جماعة المديدة حرقتني..قلوبهم مع البرهان وسيوفهم مع الكيزان

حيدر المكاشفي

أحد أقربائي مُكنى عندنا بـ(أبو الشبك بكسر الشين)، لولعه بالشبك والمشاكل وأخبارها، ولهذا كان يتابع باهتمام بالغ ما اشتجر من خلاف وصراع بين البرهان والكيزان، جرت بعض وقائعه على المواقع الاسفيرية وبعض صفحات الصحف، وبعضه الآخر مكتوم لا يعلمه الا علام الغيوب والعالمين ببواطن الطرفين (البرهان والكيزان)، قال لي (أبو الشبك)، مالي أراك لا تخوض في هذا الخلاف والصراع، لم يطل تأملي في سؤاله إذ سرعان ما أدركت حقيقة الحكمة التي تقول الدخول في الشبكات هين ولكن المشكلة في الخروج، مالي أنا والشبك والاشتباك والشربكة في الشبكات، هذه لعبة لا أجيدها ولا أملك أدواتها، بل أني نذرت للرحمن أن لا اقترب من أية (شبكة) وأفر منها فرار السليم من الأجرب منذ أن تشربكت قدماي ذات مباراة في كرة القدم داخل شباك المرمى الذي كنت أحرسه، وكانت تلك الحادثة التي كبدتني جملة خسائر بدنية سببا لهجري لعبة كرة القدم منذ ذلك الوقت الباكر، ولولاها لكان لي شأن وشنة ورنة ورنين ليس أقل مما يجده الآن حراس المرمى في فريقي القمة الهلال والمريخ وحتى اتفادى الشبك أقول المريخ والهلال وحراس مرمى فريقنا القومي، ولكن رغم ذلك فإن داء الشباك وفوبيا الشبك الذي أصابني، لم يمنعني من التمايل طربا مع أغنية سيف الجامعة المليئة بالشبك والشباك والاشتباك، والمحتشدة بالغموض والاشكالات والاشتباكات، فاسمعوه يصدح
يا ريح الصباح الجيتينا من أبو سالف
كيف سبيلا خيولا سيدا عابد وكالف
الخلاّني فوق نيران جهنم خالف
حار بالحيل فراق الزول بعد ما يوالف
شبكتينا يا آمنة وشبكتي الناس معانا
في شباك شبك شبكت شبايكو معانا
لبست توب شبك في شبايكا وشابكانا
والداير الشبك يجدع شبكتو معانا
في عينيها عالم تاني ما شفتوها يا خلاني.

.
والعسكر والكيزان عندي عالم غميس لن يستطيع أمثالي رغم أن شقيقي كان من زمرة العسكر أن يغمسوا أقلامهم فيه، دعك من ان يشتبكوا فيما بينهم، والحكمة تقول عندما تتصارع أفيال الحرب القذرة المنتنة فان المواطنين العزل (الساكت) لا هم عسكر ولا كيزان ولا براؤون ولا براقون ومن لف لفهم ولا فلول ولا ارزقية هم اللذين يموتون سمبلا (لا ايدم لا كراعم).. هذا ملعب تجيد اللعب والاصطياد فيه انت يا (أبو الشبك) ومن هم أمثالك من الشمشارين وجماعة (المديدة حرقتني) الذين يفطرون مع البرهان ويتعشون مع الكيزان (صنف مثل المنشار طالع ماكل نازل ماكل)، فأنتم الان تعملون على حفز الخصوم من الطرفين وتحميسهم وتحميشهم حتى يخرج كل طرف غاية ما عنده وما يختزنه ضد الآخر حتى تنجلي الحقيقة كاملة، ودوركم في هذا الخلاف للأسف هو دور المحرش والمحرش كما يقول الأهل ما بكاتل وانما يهمه ان تكون هناك (كتلة)، لم تكاتلوا قط رغم انكم من مشعلي الحرب وضاربي دلاليكها (حكامات يعني)، وأنتم أيضا لاتستنكفون من أن تصرخوا(أديلو في زمبيلو) إذا ما وجه أحدهم لطمة قوية لخصمه الآخر لتستحثوه على المزيد ولتغيظوا الطرف (الملطوم) لكي يستجمع قواه ويرد الصاع صاعين، وهكذا إلى أن تمضي المباراة إلى نهاياتها لا أن تكون مجرد صراع أفيال يتأذى منه فقط المواطنون المدنيون تحت أقدام الفيلة، تحملون حفنة التراب في ايديكم وتبسطونها بين الخصمين مرددين (المديدة حرقتني) آملين في احتدام الصراع واشتعاله..هذه جماعة نشطة جدا هذه الايام تستثمر في الخلافات السياسية والعسكرية وتعمل على اشعالها لاشعال البلد على شعللتها فانتبهوا لها واحذروا دسائسها..

