الأسبوع:
2025-05-02@08:36:52 GMT

عجائب طالبان: اعتقال من يصلي التراويح 8 ركعات!

تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT

عجائب طالبان: اعتقال من يصلي التراويح 8 ركعات!

في مساجد أفغانستان الخاضعة لسيطرة حركة طالبان، كانت صلاة التراويح بثماني ركعات تؤدي إلى اعتقال مئات المصلين. وحتى من يغادر المسجد قبل استكمال عشرين ركعة، لعجزه عن استكمال الصلاة، قد يجد نفسه في قبضة مفتشي "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، إلى جانب آخرين متهمين بالتخلف عن أداء الصلاة جماعة. فما حيثيات هذه القرارات التعسفية، التي تحولت إلى كابوس موسمي، يطارد أعدادًا كبيرة من الأفغان مع اقتراب شهر رمضان؟

في التاسع والعشرين من شعبان 1445 هـ، الموافق للحادي عشر من مارس 2024، أرسل والي بدخشان، الواقعة شمال شرق أفغانستان، خطابًا باللغة الدارية (الفارسية الأفغانية) إلى رئاسة شؤون الإرشاد والحج والأوقاف، بعنوان "متابعة إخطار بشأن قرار جلسة أمنية"، جاء فيه نصًا:

"وفقًا لقرار الجلسة الأمنية بتاريخ 1445/8/29 هـ، تقرر إرشاد الجهات المعنية لتحديد هوية الأشخاص الذين يؤدون صلاة التراويح (8 ركعات) في مناطق معينة.

ويُطلب إرسال الأسماء إلى الجهات الأمنية والاستخباراتية للمتابعة الرسمية."

وانتهى الخطاب بتوقيع حاجي مولوي محمد أيوب "خالد"، والي الولاية، وحمل بصمة الختم الرسمي للولاية، مع الإشارة إلى توجيه نسخة من التعليمات إلى رئاسة الاستخبارات، ورئاسة هيئة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" التابعة للقيادة المركزية في حكومة طالبان.

لم يكن قرار ملاحقة الأفغان المتهمين بأداء صلاة التراويح بثماني ركعات هو الأول من نوعه في عدد من الولايات، ولا سيما ولاية بدخشان. فقد نشرت صحيفة محلية، في السابع من أبريل 2022، خبرًا عن مظاهرة احتجاجية نظمها عدد من طلاب جامعة بدخشان أمام بوابة الجامعة، بعد تعرضهم للضرب في سكنهم الجامعي. وقال عدد من الطلاب المحتجين للصحيفة: إن مفتشي "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" التابعين لحكومة طالبان دخلوا إلى سكنهم ليلًا، وضربوهم بشدة بسبب عدم ذهابهم لأداء صلاة التراويح. وأضاف الطلاب أن عناصر طالبان بدأوا في ضربهم دون سماع أي مبررات أو تفسيرات منهم.

وفي العام التالي، تكررت عمليات الملاحقة خلال شهر رمضان. نشرت صحيفة محلية، في عددها الصادر بتاريخ التاسع من أبريل 2023، الموافق 18 رمضان 1444 هـ، خبرًا عن قيام مفتشي "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" باعتقال مجموعة من الشباب السلفيين بسبب أدائهم لصلاة التراويح بثماني ركعات يوم السبت، الثامن من أبريل. ونقلت الصحيفة عن مصادر محلية، أن الطلاب خضعوا للتحقيق لعدة ساعات في منطقة تابعة لمديرية شهداء، وتعرضوا للضرب قبل إطلاق سراحهم.

وأكد أهالي بدخشان أن طالبان وجهت تحذيرًا للسكان، بأنه سيتم معاقبتهم إذا أدوا صلاة التراويح بثماني ركعات. وتلاحق حملات تفتيش "الأمر بالمعروف" الأفغان في مساكنهم ومقار عملهم إذا تم ضبطهم أثناء توقيت صلاة التراويح، ويتم اعتقالهم بتهمة التخلف عن صلاةٍ هي، في الفقه الحنفي الذي تلتزم به طالبان، من السنن المؤكدة وليست الواجبة.

