أعلن مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أنه سيتوجه الليلة إلى السعودية لإجراء مباحثات بشأن أوكرانيا، في إطار الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تبذلها واشنطن لحشد الدعم الإقليمي للملف الأوكراني، ومناقشة قضايا الشرق الأوسط ذات الأولوية، وعلى رأسها الوضع في غزة، الملف النووي الإيراني، والتوترات الإقليمية المتصاعدة.

 

وأكد ويتكوف أن الإدارة الأمريكية لا تريد أن يتعرض سكان غزة للأذى عند عودتهم إلى مناطقهم، مشيرًا إلى أن الوضع هناك غير آمن حاليًا بسبب الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية جراء الحرب. وأضاف أن اقتراح الرئيس السابق دونالد ترامب جاء في هذا السياق، في إشارة إلى فكرة إيجاد حلول مؤقتة أو بديلة لحماية المدنيين الفلسطينيين.  

كما أكد المبعوث الأمريكي أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لا يزال صامدًا، لكنه شدد على أن المرحلة القادمة تتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة لضمان التقدم نحو تسوية شاملة، مضيفًا أن المناقشات حول إطلاق سراح جميع الرهائن مستمرة، وهي أولوية قصوى لواشنطن.  

وفيما يخص المرحلة الثانية من الاتفاق، أقر ويتكوف بأنها أكثر تعقيدًا، لكنه أشار إلى أن اتصالاته مع المسؤولين في المنطقة بناءة ومثمرة، مما يعكس وجود أرضية مشتركة بين الأطراف الفاعلة لدفع الجهود الدبلوماسية قدمًا.  

وفي حديثه عن التوترات الإقليمية، شدد ويتكوف على أن "كل الطرق تؤدي إلى إيران" عندما يتعلق الأمر بالصراعات في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن طهران تلعب دورًا مركزيًا في زعزعة الاستقرار، سواء عبر دعم الجماعات المسلحة أو من خلال برنامجها النووي المثير للجدل.  

وأضاف أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب كان واضحًا في موقفه بأن إيران لن تحصل على السلاح النووي، معربًا عن أمله في حل النزاع حول الملف النووي الإيراني عبر الوسائل الدبلوماسية، معتبرًا أن الخيار الآخر غير جيد، في إشارة إلى احتمالية التصعيد العسكري في حال فشل الجهود الدبلوماسية.  

وتأتي زيارة ويتكوف إلى السعودية في وقت تسعى فيه واشنطن إلى تعزيز التعاون الإقليمي بشأن قضايا متعددة، بدءًا من الحرب في أوكرانيا، مرورًا بالصراع في غزة، وصولًا إلى التوترات مع إيران.

ومن المتوقع أن تشمل مباحثاته مع المسؤولين السعوديين ملف الطاقة، الدعم الدبلوماسي في النزاع الأوكراني، والجهود المشتركة لمكافحة التهديدات الإيرانية.  

تحمل تصريحات ويتكوف دلالات واضحة على أن واشنطن لا تزال ترى في الدبلوماسية الحل الأفضل لملفات الشرق الأوسط الشائكة، لكنها في الوقت ذاته لا تستبعد الخيارات الأخرى إذا فشلت الجهود السياسية.

وبينما تستعد السعودية لاستقبال المبعوث الأمريكي، تبقى التساؤلات قائمة حول مدى قدرة الجهود الأمريكية على تحقيق اختراقات فعلية في هذه الملفات المعقدة، خاصة في ظل تشابك المصالح الإقليمية والدولية.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السعودية أوكرانيا وقف إطلاق النار مبعوث الولايات المتحدة الجهود الدبلوماسية قضايا الشرق الأوسط ستيف ويتكوف المزيد

إقرأ أيضاً:

اليمين المتطرف والعبث في الشرق الأوسط.. وفرض سياسة البلطجة

إن ما نشاهده الآن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وما تنقله القنوات الفضائية المختلفة حول العالم وما بثته من دمار هائل في كل شبر من أرض غزة وما حولها، والتي أصبحت ركاما، لا زرع فيها ولا ماء، يجعلنا نقف إجلالا وتقديرا ودعما ومساندة لهذا الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني بعد أن صبر وتحمل ما لا يتحمله شعب في العالم بل روى تراب أرضه بدمائه فداء لها ودفاعا عنها متمسكا بالاستمرار في الدفاع عنها حتى التحرير.

