صحيفة الاتحاد:
2025-03-25@22:17:04 GMT

شيخة الجابري تكتب: في سيرة الوفاء والأوفياء

تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT

نتمعّن في الزمان وأهله وأحواله، ونتوقف عند منعطفات كثيرة تمر بنا ونحن نعبرُ من مرحلة إلى أخرى داخل الزمان نفسه، وعند البشر ذواتهم، نصادف وجوهاً وثقافات متعددة بينهم كثير من القلوب التي عرفناها وألفناها، وضيعناها في زحمة المتغيرات من حولنا، التي أطاحت بالأصيل من القيم والمبادئ لصالح التحولات الجديدة ووسائل التواصل الباردة، التي فرضت نفسها علينا حتى صار أغلبنا أسرى لها، ولكل غثٍّ يصلنا منها.


في سيرة الوفاء والأوفياء نقطع مسافات طويلة من التفكير والتأمل والتعجب والاندهاش مما يدور حولنا، وما صنعه الزمان فينا من تحول لا نعلم إن كنّا في وعيٍ به، أم أننا تسربنا مع الآخرين بين ثناياه المتجددة والمتغيرة، نبحث عمن كانوا معنا فلا نجدهم ولا نجدنا، ونروح ننبّش بين زوايا أرواحنا وقلوبنا عمّن أحببناهم يوماً فكانوا أقرب الناس وأحبهم، حتى أفقنا على أنهم أصبحوا أغرب الناس وأبعدهم.
نقرأ عديداً من المؤلفات التي تُعلّمنا كيفية التعامل مع الآخرين، غير أن مؤلفيها يعجزون عن تعليم قرائهم كيفية المحافظة على أصدقائهم ومعارفهم ومن يعبرون بدروبهم، هي حالة من التغيّر تسود الكثيرين حتى صارت العِشرة أمراً عادياً يستمر أو لا يستمر، ما من قواعد تربط القلوب، كل الذي كنّا نعرفه من قيم التواصل والمحبة أسقطه بعضنا في جبِّ النسيان واللامبالاة العميق، ويظل بعضنا من أولئك الذين يحاولون الإقناع بأنهم مازالوا هُم، غير أن الواقع يقول خلاف ذلك.
ما الذي حدث لعلاقاتنا ببعضنا؟ كيف استطعنا التخلص من عواطفنا التي كبُرت معنا؟ كيف هانت العِشرة؟ كيف تنكرت القلوب؟ وكيف أصبحت أسئلة من حولنا، وأحاديثهم تدور حول سير الوفاء والأوفياء، وصار البحث عنهم بين ركام الوقت والمواعيد واللقاءات ضرباً من الوهم والجنون؟ إنها حالة ليست خاصة، وإنما حالٌ مشترك يتقاطع في حضوره مع الجميع، والجميع هم أولئك الذين أخذ منهم الوقت الأحباب والأصحاب، كما أخذه منهم.
مُتغيرات عديدة من حولنا، جعلت التواصل عبر رسالة واتساب تُغني عن الوصل، حتى الدعوات للمشاركة في فعاليات ومبادرات وأنشطة مجتمعية أصبحت تصلك أيضاً عبر رسالة واتساب، وكأن الناس يرفضون التحاور مع الناس، أو أنهم يستسهلون الوصول إلى الآخر بهذه الطرق التي تأخذ من الوقت في الأخذ والرد أكثر مما تأخذ مكالمة هاتفية، منطق غريب نعيشه، إننا ننظر بعيوننا، ونقرأ بقلوبنا، لكننا لا نملك القدرة على التغيير، فالذي يحدث هو أكبر من استيعابنا، وأقرب من خطواتنا نحو الوصول كذلك.

أخبار ذات صلة شيخة الجابري تكتب: الأسرة في عام المجتمع «سند السنع» تعزّز الهوية وتبرز القيم المجتمعية

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: شيخة الجابري أحوال

إقرأ أيضاً:

صنعاء تكتبُ بدم الأحرار عهدَ الفتح القادم

معين البخيتي

في زمن الخنوع، حَيثُ تساقطت أوراق المواقف كأوراق الخريف، وحيث تحوّل بعض العرب إلى شهود زورٍ على مذابح العصر، في زمنٍ يُساوم فيه البعض على القدس، وتُباع فيه فلسطين في سوق الخيانة، تنهض صنعاء، لا لتتحدث، بل لتصرخ، لا لتفاوض، بل لتعلنها معركة مفتوحة لا تراجع فيها، معركة الفتح القادم والجهاد المقدس، الذي لا يهادن ولا يلين.

إنه المؤتمر الثالث، حَيثُ تُصاغ الكلمات من وهج القضية، وحيث لا تُرفع الشعارات إلا إن كانت على وقع البندقية، وحيث يُرسم الموقف لا بالحبر، بل بالدم، ففلسطين ليست ترفًا سياسيًّا، ولا شعارًا عابرًا، ولا ملفًا يُدرج في أرشيف النسيان، بل هي جوهر الصراع، وعنوان المرحلة، وقبلة الأحرار الذين لا يعرفون الحياد حين يكون الحق محاصَرًا.