 

 

الوسومالبرهان الكيزان المشاكل حيد المكاشفي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البرهان الكيزان المشاكل

إقرأ أيضاً:

ما هو وجه الكرامة في هذه الحرب الفاجرة..؟!

لا مُنتصر في هذه الحرب ولا انتصارات فيها..إنما هو الموت الأحمر والخراب والتهجير والنزوح وتدمير المرافق وإعدام أسباب الحياة وقطع الأرزاق والأعناق وتشريد الشيبة والشباب والأطفال والرجال والنساء وإزهاق الأرواح..! جفّت الأقلام وطويت الصحف..!
لا كرامة في هذه الحرب الفاجرة..ولا انتصار فيها..!! أنها حرب إذلال السودانيين وامتهان كرامتهم..هذه حرب الفوضى والعبث..وحرب استباحة الدماء والمحارم..وحرب العنصرية والجهوية والاضطهاد..وحرب تمزيق روابط الوطن والتفريق بين أهله وحرب الفساد والإفساد واللصوصية ..!
هذه حرب "قانون الوجوه الغريبة" التي تريد أن تجعل (سحنات السودانيين) طريقاً للقتل والإعدام ..أو الاستلطاف والثواب والمكافأة ..! وهي في ذات الوقت حرب (شراء الذمم) وتقديم العروض والمناقصات..!
كل من يحاول الرقص تعبيراً عن فرحته بما يظنّه انتصاراً فيها..فإنه لا يعبّر إلا عن حالة مرضية متأخرة من الاختلال الوجداني و(الانشراخ النفسي الخطير) ونسأل الله السلامة..! i
هؤلاء هم الذين قال عنهم الذكر الحكيم (على قلوب أقفالها) و(في قلوبهم مرض) و(في قلوبهم زيغ) كما أن (قلوبهم غُلف)..!
هؤلاء يسميهم "تي اس إليوت" (الرجال الجوف) الذين نزع الله أفئدتهم من معاقلها..!
لن تزحزحنا عن موقفنا من هذه الحرب الفاجرة لا آلة الكيزان الإعلامية ولا تهديداتهم هم وأعوانهم من الطفابيع..ولا أموال تنظيمهم العالمي أو أولئك (العاملين عليها) من إعلاميين وصحفيين وتابعين وزمّارين وطبّالين (مُثاقِفة)..!!
لن يغيّر هذا الزيف شيئاً من الحقائق الماثلة عن حرب الكيزان والبرهان والعطا ضد الثورة..حتى إذا وصلوا إلى "السي ان ان" و"فوكس الكبرى" و"سي بي إس الثالثة الأخرى" ضرباً على الدفوف وصياحاً على الأبواق بهذا التحريف والضلال الذي ينسب الحرب إلى القوى المدنية ..!
القوى المدنية هي التي أشعلت الحرب لا انقلاب الكيزان ولا البرهان ولا الدعم السريع..! كيف أشعلت القوى المدنية الحرب؟ لا جواب..إنما هي (بيعة) تأخذها كما هي..أو تتركها..!
احد هؤلاء الصحفيين الذين رضوا بأن يركبوا في (المقطورة الخلفية) لحكومة الانقلاب خرج قبل أيام في قناة الجزيرة وهو يتلجلج ويتلعثم ويتهته ويتعتع هرباً من إدانة المجازر التي يرتكبها عسكر البرهان والكيزان وعصاباتهم ضد الابرياء..! إنه يدافع عن القتل العشوائي لساكني الكنابي..!
