تصاعد اهتمام حلف شمال الأطلسي (الناتو) بموريتانيا، منذ العام الماضي، بالتزامن مع تنامي النفوذ الروسي في منطقة الساحل الأفريقي التي توصف بأنها الأكثر اضطرابا حاليا في إفريقيا.

ويرى متابعون أن حضور روسيا المتزايد في الساحل وتعزيز علاقتها مع القادة العسكريين الممسكين بزمام السلطة في مالي وبوركينافاسو، وأخيرا النيجر، زاد من أهمية موريتانيا بالنسبة لحلف الناتو، الذي ينتابه القلق بشأن تأمين جناحه الجنوبي.



وتعزز التقارب بين موريتانيا والناتو، خلال قمة الحلف في مدريد العام الماضي، والتي دُعيت إليها دولتان فقط من خارج الحلف هما موريتانيا والأردن.

وتتطلع نواكشوط للحصول على دعم الحلف في مجال تعزيز القدرات العسكرية للجيش، بينما يرى الحلف في نواكشوط شريكا أساسيا نظر لموقعها الاستراتيجي، إذ تربطها حدود بحرية مع اسبانيا، بالإضافة لكونها نقطة وصل بين شمال وغرب أفريقيا.



شريك وحيد في الساحل
وفي مقابلة سابقة مع وكالة الأنباء الموريتانية، قال نائب الأمين العام المساعد للحلف للشؤون السياسية والسياسة الأمنية خافيير كولومينا إن "دور موريتانيا في منطقة الساحل كبير وضروري".

وأضاف أن نواكشوط هي "الشريك الوحيد للحلف في منطقة الساحل، وهي الوحيدة التي يمكنها النفاذ لبعض أدواتنا بطريقة منهجية" لافتا إلى أن "موريتانيا هي الدولة الوحيدة في منطقة الساحل التي تسيطر على أراضيها وحدودها، وهي دولة تتمتع باستقرار سياسي وأمني، لذا فإن التعاون معها أفضل بالنسبة للحلف".

وعلى مدى الأشهر الأخيرة تزايدت اللقاءات والزيارات المتبادلة بين مسؤولين من الناتو ومسؤولين حكوميين موريتانيين.

ويرى وزير الخارجية الموريتاني الأسبق محمد فال ولد بلال، أن الزيارات واللقاءات المتكررة بين مسؤولي "الناتو" وموريتانيا، تعكس رغبة واضحة في تعزيز شراكة استراتيجية.

واعتبر في تدوينة عبر صفحته على فيسبوك أن هذا الاهتمام "يعكس نوايا الدول الغربية في الاستعاضة عن باماكو (عاصمة مالي) ونيامي (عاصمة النيجر) بنواكشوط من منظور استراتيجي.

وأضاف: "يتجلى ذلك في مغازلة موريتانيا سياسيا وإعلاميا، وبشتى الوسائل الممكنة، إذ أنه ما من دولة في الناتو، ولا صحيفة، ولا قناة إذاعية أو تلفزيونية إلا وتتغنى بمشاعر الود والاعجاب والتقدير لموريتانيا، رئيسا وحكومة وشعبا، الكل يتنافس في الثناء والاطراء، حتى الرئيس الأوكراني ووزير خارجيته اقتطعا من وقتهما المشحون دقائق للتعبير عن التقدير لموريتانيا الصديقة".

معادلة صعبة
ورأى وزير الخارجية الأسبق ولد بلال، أن موريتانيا "أمام معادلة صعبة، حيث لا ينبغي لها أن تساير الناتو في أهدافه الحربية، ولا ينبغي لها أن تبتعد عنه".

وأضاف، "أن القرب من الناتو، يعرضها للانتقام من روسيا وأدواتها في المنطقة، والابتعاد عنها، قد يؤدي إلى خيبة، وردود فعل مضرة، نحن نوجد في قلب منطقة مضطربة، وسط مصالح متناقضة، وفي مرمى جميع الأطراف المتحاربة، ومهما بذلنا من جهد لإرضاء الجميع، فإننا سنكون دائما محل اتهام وظنون وشكوك من قبل الأصدقاء، والأعداء، والخصوم، وسنتعرض لإغراءات وضغوط قوية، ولكن الأمر - بين ذاك وذاك - يحتاج فقط لدبلوماسية واضحة ومرنة ومتوازنة ويقظة".



موطئ قدم استراتيجي
ويرى المحلل السياسي سيد أحمد محمدو، أن التقارب بين موريتانيا والناتو، يأتي في سياق الصراع المحتدم بين الحلف وروسيا في المنطقة، ومحاولة الناتو الحصول على موطئ قدم استراتيجي في المنطقة ومنع موسكو من الحصول على منفذ بحري فيها، معتبرا أن أي حضور روسي في موريتانيا قد تراه بلدان الناتو خطرا عليها نظرا لقرب البلاد من الاتحاد الأوروبي.

