اقتحامات وإصابات في مدينة نابلس وجنين.. ماذا يحدث في الضفة الغربية؟
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي، من عملياته العسكرية في مدينة نابلس وجنين وطولكرم شمالي الضفة الغربية ما أسفر عن اعتقالات واندلاع مواجهات عنيفة.
وفي الوقت ذاته، أثار وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، جدلاً واسعاً بإعلانه أن هدف الحكومة لعام 2025 هو «هدم ما يبنيه الفلسطينيون» في الضفة الغربية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»
اقتحام مدينة نابلسوفي مدينة نابلس في الضفة الغربية، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلالالبلدة القديمة، حيث انتشر القناصة على أسطح المنازل، وحاصرت قوات الاحتلال منزلاً استُهدف بقذائف «الأنيرجا»، فيما منعت الطواقم الطبية من الوصول إلى المصابين، بحسب تقرير جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
هذا الاقتحام أسفر عن إصابة 7 فلسطينيين، خلال مواجهات اندلعت وسط مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الطواقم الطبية في مستشفى رفيديا الحكومي تعاملت مع 7 إصابات، من بينها حالتان وُصفتا بالمتوسطة إلى الخطيرة، بينما كانت بقية الإصابات طفيفة.
ماذا يحدث في الضفة الغربية؟وخلال الـ27 يومًا ماضية، تستمر الاقتحامات المتكررة وعدوان الاحتلال على الضفة الغربية، ففي جنين، أسفر العدوان عن ارتقاء 25 شهيدًا، ودماراً واسعاً في البنية التحتية والممتلكات.
كما حلق الطيران الحربي والمسيرات التابعة للاحتلال الإسرائيلي بكثافة في سماء جنين، بينما حوّلت قوات الاحتلال منازل الفلسطينيين إلى ثكنات عسكرية، لا سيما قرب جامع الأسير في المخيم.
واعتقلت القوات شاباً من بلدة عرابة جنوب جنين بعد اقتحامها، كما داهمت بلدة اليامون، مخلفة أضراراً في منازل المواطنين.
أما في طولكرم، استمر حصار الاحتلال الإسرائيلي للمدينة ومخيمها لليوم الـ21 على التوالي، ولليوم الثامن على مخيم نور شمس، وسط تعزيزات عسكرية مكثفة، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
وتمركزت قوات الاحتلال في شارع العليمي وشارع نابلس بين مخيمي طولكرم ونور شمس، حيث أخضعت المركبات وركابها للتفتيش والاستجواب، كما شهدت المنطقة اقتحامات متكررة لمنازل المواطنين، ما أدى إلى نزوح آلاف السكان قسراً من المخيمات في ظل أوضاع إنسانية متدهورة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مدينة نابلس جنين الضفة الغربية الاحتلال اسرائيل اقتحامات الضفة اخبار فلسطين فی الضفة الغربیة مدینة نابلس
إقرأ أيضاً:
الهدم والتهجير في الضفة الغربية.. الوجه الآخر للإبادة الجماعية في غزة
الثورة /
مع تصاعد العدوان واستمرار المجازر التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة، ضمن الإبادة الجماعية، تكثف قوات الاحتلال الإسرائيلي سياسة هدم المنازل وتهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية، في مشهد يعكس وحدة النهج الإسرائيلي في تعميق مشروع التطهير العرقي عبر الجغرافيا الفلسطينية.
ويأتي هذا التصعيد الخطير بالتزامن مع تسارع وتيرة الاستيطان، وفرض سياسات الضم التدريجي للضفة الغربية، مما يؤكد – وفق خبراء- أن ما تشهده الأرض الفلسطينية لا يمكن اختزاله كرد فعل على عمليات المقاومة في 7 أكتوبر، أو بسبب وجود أسرى إسرائيليين، بل هو امتداد لسياسة كيان احتلال قائمة على نفي الوجود الفلسطيني بكل الوسائل الممكنة.
أرقام تتحدث:
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان رصد في بيان له، تصاعد عمليات الهدم والتهجير وتدمير الممتلكات والمنشآت الفلسطينية، بما فيها تلك القائمة منذ عقود، في إطار سعي سلطات الاحتلال إلى فرض وقائع ديموغرافية جديدة عبر انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
وخلال 10 أيام من أبريل الجاري، وثق المركز الحقوقي تنفيذ الاحتلال 15 عملية هدم في مختلف محافظات الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، طالت 24 منزلاً، و58 منشأة وخيمة، تسببت في تشريد مئات المواطنين، بينهم نساء وأطفال.
