يمانيون../
استطاع الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- من خلال مشروعه القرآني كسرَ حاجز الخوف والصمت من أمريكا.

وأعاد -رحمه الله- للأُمَّـة الأمل في النصر، والطموح في التغيير، والشعور بضعف العدوّ، والإحساس بقوة الإيمَـان، وجسّد القرآن عملًا وسلوكًا، وقدمه كثقافة تمثل الحل الوحيد للأُمَّـة، لبنائها وتطورها، وقوتها في مواجهة أعدائها.

وفي هذا الشأن يقول أُستاذ علم الاجتماع السياسي المشارك عبد الملك محمد عيسى: إن “الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي – رضوان الله عليه – استطاع كسر حاجز الخوف من أمريكا من خلال إحياء الثقة بالله، والإيمان بالوعد والوعيد الإلهي وهي مفاهيم محورية ركز عليها في ملازم “في هدى القرآن”، وقدم رؤية قرآنية متكاملة تعالج الخوف كحالة نفسية تفرضها قوى الاستكبار، وعمل على ترسيخ منهجية تعتمد على العقيدة الصُّلبة، في مواجهة الهيمنة الأمريكية والغربية، فبدأ بترسيخ الثقة بالله كقوة عليا فوق كُـلّ القوى”.

ويضيف عيسى أن “الشهيد القائد أكّـد أن منطلق الثقة بالله هو مفتاح التحرّر من الخوف الذي تسعى أمريكا والكيان الإسرائيلي إلى زرعه في قلوب المسلمين”، موضحًا أن “الإيمان الحقيقي بوعد الله ونصره يمكّن الإنسان من تجاوز الخوف من أية قوة مادية؛ إذ إن الله هو القادر على تغيير موازين القوى لصالح المستضعفين”.

وعن تحرير الإنسان من الخوف، يؤكّـد عيسى، أن “الشهيد القائد ركّز على تحرير الإنسان من الخوف بالمبادرة في المواجهة، حَيثُ وضح أنه بمُجَـرّد التصدي والمواجهة ضد الظلم والاستكبار العالمي، يعد خطوة في كسر حاجز الخوف، وأن الشجاعة المستمدة من الإيمان، تقود إلى النصر”، موضحًا أن “القعود والانتظار هو ما يجعل العدوّ أكثر قدرة على التحكم في الشعوب”.

ويتابع حديثه بالقول: “الوعي القرآني بمفهوم العداء للأُمَّـة الإسلامية ضروري للمواجهة؛ لأَنَّ الخوف من أمريكا والغرب ينبع من ضعف الوعي القرآني وفهم طبيعة الصراع بين الحق والباطل”، موضحًا أن أمريكا “تمثل أنموذجًا للطغيان الحديث مثل فرعون وأنه لا يمكن مواجهتُها إلا بالإيمان الصادق المستمد من القرآن”.

ويتطرق الدكتور عيسى إلى الهيمنة الأمريكية، مؤكّـدًا أن الشهيد القائد “أظهر الهيمنةَ الأمريكية كقوة وهمية من خلال تحليل الواقع”، لافتًا إلى أن أمريكا تعتمد في سيطرتها “على الحرب النفسية والإعلامية وليس على القوة المطلقة، حَيثُ تزرع الخوف والرهبة في قلوب الشعوب؛ بهَدفِ إخضاعهم دون مقاومة فعلية، ولهذا ركز الشهيد على أن القوة الحقيقية تكمن في التمسك بالمبادئ القرآنية والثقة بالله، والعمل على إحياء ثقافة الجهاد والتصدي للطغيان وتحمل المسؤولية”.

