اليمن يكسرُ عنجهية ترامب ويجبِرُه على التراجع
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
شاهر أحمد عمير
في سياق التوترات المتصاعدة في المنطقة، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المعروف بأُسلُـوبه المتسلط والمتهور، ليهدّد بنقل أبناء غزة قسرًا إلى مصر والأردن في خطوة هدفها الضغط على القضية الفلسطينية وإضعاف تمسك الفلسطينيين بأرضهم. هذه الخطوة الأمريكية، التي كانت تمثل تهديدًا خطيرًا للحقوق الفلسطينية، لم تكن مفاجئة في إطار السياسة الأمريكية المعتادة التي تستخدم التهديدات والضغط لتغيير موازين القوى في المنطقة.
اليمن الذي لطالما كان رأس حربة في مواجهة المخطّطات الأمريكية والصهيونية، أعلن بشكل واضح وصريح موقفه الرافض لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسرًا من أرضهم. لم يكن تصريح اليمن مُجَـرّد موقف إعلامي، بل كان تحذيرًا جادًا أن أي محاولات لفرض هذا التهجير بالقوة ستواجه برد حاسم من قبل القوات المسلحة اليمنية، التي أكّـدت استعدادها الكامل للدخول في مواجهة عسكرية مع الكيان الإسرائيلي وأمريكا في حال الإصرار على تنفيذ هذا المخطّط.
كان لهذا الموقف أثرٌ بالغ على الإدارة الأمريكية. فجأة، وجد ترامب نفسه أمام واقع جديد لا يمكن تجاهله. اليمن، التي وقفت شامخة في وجه قوى الهيمنة، أثبتت أنها لا تخضع للتهديدات وأنها تملك القوة والإرادَة للدفاع عن الحقوق الفلسطينية. وفي غضون يومين فقط، بدأت نبرة التصريحات الأمريكية في التراجع. من تهديدات مباشرة، إلى محاولة تنصل غير مباشر من الموقف السابق، حتى وصل الأمر إلى تصريحات ترامب التي بدت وكأنه يتنصل تمامًا من تهديداته السابقة، حَيثُ أعلن أن الولايات المتحدة ستدعم القرار الذي ستتخذه “إسرائيل”، متجاهلًا تمامًا ما كان قد أعلنه من تهديدات.
هذا التراجع الأمريكي جاء نتيجة مباشرة للموقف الصلب والرافض من اليمن. فالتجربة أكّـدت أن تهديدات أمريكا، مهما كانت صاخبة، لا تساوي شيئًا أمام إرادَة قوية وموقف حازم. الولايات المتحدة التي طالما استخدمت التهديدات العسكرية كأدَاة ضغط على الدول الأُخرى، فوجئت بتصدي اليمن الذي لم يكتفِ بالكلمات، بل كان مستعدًا لدفع ثمن موقفه في الميدان إذَا لزم الأمر.
لقد أثبتت هذه الحادثة أن اليمن لم يعد مُجَـرّد طرف يمكن تجاهله في المعادلات الإقليمية. بل أصبح قوة إقليمية ذات وزن كبير، قادرة على تغيير مجريات الأمور. وعندما تتراجع الإدارة الأمريكية عن تهديدات أطلقها رئيسها بنفسه، فهذا يعد تحولًا في معادلات المنطقة، حَيثُ تكشف هذه الواقعة عن تحول جاد في موازين القوة لصالح اليمن. اليمن اليوم ليس مُجَـرّد شاهد على الأحداث، بل هو فاعل رئيسي يفرض إرادته على القوى الكبرى.
إن تراجع أمريكا لا يعد حادثًا منفصلًا، بل هو مؤشرٌ على تغيُّر جوهري في طريقة تعامل القوى الكبرى مع قضايا الشرق الأوسط. فاليمن اليوم، بموقفه الثابت وإرادته الصُّلبة، أصبح قوة لا يمكن التلاعب بها. وعندما نعرف أن اليمن قد فرض على أمريكا التراجع عن مخطّطاتها، نستطيع أن ندرك أن اليمن أصبح نموذجًا للمقاومة والصلابة في مواجهة الهيمنة والظلم.