يقول له محاوره الإعلامي: كيف تدافع عن قتل الناس يا رجل وأنت صحفي مرموق ولا بد أنك تهتم بحماية المدنيين من أبناء شعبك..؟!
حجة الصحفي الهمام أن بعض من أبناء الكنابي -كما قال- اعتدى على مستنفري الكيزان وعسكر انقلاب البرهان..يقول له الإعلامي: حتى إذا حدث ذلك..هل يعطي مسوغاً لقتل النساء والأطفال في الكنابي..؟! أنت ترى عساكر الانقلاب يقصفون المواطنين ويقتلون المدنيين بغير محاكمة..يرد عليه الصحفي بأن الدعم السريع ارتكب كيت وكيت من المجازر ..!
هل هذا يوفّر المُبرر ليجاري جيش البلاد (حامي الذمار والديار)..المليشيات في أفعالها..؟! الدعم السريع مليشيا خارجة عن القانون كما تقولون..مع إنكم انتم من أتى بها وسبّح بحمدها (بالغدو والآصال)..وقتل ولاحق كل من طالب بحلها..ولكن هل يفعل جيش الوطن والحكومة التي تدير الدولة مثلما تفعل المليشيات الخارجة..؟! ..هل هذا منطق..!!
إذا قال لك احد من الناس لماذا تسرق..؟ هل يكون جوابك لأني رأيت جاري أيضا يسرق..؟!
يسأله الإعلامي الذي يحاوره: من اين لك هذه المعلومات عن هؤلاء الأشخاص المعتدين من أبناء الكنابي..؟ فينسب الصحفي هذه الخطرفات إلى (أحد معارفه)..؟
يقول له محاوره: هل هكذا يكون العمل الصحفي والإسناد للمصادر..وهل تعتمد في معلومات بهذه الخطورة على مصدر شفاهي من أحد الناس..؟! فيعود الصحفي الداعم للحرب وحكومة البرهان إلى اللجلحجة والهروب الاعتذاري و(تحويل الدفةّ) ومفارقة المنطق وإخراج (أوراق الملوص) واعتماد المقارنات التعجيزية..!
يقول له محاوره وقد أعياه ذلك (الزوغان المُمنهج): هل البِركة أعمق أم البحر..؟ فيقول له: السكّر أحلى..!! الله لا كسّبكم..!

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com
/////////////////////////  

مقالات مشابهة

  • النمسا تتخذ إجراءات قانونية مشددة ضد جماعة الإخوان الإرهابية
  • جماعة الجولاني تعتقل خطيب مسجد السيدة زينب (ع) أدهم الخطيب وتقتاده إلى جهة مجهولة
  • بدأ المؤتمر بهتاف هزيل ومضحك “يعيش أب كيعان النزّح الكيزان”
  • نشأت الديهي يفتح النار على الإخوان بعد حملات التشكيك ضد مصر
  • تأجيل محاكمة 11 متهما في قضية داعش الهرم
  • جماعة الدار البيضاء عجزت عن بيع مملتكات تقدر بـ30 مليارا
  • البرهان: كل الشعب السوداني يقاتل خلف القوات المسلحة
  • البرهان : الشعب السوداني لن يقبل أن تفرض عليه أي حكومة
  • سحب الثقة يعزل رئيس جماعة بإقليم السراغنة
  • ما هو وجه الكرامة في هذه الحرب الفاجرة..؟!