الجهاد كموقف شامل:

وبحسب أُستاذ علم الاجتماع السياسي المشارك الدكتور عبدالملك محمد عيسى، فَــإنَّ الشهيد القائد – رضوان الله عليه – عمل من خلال ملازمه على “إعادة مفهوم الجهاد إلى الواجهة ليس فقط كمواجهة عسكرية ولكن كموقف شامل يتضمن مقاومةَ الاستعمار بكل السبل (الثقافية، الاقتصادية، والسياسية… وغيرها) “، مذكرًا بأهميّة الصبر والتضحية في سبيل مواجهة الظلم.

ويشير إلى أن “الشهيد القائد عمل على تقديم أمريكا كعدوٍّ رئيس للأُمَّـة الإسلامية، وأظهرها بوضوح أن أمريكا ليست مُجَـرّد دولة عادية، بل هي رأس الاستكبار العالمي، والشيطان الأكبر الذي يقود حروبًا ضد الإسلام والمسلمين عبر أدواتها المختلفة، مثل “إسرائيل” والأنظمة العميلة، محذرًا من خطر التطبيع والاستسلام لها، فأطلق الشعار القرآني كسلاح نفسي وسياسي وإيمَـاني شعار [الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لـ”إسرائيل”، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام] كوسيلة لكسر حاجز الخوف وتحفيز الأُمَّــة على التصدي المباشر لأعدائها دون رهبة أَو تردّد”، معتبرًا أن “الشعار ليس مُجَـرّد كلمات بل هو موقف عملي يعبّر عن رفض الاستكبار”.

الصرخة ثورةٌ أرعبت أمريكا:

ولأن الشهيدَ القائدَ عرف اللهَ حقَّ معرفته من خلال التدبر العميق في القرآن الكريم وفي السيرة النبوية الصحيحة، يقول الكاتب والإعلامي سند الصيادي: إن “الشهيد القائد – رضوان الله عليه – عاش في ذاته عظمةَ الإيمَـان بالله وَعظمة التمسك به، وكيف أن جبابرةَ العالم وطواغيته يتضاءلون ويتلاشون في ترغيبهم وترهيبهم أمام هذا الإيمَـان والمعرفة الحقة بالله، وَمن خلال هذا الإيمَـان انطلق الشهيد القائد يحاضر الناس من حوله، ويشاركهم هذا الوعي، وَيعيد في أذهانهم رسمَ القيمة العظيمة للدين الإسلامي التي أسقطها دعاة التدين من علماء السوء وعلماء المنفعة”.

ويضيف: “لقد استلهم الشهيدُ القائد تلك الدوافعَ من وحي المسيرة المحمدية، واستطاع الرسولُ الأعظمُ كقائد والقرآن كمنهج، أن يصنعا أُمَّـةً كانت في هامش التاريخ الإنساني قبل أن تتمكّن من أن تهزم الممالك العظيمة وتتوسع في أقطار الأرض بفعل هذا التأثير العظيم للمنهجية الالهية في نفوس من يعتنقها ويفهمها ويبلغ بها أكمل الإيمَـان”.

ويؤكّـد الصيادي في حديثه أن “الشهيد القائد تحَرّك من قناعات ودوافع إيمَـانية صادقة، غير آبهٍ بالمخاطر التي يمكن أن يتعرض لها، وفوارق العدة والعتاد التي يتسلح بها أعداؤه، وكان يرى في أمريكا مُجَـرّد قشة أمام هذا المشروع العظيم، وكان يراهن أن بإمْكَان الأُمَّــة هزيمتها إذَا ما امتلكت الإيمَـان كسلاح وتحَرّكت عمليًّا لتوفر كُـلّ أسباب التدخل والإسناد الالهي لها في المواجهة”.

ويرى الصيادي في منهجية الشهيد القائد يكونُ “الموتُ في سبيل الله نصرًا عظيمًا، وانتصارًا للنفس البشرية في أن تظفر بحياة الخلود، وانتصارًا للمجتمع والأمة في أن يجني ثمار تلك التضحيات، وانحسارًا لمشاريع الأعداء، وهم يرون أُمَّـة مستعدة لأن تفنى دون مبادئها”.

