يمانيون../
في مشهد عالمي يعكس وحدة الشعوب ضد الظلم والاحتلال، خرج أبناء الشعوب في أرجاء العالم – ومن بينهم أبناء الشعب اليمني – في مسيرات حاشدة، عمت شوارع أمانة العاصمة والمحافظات، مرددين شعارات تحذيرية «على الوعد مع غزة»، رافعين لافتات توضح رفضهم الشديد لمخطط دونالد ترامب لتهجير سكان قطاع غزة.

تجسدت هذه المسيرات، التي شهدت تجمعات مليونية، في احتجاج شعبي صريح ضد محاولة أمريكية جديدة لفرض تغيير جذري في معادلة الصراع الفلسطيني، حيث يسعى ترامب إلى تنفيذ خطة تهجير جماعي تُعد استمراراً لمسيرة الاعتداءات التاريخية التي مارسها الاحتلال الأمريكي منذ نشأته.

وقد تم توجيه الرسائل إلى جميع أطراف العدوان، بأن أي محاولة لتهجير السكان أو تغيير الحق الدائم للفلسطينيين ستواجه برد فعل حاسم وشعباً غاضباً يقف في وجه هذا المشروع الإجرامي.

تاريخ الولايات المتحدة يحوي سجلاً ملوثاً بالجرائم والاعتداءات؛ إذ تعود جذور محاولات التهجير إلى سياسة إزالة السكان الأصليين – كما حدث مع الهنود الحمر – لتأسيس دولتها الحديثة. ومنذ ذلك الحين، لم تعرف أمريكا استثناءً من هذا النهج، فقد خاضت أكثر من 90 حرباً وعدواناً في مختلف أنحاء العالم، بما أسفر عن نتائج مأساوية وعديدة للبلدان والشعوب، مما يبرهن أن محاولات فرض سياسات تهجيرية هي جزء لا يتجزأ من منهجها الاستعماري والمستبد.

في مواجهة هذا التهديد، تظهر قدرات الإقليم العربي والدولي على رفض أي مشروع تهجيري. إذ تشير التحليلات إلى أن الدول العربية الكبرى، وعلى رأسها مصر بجيشها القوي والسعودية بثرواتها المالية، قد تكون لها القدرة على التصدي لهذه الأفكار المجنونة، مما يجعل خطة ترامب مجرد ورقة في سجلات الفشل الأمريكي المتواصل في فرض إرادته على الشعوب الحرة. هذا الرفض لا يقتصر على المستوى السياسي فحسب، بل يمتد إلى تكتلات شعوبية واجتماعية تسعى لحماية حق الفلسطينيين في العيش على أرضهم دون طمس هويتهم أو تهجيرهم من ديارهم.

ومن جهة أخرى، يعكس التضامن الشعبي الذي ظهر في هذه المسيرات مدى إدراك الشعوب للأبعاد الإنسانية والسياسية والاقتصادية لأي محاولة لتغيير معالم المنطقة بالقوة. فالتهجير الجماعي ليس مجرد إجراء إداري أو سياسي، بل هو جريمة ضد الإنسانية تحمل آثارها المدمرة على النسيج الاجتماعي والاقتصادي للأمة، كما يظهر من تجارب الماضي المؤلمة في أمريكا وأماكن أخرى في العالم.

إن رفض هذه الخطة ليس مجرد شعار عابر، بل هو تعبير عن إرادة الشعوب في الحفاظ على حقوقهم الأساسية، ومطالبة المجتمع الدولي بتقديم الدعم والمساندة للقضية الفلسطينية. فالقدرات الإقليمية والعالمية اليوم تشير إلى أن أي محاولة لتطبيق مثل هذه السياسات ستقابل بمقاومة حاسمة، سواء كان ذلك عبر قنوات سياسية أو حتى من خلال تحركات شعبية وعسكرية في حال تدهور الأوضاع إلى أقصى حد.

ختاماً، يبدو أن طريق ترامب لتهجير سكان غزة قد سُدّد بفضل الوحدة العالمية والتضامن الشعبي الذي لا يعرف الانحناء. إن مسيرات الاحتجاج في اليمن وغيرها من الدول تُظهر أن الشعوب مستعدة لرفض أي محاولة لإعادة كتابة تاريخها بالقوة، وأن الحق في الوجود والكرامة سيظل دائماً فوق أي مؤامرة تهدف إلى تشويه مستقبل الأجيال القادمة.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: أی محاولة

إقرأ أيضاً:

أسبانيا تنتقد خطة ترامب لتهجير غزة وتصفها بـغير أخلاقية

انتقدت أسبانيا خطة الرئيس الأمريكي لتهجير أهالي غزة، محذرة من أن هذه الأفكار والخطط من شأنها زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

ووصف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الأربعاء، خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه بأنها "غير أخلاقية".

وأضاف سانشيز في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في معرض حديثه عن خطة الرئيس الأمريكي ترامب بشأن غزة: "هذا غير أخلاقي ويتعارض مع القانون الدولي، غزة ملك للفلسطينيين وهي جزء من دولة فلسطين المستقبلية".


وأكد سانشيز أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين سيكون لها "تأثير مزعزع للاستقرار إقليميا وعالميا"، مشددا على الدور الأساسي والهم للدول العربية في غزة.

ويروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

????EN DIRECTO

Rueda de prensa del presidente del Gobierno, @sanchezcastejon, con el presidente de la República Árabe de Egipto, @AlsisiOfficial. https://t.co/MtAOzGSXP2 — La Moncloa (@desdelamoncloa) February 19, 2025

مقالات مشابهة

  • العوامل التي أجبرت أمريكا والكيان على التراجع وتأجيل تهجير أبناء غزة
  • إسبانيا تنتقد خطة ترامب لتهجير غزة وتصفها بـغير الأخلاقية
  • أسبانيا تنتقد خطة ترامب لتهجير غزة وتصفها بـغير أخلاقية
  • مصطفى بكري: إسرائيل لديها «عقدة» من الجيش المصري.. ومخطط التهجير لا يستهدف غزة وحدها
  • رئيس وزراء ماليزيا للمسلمين: طريق الإصلاح مليء بالتحديات ويمكننا تجاوز خلافاتنا
  • الداخلية توضح حقيقة محاولة اختطاف طفلة بالدقهلية
  • مشيرة خطاب: مصر أفرغت مخطط تهجير الفلسطينيين من مضمونه بفضل الموقف الحاسم وحكمة السيسي
  • برلماني عن القمة المرتقبة بالرياض: الشعوب تترقب قرارات حاسمة لمواجهة تهجير الفلسطينيين
  • الاستخبارات الأمريكية حذرت بايدن وترامب من محاولة إسرائيل ضرب منشآت نووية إيرانية
  • تركي الفيصل عن دعوة ترامب لتهجير الفلسطينيين: الكلام سهل