اليمن..، حَيثُ الصمود يُدرّس، وحيث الرجال يُصنعون من نار الحصار، وحيث القنابل لم تزده إلا ثباتًا، وحيث القهر لم يُنتج إلا عزّة، وحيث الحرب لم تخلف إلا جيلًا أشد بأسًا، وأصلب عودًا، وأوعى بقضيته، وأقدر على حمل الراية.. من هنا، من ميدان الأحرار، من العاصمة التي قاومت الطغيان عشر سنين، حَيثُ لم يسقط صوتٌ، ولم ينحنِ جبينٌ، ينطلق النداء واضحًا، عاليًا، لا لُبس فيه:

“لن تُهزَم غزة ما دام في هذه الأُمَّــة رجال، لن تُقتلع فلسطين ما دامت البنادق مشرعة، لن تُنسى القدس ما دام في الأرض أحرار يعرفون دربها”.

اليمن.. حَيثُ تُرسم ملامح النصر:

10 سنواتٍ مضت، واليمن يواجه العالم وحده، محاصرًا في غذائه، محاصرًا في دوائه، محاصرًا في حقه بالحياة، لكنه رغم الجراح لم يحد عن بوصلته، ولم يبدّل تبديلا، بل خرج من بين الدمار أكثر إيمانًا بعدالة قضيته، وأكثر يقينًا بأن النصر لا يُهدى، بل يُنتزع انتزاعًا. وهنا، في قلب صنعاء، تُعلنها اليمن بوضوح: “إن كان في الأُمَّــة قلبٌ ينبض، فهو في غزة، وإن كان في الأُمَّــة صوتٌ حر، فهو في اليمن، وإن كان في الأُمَّــة عهدٌ لا يُنكث، فهو أن فلسطين لن تكون إلا فلسطينية، وأن المحتلّ إلى زوال”.

إن هذا المؤتمر، الذي ينعقد بالتزامن مع الذكرى العاشرة ليوم الصمود، ليس مُجَـرّد مناسبة، ولا فعالية عابرة، بل هو وثيقة عهدٍ جديدة، تُكتب بأيدي الأحرار، ليشهد التاريخ أن هناك من لم يبدّل، ولم يساوم، ولم يبع، ولم يركع.

المجازر مُستمرّة.. فهل يسمع العالم؟

في غزة، حَيثُ الشمس تشرق على المجازر، وتغيب على أنقاض البيوت، وحيث الأطفال لا يكبرون إلا على أصوات القنابل، وحيث الأُمهات لا يحملن سوى أكفانهن، يقف العالم متفرجًا، ساكنًا، صامتًا، لكنه ليس صمت العاجزين، بل صمت المتواطئين، الذين صنعوا الاحتلال، وموّلوا القتلة، وزوّدوا السفاحين بالسلاح، ثم تباكوا بدموع التماسيح حين تفجرت الأرض بالدم.

لكن غزة، التي كانت وما زالت مقياس الرجولة في هذا العصر، والتي عرّت الحكام، وأسقطت الأقنعة، وكشفت المعادن الحقيقية للرجال، تقول اليوم كما قالت في كُـلّ مرة: “سنقاتل وحدَنا، إن تخاذلتم، سنمضي وحدنا، إن بعتم، سنحمل البندقية وحدنا، إن خنتم.. لكننا لن ننكسر”.

رسالة الأحرار.. الفتح وعدٌ لا يُخلف:

اليوم، في صنعاء، وفي كُـلّ أرضٍ لم تساوم، يخطّ الأحرارُ رسالتهم للعالم:

“لسنا هنا لنستنكر، ولا لنبكي على جراحنا، ولسنا هنا لننتظر ما يُسمى بالمجتمع الدولي، بل نحن هنا؛ لأَنَّنا أصحاب معركة، ولأننا ندرك أن القدس لن تعود بالمفاوضات، وأن فلسطين لن تتحرّر إلا بالمقاومة، وأن العدوّ لا يعرف سوى لغة النار والرصاص، فلا حديث معه إلا بلغة يفهمها”.

اليمن هنا.. المقاومون هنا.. الأحرار هنا.. وكل ما سوى ذلك سرابٌ سيبدّده نور الفتح القادم.

“إنه موعدٌ كتبته السماء، لا تهزّه الحسابات السياسية، ولا تخضع له الموازنات الدولية، إنه وعدٌ من الله، وإن غدًا لناظره قريب”.

مقالات مشابهة

  • لا توقفوا الحديث عن غزة.. وصية مراسل الجزيرة مباشر حسام شبات للعالم
  • موكب الوفاء .. كلاب الشارع ترد الجميل لسيدة مسنة بمشهد نادر ومؤثر
  • ليس المهم كيف تنشر.. ولكن كيف تكتب؟!
  • بعد اتهامها بالخيانة، شرطي تركي يقتل زوجته بدم بارد
  • الفرحان: التحرك في المناطق التي شهدت الأحداث ما زال خطراً وبعض الشهود وأهالي الضحايا يتخوفون من التواصل مع اللجنة
  • حيتان ساي النادرة تظهر مجددًا بعد اختفاء دام قرن من الزمان .. فيديو
  • شيخة الجابري تكتب: تجليّات شارع الأعشى
  • صنعاء تكتبُ بدم الأحرار عهدَ الفتح القادم
  • اللاعب كاظم وعل.. موسيقار يعزف على أوتار القلوب ..
  • خطيب الجامع الأموي في دمشق يدعو للمملكة وقيادتها وشعبها.. فيديو