اختتمت، الأحد، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، القمة الـ38 للاتحاد الأفريقي، والتي شارك فيها قادة البلدان الأعضاء في الاتحاد، بالإضافة إلى ممثلي المنظمات الدولية ووفود من خارج الاتحاد.

وعلى مدى يومين، انصبت نقاشات القادة الأفارقة، على مواضيع رئيسية بينها الصراعات التي تمزق القارة، بالإضافة لمواضيع التنمية ومبادرة "إسكات المدافع" في القارة.



وقد حضرت غزة وقضية التهجير بقوة في نقاشات وقرارات المشاركين في القمة، حيث حرص العديد من المتدخلين على تأكيد مواقفهم الرافضة لدعوات التهجير القسري لسكان غزة، التي صدرت عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.



إدانة شديدة ورفض للتهجير
وقد عبر القادة الأفارقة في البيان الختامي للقمة، عن إدانتهم الشديدة للعدوان الإسرائيلي على غزة، وخطط تهجير سكان القطاع.

وقال البيان، إن "إسرائيل" ارتكبت جرائم إبادة جماعية في غزة ويجب محاكمتها دوليا بشكل واضح لا لبس فيه، وإن تجاوزاتها لا يجب لها أن تمر.

ورفضت القمة انتهاكات "إسرائيل" للقانون الدولي واستهدافها المدنيين والبنية التحتية، ودعت إلى وقف التعاون والتطبيع مع "إسرائيل" حتى تنهي احتلالها وعدوانها على فلسطين.

وفي افتتاح القمة ندد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي المنتهية ولايته، موسى فكي، بالدعوة إلى الترحيل الممنهج لسكان غزة.

وقال إن الإبادة في غزة تتواصل وسط صمت شبه تام من القوى الكبرى في العالم، وإن إحدى وسائلها "دعوة البعض إلى ترحيل ممنهج للفلسطينيين خارج أراضيهم".

وأوضح أن ما تعرض له قطاع غزة من دمار وحرمان يشكل عارا على كل البشرية"، مشددا على وقوف الاتحاد الأفريقي "بكل حزم مع الشعب الفلسطيني".

من جهته قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني – الذي سلم الرئاسة الدورية للاتحاد إلى نظيره الأنغولي – إن العالم "عرف مستوى من العنف والهمجية لم يشهد له نظيرا منذ الحرب العالمية الثانية"، مضيفا أن ما تعرضَتْ وتتعرَضُ له فِلسطينُ المحتلةُ أوضحُ مِصداقٍ على ذلك".

أفريقيا والقضية الفلسطينية
ومنذ نشأته، ظل الاتحاد الأفريقي منبرا للدفاع عن القضية الفلسطينية وداعما لها، فيما أعاد طوفان الأقصى الزخم للقضية في أنحاء واسعة من القارة.

ورغم تباين المواقف الرسمية لبعض الدول الأفريقية، إلا أن شعوب القارة السمراء عبرت بشكل واضح منذ بدء العدوان على غزة عن وقوفها إلى جانب المقاومة الفلسطينية باعتبارها مقاومة ضد احتلال وإبادة ترتكب بحق الفلسطينيين.

وعرفت العديد من بلدان القارة على مدى سنة وخمسة أشهر، مهرجانات وحملات تبرع وفعاليات مختلفة للتعبير عن دعم القضية الفلسطينية.

فيما تصدرت أفريقيا التضامن العالمي مع غزة، حين بادرت جنوب أفريقيا برفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وساهمت وسائل إعلام أفريقية في نقل ما يحدث في غزة للرأي العام الأفريقي، حيث نقلت حجم الدمار الذي تعرض له القطاع، والاستهداف المتكرر للمستشفيات ومنع وصول المساعدات من المياه والغذاء والدواء.

مكتب تنفيذي جديد
وكان من بين نتائج القمة الـ38 للاتحاد الأفريقي التي اختتمت الأحد، انتخاب مكتب تنفيذي جديد للاتحاد، حيث انتخب الرئيس الأنغولي جواو لورينسو، رئيسا دوريا للاتحاد خلفا للرئيس المنتهية ولايته، الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني.

وجاء المكتب التنفيذي الجديد على النحو التالي:

رئيس الاتحاد: أنغولا، عن المنطقة الجنوبية

النائب الأول: بوروندي، عن المنطقة الوسطى

النائب الثاني: غانا، عن المنطقة الغربية

النائب الثالث: تنزانيا، عن المنطقة الشرقية

المقرر: موريتانيا، عن المنطقة الشمالية.

طاقم مفوضية الاتحاد
وقد انتخبت القمة وزير الخارجية الجيبوتي الدبلوماسي المخضرم محمود علي يوسف بمنصب رئيس المفوضية الأفريقية ليخلف التشادي موسى فكي، حيث حصل على 33 صوتا بعد معركة تنافسية شرسة مع مرشح كينيا رايلا أودينغا، ومرشح مدغشقر ريتشارد واندريا.

