معادلات يمنية ضد مخطّط التهجير
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
أحمد الرصين
عندما نتحدث عن الموقف اليمني المساند لغزة الأبية الشامخة بصمودها يجب أن نسرد السخط الواضح، وكم نسبة الذين يُعبرون عن جهوزيتهم التامة وعن اشتياقهم لمواجهة العدوّ الصهيوني المجرم الموقف اليمني المساند لغزة، يدل على الاستعداد والتجهيز الكامل بدءًا من استعدادهم لبذل النفس والمال بل وبذل الأهل وَالولد، ومن أكثر الأمور وضوحًا التي تُبين لنا شدة حرص اليمنيون في تبنيهم القضية الفلسطينية كواجب ديني ومسؤول، بل وكفرض هي تربيتهم لأولادهم تربية واعية تجعل من الجيل القادم جيلاً ساخطاً، جيلاً محصناً، جيلاً قويًّا، جيلاً يستطيع مواصلة الجهاد في سبيل الله ضد الصهاينة بروحية أقوى وأكبر.
العودة اليمنية المساندة لغزة ليست كما يُخيل للبعض، ليست مُجَـرّد تصريحات أَو عبارات أَو تنديدات أَو إدانات، بل هي عودة قوية، عودة عسكرية، عودة تصعيد وتطوير للقدرات، عودة شعبيّة كبيرة، عودة لها نظرات سياسية متعددة؛ فعندما ننظر إلى الموقف الشعبي بإمعان نجد أن خروج اليمنيين إلى الساحات بهذه الأعداد المليونية الهائلة يدل على وجود سخط كبير ومقت شديد لدى هذا الشعب من العدوّ الصهيوني المجرم ومن ما يفعله بإخوتنا في غزة، ويدل على استجابة هذا الشعب وحب هذا الشعب وإيمان هذا الشعب بالله ومدى استجابته وحبه لقائده.
ويدل الخروج الشعبي أَيْـضًا على تمسك هذا الشعب بالقضية الفلسطينية ويؤكّـد انتمائه الديني والمبدئي والأخلاقي والإنساني إلى الشعب الفلسطيني، فعندما أتحدث عن الخروج المليوني المساند لغزة أنا أتحدث عن كُـلّ بيت يمني وعن كُـلّ قرية وعن كُـلّ قبيلة وعُزلة وعن كُـلّ محافظة من المحافظات اليمنية المحرّرة، وعن كُـلّ مكونات هذا الشعب بمختلف أطيافه، أتحدث عن كُـلّ نفس، عن الجيش اليمني وقواته المسلحة، عن القوة الصاروخية، عن الطائرات المُسيّرة، بل أتحدث عن كُـلّ أسرة عنِ الأطفال وكبار السن وعن الشباب والشيوخ وغيرهم، كُـلّ هؤلاء يعلنون استعدادهم التام للجهاد في سبيل الله ضد العدوّ الصهيوني، ضد مخطّطاته، كُـلّ هؤلاء اليمنيين جيش واحد يصب غضبهم وسخطهم ضد الصهاينة ضد المخطّطات الأمريكية الإسرائيلية الهمجية.
فعلًا، إن الموقف اليمني لم يكن لِيُصور للعدو، لم يكن العدوّ يتوقع أن يدخل اليمن إلى ساحة الحرب بكل هذه السرعة وهذا الحسم وهذه القوة والشجاعة، بل أصبح اليمن من جديد يُمثل عائقًا كَبيرًا أمام مخطّط التهجير الترامبي الأرعن، وكما كان أَيْـضًا في المرحلة الأولى من معركة طوفان الأقصى، مثّلَ اليمن ورقة ضغط كبيرة، بل وحقّق إنجازات عظيمة ناجحة ضد العدوّ الإسرائيلي الصهيوني، وهنا يظهر اليمن من جديد بشكل أقوى ليقول لترامب المجرم أرض فلسطين ليست للبيع يا جاهل يا مهرج، ليقول له إن المحتلّ هو من يجب أن يرحل.
وقف الشعب اليمني من جديد ليقول إن كانت فلسطين تعاني من قلت المناصرين فنحن أنصارها وإن كانت تُعاني من انعدام الصواريخ والطائرات فَــإنَّ الشعب اليمني معكم بنفسه وماله وَبقواتهِ المسلحة، بالقوة الصاروخية وبطائراتهِ المُسيّرة؛ فهذا هو ما ضرب ويضرب العدوّ ويُفشل مخطّطاته ويغلق جميع الأبواب أمامه ويكف بأسه، بل ويجعل العدوّ يعرف أن هناك من هو جاهز من العرب لِيُدافع عن أرض فلسطين، عن الأرض المقدسة، وما أكّـد عليه الشعب اليمني يُشكل عائقًا كَبيرًا أمام المخطّط الصهيوني الذي تحدث عنه المجرم الكافر الصهيوني نتنياهو، وأكّـد عليه المجرم السخيف ترامب، كما يُمثل الموقف اليمني مصدر خوف وقلق وارتباك شديد لدى العدوّ المجرم الصهيوني الخطير على الأُمَّــة العربية وَالإسلامية.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الموقف الیمنی هذا الشعب أتحدث عن وعن ک ـل عن ک ـل
إقرأ أيضاً:
اليمن.. معادلة الرعب الجديدة في قلب الكيان الصهيوني
يمانيون/ تقارير في زمن الخضوع أصبح اليمن رمزا للمقاومة، وقوة فاعلة في قلب المعركة، وأصبحت صواريخه وطائراته المسيرة كابوسا يرعب الاحتلال الصهيوني، ليثبت بذلك أن الهيمنة الصهيونية قد انتهت، وأن معادلة الصراع قد تغيرت.
