منذ أيام جمعني لقاء مع مجموعة من الزملاء الصحفيين، وكان الحديث عن هموم المهنة والجدل الدائر فى نقابة الصحفيين حول انتخابات التجديد النصفي للمجلس، وعلى منصب النقيب، وتطرق الحوار إلى أوضاع المؤسسات المختلفة، سألتني زميلة عن "الأسبوع"، فأجبتها بأن هذا المكان اقترن بمشوار عمري المهني، وفيه أشعر بالارتياح فى العمل، وأن مقر الجريدة يشبه بيتى فى ذلك الشعور الذى يتسرب إلى النفس بالسكينة والاطمئنان والرغبة فى العطاء.
قبل أن تصدر "الأسبوع" كنت قد عملت مع الأستاذين مصطفى ومحمود بكري فى صحيفة حزبية صادرة عن حزب مصر الفتاة، وكانت تجربة ثرية بكل المعاني استمرت لفترة لا تزيد عن عامين، هذه البداية كانت محفزًا على الاستمرار فى "الأسبوع"، التى بدأت قوية منذ عددها الأول فى 17 فبراير عام 1997م، وكانت تحقق انتشارًا متزايدًا على مر السنين، كنا مجموعة من الشباب المتقاربة أعمارهم حديثي التخرج، وكان الحلم بالانتماء إلى نقابة الصحفيين يراودنا طوال الوقت، لم يكن الأمر سهلاً، حيث استمر زملاء فى صحف قومية سنوات اقتربت من العشر قبل أن يصدر قرار بتعيينهم، لذا كان صدور قرار بتعيين دفعات من شباب الصحفيين فى صحيفة "الأسبوع" بمثابة حلم طال انتظاره.
العمل بالصحافة يحتاج إلى المثابرة والجهد والتصميم والإرادة، ومن دون كل ذلك لا يمكن الاستمرار فى مهنة يسمونها مهنة البحث عن المتاعب، شخصيًا اخترت العمل فى تلك المهنة التى أدركت صعوبتها، وكان يمكن التحول نحو مجالات أخرى متعددة تتناسب مع دراستي فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ولكن بعد كل هذه السنوات الطوال لم يساورني الشك، ولا الندم على اختيار الطريق.
أتاح العمل فى "الأسبوع" ظروفًا ملائمة وخاصة لى وللزميلات للتوفيق بين مسئولياتنا الأسرية والعمل، فقد كان، ومازال، هناك تفهم للظروف الخاصة، والتى يمكن أن تحول دون ممارسة العمل، أو تنفيذ الموضوعات الصحفية، ويستمر هذا التفهم إلى أن تمر بسلام.
فى كل المناسبات الاجتماعية لكل أسر الزملاء والزميلات تجد تواجدًا يعكس حالة من المودة والتواصل الإنساني، ولا يغفل الأستاذ مصطفى بكري الذى يعاملنا بمشاعر الأخ الأكبر، وكذلك الأستاذ محمود بكري، رحمه الله، أيًا من تلك المناسبات حتى لو تكبدوا مشقة السفر خاصة فى العزاء، وكذلك جميع الزملاء، فالواجب الإنساني لا يتأخر عنه أحد، كما أن حالة التلاحم ومؤازرة أى زميل يمر بمحنة مرض، أو ظرف اجتماعي، هى أهم ما يميز الروح الموجودة فى "الأسبوع".
البيت الكبير، أو بيت العيلة يجمع أبناء الأخوال والأعمام، بحكم صلة الرحم وليس أقواها من صلة، ونحن فى "الأسبوع" تجمعنا سنوات امتدت لـ28 عامًا تقاسمنا فيها أوقاتًا حلوة وأخرى صعبة، وواجهنا فيها صعوبات، وحققنا فى المقابل نجاحات، وجمعنا مكان نستشعر فيه أننا جميعًا أخوة تربطنا علاقات إنسانية غزلت بخيوط عشرة الأيام والسنين.
خلال الاحتفال الذى أقامته الجريدة قبل ثلاث سنوات بمناسبة مرور 25 عامًا على صدور العدد الأول، تمت دعوة كل الزملاء الذين بدأوا فى "الأسبوع"، وانتقلوا للعمل فى مؤسسات صحفية أخرى، وهو أمر عكس حالة من الحنين لكل الذكريات الجميلة التى جمعت كل العاملين.
هذه كلمات كنت كتبتها من قبل فى احتفالية 25 عامًا أعدت صياغتها بتصرف، ولم أجد تعبيرًا أفضل منها عن الامتنان للمكان الذى قضيت فيه "مشوار العمر".. كل عام وجريدتنا الغراء عنوان كبير فى بلاط صاحبة الجلالة.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
عبد المحسن سلامة: «لا يمكن زيادة البدل إلا بقوة النقيب.. وحصلت على حزمة خدمات غير مسبوقة»
أكد الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة، المرشح على مقعد نقيب الصحفيين، أنه سيعمل على حل المشاكل المتراكمة التي تشهدها نقابة الصحفيين، حتى تعود مهنة الصحافة لسابق عهدها الذهبي وتؤدي رسالتها.
وأشار سلامة إلى أن برنامجه الانتخابي لا يعرض للمشاكل فحسب، وإنما يقدم الحلول العملية والواقعية لها، على النحو الذي من شأنه أن يعبر بالمهنة من أزماتها المادية والمهنية.
جاء ذلك خلال خلال اللقاء الذي عقده عبد المحسن سلامة مع الزملاء الصحفيين بمحافظة الدقهلية، بحضور الكاتب الصحفي حازم نصر رئيس اللجنة النقابية للصحفيين بالدقهلية.
شروع متكامل وشامل للصحفيينوقال إنه يخوض العملية الانتخابية وفق مشروع متكامل وشامل، ستشهد فيه الخدمات النقابية طفرة كبيرة على النحو الذي يليق بكرامة المهنة، مشيرًا في هذا الصدد إلى أنه نجح في الحصول على أكبر زيادة في قيمة بدل التدريب والتكنولوجيا وكذا المعاش النقابي لصالح الجماعة الصحفية.
وأضاف سلامة أن المسار الوحيد لزيادة بدل التكنولوجيا والمعاش النقابي، هو قوة شخص نقيب الصحفيين وقدرته على التفاوض لصالح جموع الصحفيين، وأن لا وسيلة أخرى بإمكانها أن تحقق هذه الزيادة، مؤكدًا أنه خلال المفاوضات التي أجراها لزيادة قيمة البدل والمعاش، وضع نصب عينيه أن تكون الزيادة مُرضية للجماعة الصحفية.
تنفيذ فوري مستشفى الصحفيينوأشار إلى أنه حال فوزه في الانتخابات فإنه سيشرع على الفور في تنفيذ مستشفى الصحفيين، كأحد أهم أولويات عمله لا سيما وأن الأرض التي سيُقام على المستشفى موجودة بالفعل، وذلك حرصا على تقديم الدعم والمساندة اللازمة باعتبار أن العلاج يتكلف مبالغ طائلة تستنزف الزملاء الصحفيين.
وأوضح أن المستشفى ستُدار بفكر اقتصادي سليم واستثماري على غرار المستشفيات الكبرى الناجحة، على نحو من شأنه أن يجعل المستشفى تحقق الدخل المطلوب، وفي ونفس الوقت تغطي جانب تكلفة علاج الصحفيين، مشيرًا إلى أن هذا الأمر مُلح للغاية في ظل أن عددًا ليس بالقليل من الزملاء الصحفيين يعانون أشد المعاناة ويعيشون ظروفًا بالغة الصعوبة.
توفير وحدات سكنية في مختلف المحافظاتوأكد عبد المحسن سلام أن من بين الخدمات التي تمكن من الحصول عليها لصالح الزملاء الصحفيين، توفير وحدات سكنية في مختلف المحافظات، مشيرًا إلى أنه أجرى الترتيبات اللازمة لهذا الأمر، وسيعلن عن التفاصيل الخاصة به في القريب العاجل.
وأشار إلى أنه برنامجه الانتخابي لا يقتصر على حل المشكلات المادية والمهنية فقط، وإنما يشمل أيضا تعزيز الحريات وتوفير مُناخ العمل الملائم للصحفيين بما يعينهم على أداء رسالتهم، فضلا عن الارتقاء بمعهد تدريب الصحفيين واستقدام خبراء مشهود لهم بالرصانة العلمية.
عبد المحسن سلامة: «أسعى لعودة الصحافة إلى عصرها الذهبي.. والخدمات ستشمل الجميع»
«عبد المحسن سلامة»: أرفض تحويل الصحفيين إلى المعاش