وأشار في تصريح لـ"عربي21"، "إلى أن الاستقرار السياسي الذي تعرفه موريتانيا ووجودها على شواطئ قريبة من الاتحاد الأوروبي، جعلت الحلف يسعى لتعزيز الشراكة معها، خصوصا في مثل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة".

وأضاف: "أن المنطقة تعيش اضطرابا شديدا، وعرفت انقلابات عسكرية متتالية، كان آخرها انقلاب النيجر، وقبلها مالي وبوركينافاسو، والحضور الروسي بدى واضحا، الروس حاضرون بقوة في منطقة الساحل الإفريقي، هذا يثير مخاوف دول حلف الناتو".

ولفت ولد محمدو، "إلى أن إسبانيا لعبت دورا مهما في تعزيز الشراكة بين الحلف وموريتانيا، مستغلة تراكمات من التبادل الاستخباراتي والأمني والعسكري بحكم التداخل بين جزر الكناري وموريتانيا.

وتابع، "يبدو واضحا أن حلف شمال الأطلسي يريد موريتانيا شريكا له، في إطار محاولاته التصدي للتمديد الروسي في المنطقة".



رفض سياسة الاستقطاب
وعلى الرغم من أن غالبية المتابعين يرون أن موريتانيا هي الحليف الرئيسي للناتو في المنطقة، إلا أن المسؤولين الموريتانيين يؤكدون من حين لآخر رفض نواكشوط الدخول في سياسة الاستقطاب والمحاور الدولية.

وتحاول موريتانيا، التأكيد على ذلك باستقبال مسؤولين روس كان آخرهم وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي زار نواكشوط قبل أشهر، حيث هيمنت على الزيارة مواضيع التعاون الاقتصادي، بالإضافة إلى نقاش الوضع في منطقة الساحل.

كما شارك رئيس الحكومة الموريتانية محمد ولد بلا، في القمة الروسية الأفريقية الأخيرة في مدينة سان بطرسبورغ، أشاد في كلمة خلالها بالتعاون مع موسكو.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات الناتو النفوذ الروسي الساحل الأفريقي موريتانيا الناتو موريتانيا الساحل الأفريقي النفوذ الروسي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی منطقة الساحل فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة

المناطق_واس

استقبل صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز أمير منطقة حائل , في مكتبه اليوم, معالي وزير السياحة الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب.

 

أخبار قد تهمك بطولة وزارة الداخلية الـ14 لكرة القدم للقطاعات الأمنية.. تحسين الرفاهية البدنية والاجتماعية وأساليب الحياة الصحية 21 نوفمبر 2024 - 5:43 مساءً “الأونروا”: تأخر وصول الوقود والطحين إلى قطاع غزة أدى إلى تفاقم الأزمة 21 نوفمبر 2024 - 5:31 مساءً

 

ونوه سموه بالدعم الذي توليه حكومة المملكة لقطاع السياحة ، مؤكدًا أن المنطقة شهدت قفزات كبيرة في المجال السياحي وغيره من المجالات بفضل الله ثم الرعاية من قبل القيادة الحكيمة -أيدها الله- , وما تمتلكه المنطقة من مقومات سياحية جاذبة وممكنات وقدرات بشرية مميزة أثبتت قدرة أبناء المنطقة على النجاح والتميز، مشددًا على أهمية العمل المشترك من أجل تعزيز الاستثمارات في قطاع السياحة بالمنطقة والاستفادة من المواقع السياحية المتعددة والإمكانات التي تتمتع بها المنطقة، والعمل على تذليل العقبات التي تعترض القطاع السياحي بالمنطقة.

 

وعقد أمير حائل اجتماعًا مع معالي وزير السياحة بحضور وكيل الإمارة علي بن سالم آل عامر ومديري القطاعات الحكومية ذات العلاقة بالمنطقة, جرى خلاله استعراض تحديثات أعمال وأنشطة المنظومة السياحية بالمنطقة وجهود صندوق التنمية السياحي وتراخيص الأنشطة السياحية وتنمية القدرات البشرية وحملة شتاء السعودية ٢٠٢٤ ودعم المشاريع والاستثمارات السياحية.

 

إثر ذلك شهد سموه بحضور معالي وزير السياحة ، توقيع مذكرتي تفاهم بين هيئة تطوير منطقة حائل ووزارة السياحة، والهيئة السعودية للسياحة.

 

وتهدف مذكرة التعاون بين وزارة السياحة وهيئة تطوير منطقة حائل إلى وضع وتنفيذ استراتيجية لتنمية وتوطين الموارد البشرية السياحية في المنطقة، من خلال تدريب الكوادر الوطنية في المجال السياحي، ورفع نسب التوطين، وتفعيل قرارات التوطين والمبادرات ذات العلاقة بالشراكة مع الجهات المعنية في المنطقة.

