انتقدت الناشطة الدولية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، السياسة الغربية تجاه الشرق الأوسط التي قالت انها "تجاوزت بكثير معيار الكيل بمكيالين، بل ذهبت إلى تبني وجهة النظر والموقف الآخر المعادي بالكامل لتطلعات وأحلام شعوب المنطقة وقضاياها المصيرية.

 

وأضافت توكل كرمان، خلال مشاركتها في مؤتمر ميونيخ للدفاع والأمن " أنظروا أيضا الى سياسات الغرب إزاء سوريا، حينما لم يحركوا ساكنا لنجدة الشعب السوري؟ وهنا في سوريا تتجلى أيضًا سياسة الغرب ومعاييره المزدوجة، حيث أعلنوا أنهم ضد بشار الأسد، وفرضوا العقوبات عليه.

والآن ها هو الشعب السوري ينال حريته، لكننا لم نلمس موقفا حقيقياً من الحكومات الغربية لدعم الشعب السوري. لذا نحتاج حقًا إلى أن تستيقظ الحكومات الغربية، وأعتقد أن هذا في صالحهم هم أنفسهم لأنه بسبب سياساتهم وصل الى السلطة شخص مثل ترامب.

وأضافت "أن هذا النهج في السياسة الغربية تجلّى بوضوح في موقفها من الربيع العربي، حيث تحالفت مع دول الثورات المضادة، وباركت وساندت انقلاباتها ومؤامراتها الهادفة إلى تدمير المنطقة.

 

واعتبرت كرمان ان استخدام "المعايير المزدوجة" في وصف سياسة الغرب تجاه الشرق الأوسط هو تعبير لطيف قياسا؛ معتبرة أن أنسب عبارة لوصف ذلك هو النفاق، لافتة في الوقت نفسه إلى أنه من المؤسف أن ذلك ليس بسبب إدارة ترمب فقط؛ بل هي سياسة متبعة من سائر الحكومات الغربية عموما، وعلى رأسها الإدارة الأميركية.

 

وتابعت كرمان: بالطبع، أنا ألوم ترامب لنزعته العدوانية عموما، لكن الأمر أبعد من ذلك ولا يفرق هنا ان كان الرئيس من هذا الحزب او ذاك، موضحة أنه يمكن ملاحظة ذلك من خلال تخلي تلك الحكومات عن قيمها المزعومة.

 

قيم ومبادئ الغرب

 

وأردفت كرمان قائلة: وقد سمعت احدى عضوات الكونغرس تقول بان "بان قيمنا هي سلاحنا القوي"، وأنا أتفق معها تمامًا في ذلك، فأنا على الدوام أردد ذلك في جميع خطاباتي حيث أذكر الحكومات الغربية بواجبها في الحفاظ على القيم والمبادئ التي تنادي بها، وذلك لأنه بفقدانها تفقد قوتها، وتضعف أكثر وأكثر ما يوقعها في ممارسة المعايير المزدوجة.

 

واستطردت كرمان: إنها تزعم بأنها تدعم الحرية والديمقراطية، وهي في الواقع تدعم الطغاة في المنطقة وفي غيرها من مناطق العالم اعتقادا منهما بأن ذلك يصب في خدمة مصالحها، ولكن الواقع هو العكس تماما. إن الطغاة يشكلون، أولا وقبل كل شيء، خطرا على مصالحهم وعلى الأمن الدولي. ويمكننا أن نشرح ذلك إذا كان لدينا الوقت. 

 

الغرب وفلسطين

 

وفيما يتعلق بواقع سياسات الحكومات الغربية حيال الاحتلال في فلسطين، قالت توكل كرمان إنه حتى اليوم، وللأسف، أن أغلب الحكومات الغربية ليس لديها موقف واضح بشأن ما يحدث في غزة، والشيء الوحيد الذي يبدو أنهم يفعلونه في الشرق الأوسط هو حماية إسرائيل - وليس حماية الإنسانية، وليس حماية السلام، وليس حماية الأمن.

 

وأضافت كرمان: إنهم يفتقرون إلى رؤية واضحة لكيفية الحفاظ على السلام العالمي. إنهم يعتقدون أنهم من خلال حماية إسرائيل سيحققون السلام. والعكس هو الصحيح بدليل ما حدث في السابع من أكتوبر، فما حدث في السابع من أكتوبر ليس إلا نتيجة لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المستمرة ضد الفلسطينيين.

 

وتابعت كرمان: حتى وإن كنا ضد ما حدث في السابع من أكتوبر، لكن علينا في الوقت نفسه أن نسأل أنفسنا لماذا حدث ذلك؟ لقد قتل أكثر من أربعين الف فلسطينيا من بينهم حوالي 23 ألف امرأة وفتاة، ولا أحد لديه موقف واضح ضد ما يحدث في غزة.

 

على الغرب أن يستيقظ

 

واستطردت كرمان: ومثال آخر هو ما حدث في أفغانستان، وما حدث في العراق. لقد قالوا إننا جئنا من أجل الديمقراطية. جئنا من أجل الحرية بينما جاءوا هم لإسقاطهما. ثم لاحقاً انسحبوا من أفغانستان وسلموها لطالبان، واحتلوا العراق وجعلوه يغرق في الفوضى، وبالتالي نحن نعاني من السياسات الغربية. وأعتقد أنه آن الأوان للحكومات الغربية لكي تستيقظ. وأعتقد أنها بدأت تستيقظ بعد غزو بوتين لأوكرانيا. قالوا، يا إلهي. ماذا فعلنا؟

  

خطر حقيقي

 

وأعربت توكل كرمان عن اعتقادها بأن العالم يواجه خطرًا حقيقيًا، وكما ذكر كلا المتحدثان فأن الديمقراطية ذاتها تتداعى في كل مكان، وخاصة في الدول الديمقراطية الكبرى.

 

وتساءلت كرمان: وإزاء ذلك ماذا علينا أن نفعل؟"، مضيفة: علينا أن لا نفقد الأمل ونحن نرى المؤسسات الدولية تتعرض للتقويض. إن ما يحدث في أميركا فيه تشجيع للمستبدين ومن على شاكلتهم ممن لا يؤمنون بهذه المؤسسات ليكونوا أقوى وأكثر توحدا. لذلك، لا ينبغي لنا أن نستسلم ولا ان نرضخ. حينما اشرت سابقا الى أن الحكومات الغربية لابد أن تستيقظ، كنت أعني أن الديمقراطيين بحاجة إلى التوحد.

 

مبادئ الشرق الاوسط

 

في سياق آخر، قالت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، إن الشرق الأوسط لديه مبادئ وقيم الحرية والديمقراطية والعدالة وسيادة القانون، وبسبب هذه المبادئ والقيم، ثار الناس ضد الطغاة، ولا يزالون يثورون حتى الآن في وجه القمع وفي وجه الثورات المضادة.

 

واعتبرت توكل كرمان أن ما يحدث في الشرق الأوسط ليس لأننا فقدنا الإيمان بالمبادئ التي ناضلنا من أجلها أو في دعواتنا إلى المساءلة ضد المستبدين في بلداننا ومن يساندهم هنا وهناك مثل إيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. نحن لم نستسلم، وسنواصل نضالنا. 

 

وشددت كرمان على أن ما هو بالغ الأهمية الآن هو الحاجة إلى الوحدة، مؤكدة أنه من المهم جدًا أن نحمي هذه المؤسسات الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية التي تتعرض لهجوم كبير من جانب أقوى دولة في العالم.

 

وقالت كرمان: وفي نفس الوقت، هناك حاجة لإجراء إصلاحات في المؤسسات الدولية مثل مجلس الأمن الذي بسبب اداءه يعد أحد الأسباب التي تجعل الناس حول العالم لا يثقون في المؤسسات الدولية.

 

وتابعت كرمان: في الشرق الأوسط، ناضلنا من أجل الديمقراطية والعدالة والمحاسبة ليس فقط على المستوى المحلي ولكن أيضًا على المستوى الدولي لأنه بدون المحاسبة، سيشعر المستبدون في بلداننا بأنهم أحرارا

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

انطلاق النسخة الرابعة عشرة من مؤتمر "جيبكا للبلاستيك" في الرياض.. الأحد المقبل

الرياض- الرؤية

 

أعلن الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا)، المنظمة الممثلة للصناعات الكيماوية في منطقة الخليج، عن تنظيم الدورة الرابعة عشرة من مؤتمر جيبكا للبلاستيك تحت شعار "نموذج النمو القادم: خلق القيمة من خلال الابتكار"؛ حيث ينطلق ببرنامج حافل يسلّط الضوء على الأولويات الاستراتيجية للصناعة إقليميًا يومي 20 و21 أبريل 2025 في فندق جي دبليو ماريوت-الرياض، وستُسلِّط هذه الدروة الضوء على دور الابتكار في تعزيز خلق القيمة والنمو المستدام في قطاع البلاستيك.

ويُنظر إلى الابتكار باعتباره محركًا رئيسيًا لخلق القيمة في صناعة البلاستيك بدول مجلس التعاون الخليجي؛ حيث يسهم بشكل مباشر في دعم الاستدامة، وتطوير التقنيات، وتحفيز النمو الاقتصادي. ويلعب تسريع الابتكار دورًا محوريًا في إعادة تصميم المنتجات، وتطوير نماذج أعمال جديدة، وتحسين إدارة الموارد، ما يفتح آفاقًا واعدة لتحقيق اقتصاد دائري فعّال في المنطقة. وقد ساهمت التطورات المستمرة في تقنيات إنتاج وتحويل البوليمرات في تعزيز تنافسية المنطقة على المستوى العالمي، خصوصًا في مجالات مثل إعادة التدوير الكيميائية المتقدمة، وتطوير مواد أكثر كفاءة واستدامة.