كان مفتشو "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" يطاردون كل من يُضبط متلبسًا بأداء صلاة التراويح بثماني ركعات في شهر رمضان في عدد من الولايات، لأن فتاوى التعصُّب المذهبي والغلو الصوفي، المترسخ في عقول طالبان، تفرض على المواطنين، بالقوة الجبرية، الالتزام بالمذهب الحنفي في العبادات وأداء صلاة التراويح عشرين ركعة. ومع ذلك، لا تلتزم الحركة بالفقه الحنفي في الكثير من المعاملات والقرارات والقوانين الأخرى. ومن يُضبط متلبسًا بمخالفة المذهب الحنفي، يُتهم بدعم تنظيم "داعش خراسان". أما من يتخلف عن صلاة التراويح جماعة، فيقع بين تهمتين: إما أن يكون علمانيًا متهمًا بالكفر، وإما تكفيريًا لا يعترف بإمامة شيوخ طالبان.

بدأت طالبان حربها ضد السلفيين من قندهار في أواخر الثمانينيات، بعد تحالف مع جماعات سلفية لم يستمر طويلًا، وأصدرت فتوى تبيح قتل من يعتنق الفكر الوهابي من "الإخوة المجاهدين العرب" ومن كانوا يقولون إنهم "أصحاب السبق في القتال ضد السوفييت". ثم توسعت الحرب على السلفيين في التسعينيات، وطردت طالبان أئمة مساجد من مناطق سيطرتها، بادعاء أنهم وهابيو الفكر.

منذ عودة طالبان إلى الحكم في أغسطس 2021، تعرض مئات السلفيين للاعتقال والتعذيب أو القتل. وأعلنت منظمات حقوقية العثور على نحو 100 جثة في الأنهار والقنوات في عدة مناطق، معظمهم من السلفيين أو المشتبه في انتمائهم إلى تنظيم داعش الإرهابي.

واعتبرت طالبان السلفيين تهديدًا محتملاً لاستمرار سيطرتها على الحكم، واتهمتهم بتقديم الدعم لتنظيم "الدولة الإسلامية - ولاية خراسان"، المعروف باسم "داعش خراسان"، بعد أن أصبح مطلوبًا من طالبان ملاحقتهم والقضاء عليهم.

تزايدت حملات استهداف المدنيين السلفيين، الذين لا تربطهم أي صلات بالتنظيم. وشنت استخبارات طالبان حملات ملاحقة للسلفيين داخل الجامعات والمؤسسات التعليمية، واعتقلت مئات الطلاب.

في مارس 2024، عُثر على جثة السلفي البارز، أبو عبيد الله المتوكل، في ضواحي كابل، مشوهةً ومحروقةً، بعد أيام من هجوم مسلحين مجهولين عليه واختفائه في مكان غير معلوم. واتهم أتباع المتوكل حركة طالبان بالوقوف وراء الحادث، وهو ما نفته حكومة الحركة، متعهدةً بالتحقيق في مقتله. كان السلفي المتوكل شخصية مؤثرة، واعتقلته طالبان بعد عودتها إلى السلطة، بزعم ارتباطه بتنظيم "داعش خراسان"، رغم أن مؤيديه أنكروا هذه التهمة.

ومع استمرار حملات استهداف طالبان للجماعات السلفية، دعا عدد من شيوخ التيار السلفي إلى توحيد الصفوف لمواجهة طالبان، وهذا ما قد يفتح الأبواب على مصراعيها، ويمنح داعش فرصًا أكبر لتجنيد المزيد من الإرهابيين.

