يمانيون:
2025-02-19@22:51:40 GMT

مخطّط مُحكم لحصار المقاومة وجمهورها

تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT

مخطّط مُحكم لحصار المقاومة وجمهورها

يمانيون../
أصبح واضحًا مخطّط الإطباق على المقاومة وجمهورها برعاية أميركية وبيدٍ “إسرائيلية”.

كلما خطر ببال الناطق باسم الجيش الصهيوني أن يتسلى بنا أطلق تحذيرًا وتهديدًا بمنع هذه الطائرة أو تلك من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي وإلا سيتم قصفها، فيسارع المسؤولون اللبنانيون لإرضائه بمنع هذه الطائرات من الهبوط حفاظًا على المطار الوحيد الذي يملكه لبنان.

لا شك أنّ “إسرائيل” تستطيع أن تنفذ تهديدها ولا أحد يمكنه ردعها فهي تفلتت من كلّ الضوابط وكلّ القوانين والقرارات الدولية مستندة إلى دعمٍ سخي من الإدارة الأميركية. فما المانع في الفترة القادمة من أن تطلب “إسرائيل” منع هبوط طائرة آتية من إفريقيا أو من تركيا أو من العراق أو من البرازيل أو من أي مكان في العالم، ولنفس العذر (على متنها ملايين الدولارات)؟

ولنناقش موضوع إدخال أموال من إيران إلى لبنان. فالكل يعلم أن هذه الأموال مرسلة لإعادة إعمار ما هدمته “إسرائيل” وليس لتسليح المقاومة. سلاح المقاومة لا يؤمن بأموال ترسل إليها لتشتري بها أسلحة! من أين ستشتريها؟ من أي سوق؟

إنها أموال تُرسل بهدف إعادة الإعمار.
الدولة اللبنانية عاجزة عن تأمين تكاليف إعادة الإعمار.
إذًا المقصود، لا إعادة إعمار إلا بأثمان سياسية على المقاومة وجمهورها أن يدفعوها. إذًا الابتزاز هو سيد الموقف.

جمهور المقاومة يشعر أن هناك من يحاول إذلاله وخنقه بمنع عودته إلى قراه في الجنوب وبإعادة إعمار ممتلكاته في الجنوب وفي بيروت والبقاع وأنه مستهدف في السياسة. خرج هذا الجمهور إلى الشارع ليعبر عن غضبه إزاء ما يجري من حصار عليه، وأغلق طريق المطار للضغط على السلطة السياسية للعودة عن قرار منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار رفيق الحريري، لكن ما حدث من اعتداء على آليات تابعة لقوات الطوارئ الدولية غيَّر مشهد هذا الاعتصام وأوقعه في فخ خطأ كبير، يسيء إلى المعتصمين أنفسهم قبل الإساءة إلى لبنان، فهذا يعتبر اعتداءً على القوانين الدولية وله تداعيات خطيرة.

قامت الأجهزة الأمنية بتوقيف عدد من المشاركين في هذا الاعتداء، والتحقيقات ستظهر ما إذا كان هذا العمل نفذ من قبل مدسوسين أم من شبان متفلِّتين لا يعون عواقب أفعالهم. نتائج التحقيق ستظهر الحقيقة.

حزب الله استنكر هذا العمل وعلى لسان رئيس وحدة الارتباط الحاج وفيق صفا، أدان ما جرى وقال: إن “المقاومة على علاقة جيدة مع قوات الطوارئ الدولية ولا ترضى بهذه التصرفات”.

دعت المقاومة إلى اعتصام ثانٍ البارحة على طريق المطار. وألقى مسؤولون فيه كلمات دعت الدولة إلى عدم الخنوع والارتهان لما تمليه علينا “إسرائيل”.