من بلد تستهدفه الغارات الأمريكية، تنطلق القوة الصاروخية اليمنية لتزرع الرعب في قلب المستوطنات المحتلة، وتجعل من صفارات الإنذار مصدر رعب يعيشه المستوطنون الفارون إلى الملاجئ، إذ لم يعد اليمن متضامنا فحسب، بل بات رأس الحربة في معركة الأمة.
ومع كل إطلاق لصواريخ يمنية، يعم الهلع شوارع كيان الاحتلال، على وقع أصوات الصفارات، ويتحول ليل المستوطنين إلى كابوس، يدركون معه أن الأمن الذي وعدهم به قادتهم قد أصبح سرابا.
المشاهد القادمة من الأراضي المحتلة باتت تعكس واقعا جديدا لم يكن في حسبان العدو، فالملاجئ تغص بالمستوطنين، والمطارات تتحول إلى نقاط فرار، بينما قيادات الاحتلال تبحث عن إجابات أمام جمهور مذعور يسأل: كيف وصل الصاروخ اليمني إلى هنا؟ ولماذا لا تستطيع القبة الحديدية أن تحمينا؟
الضربات اليمنية ليست رسائل دعم فقط، بل أصبحت جزءا من حرب استنزاف استراتيجية، تحطم أوهام الاحتلال وتدفعه إلى دائرة من التخبط والعجز، فمن كان يظن أن بلدا تعرض لعدوان وحصار لعشر سنوات، يستطيع اليوم أن يضع كيان الاحتلال تحت رحمة الصواريخ والطائرات المسيرة؟ إنها مفاجأة الواقع الجديد الذي فرضه اليمن.
وفي الوقت الذي تتساقط فيه البيوت على الأطفال والنساء في غزة بفعل الصواريخ الأمريكية الصهيونية، ترد صنعاء بضربات دقيقة تستهدف مواقع العدو الحساسة، ليكون الرد على المجازر بحجم الجريمة، وبينما تنشغل أنظمة التطبيع العربية بتبادل التهاني مع قادة الاحتلال، يستمر اليمن في دوره المحوري، من منطلق الواجب الديني والإنساني في الدفاع عن المستضعفين.
اليمن، الذي استهدفته واشنطن بأحدث الطائرات والأسلحة، لم يرضخ ولم يرفع الراية البيضاء، بل اختار أن يكون في طليعة المواجهة، وعلى الرغم من الدمار الذي خلفه العدوان، فإن إرادته ظلت صلبة، وقوته العسكرية تطورت إلى مستوى لم يعد العدو قادرا على تجاهله.
اليوم، يقف الاحتلال الإسرائيلي أمام أزمة وجودية، ليس فقط بسبب استمرار المقاومة الفلسطينية، بل لأن هناك قوة أخرى، تبعد عنه آلاف الكيلومترات، قررت أن يكون لها دور فاعل في المواجهة، ولم تعد فلسطين وحدها، ولم يعد الاحتلال مطمئنا إلى استراتيجيته القائمة على القمع والردع، لأن اليمن كسر القواعد وأعاد رسم الخريطة.
صفارات الإنذار التي لم تتوقف في عسقلان وتل أبيب، هي شهادة واضحة على أن الكيان الغاصب لم يعد في مأمن، والمستوطنون الذين هرعوا إلى الملاجئ، لا يسألهم أحد عن رأيهم في التطبيع، لأنهم اليوم مشغولون بالسؤال الأهم: متى ستأتي الضربة القادمة؟ وأين ستكون؟
وفي ظل هذا الواقع الجديد، يجد الاحتلال نفسه عاجزا عن اتخاذ قرار حاسم، فالتصعيد ضد اليمن يعني فتح جبهة أكثر تعقيدا، ومحاولة الالتفاف على ضرباته لم تعد مجدية، لأن المعادلة واضحة: كلما استمر العدوان على غزة، ستتصاعد الضربات اليمنية، وكلما ظن العدو أنه في مأمن، سيتلقى صفعة جديدة تفقده السيطرة أكثر.
ويرى محللون أن كيان العدو الصهيوني، لم يعد قادرا على إخفاء ارتباكه، فالتقارير الأمنية الصهيونية تتحدث عن عجز غير مسبوق في التصدي لضربات اليمن، وعن أزمة ثقة تضرب حكومة الاحتلال في العمق، فما كان يعتبره المستوطنون كيانا “لا يقهر”، بات اليوم عرضة لنيران تأتي من حيث لا يتوقع.
تحول اليمن إلى قوة تفرض معادلاتها، لتعيد التذكير بأن هذه الأمة لم تمت، وأن هناك رجال اختاروا الطريق الصعب، طريق العزة والكرامة، بينما انحنى الآخرون تحت أقدام المحتل، ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، يبقى اليمن في خط المواجهة، ليس بالكلمات، بل بالنار التي تلاحق العدو في كل زاوية من كيانه الهش.