رسائل بنكهة البارود من اليمن إلى المجرم ترامب!! (1)
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
يمانيون../
تواجه الأنظمة العربية اختباراً صعباً في الإجابة عن أطماع خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن احتلال قطاع غزة وتهجير سكانه قسراً إلى أراضٍ في الجوار، في لحظة فاصلة يكتُب اليمنيون فصولها بمادة البارود؛ ويرسم التاريخ عار الخذلان على جبين العرب المطبِّعين؛ فما بعد التهجير ليس كما قبله.
يقيناً، إذا ما نفذ اليهودي ترامب وعده للُقطاء الصهيونية، سيبدأ المستعمرون الجُدد في تنفيذ الخطة التالية؛ رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد بقوة أعظم دولة في العالم هي أمريكا، مثل تلك الخريطة التي يذكِّر بها رئيس وزراء الكيان، بنيامين نتنياهو، العرب دائماً ومراراً وتكراراً، ويظهر فيها حدود الكيان من الفرات إلى النيل، وتعني “إسرائيل الكبرى”.
ماذا يربد ترامب!؟
قد قالها الرئيس الأمريكي المتصهين، دونالد ترامب، صراحة في حالة سُكر: “لا بديل أمام سكان قطاع غزة سوى المغادرة، أريد أن أرى الأردن ومصر تستقبلان الغزيين.. سنفعل ذلك، ونستولي على القطاع، وسيكون الجميع فخورا بذلك”.
وأضاف: “أنا ملتزم بشراء غزة، وأمنح أجزاء منها لدول في المنطقة، سنقوم بإعادة بناء غزة عبر دول ثرية، غزة موقع عقاري مميّز لا يمكن أن نتركه، حماس كانت كارثية بالنسبة للقطاع، والفلسطينيون لن يرغبوا في العودة إلى غزة إذا ما وفّرنا لهم بديلاً أفضل”.
وماذا قال أيضاً؟: “أنا لا أهتم بانتقادات الشرق الأوسط، وقريباً سنطبق الخطة التي ستجلب الاستقرار للجميع، “إسرائيل” ستتولى أمن غزة، وسنعوِّض سكانها بأراضٍ في دول عربية؛ منها السعودية”.
“لن نرفع الراية البيضاء”
وحركة حمـاس ردّت على تصريحات ترامب: “غزة ليست عقاراً يباع ويشترى، بل جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية المحتلة، نستنكر تصريحات ترمب بشأن شراء وامتلاك غزة، ونعتبرها عبثية، وتعكس جهلا عميقا بفلسطين والمنطقة”.
وأضافت: “التعامل مع القضية الفلسطينية بعقلية تاجر العقارات فاشل، شعبنا الفلسطيني سيفشل كل مخططات التهجير والترحيل، غزة لأهلها، ولن يغادروها إلا إلى مدنهم وقراهم المحتلة عام 1948”.
وهكذا رد أهل القطاع على ترامب: “نحن أهل غزة وشعبها لن نرفع الراية البيضاء، ولو قُتلنا جميعاً عن بكرة أبينا، وقد حلّ بنا ما لا تقوى دول عظمى على تحمله، وقد تحملناه، هذه أرض يقاتل فيها طائفة مؤيدة من الله ورسوله، ولن تُغلب”.
مواقف الاستسلام
في ظل هذا التحدي الكبير، لخطة التهجير الاستعمارية، التي تستهدف الأمة، يظل تفاوت المواقف العربية الرسمية والشعبية قائماً ما بين الرفض والتأييد والصمت، وقد احتل الأخير الجمهور الكبير من مطاطأي الرؤوس ومرتجفي القلوب؛ خوفاً من غضب الأسياد وسوط الجلاد، بينما عبَّر المطبعون بالإدانة والاستنكار والتودد المخزي لترامب، وقراره المفروض بلغة الأمر ولهجة القوة.
