل قراءتها دبر كل صلاة وفي ذلك جاء قوله -عليه الصلاة والسلام-: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ»، [صحيح بخاري].
6- كما أنّ آخر آيتين من آيات سورة البقرة لهما فضل عظيم، فجاء في الحديث الشريف: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه»، [حديث صحيح].