دراسة تكشف فائدة غير متوقعة للقيلولة.. تعزز مهارات الدماغ
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
القيلولة هي فترة راحة أو نوم قصيرة خلال النهار، غالبًا ما يتم اللجوء إليها لاستعادة نشاط العقل والجسم بشكل عام، وإلى جانب فوائدها الكثيرة المتعارف عليها للصحة العامة، فقد كشفت دراسة علمية حديثة عن فائدة غير متوقعة للقيلولة.. فما هي؟
فائدة غير متوقعة للقيلولةكشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون من جامعة ولاية تكساس الأمريكية، ونُشرت نتائجها في مجلة «Journal of Sleep Research»، عن فائدة غير متوقعة للقيلولة بعد الظهر؛ إذ وجدوا أنها تعزز مهارات الدماغ في حل المشكلات المعقدة، حسب موقع «روسيا اليوم».
واعتمد الباحثون في دراستهم على اختبار قدرة الدماغ على حل المشكلات باستخدام التفكير التناظري، وهو أسلوب يعتمد على تطبيق استراتيجيات ناجحة من مشكلات سابقة على مشكلات جديدة، وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين أخذوا فترة قيلولة كانوا أكثر قدرة على استخدام هذه المسارات الذهنية لإيجاد الحلول.
تعزيز قدرة العقل على حل المشكلاتوأوضح الباحثون أن النوم، لا سيما إذا تضمَّن مرحلة حركة العين السريعة (REM)، قد يكون مفيدًا عند مواجهة مشكلات يصعب حلها، وهذه المرحلة من النوم التي تحدث فيها الأحلام وترتبط بتخزين الذكريات ومعالجة المشاعر تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز القدرة على الاستفادة من التجارب السابقة؛ إذ تساعد في إنشاء وتقوية الروابط التي قد لا تكون واضحة في أثناء اليقظة.
وشارك في الدراسة 58 شخصًا، وتم عرض سلسلة من المشكلات وحلولها عليهم، وبعد ذلك تم تقديم مجموعة أخرى من المشكلات المشابهة، ولكن دون حلول، مع إمكانية حلها باستخدام نفس العمليات العقلية المستخدمة في المجموعة الأولى.
ثم كانت هناك فترة راحة مدتها ساعتان، خلالها أخذ 28 متطوعًا قيلولة لمدة 110 دقائق، بينما طُلب من الـ30 الآخرين البقاء مستيقظين، وتم قياس وقت مرحلة نوم حركة العين السريعة للمجموعة التي أخذت قيلولة باستخدام أجهزة تخطيط موجات الدماغ (EEG) في أثناء نومهم.
القيلولة وحل المشكلات المعقدةوبعد الاستراحة، استمرت التجربة بإعطاء جميع المشاركين فرصة لإعادة النظر في المشكلات التي لم يتمكنوا من حلها سابقًا، ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين أخذوا قيلولة كانوا أفضل في حل المشكلات التي كانت صعبة عليهم في المرة الأولى، وكانت كمية نوم حركة العين السريعة مرتبطة باحتمالية حل هذه المشكلات.
وكتب الباحثون في ورقتهم البحثية: «تشير هذه النتائج إلى أن النوم يحسن القدرة على حل المشكلات التي لم يكن بالإمكان حلها في البداية، وتقترح أن نوم حركة العين السريعة يعزز استخدام النقل التناظري من خلال تسليط الضوء على أوجه التشابه بين المشكلات المصدر والهدف التي لم يتم ملاحظتها قبل القيلولة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فوائد القيلولة أخذ القيلولة نوم القيلولة دراسة حديثة حرکة العین السریعة حل المشکلات
إقرأ أيضاً:
اكتشاف علمي جديد.. شبكية العين قد تكشف عن الأمراض النفسية المبكرة
كشفت دراسة دولية حديثة عن ارتباط مثير بين حالة شبكية العين والصحة العقلية، ما قد يشكل ثورة في التشخيص المبكر للأمراض النفسية.
واكتشف باحثون في جامعة زيورخ ومستشفى الطب النفسي الجامعي أن الأشخاص الذين يمتلكون استعداداً جينياً للإصابة بمرض انفصام الشخصية (الفصام) غالباً ما يكون لديهم شبكية عين أرق من غيرهم، وهو اكتشاف قد يغير مستقبل تشخيص الأمراض النفسية.
وتعتمد هذه النتائج على تحليل بيانات ضخمة من البنك الحيوي البريطاني (UK Biobank)، الذي يضم معلومات جينية وطبية مفصلة لأكثر من نصف مليون شخص. ومن خلال حساب “درجات الخطورة الجينية” لكل فرد وربطها بقياسات سماكة الشبكية، تمكن الباحثون من اكتشاف هذا الارتباط الهام.
وفق الدراسة، ما يجعل هذا الاكتشاف أكثر إثارة هو أن قياس سماكة الشبكية يتم باستخدام تقنية التصوير المقطعي البصري (OCT)، وهي فحص سريع غير جراحي لا يستغرق سوى دقائق قليلة، ويتميز بدقته العالية وتكلفته المنخفضة نسبياً.
وفي تعليقه على الدراسة، أوضح الدكتور فين رابي، المؤلف الرئيسي للدراسة، أن “البحث يفتح آفاقاً جديدة لفهم العلاقة المعقدة بين الجهاز العصبي المركزي والأمراض النفسية”. وأضاف أن “التغيرات في الشبكية، باعتبارها جزءاً من الجهاز العصبي المركزي، قد تعكس تغيرات مماثلة في الدماغ، لكنها أسهل في الرصد والقياس”.
ولم تقتصر نتائج الدراسة على هذا الاكتشاف، بل أظهرت أيضاً أدلة تدعم “فرضية الالتهاب” في مرض الفصام، حيث أشار الباحثون إلى أن المتغيرات الجينية المرتبطة بالعمليات الالتهابية في الدماغ قد تلعب دوراً في التغيرات التركيبية في الشبكية. ما يعزز فرضية أن الالتهابات قد تكون عاملاً مساهماً في تطور المرض، ويعطي الأمل في تطوير علاجات تركز على تعديل الاستجابة الالتهابية.
ورغم أن حجم التأثير الذي رصدته الدراسة صغير ويصعب ملاحظته على مستوى الأفراد، إلا أنه يظهر بوضوح عند فحص مجموعات سكانية كبيرة، مما يبرز أهمية الدراسات واسعة النطاق مثل هذه.
يُذكر أن الباحثين أكدوا أن هذه النتائج ما زالت بحاجة إلى مزيد من الدراسات الطولية لتأكيدها، وتحديد إمكانية تطبيقها سريرياً. وفي المستقبل، قد تصبح فحوصات العين الروتينية أداة مهمة في الكشف المبكر عن الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالأمراض النفسية، مما يتيح التدخل المبكر وتحسين النتائج العلاجية.
وتعد هذه الدراسة خطوة هامة نحو فهم أعمق للأمراض النفسية، وتؤكد أن الصحة العقلية والجسدية مترابطة بشكل أكبر مما كان يعتقد سابقاً.