الشعب الفلسطيني يصحح التاريخ

هذا يجعلنا حقيقة نطالب بمحاكمة كل من شارك وساهم في تزوير التاريخ وشوّه صورة وسمعة الشعب الفلسطيني وأنه هو من باع أرضه وفرط فيها، هؤلاء يجب أن يحاكموا بتهمة الغباء السياسي، وإشاعة الأخبار الكاذبة وتضليل الرأي العام، كما يجب أن يحاكموا بتهمة الخيانة العظمى، وأيضا بتهمة تزوير التاريخ لشعب عاش يكافح ويدافع عن أرضه لأكثر من 70 عاما وما زال.

إن هذا التضليل المتعمد والتزوير الممنهج كانت له آثاره السلبية على طريق النضال والتحرير مما ساهم بشكل أو بآخر في عزلة الشعب الفلسطيني لسنوات، ولسان حال هؤلاء يقول هم يستحقون، فهم من باعوا وفرطوا.

اليوم يصحح لنا الشعب الفلسطيني وغزة العزة كذب وافتراء وتضليل هؤلاء ويكتبون التاريخ بدمائهم الزكية لنا وللعالم ويصححون الصورة الذهنية ويؤكدون بصمودهم حقيقة الصراع، وأنهم أصحاب الأرض، وأصحاب التاريخ، ولا مكان للمحتل.

اليوم يصحح لنا الشعب الفلسطيني وغزة العزة كذب وافتراء وتضليل هؤلاء ويكتبون التاريخ بدمائهم الزكية لنا وللعالم ويصححون الصورة الذهنية ويؤكدون بصمودهم حقيقة الصراع، وأنهم أصحاب الأرض، وأصحاب التاريخ، ولا مكان للمحتل
الطوفان العظيم

إن من بشريات طوفان الأقصى والتفاف الشعب الفلسطيني حول المقاومة ومساندتها ودعمها بأرواحهم ودمائهم سوف يفشل كل مخططات المجتمع الدولي تحت أي مسمى، سواء بالتهجير أو التقسيم، أو بالمراوغة أو بالوعود الكاذبة أو بالكلام المعسول.

لقد رأينا عجبا من عالم أحول يكيل بمكيالين في التعامل مع القضية الفلسطينية وجدناه يتعامل معها بعنصرية شديدة بل ويتآمر عليها ليل نهار رغم عدالة القضية ونزاهتها، وهي وحدها تملك الحق الثابت والأصيل التي تتمتع به تاريخيا، إن أصحاب الحق أصحاب الأرض بثباتهم وصمودهم سوف يكشفون ويثبتون لأحرار العالم كذب المجتمع الدولي المتكرر دائما في المحافل الدولية ببسط العدالة، ودعم الشعوب للحصول على حقوقهم المشروعة في بناء أوطانهم وبسط السيادة عليها كي تتمتع بالاستقلال كباقي دول العالم.

أمنيات صهيونية عقب الطوفان

إن هذه الدعوات والتصريحات المتكررة من ترامب وحلفائه هدفها الأول والأخير تصفية القضية الفلسطينية لصالح الكيان الصهيوني، وما صرح به ترامب مؤخرا هي وعود قطعها على نفسه لإنقاذ نتنياهو وحكومته من المساءلة وترميم فشل نتنياهو الذريع في إدارة الحرب التي لم يحقق أيا من أهدافها المعلنة، وهو السبب الذي أصاب كل مؤسسات الكيان الصهيوني بالتصدع.

إن ممارسة البلطجة من قبل ترامب بتصفية القضية سوف تفشلها المقاومة وأيضا صمود الشعب الفلسطيني، وكذلك المساندة الشعبية من كل شعوب العالم الحر.

إن هذه التصريحات ما هي إلا وهْم، هي والعدم سواء، ولا تحقق للشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة، بل هي وعود ترامب التي قطعها على نفسه لخدمة اللوبي الصهيوني واليمين المتطرف في إسرائيل.

إن ما حدث في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر ٢٠٢٣ على أرض فلسطين هي معجزة بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ معجزة في التخطيط، معجزة في التدريب معجزة السرية، معجزة وتوفيق في اختيار التوقيت، إن هذا الحدث هو حقا بمثابة الطوفان الذي قلب العالم "من ساسه إلى راسه" كما يقولون.

بعد الوصول إلى وقف إطلاق النار وإبرام صفقة التبادل أصيب الداخل الإسرائيلي بزلزال من مشاهد تبادل الأسرى وظهور عناصر حماس بعتادهم ومركباتهم، وهم يرتدون الزي العسكري حاملين الأسلحة الإسرائيلية التي اغتنموها خلال الحرب؛ في رسالة مفادها "الأرض لنا"، وكذلك التفاف الشعب حولهم في رسالة أخرى معناها التحرير طريقنا، ليسقطوا معها كل المؤامرات التي تحاك بالقضية الفلسطينية في الظلام.