 

فيما تهدف مذكرة التفاهم مع الهيئة السعودية للسياحة إلى تعزيز التعاون المشترك في تطوير القطاع السياحي في منطقة حائل، وتشمل دعم إنشاء مكتب لإدارة الوجهات السياحية في حائل، وتطوير وتسويق المنتجات السياحية، الترويج للمنطقة كوجهة سياحية محلية ودولية، بالإضافة إلى التعاون في المعارض والفعاليات السياحية، وتبادل الدراسات السياحية وحملات التسويق الرقمية.

 

كما دشن سمو أمير منطقة حائل، بحضور معالي وزير السياحة، تطبيق “رحلة في حائل” الذي يهدف إلى تسهيل التواصل مع سكان المنطقة والزوار، وتقديم قاعدة بيانات شاملة للمعالم الأثرية والتراثية والسياحية بالمنطقة، إضافة إلى توفيره توجيهات ومسارات إلى معالم المنطقة باستخدام الخريطة، كما يعرض التطبيق الأنشطة والفعاليات المنطقة.

 

بدوره أوضح معالي وزير السياحة، أن الزيارة تأتي في إطار تحقيق استراتيجية الوزارة التطويرية من أجل توفير كل المتطلبات اللازمة لتنمية قطاع السياحة في كل أجزاء المملكة، مشيراً إلى الفرص الواعدة التي تتمتع بها منطقة حائل وتؤهلها لأن تكون إحدى كبرى الوجهات السياحية في المملكة.

 

وقدّم معالي وزير السياحة، شكره لسمو أمير منطقة حائل، على دعمه المتواصل والمستمر لقطاع السياحة، بما يسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030.

Copy URL URL Copied 21 نوفمبر 2024 - 5:56 مساءً Share Facebook X LinkedIn Messenger Messenger Read Next أبرز المواد21 نوفمبر 2024 - 5:22 مساءًارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 44056 شهيدًا أبرز المواد21 نوفمبر 2024 - 5:17 مساءًمؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا عند مستوى 11840.52 نقطة أبرز المواد21 نوفمبر 2024 - 5:14 مساءًأمانة الشرقية تنظم ملتقى “تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص” أبرز المواد21 نوفمبر 2024 - 5:11 مساءًالدفاع المدني يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال من مصادر الخطر داخل المنازل أبرز المواد21 نوفمبر 2024 - 5:02 مساءًالمركز الوطني للعمليات الأمنية يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل في واجهة روشن بالرياض21 نوفمبر 2024 - 5:22 مساءًارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 44056 شهيدًا21 نوفمبر 2024 - 5:17 مساءًمؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا عند مستوى 11840.52 نقطة21 نوفمبر 2024 - 5:14 مساءًأمانة الشرقية تنظم ملتقى “تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص”21 نوفمبر 2024 - 5:11 مساءًالدفاع المدني يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال من مصادر الخطر داخل المنازل21 نوفمبر 2024 - 5:02 مساءًالمركز الوطني للعمليات الأمنية يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل في واجهة روشن بالرياض بطولة وزارة الداخلية الـ14 لكرة القدم للقطاعات الأمنية.. تحسين الرفاهية البدنية والاجتماعية وأساليب الحياة الصحية بطولة وزارة الداخلية الـ14 لكرة القدم للقطاعات الأمنية.. تحسين الرفاهية البدنية والاجتماعية وأساليب الحياة الصحية تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك Find us on Facebookالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2024   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستFacebookXYouTubeInstagramWhatsApp Facebook X Messenger Messenger WhatsApp Telegram Back to top button Close البحث عن: FacebookXYouTubeInstagramWhatsApp Close Search for Close Search for

مقالات مشابهة

  • الأمين العام للناتو يلتقي ترامب في الولايات المتحدة
  • المملكة تنجح في استضافة الأمانة العامة الدائمة للشبكة الإقليمية لاسترداد الأصول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مينا-أيرن)
  • الأطفال بموريتانيا.. وعود رسمية ودعوات لحمايتهم من العنف والفقر والأمية
  • أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
  • الأرصاد التركية تصدر التحذير الأصفر لـ49 مدينة بما في ذلك إسطنبول
  • موسكو: ظهور قوات الناتو في أوكرانيا يعني بدء الحرب ضدنا
  • بسبب خوفها من روسيا.. ميركل تدلي باعتراف خطير في مذكراتها المقبلة
  • مذكرات ميركل تكشف جذور الحرب الأوكرانية
  • "بهيني".. السلحفاة الخضراء تزور اليمن بعد قطعها 18 ألف كيلو متر من جنوب أفريقيا
  • روسيا: انضمام السويد للناتو يصعد حدة التوتر في البلطيق والقطب الشمالي