المرحلة القادمة تحمل تحديات جديدة، لكنها أَيْـضًا فرص لتغيير معادلات الهيمنة في المنطقة. إن أي محاولة لفرض واقع جديد على اليمن، أَو على فلسطين، ستكون مواجهتها حتمية، ولن تقف أمامها التهديدات أَو الضغوط. اليمن اليوم هو رمز للإرادَة الحرة، ورمز للمقاومة التي لن تخضع لأي إملاءات خارجية.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: أن الیمن
إقرأ أيضاً:
الدولار يستقر وسط تقييم تهديدات ترامب بالرسوم الجمركية
الاقتصاد نيوز - متابعة
حافظ الدولار الأميركي، الأربعاء، على استقراره أمام معظم العملات الرئيسية، بينما ارتفع الين الياباني، مع تركيز المستثمرين على محادثات السلام بشأن أوكرانيا، والتهديدات التجارية الجديدة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
تحركات العملات الرئيسية
سجل مؤشر الدولار ارتفاعًا طفيفًا ليصل إلى 107.06، بعد أن انخفض بنسبة 1.2 بالمئة الأسبوع الماضي.
صعد الين الياباني أمام الدولار بنسبة 0.24 بالمئة، ليصل إلى 151.675 ين للدولار.
انخفض اليورو مقابل الين بنسبة 0.35 بالمئة إلى 158.415 ين، بينما بقي مستقرًا نسبيًا أمام الدولار عند 1.0443 دولار.
محادثات السلام بين واشنطن وموسكو
أعلنت إدارة ترامب، الثلاثاء، أنها وافقت على إجراء محادثات إضافية مع روسيا بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك بعد اجتماع أولي لم تشارك فيه كييف.
ويمثل هذا القرار تحولًا عن النهج الأميركي السابق، الذي كان يركز على عزل موسكو وحشد الحلفاء ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأشار فرانشيسكو بيسول، خبير النقد الأجنبي في ING، إلى أن الأسواق تتوقع اتفاق سلام محتمل في أوكرانيا خلال الفترة المقبلة، وهو ما أدى إلى زيادة الطلب على الين كملاذ آمن على حساب اليورو، خاصة مع استبعاد الاتحاد الأوروبي من المفاوضات.
تهديدات ترامب التجارية
وسط هذه التطورات، يترقب المستثمرون تصعيدًا جديدًا في السياسات التجارية الأميركية، إذ صرّح ترامب أنه يعتزم فرض تعريفات جمركية بنسبة 25 بالمئة على واردات السيارات وأشباه الموصلات والأدوية، في خطوة من شأنها إحداث اضطرابات في التجارة العالمية.
وعلّق بيسول قائلًا: "هناك حالة من التردد في الأسواق بشأن ما إذا كان ترامب سيمضي قدمًا في تنفيذ هذه التعريفات الجمركية".
التضخم في بريطانيا ودعم الإسترليني
في المملكة المتحدة، أظهرت البيانات الرسمية أن التضخم سجل 3 بالمئة في يناير، وهو أعلى مستوى له في عشرة أشهر، مما قد يزيد الضغوط على بنك إنجلترا لاتخاذ إجراءات إضافية.
ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.1 بالمئة إلى 1.26150 دولار، ولامس أعلى مستوى له في شهرين بعد صدور البيانات، قبل أن يفقد بعض مكاسبه لاحقًا.
صعد الإسترليني أمام اليورو إلى 82.775 بنس، معزَّزًا بتوقعات اقتصادية أفضل مقارنة بمنطقة اليورو.
قرار بنك الاحتياطي النيوزيلندي
على صعيد آخر، قام بنك الاحتياطي النيوزيلندي بخفض سعر الفائدة القياسي بمقدار 50 نقطة أساس ليصل إلى 3.75 بالمئة، وهو ما كان متوقعًا على نطاق واسع.
وأشار البنك إلى أن التخفيضات المستقبلية قد تكون أقل حدة.
انعكس القرار إيجابيًا على الدولار النيوزيلندي، الذي ارتفع بنسبة 0.4 بالمئة ليصل إلى 0.57270 دولار.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام