الرجال وعمليات التجميل…!

لم تعد عمليات التجميل قصرًا على النساء وإنما طالت الرجال الذين باتوا اليوم يتحسبون مظهرهم. ولقد قالها مقدم أحد البرامج فى التلفزيون: (عندما أشعر أن الظهور على الشاشة لا يقتصر فقط على ما أقدمه من محتوى، بل يشمل أيضًا الانطباع الذى يتركه مظهرى عند كل من يشاهدني، فلا بد عندئذ أن أحرص على مظهرى). لقد بدأ القلق يساور المذيع خشية من أن تكون التجاعيد قد تسربت إلى وجهه وهو لا يزال فى الثلاثين من عمره.

فقد تبدو له أنفه غير جيدة أمام الكاميرا، فيهرع للذهاب إلى طبيب التجميل، وهنا يعالج بحقن البوتوكس للتقليل من ظهور التجاعيد.والنصيحة التى تساق له أنه كلما بدأ العلاج مبكرًا كلما كانت الإجراءات التى يتخذها أكثر فاعلية.

المثير أن ظاهرة لجوء الرجل إلى التجميل باتت عادية، فلم تعد الإجراءات التجميلية حكرًا على النساء، والأرقام هي التي تفصح عن الحقيقة. وقد وثقت الجمعية الأمريكية لجراحى التجميل بين عام 2012 إلى عام 2022 زيادة بلغت 24% فى الإجراءات التجميلية لدى الرجال. ففى عام 2022 تصدرت عمليات تجميل الأنف القائمة بأكثر من 65 ألف إجراء شكل الرجال منها 24% منها، تليها حقن البوتوكس بأكثر من 473 ألفًا لتقليل التجاعيد، ومائة ألف عملية لتحسين ملامح الوجه. كما خضع الرجال فى الولايات المتحدة لنحو 34 ألف جلسة إزالة شعر بالليزر خاصة لمنطقتى الظهر والصدر.

وقد ارتفعت عمليات حقن البوتوكس بين الرجال فى عام 2023 بنسبة 6% مقارنة بالعام 2022 لتصل إلى 570 ألف إجراء. وأوضحت الإحصائيات أن الفئة العمرية بين 30- 50 من النساء والرجال على حد سواء هى الأكثر إقبالاً على الإجراءات التجميلية بشكل عام مع تأثيرات متطلبات سوق العمل والضغوط الاجتماعية ووسائل التواصل الاجتماعى.. وتحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الثانية والعشرين بين الدول الخمس والعشرين الأكثر إجراء لعمليات التجميل حول العالم لفئتي النساء والرجال.

الجدير بالذكر أن أكثر العمليات شيوعًا بين الرجال هى العمليات التجميلية الجراحية، فهناك عمليات شفط الدهون التى تحتل الصدارة فيها شفط الدهون من البطن. وهناك ما يطلق عليه "تثدي الرجال"، وهو زيادة فى كمية نسيج الغدة الثديية لدى الرجال، ويحدث بسبب عدم توازن هرمونات الاستروجين والتستوستيرون. وتعد عمليات تجميل الأنف الأكثر طلبًا بين الرجال، وتأتى فى الغالب مدفوعة بالرغبة في تحسين المظهر، ومعالجة مشكلات التنفس.

ولقد لعب التقدم التكنولوجى دورًا بارزًا في مجال التجميل خلال السنوات الماضية. إذ قدم تقنيات جديدة لشد الجلد باستخدام الموجات فوق الصوتية، والليزر والتي أصبحت تتم بإجراءات أسرع، وأكثر أمانًا ومن دون جراحة. ولقد أدت المنافسة المتزايدة بين أطباء التجميل إلى خفض الأسعار، وهو ما لعب دورًا هامًّا فى جعل هذه الإجراءات متاحة لشريحة أوسع من المجتمع.

يعد "مايكل جاكسون" من أشهر من أجرى عمليات تجميل وصلت إلى مائة عملية منها زراعة الشعر وتبييض البشرة ونفخ الخدين والشفتين وعملية تجميل لأنفه وأخرى لذقنه. وكذلك الممثل "براد بيت" حيث أجرى عدة عمليات من البوتوكس خاصة فى شفتيه وفقًا لنصيحة زوجته "انجلينا جولى".

المصدر: الأسبوع