وبعد أيام من التبادل وعودة النازحين إلى بيوتهم لما نصت عليه الاتفاقية شاهدنا طوفانا من البشر يعودون إلى منازلهم المدمرة أملا في التعمير والعيش، في تحد ورفض قاطع لكل دعوات التهجير والإصرار على البقاء على أرضهم، حاملين بعض أمتعتهم فوق رؤوسهم مرددين "نتنياهو وينه.. كسرنا عينه"، ومع كل مرحلة من مراحل التحرير يثبت الشعب الفلسطيني أنه أكثر شعوب العالم دفاعا عن أرضه ومقدساته.

إن الحول السياسي الذي تمارسه أمريكا ضد مستقبل الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة يتبلور في تصريح ترامب بضرورة تهجير الشعب الفلسطيني بين مصر والأردن، أو إلى بعض دول العالم والذي يتفق مع سياسة ورؤية اليمين المتطرف في إسرائيل في نظرته للقضية الفلسطينية بضرورة تصفيتها.

ما يدعو إليه ترامب هو بمثابة التطهير العرقي للشعب الفلسطيني، وتصفية القضية الفلسطينية لصالح إسرائيل، كما أن هذه الدعوة تمثل خطرا شديدا على الأمن القومي المصري والأردني، بل إنها سوف تجعل منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن وعدم استقرار
إن ما يدعو إليه ترامب هو بمثابة التطهير العرقي للشعب الفلسطيني، وتصفية القضية الفلسطينية لصالح إسرائيل، كما أن هذه الدعوة تمثل خطرا شديدا على الأمن القومي المصري والأردني، بل إنها سوف تجعل منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن وعدم استقرار. إن السياسة التي يتبعها ترامب في الشرق الأوسط من أول يوم مارس فيه مهامه الجديدة كرئيس لأمريكا؛ هي سياسة البلطجة الممنهجة التي يعتمد من خلالها على نهب ثروات المنطقة، وفرض سياسة الترهيب من أجل تبني وتنفيذ رؤيته وتطلعاته على حساب صاحب الأرض والتاريخ.

إن السياسة التي يتعامل بها ترامب مع حكامنا هي سياسة الترهيب، هذا ما لاحظناه في التعامل مع الملك عبد الله، ملك الأردن، وهو يستمع إليه في مشهد غير برتوكولي على الإطلاق ولا يليق باستقبال حاكم عربي.

إن سياسة الرئيس الأمريكي ترامب ونظرته للشرق الأوسط سياسة خبيثة مبنية على الابتزاز، وتوسيع رقعة الكيان الصهيوني، وسيطرة الكيان الصهيوني على منطقة الشرق الأوسط أملا في نزع سلاح المقاومة، وإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل بمزيد من العربدة بعد حصولها على الأسلحة والقنابل الفتاكة من أمريكا الأمر الذي يجعل مستقبل المنطقة على صفيح ساخن.

إن سياسة التهديد والترهيب التي يمارسها ترامب في منطقة الشرق الأوسط جعلت حكام المنطقة في أزمة كبيرة، وتأكد بما لا يدع مجالا للشك أن استقلالية دولنا العربية ما هي إلا وهم لا يمت للحقيقة بصلة.

ويبقى في النهاية الحديث عن تنفيذ عملية التهجير تظل أمنية تدور في رؤوس الصهاينة وحلفائهم، لم ولن تتحقق لهم بصمود الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والتاريخ.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأمريكي يختتم جولته للشرق الأوسط في الإمارات
  • د. وليد عبد الحي يرسم خارطة طريق مستقبل ترامب والإنعكاسات على الشرق الأوسط
  • كيف تُثير «صدمات ترامب» الفوضى في الشرق الأوسط؟
  • «SRMG Think» تبحث أولويات السياسة الخارجية السعودية في مؤتمر متميز
  • اليمين المتطرف والعبث في الشرق الأوسط.. وفرض سياسة البلطجة
  • منتدى الجزيرة.. إدارة ترامب تسعى لإنجازات زائفة عبر سلام غير عادل في أوكرانيا وغزة
  • مستشار الأمن القومي الأمريكي ومبعوث ترامب للشرق الأوسط يصلان الرياض
  • مستشار الأمن القومي الأمريكي ومبعوث ترامب للشرق الأوسط يصلان المملكة
  • ستيف ويتكوف.. "رجل الصفقات" الذي يعيد تشكيل السياسة الأمريكية
  • خبراء يوضحون مصير المشروع.. مؤامرة «ريفييرا» الشرق الأوسط إلى أين؟