وفي ختام حديثه يؤكّـد الصيادي أن “الشهيد القائد شخّص طواغيت هذا الزمن وأحسن التصويب إليهم بأسمائهم، وكان شعار الصرخة بمثابة ثورة أرعبت أمريكا، وهي لا تزال في مهدها، فما بالنا ونحن اليوم نرى الصرخة وقد أثمرت وشكلت هزائمَ متلاحقة لأمريكا و”إسرائيل”، وأفرزت تحولاتٍ جيوسياسية ملموسةً تبشّر بالمزيد من الدعم والإسناد الالهي، وبصوابيه المنهج وقادته الإعلام”.

المسيرة: عباس القاعدي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: رضوان الله علیه الشهید القائد حاجز الخوف من أمریکا الخوف من من خلال

إقرأ أيضاً:

السلامُ مع اليمن صمام أمان العرب لمواجهة “أمريكا “

يحيى صالح الحَمامي

السلام مع اليمن صمام أمان العرب لمواجهة “أمريكا” لحماية عروشهم ومصالحهم وأموالهم من السطو والنهب الأمريكي؛ فاليمن بقائدها ابن اليمن البار السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- الذي تعامل مع قرارات المهرج الأمريكي بلغة القوة، قوى الاستكبار هي تعرف السيد القائد جيِّدًا إذَا قال فعل، لا خطوط حمراء أمامه، ولا قوة عسكرية تستطيع أن تفشل عمليات الجيش اليمني، فاليمن جديرة أن تصنع للعرب سلامًا عليهم وحفاظًا على بقاء عروشهم، ستضمن للعرب مكتسباتهم ومصالحهم، تستطيع أن تقف أمام سياسة البغي والجبروت والهيمنة الأمريكية المتجذرة في سياستها، هي تنهب خيرات وثروات الوطن العربي، “أمريكا” نشأت على الحرب والقتل والخراب والدمار، تكونت دولة كبيرة غرب الكرة الأرضية من عدة ولايات، نظام كافر لا يتعامل بالقانون الدولي بالذات مع العرب.

“أمريكا” التي تبنت قيادة الدول العربية والإسلامية تتعامل معهم بأحقية الطاعة لها، تملي عليهم شروطها وتضع لهم تعاليمها ويجب الالتزام بها، تقرّر مصيرهم، تنظم لهم أوقاتهم وكأنهم أطفال بالتبني والهدهدة والرعاية الكاملة والحضن الدافئ والرضاعة الطبيعية هي للطفلة المدللة “إسرائيل” ملوك العرب لم يحضوا برعاية كاملة من “أمريكا” تبنتهم وجعلتهم كأبناء غير شرعيين لها، تسلطت على قرارهم وخيرات أرضهم بالقوة، بالترغيب والترهيب.

سياسة “أمريكا” متناقضة مع العدل والسلام في الأرض، تسلطت على ملوك العرب، وجعلتهم عاجزين عن تحمل مسؤوليتهم في هذه الحياة، ولا تزال “أمريكا” تتعامل مع قادة العرب كأطفال صغار لا يملكون الرُشّد، ويرون من أنفسهم صغارًا لا يستطيعون الاستغناء عن “أمريكا” شاخوا وشاخت عروبتهم وضاع الإسلام، ولا يزالون لم يبلغوا الحلم والسبب “أمريكا” التي نزعت من أنفسهم الثقة بأنهم صاروا مسؤولين كباراً وهم قادرون ببناء أنفسهم، تصرفات قيادات العرب وكأنهم صغار لم يشتد عضدهم بما نرى فيهم من الضعف والذل الذي يرافق جميع قادة الدول العربية، والذين كبرت أعمارهم وابيضت لحاهم وهم بلا أمن ولا سلام، بلا سيادة ولا حرية، لا يملكون أمن وسلام عروشهم من سوى “أمريكا” التي أذلت ملوك وزعماء الأُمَّــة الإسلامية وأفشلتهم وأصبح الغرب يهيمن على العرب لا يستطيعون حتى الدفاع على أنفسهم من الطفلة الصغيرة “إسرائيل” يخافون من “أمريكا” وتفرض على العرب رعايتها وأمنها وتوفير احتياجاتها.

