الأسبوع:
2025-03-22@15:13:33 GMT

غزة.. من جحيم نتنياهو إلي جحيم ترامب

تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT

غزة.. من جحيم نتنياهو إلي جحيم ترامب

تعرض قطاع غزة منذ عملية طوفان الأقصى، التي قامت بها حركة حماس في السابع من أكتوبر عام 2023، لجحيم قوات الاحتلال الإسرائيلي، تلك القوات وبأوامر من نتنياهو استمرت لأكثر من خمسة عشر شهرا في تعريض أهل غزة لشتى أنواع العذاب والجرائم، وقتلت ما يقارب الخمسين ألف قتيل، وأصابت ما يقارب مائة وعشرين ألف إنسان، ناهيك عن قيام قوات العدوان بالإجهاز علي قطاع غزة، وتخريبه بشكل كامل وجعله غير قابل للحياة، مع تجويع وتشريد وتهجير أبناء غزة داخل القطاع، وحرمانهم من أبسط حقوق الحياة كالماء والدواء والغذاء، وذلك بعد تدمير القوات الإسرائيلية بوحشية لكامل البنى التحتية بالقطاع، وتحدي إسرائيل المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية، ورغبة نتنياهو في القضاء علي ما تبقى من أبناء غزة، أو إجبارهم علي التهجير قسرا من أرضهم بهدف ضم غزة ولربما الضفة الغربية إلى إسرائيل، ومن ثمّ تصفية القضية الفلسطينية بعد هذا التاريخ الطويل من الكفاح والنضال.

فبعد جحيم نتنياهو وآلياته العسكرية وقنابله المحظورة دوليا التي استخدمها في تدمير قطاع غزة، تفاجأ أبناء الشعب الفلسطيني بأنهم وقضيتهم التاريخية، وتضحيات ودماء وشهداء أبنائها لأكثر من قرن، يقعون الآن تحت رحمة وألاعيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هذا الرئيس الذي خذل وخدع العالم أثناء حملته الانتخابية، وذلك برفعه شعارات السلام وإحقاق الحقوق وإنهاء الحروب، ليتحول إلي ديكتاتور، فبمجرد تسلمه السلطة بدأ في ممارسة قانون الغاب، غير عابئ بالقانون الدولي والجغرافيا الدولية، فراح يهدد الكثير من دول العالم بالتهجير أو بمحاولة ضم الدول لأمريكا، وبتغيير الجغرافيا الدولية، وفرض الجمارك والعقوبات علي الكثير من الدول، للحصول علي المال بأساليب ظالمة، ضاربا عرض الحائط بكل الاتفاقات الدولية، وبخروجه من اتفاقية المناخ، ومن المنظمات العالمية، ومطالبة بعض الدول عُنوة برد الأموال والمساعدات التي كانت قدمتها أمريكا لهم للحفاظ علي مصالحها في حينه، جامعا بين الجبروت وجنون العظمة والتهديد باستخدام القوة، ومنها إعلانه ضم غزة وتهجير أبنائها إلى مصر والأردن حسب زعمه، وتهجير أبناء غزة، وتحويل القطاع إلى منتجع سياحي. ومؤخرا تهديده لحركة المقاومة حماس بتحويل قطاع غزة إلى جحيم على جحيم نتنياهو، مقابل تسليم حماس لكل الأسرى الإسرائيليين، ليصبح بذلك الشعب الفلسطيني بل والأمة العربية والإسلامية أمام خطر وجودي، وخطر الوقوف في وجه ترامب بإفشال مخططاته التي يسترضي بها إسرائيل، وإجباره بمساعدة المجتمع الدولي في المضي قدما نحو طريق السلام، وإقامة الدولة الفلسطينية المشروعة.

يحدث ذلك وسط استنكار واستهجان ورفض المجتمع الدولي ومؤسساته الأممية لأفكار وأطروحات ترامب الجنونية تلك، وعلي رأس تلك الدول مصر والأردن والسعودية وقطر، مع عقد الدول العربية لقمة طارئة لمواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني يوم السابع والعشرين من شهر فبراير الجاري، ومواجهة مخططات ترامب تجاه غزة والضفة، وتحويل فلسطين التاريخية إلى أرض اليهود الموعودة، ومع موقف المجتمع الغربي الضعيف أمام تصريحات ترامب لعدم القدرة على مواجهة واشنطن والضغط على إسرائيل، تقع المسئولية على كامل الشعب الفلسطيني، هذا الشعب الذي لا بد من توحيد صفوفه تحت مظلة السلطة الفلسطينية، وذلك لتفادي هذا الجحيم، والوقوف صفا واحدا في مواجهة هذا الطغيان، وتفادي أي مخططات صهيونية تهدف إلى طمس معالم القضية الفلسطينية وتصفيتها، بل وتقع المسئولية أيضا على صمود وصلابة الموقف العربي والإسلامي، وبألا يخضعوا لتهديدات ترامب، وبمساندة البلدان العربية والإسلامية للموقف المصري المشرف بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الرافض للتهجير، والمستنكر من مخططات ترامب، والمصر على إعمار القطاع، و إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