كما انتخبت القمة، الجزائرية سلمى مليكة الحدادي نائبة لرئيس المفوضية للفترة 2025-2028، خلفا للرواندية مونيك نسانزاباغانوا.

وشغل الرئيس الجديد لمفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف (58 عاما) منصب وزير خارجية جيبوتي، وعمل بالمجال الدبلوماسي ثلاثة عقود، داخليا وإقليميا ودوليا.

لعب محمود علي يوسف دورا رئيسيا في تطوير الدبلوماسية الجيبوتية، وشارك في البحث عن حلول للعديد من الصراعات في القارة الأفريقية، خاصة في القرن الأفريقي، ويتحدث، العربية والفرنسية والإنجليزية.

وتعهد خلال تصريحاته الصحفية في أطار حملته لمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، بتحقيق أجندة الاتحاد للعام 2063.

ويؤكد من حين لآخر على ضرورة الانتقال بالأفارقة من دور المستهلكين السلبيين إلى الإسهام الفاعل في مجال الثورة الرقمية.

ويرى الرئيس الجديد لمفوضية الاتحاد الأفريقي، أن تعليق عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي، ليس حلا للصراع في هذا البلد، ويؤكد ضرورة تفعيل لجنة الرؤساء الأفارقة التي تضم 5 دول والعمل بشكل سريع لإيجاد تسوية لهذه الأزمة.

وحظيت حملته بزخم كبير نظرا لأنه مدعوم من الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والكتلة الفرنكوفونية.

السودان والكونغو الديمقراطية
وقد حظيت الأزمة في كل من السودان والكونغو الديمقراطية، بنقاشات واسعة في جلسات القمة، حيث دعا القادة المشاركون في القمة، إلى ضرورة وقف الاقتتال في السودان.

وأعلن مبعوث الاتحاد الأفريقي للسودان محمد بن شمباس، عن قمة أفريقية مرتقبة تسعى إلى تمهيد الطريق لحوار شامل بين الأطراف السودانية.

وقد عبر وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف عن أمله في استعادة السودان لعضويته داخل الاتحاد وهي المجمدة منذ 2021.


وفي الكونغو الديمقراطية، بحث المشاركون في القمة ضرورة العمل لإنهاء الحرب، حيث يتصاعد التوتر بين الحكومة وحركة "إم 23" المدعومة من رواندا، حيث تمكنت هذه الحركة قبل أيام من توسيع سيطرتها على مناطق في شمال الكونغو الديمقراطية.

والاتحاد الأفريقي، هو منظمة دولية تضم في عضويتها 55 دولة من القارة السمراء، وجاءت بديلا عن منظمة الوحدة الأفريقية عام 2002، وتسعى إلى تأسيس سوق مشتركة.

ورغم تمثيلها النسبة الأكبر في الجمعية العامة للأمم المتحدة (28 في المئة)، تعجز أفريقيا عن إبداء أي رأي في القضايا التي تهمها في مجلس الأمن كونها ليست من الأعضاء دائمة العضوية، فيما ينتقد القادة الأفارقة من حين لآخر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية غزة التهجير فلسطين فلسطين غزة الاتحاد الافريقي تهجير المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاتحاد الأفریقی عن المنطقة علی یوسف

إقرأ أيضاً:

انفصال جبل جليدي بالقطب الجنوبي يكشف نُظما بيئية فريدة

كان الباحثون في معهد شميدت للبحار يعملون قبالة سواحل القارة القطبية الجنوبية عندما انفصل جبل جليدي ضخم يبلغ طوله نحو 30 كيلومترا عن الغطاء الجليدي في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، ليكشف عن مساحة من المحيط لم ترَ ضوء النهار منذ عقود وعن نظام بيئي فريد تحتها.

وقرر الفريق على متن سفينة الأبحاث " فالكور" البحث في قاع المحيط المكشوف حديثا، ولم يسبق لأحد أن استكشف أعماق البحار هناك.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4أكبر 5 غابات مطيرة.. ما هي وماذا بقي منها؟list 2 of 4التطرف المناخي يهدد شبه الجزيرة العربيةlist 3 of 4في اليوم الدولي للغابات.. رئة الكوكب التي باتت تتقلصlist 4 of 4الأمم المتحدة: ذوبان الأنهار الجليدية يهدد معيشة ملياري شخصend of list

وقالت باتريشيا إسكيت كبيرة العلماء في البعثة "إنه نوع من الأحداث التي عندما تحدث تترك كل ما تفعله"، ومع ذلك لم تكن التوقعات عالية، إذ لم يعتقد العلماء أن الحياة ستزدهر تحت هذه الطبقة الجليدية السميكة.