الاعتصامات لاقت انتقادات من الفريق الذي يناهض المقاومة في لبنان، إذ نادى بعض أقطاب هذا الفريق بعدم إغلاق طريق المطار، لأنه ملك كلّ اللبنانيين ويعطل مصالحهم، متناسين إغلاق الطرقات في كلّ لبنان على مدى أكثر من سنة وتعديهم على الأملاك العامة والخاصة وقيامهم بعمليات تخريب واعتداء على القوى الأمنية بحجة التظاهر السلمي.

ساعات قليلة تفصل عن موعد انسحاب “إسرائيل” من جنوب لبنان، فيما يُحكى عن بقاء “إسرائيل” في خمس نقاط على طول الحدود الجنوبية، حيث عُلم أن نتنياهو في زيارته الأخيرة إلى أميركا طلب تمديد بقائه في جنوب لبنان فترة جديدة، ولكن ما رشح عن تلك الزيارة يشي بأن الإدارة الأميركية رفضت طلبه.

اقترحت فرنسا أن تقوم قواتها بالتمركز في هذه النقاط الخمس تحت راية قوات الطوارئ الدولية، الحل الذي أراه ناجعًا لكل الفرقاء في المنطقة، لكن “إسرائيل” رفضت هذا الاقتراح.

آليات ضخمة وجرافات شوهدت تنقل عوائق ضخمة من الباطون إلى هذه النقاط، مما يدل أن “إسرائيل” بدأت بترصين هذه النقاط للتمركز فيها.

السلطة اللبنانية المتمثلة بفخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء أبلغت أميركا وفرنسا رفضها القاطع لتمديد مهلة بقاء الجيش “الإسرائيلي” في جنوب لبنان ولو لنصف ساعة، كما رفضت الطرح القاضي باحتفاظ “إسرائيل” والتمركز في النقاط الخمس التي يُحكى عنها، فهذا يعتبر احتلالًا سيجري التعامل معه على هذا الأساس.

إصرار “إسرائيل” على البقاء في هذه النقاط الخمس داخل الأراضي اللبنانية بعمق يتراوح بين 300م غربًا و2000م شرقًا، هدفه يتعدى السيطرة على نقاط إستراتيجية والتحكم بكامل منطقة جنوب الليطاني، فهي تريد أن تقول، إن النقاش حول الخط الأزرق ونقاط الخلاف فيه أصبح من الماضي، فنحن أمام أمر واقع جديد، بخط انسحاب جديد داخل الأراضي اللبنانية، بالعمق المذكور أعلاه.

اقترب موعد تشييع سماحة الشهيد الأسمى السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، في ظل توتر أمني خطير. هذا التشييع الذي من المتوقع أن يكون تاريخيًا بحشد جماهيري، سيظهر قيمة الشهيدين في لبنان والعالم ومدى التصاق جمهور المقاومة بنهجها وعدم التخلي عنه مهما كانت التضحيات.

إذًا، نحن في أخطر وأعقد مرحلة يمر بها لبنان، والأيام القليلة القادمة ستحدّد مصير الانسحاب “الإسرائيلي”، خصوصًا في ظل ما يحكى عن قدوم السيدة مورجان مبعوثة الإدارة الأميركية إلى لبنان، لنعرف موقف هذه الإدارة من هذا الانسحاب إذا كان سيتم في موعده وكيف سيكون شكله.

العهد الإخباري – منير شحادة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: هذه النقاط

إقرأ أيضاً:

ساعات حاسمة تقرّر مصير الانسحاب من الجنوب وتل ابيب تستثني النقاط الخمس

تصاعدت أمس حرارة الاستحقاق الجنوبي مع الغموض الذي ظل يكتنف المؤشرات الميدانية والديبلوماسية حيال الانسحاب الإسرائيلي لدى انتهاء المهلة الممدّدة للانسحاب غداً الثلاثاء.
وحتى البارحة لم يكن المسؤولون اللبنانيون، وفق معلومات "النهار"، قد تبلغوا معطيات حاسمة من الجانب الأميركي أو اليونيفيل من شأنها أن توفر تأكيدات حيال انسحاب ناجز وكامل للقوات الإسرائيلية من البلدات والقرى والنقاط الخمس الحدودية التي لا تزال تتمركز فيها، فيما مضت هذه القوات في ممارسات التفجير والقتل بما أبقى الشكوك الثقيلة عالقة حيال موعد 18 شباط.
غير أن صحيفة "إسرائيل هيوم"، ووسائل إعلام إسرائيلية أخرى أفادت أنّ الجيش الإسرائيلي يستعدّ للانسحاب الكامل من جنوب لبنان خلال يومين. وقالت مصادر أمنيّة للصحيفة الإسرائيليّة: "لم نتلق تعليمات من القيادة السياسية بشأن البقاء في أي نقطة في جنوب لبنان. وأضافت: "ننتظر توجيهات القيادة السياسية بشأن الانسحاب من لبنان أو تمديد البقاء". وأشارت إلى أنّ "قوات الجيش الإسرائيليّ ستنتشر قرب الحدود مع لبنان بثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب".
وكتبت" الاخبار": حتى ليل أمس، كان القرار الأخير للعدو يقضي بالانسحاب بحلول يوم غد من البلدات الجنوبية المحتلة، باستثناء ما بات يُعرف بالنقاط الخمس. ووفق مصادر مطّلعة، فإن العدو «رضخ» لضغوط الولايات المتحدة بالانسحاب من كل من يارون ومارون الرأس وبليدا وميس الجبل ومركبا وحولا والعديسة وكفركلا غداً مع انتهاء مهلة الانسحاب الممدّدة من 26 كانون الثاني الماضي.
لكنّ الانسحاب لن يكون شاملاً على صعيدين:
الأول، ستتراجع قوات الاحتلال إلى أطراف البلدات الحدودية الشرقية لناحية فلسطين المحتلة كما فعلت في عيترون ومروحين ورامية وغيرها، حيث انسحبت من الأحياء الداخلية وتمركزت في الأطراف، وهو ما أشار إليه رئيس لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي غاسبر جيفرز الجمعة الماضي في بيان صدر بعد اجتماع اللجنة، حين أشار إلى أن الجيش اللبناني «جاهز للانتشار من المراكز السكانية للبلدات».
والثاني، النقاط الخمس التي أعلنت إسرائيل نيتها الاحتفاظ بها قبل أكثر من شهر من انتهاء مهلة الستين يوماً، وهو ما أبلغه المبعوث الأميركي الخاص السابق عاموس هوكشتين إلى المسؤولين اللبنانيين في كانون الثاني الماضي، إذ لم يتراجع العدو عن خطته، لكنه بدّل في خريطة النقاط التي رست أخيراً على كل من: اللبونة في خراج الناقورة، وجبل بلاط بين مروحين ورامية، وجل الدير وجبل الباط في أطراف عيترون الشرقية لناحية يارون ومارون الرأس، والدواوير على طريق مركبا - حولا، وتلة الحمامص عند تقاطع سهلي الخيام والوزاني قبالة مستعمرة المطلة. وتخلّت إسرائيل عن نيتها الاحتفاظ بتلتي العزية والعويضة الواقعتين بين الطيبة والعديسة وكفركلا مقابل ترتيبات أمنية من خلال انتشار قوات اليونيفل فيهما.
خطة إسرائيل قضت منذ البداية بالبقاء بشكل مباشر في النقاط الخمس. لكنّ الاعتراضات اللبنانية دفعت بأميركا وفرنسا لاقتراح نشر قوات تابعة لهما في تلك النقاط كبديل عن قوات الاحتلال. خطة المبعوثة الأميركية الخاصة للبنان مورغان أورتاغوس بنشر قوات أميركية لاقت تحفظاً لبنانياً، ما دفع فرنسا إلى اقتراح نشر قوات من الجيش الفرنسي فيها كحل وسط. لكنّ رئيس الجمهورية جوزف عون أصرّ على نشر الجيش وقوات اليونيفل، من أجل تحرير كل الأراضي الجنوبية.
إلا أن المفاوضات الدولية لم تؤثّر على قرار العدو الذي أبلغ لجنة الإشراف بأن قواته ستبقى في النقاط الخمس بشكل مباشر.
اللجنة الخماسية التي ترضخ لإملاءات إسرائيل، تُفشل في المقابل خطط الجيش اللبناني للانتشار في البلدات المحتلة. وبحسب المصادر، طرح وفد الجيش خطة للانتشار يومي السبت والأحد في بليدا وميس الجبل وحولا ومركبا، لكن لجنة الإشراف رفضت طلبه. وأعاد الطلب للانتشار اليوم، من دون حسم الأمر.
وفي السياق أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أمس أن "الولايات المتحدة وإسرائيل تتوقعان أن تعمل الدولة اللبنانية على نزع سلاح حزب الله" المدعوم من إيران. وأضاف روبيو في مؤتمر صحافي جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس: "في ما يتعلق بلبنان، أهدافنا متوافقة، دولة لبنانية قوية قادرة على مواجهة حزب الله ونزع سلاحه".
وقال نتنياهو، "إننا ملتزمون بوقف إطلاق النار في لبنان، ونتوقع من الحكومة اللبنانية أن تلتزم بدورها بذلك". وأضاف أنّه "يجب نزع سلاح حزب الله بالكامل، ويُفضل أن يتم ذلك بواسطة الجيش اللبناني". وأشار إلى أنّ "إسرائيل لديها الوسائل لتطبيق وقف النار في لبنان".
وقبل يومين من موعد الانسحاب، لوحظ أن قيادة الجيش اللبناني عاودت "التشديدعلى ضرورة عدم توجُّه المواطنين إلى المناطق الجنوبية التي لم يستكمَل الانتشار فيها، والالتزام بتوجيهات الوحدات العسكرية المنتشرة، وذلك حفاظاً على سلامتهم وتفاديًا لسقوط أبرياء، نظرًا لخطر الذخائر غير المنفجرة من مخلفات العدو الإسرائيلي، إلى جانب احتمال وجود قوات تابعة للعدو في تلك المناطق".
وغداة اغتيال مسيرة إسرائيلية مسؤولاً ميدانياً في "حزب الله"، أطلق الجيش الإسرائيلي أمس النار على أهالي حولا الحدودية بالتزامن مع دخولهم البلدة للمرة الأولى حيث عملوا على انتشال جثامين عدد من أبنائهم الذين ما زالوا تحت ركام المباني. وقضت الطفلة خديجة عطوي، كما أن مجموعة من النساء والأولاد والشبان حوصروا داخل البلدة فيما كانت تتعرض لقصف مدفعي وإطلاق النار. 