نجاة عبد الرحمن تكتب: التهجير الناعم

على طريقة احنا أسفين يا صلاح،  تراجع ترامب عن اقتراحه بنقل سكان غزة إلى سيناء بسبب عدة عوامل أهمها الموقف المصري الرافض لمحاولات التهجير القسري لأهل فلسطين تنفيذا لمخطط جيورا إيلاند، لجأ الكيان الصهيوني لتنفيذ مخطط التهجير الناعم، حيث  شهدت غزة خلال الساعات الأخيرة تصعيدًا خطيرًا حيث أسفرت الغارات الإسرائيلية عن استشهاد 14 فلسطينيًا وإصابة العشرات، و تركزت هذه الغارات في جنوب القطاع، خاصةً قرب منطقة المواصي الإنسانية التي أُنشئت سابقًا كمأوى للنازحين

استهدفت الغارات خيامًا تأوي نساءً وأطفالًا، بالإضافة إلى منازل في أحياء مختلفة من غزة. يأتي هذا التصعيد بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن استمرار المفاوضات مع حركة حماس ٠

جاء تراجع ترامب عن موقفه لعدة عوامل رئيسية أهمها :

•    الرفض المصري القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى أراضيها، مؤكدة أن سيناء ليست خيارًا لهذا الأمر، وأنه لن يُسمح بانتهاك السيادة المصرية.

•     المعارضة الدولية: قوبل اقتراح ترامب بانتقادات حادة من الدول العربية والمجتمع الدولي، حيث اعتُبر تهجير الفلسطينيين انتهاكًا لحقوقهم وسيادتهم على أراضيهم، إضافة إلى كونه مخالفة للقوانين الدولية.

•     الضغط من حلفائه السياسيين: واجه ترامب انتقادات حتى داخل حزبه الجمهوري، حيث عبر بعض أعضاء الكونجرس عن قلقهم من تأثير هذه الفكرة على العلاقات الأمريكية مع الدول العربية الحليفة، وخاصة مصر والأردن.

•     مخاوف أمنية وإنسانية: حذرت منظمات حقوق الإنسان من أن تهجير سكان غزة قسريًا سيؤدي إلى كارثة إنسانية وأزمة لاجئين كبيرة، وهو ما قد يفاقم التوترات في المنطقة بدلاً من تهدئتها.


نتيجة لهذه العوامل، اضطر ترامب إلى التراجع عن الفكرة، مؤكدًا أن الفلسطينيين لن يُجبروا على مغادرة غزة، وأنه سيبحث عن حلول أخرى للأزمة.

بعد تراجع الرئيس الأمريكي لجأ نتنياهو للعنف لإجبار الفلسطينيين و دول الجوار على قبول مخطط التهجير القسري الناعم، على طريقة فتوة الحارة الذي  يمارس البلطجة لنهب الأهالي بعد تخلي كبير البلطجية عن دعمه .

بالإضافة إلى ذلك، اعلان ترامب  أن بلاده ستمنح البلدان العربية فرصة للتوصل إلى خطة بديلة بشأن غزة، بعد رفضها مقترحه بتهجير سكان القطاع وسيطرة الولايات المتحدة عليه. وأشار إلى أن شركاء الولايات المتحدة العرب سيجتمعون في السعودية في غضون أسبوعين ثم يعودون إلى واشنطن بخطة حول غزة، الأمر الذي أستفز نتنياهو و لجأ لتنفيذ التهجير الناعم .

حتى الآن، لم يتم الإعلان عن أي خطة بديلة محددة من قبل الإدارة الأمريكية أو الدول العربية  المعنية سوى مصر ولا تزال المشاورات جارية بين الأطراف المختلفة للوصول إلى حل مستدام يضمن حقوق سكان غزة ويحترم سيادة الدول المجاورة.

و تمثلت الخطة المصرية المقترحة  لإعادة إعمار غزة تمثل خطوة استراتيجية نحو دعم الشعب الفلسطيني والحفاظ على حقوقه المشروعة. تستند هذه الخطة إلى عدة محاور رئيسية :

إعادة الإعمار الشامل: تتضمن الخطة إعادة بناء البنية التحتية والمرافق الحيوية في قطاع غزة، بهدف تحسين الظروف المعيشية للسكان وتعزيز الاستقرار في المنطقة.

حل الدولتين : تؤكد الخطة على ضرورة تحقيق حل الدولتين كسبيل لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، مما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل بسلام وأمان.

رفض التهجير القسري: تشدد الخطة على رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مؤكدة على حقهم في البقاء والعيش بكرامة داخل وطنهم.

دعم دولي وعربي: حظيت الخطة بتأييد واسع من الدول العربية والمجتمع الدولي، حيث تم تبنيها كبديل عملي للمقترحات الأخرى التي قد لا تراعي حقوق الفلسطينيين.

بناءً على هذه المحاور، أرى أن الخطة المصرية تمثل نهجًا متوازنًا وواقعيًا لحل أزمة غزة، حيث تركز على إعادة الإعمار وتحقيق السلام الدائم دون المساس بحقوق الشعب الفلسطيني أو سيادة الدول المجاورة.

