-يقول العارفون والمحللون السياسيون، إن سياسة الجنون التي يتبعها الرئيس الأمريكي – والتي هي أقرب ما تكون إلى البلطجة، وأساليب زعماء العصابات، وقادة شبكات المافيا – ليست أبدا من ابتكارات وبنات أفكار دونالد ترامب، ولكنها استراتيجية معتمدة في السياسة الأمريكية، منذ أمد بعيد، وكان أول من استخدمها – وفق المحللين – الرئيس ريتشارد نيكسون ومن ثم رونالد ريغان، وكل ما أحدثه فيها ترامب وكل ما أضاف عليها هو المزيد من الوقاحة والغطرسة، والابتعاد الكلي عن اللياقة والأدب وكل القواعد المتعارف عليها في العمل الدبلوماسي.
-يوضح الكاتب والمحلل السياسي العربي الدكتور منذر الحوارات: إن هذه السياسة المفضلة لسيد البيت الأبيض هذه الأيام هي ” جزء من استراتيجية يُطلق عليها عقيدة الجنون، التي تعد واحدة من أكثر أدوات السياسة تعقيدا، وتقوم على إثارة الشك لدى الخصوم والشركاء على حد سواء، وتجعلهم يعتقدون أن تصرفات الرئيس غير متوقعة، وأنه مستعد لاتخاذ خطوات مدمّرة إذا لزم الأمر، ما يدفعهم لتقديم التنازلات، بالتالي فهي تجبر خصومه على التعامل معه بحذر، وتمنحه موقفا تفاوضيا أقوى”.
-بذاءة وانحطاط هذا النوع من الاستراتيجيات السياسية، تجلّت في أوضح صورها خلال لقاء ترامب مؤخرا مع ملك الأردن وولي عهده، وما قاله أمام جمع من الصحفيين، وما أراد أن يقوّل ضيفه المسكين، وقد بدا الأخير مرتبكا خائر القوى، يوشك على البكاء.
-تحدث ترامب بعنجهية وثقة تتجاوز حدود الإسفاف والبجاحة والابتذال عن الاستيلاء على قطاع غزة، مقابل إعطاء سكانها قطعة أرض في مصر، وأخرى في الأردن ليعيشوا فيها بسلام، وأنهم كما زعم -وبجهل وسطحية غير مسبوقة في التعامل مع الشعوب التوّاقة للحرية والكرامة- سيحبّون عرضه، وسيقعون سريعا في عشق تلك البيوت التي ستشيّد لهم بطريقة راقية، في أماكن صالحة للعيش، وليس كما هو الحال في القطاع المدمّر، ليس بكارثة طبيعية – كما يعلم الناس جميعا- وإنما بفعل صواريخه وقنابله التي زوّد بها مجرمي كيان الاحتلال الصهيوني.
-بلطجة ترامب وأعضاء إدارته المتناغمين مع جنونه، لم تقف عند فلسطين وغزة والضفة، وجرائم التهجير والضم والإلحاق التي باتوا ينبحون حيالها ليلا ونهارا، بل امتدت لتمس دولا عديدة في المنطقة والعالم، وصاروا يرددون بصفاقة وغطرسة وسقوط ما يحلم به نتنياهو المطلوب الأول للعدالة الدولية، وما يروّج له من خارطة الشرق الأوسط الجديد ودولة “إسرائيل الكبرى”.
-اختط الطاغية ترامب نهجا سياسيا مرتكزه التنمُّر والغطرسة المطلقة، دون إعطاء أي اعتبار لمضامين القوانين الدولية ومبادئ وقيم الأمم المتحدة وقواعد الدبلوماسية الدولية، وهدفه في ذلك – كما بات واضحا – تصفية القضية الفلسطينية وتقديم الهدايا الدسمة لحلفائه الصهاينة.
-جنون ترامب لا يستهدف بدرجة رئيسية – كما قد يفهم البعض – روسيا ولا الصين ولا كندا ولا بنما ولا المكسيك ولا الدانمارك ولا غيرها، وكل ما يفتعله في هذا الشأن، إنما هو – من وجهة نظري الشخصية – تخويف استراتيجي لقادة وشعوب الدول العربية والإسلامية، فهم دون الآخرين الأضعف في القوة والمواقف والأغنى في الثروات والموارد التي تجعل رجل أعمال مثل ترامب يسيل لعابه إزاءها ولن يتردد للحظة في الاستيلاء عليها ومصادرتها واحدة بعد الأخرى.. فماذا هم فاعلون؟!.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ترامب يكشف عن المواضيع التي سيناقشها مع بوتين
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، عن المواضيع التي سيناقشها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عندما يجريان اتصالا هاتفيا مرتقبا.
وقال ترامب إنه سيتحدث إلى بوتين، غدا الثلاثاء، بشأن إنهاء الأزمة في أوكرانيا، ومن المرجح أن تكون تنازلات كييف عن أراض والسيطرة على محطة زابوريجيا للطاقة النووية من أبرز القضايا في المحادثات.
وقال ترامب، للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية في رحلة من فلوريدا إلى واشنطن "نريد أن نرى مدى قدرتنا على إنهاء هذه الحرب. ربما نستطيع، وربما لا، لكنني أعتقد أن لدينا فرصة جيدة للغاية... سأتحدث مع الرئيس بوتين الثلاثاء. تحقق الكثير من العمل في مطلع الأسبوع".
ويريد ترامب كسب دعم بوتين لمقترح وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما الذي قبلته أوكرانيا الأسبوع الماضي.
وحين سُئل عن التنازلات، التي يُنظر فيها في مفاوضات وقف إطلاق النار، قال ترامب "سنتحدث عن الأرض. سنتحدث عن محطات الطاقة... نحن نتحدث بالفعل عن ذلك، وعن تقسيم بعض الأصول".
وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الاثنين، أن بوتين سيتحدث مع ترامب عبر الهاتف لكنه امتنع عن التعليق على تصريحات ترامب بشأن الأراضي ومحطات الطاقة.
وقال الكرملين إن بوتين أرسل رسالة إلى ترامب بشأن خطته لوقف إطلاق النار عبر المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الذي أجرى محادثات في موسكو، وعبر عن "تفاؤل حذر" بإمكانية التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات.
وفي لقاءات مختلفة في برامج تلفزيونية، أمس الأحد في الولايات المتحدة، أكد ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار ترامب للأمن القومي مايك والتز أنه لا تزال هناك تحديات يتعين تذليلها قبل أن توافق روسيا على وقف إطلاق النار وقبل التوصل لحل سلمي للحرب.