وكان ما عثر عليه أعضاء الفريق تحت الجبل الجليدي مدهشا، فهناك عناكب بحرية عملاقة وأخطبوطات وأسماك جليدية وشعاب مرجانية وإسفنجيات، بما في ذلك واحدة على شكل مزهرية قد يعود عمرها إلى مئات السنين.

ويعتقد الباحثون أنهم سيتمكنون إجمالا من تحديد عشرات الأنواع الجديدة من خلال هذه البعثة.

وقالت إسكيت -وهي باحثة في جامعة أفيرو بالبرتغال- "لقد فوجئنا حقا بالنظم البيئية المتنوعة والغنية التي وجدناها هناك، وأذهلنا ذلك".

ولا يظهر الاكتشاف -الذي أُعلن عنه يوم الخميس الماضي- كيف تجد الحياة طريقها إلى كل ركن من أركان العالم تقريبا فحسب -بما في ذلك المدفونة تحت الأنهار الجليدية العائمة- بل يوفر أيضا أساسا حاسما لفهم كيف يمكن أن تتغير الحياة في أعماق البحار على كوكب دافئ.

إعلان

وقالت جوتيكا فيرماني رئيسة معهد شميدت للمحيطات -وهو منظمة غير ربحية سهلت البحث- "لقد كانوا في المكان المناسب في الوقت المناسب حقا ليكونوا هناك ويشاهدوا النظام البيئي".

القشريات والقواقع والديدان والأسماك من بين العشرات من المخلوقات التي اكتشف تحت جرف جليدي ضخم في القارة القطبية الجنوبية (معهد شميدت للمحيطات)

وخلال البعثة -التي استمرت قرابة شهر- قاد الباحثون مركبة تعمل عن بعد لالتقاط صور ومقاطع فيديو وجمع عينات من بعض أعمق المناطق قبالة القارة القطبية الجنوبية.

كما استكشف الفريق مناطق في بحر بيلينغسهاوزن النائي (على طول الجانب الغربي من شبه الجزيرة القطبية الجنوبية) أبعد عن الغطاء الجليدي، ومن بين الأنواع التي يُحتمل أن تكون جديدة على العلم القشريات والقواقع البحرية والديدان والأسماك.

وبعد رحلة استكشافية قام بها معهد شميدت للمحيطات قبالة سواحل تشيلي العام الماضي حدد العلماء أكثر من 70 نوعا جديدا، بما في ذلك أحد أنواع جراد البحر والقواقع البحرية التي كانت جديدة تماما على العلوم.

وبعيدا عن القارة القطبية الجنوبية، لا يتمحور اللغز الأكبر حول أي مخلوق بعينه، بل حول النظام البيئي بأكمله وكيف تزدهر كل هذه الحياة والتنوع البيئي تحت كل هذا الجليد.

وفي أجزاء أخرى من المحيط تُمنح الكائنات الحية التي تقوم بعملية البناء الضوئي مغذيات لتغذية كائنات قاع البحر، لكن لا أحد يفعل ذلك تحت جليد القارة القطبية الجنوبية الداكن، بل تساعد تيارات المحيطات أو مياه ذوبان الأنهار الجليدية أو عوامل أخرى في تغذية كائنات أعماق البحار.

وقالت جوتيكا فيرماني "لقد أصبح هذا المجال الآن مجالا نشطا للبحث العلمي بفضل هذا الاكتشاف".

من جانبها، تأمل باتريشيا إسكيت العودة إلى المنطقة لرؤية كيف تتغير الحياة تحت الجليد، مما يتيح فرصة لفهم كيفية تغير الحياة في أعماق البحار بالمناطق القطبية مع ارتفاع درجات الحرارة وانفصال المزيد من الجبال الجليدية في القارة القطبية الجنوبية وغيرها.

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي يتلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الأسباني.. ويشددان على رفض التهجير
  • العمال العرب يرفض سعي إسرائيل لإجبار الفلسطينيين على الهجرة
  • أفريقيا والعرب.. تكامل وتعاون أم تنافس وعداء؟
  • رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي يختتم زيارته إلى الصومال
  • لحسم الصدارة.. موعد مباراة القمة بين الأهلي والزمالك في دوري السلة
  • انتخاب العواملة رئيسًا للاتحاد الآسيوي للمصارعة
  • سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة بمصر تقدم أوراق اعتمادها إلى الرئيس السيسي
  • الرئيس المصري يناقش الأوضاع في القرن الأفريقي مع وزير خارجية إرتيريا
  • وزير الخارجية: تم الاتفاق على عقد القمة المصرية - الأوروبية الأولى خلال العام الجاري
  • انفصال جبل جليدي بالقطب الجنوبي يكشف نُظما بيئية فريدة