ظلت ملوك العرب تعاني من معاملة الصغار لعدة سنوات؛ بسبب عدم نضج العرب، الحضن “أمريكا” تعمدت السبات العميق للعرب، أصبحت العرب غير قادرة على فعل أي شيء فجميعهم ليس لديهم الثقة بالنفس، تعيش ملوك العرب في شك مع أنفسهم بعدم القدرة، العرب تعاني مع حصار فكري، لا تثق بالعمل بمفردها حتى المشي فوق الأرض، خطواتهم مهتزة والسبب “أمريكا” وهي سبب هشاشة عظم الأُمَّــة وهي السبب في تعرج وسقوط العرب.

لا سبيل للعرب ولا مفر عن الطاعة الأمريكية إلا بالسلام مع اليمن، الذي يشكل لهم الخروج الآمن، مد العرب ليد السلام مع اليمن أمان لهم، بل وحماية مصالحهم فاليمن سبيلكم الوحيد “اليمن” هو باب خروجكم الوحيد، وسوف يشكل لكم طوق نجاة من الغرق في بحر سياسة الشر “أمريكا” ولكم تجربة مع “اليمن” من مساندة أبناء “فلسطين” في غزة؛ فالموقف اليمني يثبت صدق القول والفعل، ويوجد في “اليمن” قائدٌ يمنيٌّ حيدريٌّ شجاعٌ من مواليد “اليمن” حمل معه القرآن، تحَرّك بواجب الإسلام، وحمل مسؤوليته الإيمانية والجهادية في مواجهة الطُغيان الأُورُوبي، السيد القائد تعلم وتربى بالتربية المحمدية، قراراته السياسية والعسكرية والإدارية يتخذها من هدي الأُمَّــة القرآن الكريم، سلاحه الإيمان، لا يخشى إلا الله، ويرى من قوة وعظمة “أمريكا ” قشة، وقد أثبت الجيش اليمني التزامَه بما يأمره السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- بتنفيذ واجبه الإيماني، اليمن كسر حاجز الخوف من “أمريكا” وخطاب السيد القائد واضح بما وبخ المهرج الأمريكي وأرسل رسائله للص الأمريكي وأفشل وعيده بفتح جهنم في غزة، جميع قرارات ترامب تراجعت أمام تحذيرات السيد القائد، فشلت قرارات قوى الاستكبار العالمية، تعلموا يا عرب عن كيفية الدفاع عن النفس من “اليمن” وتعلموا كيف تتعاملون مع “أمريكا” هي ومن وراءَها لا يفهمون إلا لغة القوة.

مقالات مشابهة

  • الشهيد السيد حسن نصر الله في دروس ومحاضرات الشهيد القائد
  • ديرية بني حشيش تودّع الشهيد حسين الجرادي في موكب جنائزي مهيب
  • وزير العدل وحقوق الإنسان يزور معرض الشهيد القائد بالحديدة
  • وزير العدل وحقوق الإنسان يزور معرض الشهيد القائد في مدينة الحديدة
  • قيادات أمنية تزور ضريح الشهيد القائد وتستذكر تضحياته في صعدة
  • عماد الدين حسين: القمة العربية رسالة حاسمة للعالم بشأن القضية الفلسطينية
  • عماد الدين حسين: القمة العربية رسالة حاسمة للعالم عن قضية فلسطين
  • من صفقة القرن إلى جريمة القرن.. قراءة في كلمة القائد السيد عبدالملك الحوثي
  • السلامُ مع اليمن صمام أمان العرب لمواجهة “أمريكا “
  • وزير الكهرباء ونائبه يزوران معرض الشهيد القائد في الحديدة