وفي هذا السياق، تُوفّر الابتكارات في قطاع البلاستيك فرصًا واعدة لتحقيق إنتاج أكثر استدامة وتعزيز النمو الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي. وتشير التقديرات إلى أن إنتاج مليون طن من البلاستيك المعاد تدويره في المنطقة قد يسهم في خلق نحو 1500 فرصة عمل، ويضيف ما يصل إلى 650 مليون دولار أمريكي إلى الناتج المحلي الإجمالي. كما تُظهر دراسات أخرى أن التقدم في تقنيات إعادة التدوير الكيميائي يمكن أن يساهم في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بطرق الإنتاج التقليدية. وسيُشكّل مؤتمر جيبكا الرابع عشر للبلاستيك منصة مهمة لعرض هذه الابتكارات المتقدمة، وبحث الدور المحوري للتشريعات والتنظيمات في خلق بيئة داعمة لنمو صناعة البلاستيك المستدامة في المنطقة.

يُعقد مؤتمر جيبكا الرابع عشر بمشاركة نخبة من كبار التنفيذيين وصناع السياسات من المنطقة، أوروبا، والولايات المتحدة، يمثلون أبرز الشركات في صناعة وتدوير البلاستيك ويسلط المؤتمر الضوء على أبرز الأولويات الاستراتيجية للقطاع، بما في ذلك تحقيق الجدوى الاقتصادية للاستدامة، الابتكار في سلاسل القيمة، إدارة النفايات البلاستيكية منخفضة القيمة، وتسريع التحول نحو الاقتصاد الدائري. كما يتناول المؤتمر السياسات التنظيمية المؤثرة، وتطبيق نظام مسؤولية المنتج الموسعة (EPR)، ودور الابتكار والتقنية في تعزيز الربحية المستدامة.

 

يتضمن البرنامج كلمات رئيسية، جلسات حوارية متعددة الأطراف، ودراسات حالة من شركات رائدة تسلّط الضوء على حلول قابلة للتطبيق تعزز من قيمة البلاستيك المستدام وتسهم في تحقيق مستهدفات الاستدامة الوطنية والإقليمية.

وقال الدكتور عبد الوهاب السعدون الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا): "نحن اليوم على مفترق طرق يتطلب منا تركيز الجهود وإعادة ترتيب الأولويات، وفي مقدمتها الابتكار، والذي لا يتحقق دون توسيع نطاق الاستثمارات وتسريع الوصول إلى حلول أفضل وأكثر كفاءة. ومع تسارع وتيرة التطور التكنولوجي، ينبغي لصناعتنا أن تكون في الطليعة، تقود هذا التحوّل وتستفيد منه. من خلال تبني التقنيات المتطورة وتطبيق أفضل الممارسات المستدامة، نستطيع ترسيخ مكانة صناعة البلاستيك كمحرّك فعّال للتنمية الاقتصادية وحماية البيئة." وأضاف: " سيشكل مؤتمر جيبكا الرابع عشر للبلاستيك منصة رائدة تجمع أبرز القادة والمبتكرين من المنطقة والعالم لتبادل الخبرات وبناء شراكات استراتيجية تعيد صياغة مستقبل البلاستيك بما يخدم الأجيال القادمة."

وللمشاركة في المؤتمر يرجى زيارة الرابط التالي: www.gpca.org.ae/conferences/plastics.

 

مقالات مشابهة

  • تركيا في الشرق الأوسط الجديد: لاعب أم صانع قواعد؟
  • انطلاق النسخة الرابعة عشرة من مؤتمر "جيبكا للبلاستيك" في الرياض.. الأحد المقبل
  • الجنرال بترايوس رئيساً لمجلس إدارة "كيه كيه آر الشرق الأوسط"
  • أستاذة علوم سياسية: التحركات المصرية ركيزةً للاستقرار في الشرق الأوسط
  • قيادي في تحالف «صمود» السوداني: نتواصل مع إدارة ترمب لوقف الحرب .. خالد يوسف قال لـ«الشرق الأوسط» إن مؤتمر لندن «مبادرة جيدة للغاية»
  • استشاري: الحوسبة السحابية ركيزة أساسية للتحول الرقمي في الحكومات
  • هل تتحول البوصلة الإيرانية من الشرق إلى الغرب؟
  • الأرصاد: بدء تأثير كتلة هوائية ساخنة على الغرب الليبي وامتدادها إلى الشرق الثلاثاء
  • الخارجية السودانية: كينيا تستخف بالشرعية الدولية وتستضيف مؤتمر إعلان حكومة المليشيا
  • توكل كرمان تعلن تأييد مطالب حلف قبائل حضرموت