كان على الأنظمة المستعربة وحكوماتها الخاضعة لترامب، والمطبِّعة لحليفته “إسرائيل”، إرسال رسائل دبلوماسية جريئة، وإخراج جماهير شعوبها في تظاهرات ومسيرات مليونية تعم ساحات وشوارع العواصم والمدن، تسمع طغاة العصر بصوت واحد أن “فلسطين ليست وحدها، والمساس بأرضها وشعبها مرفوض شكلاً ومضموناً”، لا عبر بيانات الإستسلام.
لكن أين هم العرب؟ “للأسف يغطون في نومهم العميق!!”
عنفوان الطوفان اليماني
وفي ظل المواقف الهزلية والخذلان العربي، يعلن اليمن على لسان قائد الثورة، السيد عبدالملك الحوثي، استمرار عنفوان إسناد الطوفان اليمني، قائلاً: “لن نتردد في التدخل العسكري واستهداف الأمريكي و”الإسرائيلي” إذا أعاد عدوانه على قطاع غزة؛ بناءً على تهديد ترمب، ونحن نراقب مراحل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة”.
وأضاف في خطابه، يوم الخميس 13 فبراير 2025: “سنتدخل عسكرياً بالقصف الصاروخي والعمليات البحرية إذا نفذت أمريكا و”إسرائيل” خطة التهجير، أو اعتدت على غزة”.. داعياً كل اليمنيين إلى الخروج المليوني يوم عصر الجمعة الفائت لمخاطبة العدو باللغة التي يفهمها، والقوات المسلحة إلى الجهوزية والاستعداد للتدخل العسكري في لحظه تنفيذ العدو تهديده على غزة.
“.. وهذا رد الإمارات العبرية”
وسط الإجماع الدولي الرافض لخطة ترامب، وخروج أحرار أمريكا للتظاهر أمام مركز النظام الأمبريالي (البيت الأبيض في واشنطن) حاملين علم فلسطين تعبيراً عن رفضهم تصريحات رئيسهم ترامب باحتلال غزة وتهجير أهلها، ورفع المستوطنون الصهاينة في مدينة يافا الفلسطينية المحتلة “(تل أبيب) لافتات الشكر لقرار ترامب التاريخي ضد غزة.
جاء الرد الإماراتي على ترامب برؤية عبرية على لسان سفيرها لدى واشنطن، يوسف العتيبة، في فعاليات القمة العالمية للحكومات بدبي، يوم الأربعاء 12 فبراير 2025، قائلاً: “إنه لم يرى حتى الآن بديلاً لخطة الرئيس ترامب بشأن قطاع غزة”.
وفي رده على سؤال إحدى الوسائل الإعلامية، هل يمكن إيجاد أرضية عامة مع إدارة ترمب بشأن غزة؟ أضاف: “سنحاول.. اعتقد أن النهج الأمريكي الحالي سيكون صعباً، لكن في نهاية المطاف نحن جميعاً نبحث عن حل، لكن لا نعرف حتى الآن إلى أين ستؤول الأمور؟”.
وأجاب السفير العتيبة على هذا السؤال، هل الإمارات تعمل على خطة بديلة لمقترح ترمب؟ بقوله: “ليس بعد.. ليس بعد.. أنا لا أرى حتى الآن بديلاً لما تم اقتراحه.. وإذا كان شخص ما يمتلك بديلاً، فيسعدنا أن نناقشه ونستكشفه.. لكن لم يحدث ذلك”.
خلاصة الكلام في إجابة هذا السؤال: أين تلك الإمبراطوريات التي عاثت في الأرض فساداً قبل أمريكا!؟ وأين ذهب طغاتها؟
أما جواب سؤال: متى يستفيق العرب!؟ فهو في علم الغيب..
السياســـية – صادق سريع
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
اليمن في مهمة إسقاط هيبة أمريكا
يمانيون../
“اليمنيون مستمرون في مهمة إسقاط هيبة الولايات المتحدة، وهيمنتها في الشرق الأوسط، بالضربات الموجعة بالصواريخ والمسيّرات، ولا يزالون يمتلكون مفاجآت وأسلحة ستفاجئ أمريكا وحلفاءها”.. هكذا قال المحلل الجيوسياسي والصحفي البرازيلي بيبي اسكوبار.
وأضاف: “اليمنيون هم الشعب العربي الوحيد على وجه الأرض، الذي يدافع عن فلسطين والفلسطينيين، ويساند غزة عسكرياً لإنهاء حرب الإبادة، كواجب إنساني ومبدأ أخلاقي، وموقف غير قابل للنقاش لا رجعة فيه روحياً وعقائدياً”.
وإذ أكد خسارة أمريكا في الحرب على اليمن، وفشل عدوانها الذي بدأته في 15 مارس الفائت، وأدى إلى استشهاد 107 مدنيين وجرح 223 أشخاص حتى يوم الأربعاء 9 أبريل 2025، أشاد بمواقف اليمن تجاه القضية الفلسطينية ونصرة غزة.
الترسانة المدهشة
يؤكد الباحث في معهد واشنطن -لم يذكر أسمه – بقوله: “اليمن مجتمع قبلي يمتلك تاريخا عسكريا طويلا، والبيئة اليمنية أوجدت أمة محاربين أشداء يصعب إخضاعهم، ما يجعل تدمير قدراتهم العسكرية أمراً مستحيلاً”.
وأضاف لمجلة البحرية الأمريكية (ذا ماريتايم إكزيكيوتيف)، المتخصصة في الشؤون البحرية: “اليمنيون طوروا بنية تحتية عسكرية، وترسانة قوية من الطائرات المسيّرة والصواريخ؛ مثل صواريخ سكود و’إس إس-21’، مخزنة في أماكن متفرقة، ومحصنة جيداً، ما يجعل القضاء عليها مهمة صعبة”.
.. والشريك المباشر
من جهتها، أكدت المحامية المقيمة في جنوب أفريقيا، سوزارن بارداي، أن واشنطن لا تُوسع نطاق الحرب بعدوانها الجوي على اليمن فحسب، بل تتدخل مباشرةً في الصراع المتجذر مع العدوان “الإسرائيلي” المتواصل على غزة.
وقالت، في مقال بصحيفة “ميل آند غارديان” الشهيرة في جنوب أفريقيا بعنوان “البحر الأحمر يشتعل.. أمريكا تقصف اليمن واليمنيون يستهدفون سفن إسرائيل”: “بدلاً من الدعوة إلى إنهاء جرائم العدوان “الإسرائيلي”، اختارت الولايات المتحدة الوقوف إلى جانب الظالم، مُعاقبة الضحية والمقاوم”.
وأضافت: “العدوان الأمريكي على اليمن يُعد انتهاكاً مباشراً للقانون الإنساني الدولي، ويعتبر من جرائم الحرب وفقاً لاتفاقيات جنيف؛ كونه يُسهم في دوامة العنف وجرائم الحرب، ويستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية في اليمن”.
المؤكد في عقيدة الناشطة الحقوقية بارداي، أن التواجد العسكري لأمريكا، والاستعراض الصارخ للقوة، وشن الحرب ضد اليمنيين، متجاهلة القانون الدولي، يثبت مرة أخرى أن التزامها بحقوق الإنسان ليس أكثر من مجرد خطاب أجوف، لا يؤدي إلا إلى عدم الاستقرار وتفاقم التوترات، وتعريض التجارة العالمية للمخاطر.
.. والحصار المشروع
بدوره، أقرّ الحقوقي الأمريكي كريج موكيبر بمشروعية قرار الحصار البحري الذي تفرضه صنعاء ضد الملاحة “الإسرائيلية”؛ دعماً لغزة في القانون الدولي.
وقال، في مقال على منصة “ماندو وايس”، إن صنعاء تفرض الحصار البحري في سياق محاولة لوقف حرب الإبادة الجماعية والحصار غير القانوني الذي تفرضه “إسرائيل” على غزة.
وأضاف: “على الرغم من إستناد صنعاء على أساس قانوني يتعرض اليمن لقصف وحشي بعدوان أمريكي في سبيل حماية “إسرائيل”، ومحاولة إفلاتها من العقاب على الجرائم، التي ترتكبها بحق المدنيين في غزة”.. مؤكداً أن العدوان الأمريكي على اليمن ليس لأنه يخترق القانون الدولي، بل لأنه يطبقه، والإعلام الغربي يعرف ذلك، لكنه يحجب هذه الحقيقة عن العالم.
.. والشعب الذي لا مثيل له
يقول العضو السابق بمجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور الأميركي، ريتشارد بلاك، في مقابلة تلفزيونية: “لا يوجد شعب في العالم يتمتع بالقدرة على الصمود مثل اليمنيين، هؤلاء الناس ولدوا محاربين جاءوا إلى الميدان للدفاع عن غزة”.
يضيف: “لقد تعرض اليمن للقصف عدة مرات، لكن لا أعرف شعب يتمتع بهذه القدرات على الصمود مثل اليمنيين، إذا قتل شخص منهم ينهض آخر ويأخذ مكانه، إنهم ليسوا أشخاصا يتجولون حول العالم، ويغزون بلدا آخر، بل إنهم محاربون يحمون وطنهم، ولا شيء آخر ذو قيمة بالنسبة لهم”.
ما يريد السيناتور ريتشارد قوله: “إن اليمنيين يهاجمون سفن “إسرائيل” في البحر الأحمر، ليسوا كقراصنة على السفن، بل لإسناد غزة ضد العدوان والحصار “الإسرائيلي”، وقد وضحوا ذلك للعالم أجمع”.
.. والبيئة الخطرة
وكان قائد قوات الاتحاد الأوروبي “اسبيدس”، الأدميرال فاسيليوس غريبريس، أقر منتصف الأسبوع لصحيفة “ذا ناشيونال” بصعوبة معركة البحر الأحمر مع القوات اليمنية، واصفاً الوضع بـ”شديد الخطورة”.
وقال: “نعمل في بيئة خطرة بمواجهة هجمات اليمنيين في البحر الأحمر، وأجبرت السفن على تغيير مساراتها من رأس الرجاء الصالح، مما أدى إلى زيادة التكاليف”.
وأضاف: “قواتنا لا تضمن تأمين البحر الأحمر للسفن، والحلول العسكرية لن تحل المشكلة، واليمنيون لن يتوقفوا إلا بالحلول الدبلوماسية”.
.. والمعركة المستمرة
واستأنفت قوات صنعاء الحظر البحري على سفن “إسرائيل” في البحر الأحمر، في 12 مارس 2025، واستهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “هاري ترومان”، ومدمراتها، عدة مرات في البحر الأحمر، ولاتزال تستهدفها بالصواريخ والمسيَّرات إلى اليوم؛ إسناداً لغزة بعد منع الكيان إدخال المساعدات الإنسانية، ومعاودة عدوانه على القطاع.
وأطلقت أكثر من 1170 صاروخاً باليستياً، وفرط صوتي، ومسيّرة، إلى عُمق الكيان، وكبَّدت قوات دول العدوان الأمريكي – البريطاني – “الإسرائيلي”، في المواجهات البحرية، قرابة 230 قِطعة بحريَّة تجارية وحربية؛ ضمن معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدّس”، خلال 15 شهراً إسناداً لغزة ومقاومتها.
وأسقطت 22 طائرة نوع ‘إم كيو 9’، منها أربع طائرات أثناء العدوان الأمريكي – السعودي على البلاد، و18 طائرة كانت آخرها يوم الأربعاء 9 أبريل 2025، فوق أجواء محافظة الجوف، في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، التي أعلنتها صنعاء في نوفمبر 2023؛ إسنادا لغزة، عقب انطلاق عملية “طوفان الأقصى”، في 7 أكتوبر 2023.
السياســـية – صادق سريع