و تأتي تلك الخطة لتنسف المعتقد اليهودي بأنه لابد من خوض حرب شاملة مع العرب و إبادتهم لتحقيق النبؤة التي يؤمنون بها رغم عدم وجود نبوءة مؤكدة أو نص ديني متفق عليه ينص صراحة على حرب بين اليهود والعرب تؤدي إلى الاستيلاء على أرض العرب.

ومع ذلك، هناك تفسيرات وتأويلات لنصوص دينية وتاريخية تشير إلى صراعات مستقبلية بين بني إسرائيل وبعض الدول المحيطة بهم.

منها النبوءات الدينية في التوراة والإنجيل :
سفر حزقيال (إصحاح 38-39): يتحدث عن "حرب جوج ومأجوج"، والتي يُفسرها البعض على أنها صراع عالمي يشمل إسرائيل ودولًا أخرى. لكن النصوص لا تشير إلى ضرورة الاستيلاء على سيناء تحديدًا.

سفر دانيال: يتحدث عن صراعات بين ممالك الشمال والجنوب، وقد فُسرت بعض الأجزاء على أنها تشير إلى حروب بين قوى عالمية وإسرائيل، ولكن دون ذكر مباشر لمصر، عكس الروايات و الأكاذيب الإسرائيلية.

سفر إشعياء (إصحاح 19): يذكر اضطرابات في مصر، ولكن ليس احتلالًا على يد إسرائيل، بل يتحدث عن أزمات داخلية.

النبوءات الإسلامية

في بعض الأحاديث النبوية توجد إشارات إلى معارك كبرى في آخر الزمان، مثل "ملحمة كبرى" بين المسلمين وأعدائهم، لكن لا يوجد نص صريح يقول إن إسرائيل لابد أن تستحوذ على سيناء لاستعادة ملك سليمان، أما الأحاديث التي تتحدث عن الصراع مع اليهود مثل حديث "قتال اليهود حتى ينطق الحجر والشجر" ترتبط غالبًا بفلسطين وليس مصر، مما يدحض الأكاذيب الصهيونية .

التفسيرات الحديثة

بعض الجماعات الصهيونية المتطرفة لديها رؤية توراتية تدعو إلى توسيع دولة إسرائيل، وتذكر "من النيل إلى الفرات"، لاستعادة هيكل سليمان عليه السلام وبناء المملكة الكبرى التي يؤمن بها نتنياهو و حلفائه.

بالمختصر المفيد لا توجد نبوءة مؤكدة أو نص مقدس يشير إلى ضرورة استيلاء إسرائيل على الأراضي العربية و خاصة مصر، ولكن هناك تأويلات دينية ونظريات سياسية تطرح هذه الفكرة. 
و لكن استمرار الحرب قد يكون جزءًا من خطة لإجبار السكان على مغادرة غزة طوعًا بسبب الظروف القاسية، مما يُسهل تنفيذ التهجير دون الحاجة إلى إعلان رسمي، و أي مفاوضات مستقبلية قد تتضمن بنودًا تُسهل خروج عدد من الفلسطينيين بحجة "إعادة الإعمار" أو "المساعدات الإنسانية".
السيناريوهات المحتملة:

•     تزايد الضغط الدولي لمنع التهجير، لكن مع استمرار الأوضاع المأساوية داخل غزة.

•    محاولة إسرائيل فرض "تهجير ناعم" عبر التضييق المعيشي، مع استخدام  مصر كمنطقة عبور مؤقتة للفلسطينيين.

التصعيد العسكري الحالي يخدم أهداف التهجير القسري بشكل غير مباشر، لكنه لن يكون كافيًا لتنفيذ خطة ترامب بالكامل إلا إذا وُجد دعم دولي واضح أو تخاذل عربي. في النهاية، يبقى صمود الفلسطينيين، والموقف المصري الصلب حتى الآن، العائق الأكبر أمام تنفيذ هذا المخطط.
حفظ الله مصر و أرض فلسطين وشعبها .

مقالات مشابهة

  • «متحدث فتح»: الحرب الإسرائيلية على غزة تهدف لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين
  • الخارجية الفلسطينية: تعايش المجتمع الدولي مع جرائم المحتل حافز له لمواصلتها
  • الخارجية الفلسطينية: الفشل في تفعيل آليات وضوابط القانون الدولي يشجع الاحتلال على تعميق نكبة الشعب الفلسطيني
  • مستغلا أجواء عيد النوروز.. نتنياهو يحرض الشعب الإيراني ضد حكومته
  • حماس تطالب الدول العربية والإسلامية بإجراءات فورية لوقف الإبادة الصهيونية بغزة
  • مركز الفلك الدولي: العيد يوم الأحد 30 مارس
  • “نتنياهو” و”ترامب” يدوسون على القانون الدولي (كاريكاتير)
  • حركة الأحرار الفلسطينية: الصمت الدولي يجعل العدو الإسرائيلي مسعورا ومتوحشا
  • تلبية لطلب دولة فلسطين : اليمن يترأس الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: التهجير الناعم