اكتشاف مياه مالحة على كويكب داخل النظام الشمسي
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
عثر باحثون من جامعة كيوتو اليابانية على أدلة تؤكد وجود معادن ملحية داخل عينات أُحضرت من كويكب «ريوغو» داخل نظامنا الشمسي.
ووفقاً لـ “الشرق الأوسط” أوضح الباحثون أن ذلك يشير إلى أن هذا الكويكب كان جزءاً من كوكب أولي احتوى على مياه سائلة قبل مليارات السنين، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Nature Astronomy».
ويُعد «ريوغو» جرماً سماوياً صغيراً يبلغ قطره نحو 900 متر، ويدور حول الشمس ضمن حزام الكويكبات بين كوكبي المريخ والمشتري.
وهو واحد من الكويكبات القريبة من الأرض التي تشكّل مصدر قلق محتملاً لاحتمالية تصادمها، لكنه في الوقت ذاته يوفر فرصة علمية قيّمة لدراسة تاريخ النظام الشمسي.
واكتسب «ريوغو» اهتماماً علمياً واسعاً بعد أن نجحت مهمة «هايابوسا 2»، التابعة لوكالة الفضاء اليابانية، في جمع عينات منه وإعادتها إلى الأرض عام 2020. وأظهرت التحليلات أن العينات تحتوي على معادن مثل كربونات الصوديوم، والهاليت، وكبريتات الصوديوم، وهي مركبات تذوب بسهولة في الماء.
ووفق الباحثين، يدعم هذا الاكتشاف الفرضية القائلة بأن بيئة غنية بالمياه الساخنة نشأت داخل الجسم الأم لـ«ريوغو» قبل نحو 4.5 مليار سنة، بعد وقت قصير من تشكّل النظام الشمسي.
كما كشفت الدراسة عن أن المياه السائلة المالحة كانت دافئة، بدرجة حرارة أقل من 100 درجة مئوية، وهذا يعزز فرضية أن بعض الأجرام السماوية الصغيرة قد احتوت على محيطات تحت سطحية أو بيئات مائية مؤقتة.
ويرجّح الباحثون أن المياه المالحة تبخرت تدريجياً أو تجمدت بالكامل؛ مما أدى إلى ترسب المعادن الملحية التي تم رصدها اليوم. وتُشبه هذه المعادن تلك الموجودة على الكوكب القزم «سيريس»، فضلاً عن سطح أقمار المشتري مثل «يوروبا» و«غانيميد»، مما يشير إلى عمليات جيولوجية وكيميائية مماثلة حدثت عبر النظام الشمسي.
ووفق الفريق البحثي، فإن هذا الاكتشاف يدعم فرضية أن المياه المالحة لم تكن مقتصرة على الكواكب الكبيرة، بل ربما كانت موجودة أيضاً على الكويكبات والأجرام الصغيرة؛ ما يوسّع نطاق البحث عن الحياة خارج الأرض. وأشاروا إلى أن هذه النتائج توفّر رؤى جديدة حول تطوّر المياه في الأجرام السماوية الأخرى، مثل الأقمار الجليدية التابعة لكوكبي المشتري وزحل، وتعزز الفرضيات بشأن وجود محيطات تحت سطحية في أماكن أخرى من النظام الشمسي.
وأضافوا أن هذا الاكتشاف لا يفصح فقط عن أسرار كويكب «ريوغو»، بل يدعم أيضاً الفكرة القائلة بأن المياه المالحة قد لعبت دوراً مهماً في تطور النظام الشمسي، وهذا قد يساعد في الأبحاث المستقبلية المتعلقة بإمكانية وجود حياة خارج الأرض، خصوصاً في المناطق التي يُعتقد أنها تحتوي على محيطات مخفية، مثل أقمار كوكبي المشتري وزحل.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: جامعة كيوتو اليابانية كويكب ريوغو النظام الشمسی أن المیاه
إقرأ أيضاً:
اكتشاف أقدم ديناصور سيرابودان في المغرب .. أحفورة عمرها 168 مليون عام
تمكن فريق من علماء الحفريات من جامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس، ومتحف التاريخ الطبيعي، وجامعة برمنغهام في بريطانيا، من اكتشاف أقدم ديناصور سيرابودان أورنيثيشي معروف حتى الآن.
وقد نُشرت نتائج هذا الاكتشاف في مجلة الجمعية الملكية للعلوم المفتوحة، ليقدم رؤى جديدة حول تطور الديناصورات العاشبة في العصور الجوراسية المبكرة.
وقد تم العثور على الحفرية في جبال الأطلس المتوسط بالمغرب، حيث اكتشف العلماء عظم فخذ متحجر، وبعد الفحص، تبين أنه ينتمي إلى ديناصور سيرابودان، وهو نوع من الديناصورات العاشبة الصغيرة التي كانت تتحرك على قدمين مثل الطيور الحديثة.
يُذكر أن “السيرابودان” هو نوع من الديناصورات التي تتميز ببنية ورك مشابهة لتلك التي تتمتع بها الطيور.
هذا الاكتشاف يعد تحوّلًا علميًا، حيث تم تأريخ العظم إلى حوالي 168 مليون سنة، مما يجعلها أقدم حفرية معروفة لديناصور سيرابودان، متجاوزة الرقم القياسي السابق بمقدار مليوني سنة. وكان العظم الأقدم المعروف سابقًا قد تم اكتشافه في إنجلترا. وتعود الحفرية إلى تكوين المرس الثالث، وهو نفس الموقع الذي تم العثور فيه على أقدم أنكيلوصور معروف في وقت سابق.
ويعزز هذا الاكتشاف فرضية أن ديناصورات السيرابودان بدأت في التنوع في فترة ما قبل العصر الطباشيري، مما سمح لها بالبقاء في بيئات متنوعة لآلاف السنين. كما أن العثور على أحفورة لديناصور كامل، وليس مجرد آثار أقدام، يعزز من فهم العلماء لتطور هذه الفئة من الديناصورات.
ويتوقع الباحثون أن جبال الأطلس المتوسط تحتوي على المزيد من الأحافير التي قد تكشف معلومات جديدة حول تطور الديناصورات العاشبة، مما يجعلها موقعًا واعدًا لمزيد من الاكتشافات العلمية المستقبلية.