ومساء أمس شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين على السفح الشرقي للسلسلة الغربية استهدفتا أطراف بلدة حربتا ووادي الزينة بوداي في البقاع الشمالي.
 

مقالات مشابهة

  • العميد خالد حمادة: النقاط التي تحتفظ بها إسرائيل في جنوب لبنان ذات أهمية إستراتيجية
  • بعد مرور الموعد النهائي.. عون يطالب بانسحاب إسرائيل من النقاط الحدودية
  • خواجة: من حقنا أن نستخدم كافة الوسائل للدفاع عن أرضنا
  • خبير عسكري يوضح تأثير النقاط التي لن ينسحب منها الاحتلال جنوب لبنان
  • «التضامن» و«العمل الدولية» تبحثان تعزيز التعاون لمكافحة عمل الأطفال
  • تداعيات كثيرة لبقاء اسرائيل في النقاط الخمس
  • ما النقاط التي لن ينحسب منها الاحتلال جنوب لبنان؟
  • الجيش الإسرائيلي: سيسمح غدا للبنانيين بالوصول للقرى التي غادروها
  • بقاء قوات إسرائيلية في 5 مواقع استراتيجية بجنوب لبنان
  • ساعات حاسمة تقرّر مصير الانسحاب من الجنوب وتل ابيب تستثني النقاط الخمس