وأخيرًا، يبقى المسلم المعتدل ضحيةً لصراعاتٍ تتكرر بين جماعات المتطرفين، في أي بقعةٍ من بقاع الأرض تظهر لهم فيها قوةٌ أو سلطة. وقد يجد المواطن نفسه مُختطفًا أو ملاحقًا، لمجرد التزامه بمذهبٍ فقهي يخالف فتاوى الجماعات الإرهابية. هذه الأوضاع لا تهدد فقط حريات الأفراد الدينية، بل تنذر بمزيدٍ من الانقسامات والتوترات، التي قد تعصف بأمن واستقرار الوطن والمواطن، في أي دولةٍ يتفشى فيها وباء الإرهاب.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر عدد من

إقرأ أيضاً:

زيزو ردا على بيان الزمالك: تعرضت لتهديد وترويع لتجديد تعاقدى مع النادى

كشف المستشار أشرف عبد العزيز، محامى اللاعب أحمد سيد زيزو، خلال شكوى رسمية قدمها أمس إلىالاتحاد المصرى لكرة القدم يتهم فيه مجلس إدارة الزمالك بترويع اللاعب وإهانته، ويكشف اليوم السابع تفاصيل شكوى زيزو ضد الزمالك في النقاط التالية.

وجاء بالشكوى التى تقدم بها محامى زيزو، أن اللاعب متعاقد مع نادي الزمالك، وينتهي مدة تعاقده مع النادي بنهاية موسم 2024/2025، طبقا لشروط وبنود عقد اللاعب والموثق باتحاد كرة القدم.

وأضافت الشكوى، أنه هناك رغبة من مسئولي نادي الزمالك في ترويع وتهديد اللاعب وإثارة الفتن ليتم تجديد التعاقد مع اللاعب، طبقا لرغبة وإرادة مسئولي نادي الزمالك وبشروطهم، بالرغم أن لن له مستحقات مالية عن عام 2023/2024 و عام 2024/2025، كما قام موظفو نادي الزمالك بناءً على توجيهات من إدارة النادي ومسئوليه، بنزع صورة اللاعب من على جدران النادي من داخل "ملعب ناشئي الزمالك"، والقيام بتمزيقها والدهس والبصق عليها، وتوجيه السياب بألفاظ يعف اللسان عن ذكرها، وهو الأمر الذي يحض على العنف والكراهية.

ووفق شكوى اللاعب: بعد الدليل الدامغ على أن ذلك بناء على توجيهات من إدارة نادي الزمالك، هو إعداد وتجهيز كافة المعدات المساعدة التي تساعد العاملين على اعتلاء الجدران داخل نادي الزمالك، وإزالة ونزع صورة اللاعب وطرحها أرضاً وتمزيقها والبصق عليها، وتوجيه السباب إليه وترويعه، وتصوير هذا الحدث ونشره على السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي لترويع اللاعب وتهديده، وهو الأمر الذي يُثير الفتن في الشارع الكروي، ويثير الجماهير ضد اللاعب والذي أدى إلى تخوفه من الذهاب لنادي الزمالك.


 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • السجن من 10 إلى 15 سنة للمعتدين على عمال صيدلية بباب الزوار
  • محاكمة مثيرة للمعتدين على صيدلية بباب الزوار تكشف وقائع خطيرة
  • ما حكم المتكاسل عن الصلاة والذي يصلي ويقطع؟ أمين الفتوى يجيب
  • ترامب ومائة يوم في الحكم
  • اتهامات خطيرة للاعبي برشلونة بسبب ضمادات المعصم
  • عاجل: وقف حركة القطارات الإسرائيلية بين مطار بن غوريون والقدس بعد حدوث هذا الأمر
  • موسوعة غينتس
  • زيزو ردا على بيان الزمالك: تعرضت لتهديد وترويع لتجديد تعاقدى مع النادى
  • أبواب الخارج تُفتح أمام وسام أبو علي.. والأهلي يحسم الأمر
  • مراسلة شبكة “CNN”: اضطرار “ترومان” للقيام بهذا الأمر يؤكد قدرات التوجيه والاستهداف للجيش اليمني