ففي الخليل، هدمت قوات الاحتلال في 9 أبريل منزلين للمواطنين أحمد وفتحي إسماعيل أبو القيعان في بلدة السموع، بعد تجاهل اعتراضات قانونية تقدم بها أصحابها، أحد المنزلين كان يضم 10 أفراد، بينهم 8 أطفال.
أما في القدس المحتلة، فقد أجبر الاحتلال المواطن علاء عبدعليان على تنفيذ هدم ذاتي لملحق منزله وأساسات بناية قيد الإنشاء، تحت تهديد الغرامات الباهظة من بلدية الاحتلال. “حاولت ترخيص الملحق الذي بنيته لعائلتي منذ 2010م، لكنهم رفضوا، وفرضوا عليّ 70 ألف شيكل، ثم أجبروني على هدمه بنفسي”، حسبما يقول عليان.
وفي سلفيت، هدم الاحتلال منزلين مأهولين في بلدة بروقين للمواطنين محمد صبرة وعلاء محمود بدعوى البناء في منطقة مصنفة (ج)، وهي إحدى الوسائل التي تستخدمها إسرائيل لتفريغ هذه المناطق من الفلسطينيين.
أما رام الله، فقد هدمت قوات الاحتلال صالة النعمة للأفراح في بيت لقيا بمساحة 500 متر، وغرفة زراعية في بيت نوبا، تحت ذريعة البناء قرب جدار الفصل العنصري.
وفي نابلس، هدم الاحتلال منزلين في منطقة التعاون العلوي، يعودان للمواطنين ناصر مسروجة وعلي محراب، وكلتاهما عائلتان تضم أطفالاً.
ولم تسلم الأغوار الشمالية من الاستهداف، حيث هدمت قوات الاحتلال في تجمع الرأس الأحمر 45 خيمة وبركسات، وهجّرت خمس عائلات من عائلة أبو عرام، فيما دمرت كذلك محتويات وحظائر تعود لمواشيهم.
وفي بيت لحم، شرّد الاحتلال سبعة مواطنين بعد هدم منزلين في قرية وادي فوكين، أحدهما للمواطن عاصم مناصرة الذي قال: “فوجئت بالجرافات تحاصر المنزل عند الفجر وشرعت بالهدم دون أي فرصة لإخراج الأثاث”.
منهجية العقاب الجماعي:
وتُظهر عمليات الهدم أنها ليست مجرد مخالفات بناء كما تزعم إسرائيل، بل أدوات ضمن مشروع متكامل لتفريغ الأرض من سكانها الفلسطينيين، لا سيما في المناطق المصنفة (ج) التي تشكل أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية، وتخضع لسيطرة الاحتلال الكاملة.
ويتم تنفيذ الهدم إما بذريعة غياب التراخيص، أو ضمن ما يسمى “الإجراءات العقابية”، أو بحجج “قرب الأبنية من المستوطنات أو الجدار”، وهي كلها مبررات تستند إلى منظومة قانونية عنصرية لا تمنح الفلسطينيين الحد الأدنى من حقوق البناء والسكن.
ويشدد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان على أن عمليات الهدم والتهجير القسري تشكل جرائم حرب بموجب اتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر التدمير غير المبرر للممتلكات، كما ترفض العقوبات الجماعية.
ويذكّر المركز بأن محكمة العدل الدولية أصدرت في يوليو 2024م رأياً استشارياً يؤكد عدم قانونية الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ويدعو إسرائيل إلى إنهاء وجودها الاستعماري فوراً.
لا فكاك بين غزة والضفة
ما يجري في الضفة الغربية من تطهير عرقي ممنهج عبر أدوات “قانونية” وهدم ذاتي وهدم قسري وتهجير قسري، يتكامل مع الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة. إنها سياسة استعمارية واحدة تتخذ أشكالًا متعددة لكنها تسير باتجاه واحد وهو اقتلاع الفلسطيني من أرضه.
ومع استمرار تعاجز المجتمع الدولي عن الوقوف بجدية لوقف هذه السياسات وتجريم الاحتلال أمام المحاكم الدولية، يصر الفلسطينيون على مواجهة هذا المشروع العنصري الإحلالي، الذي لم يعد يخجل من الكشف عن نواياه الحقيقية.
مركز الإعلام الفلسطيني