حذر مدير مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة الدكتور محمد أبو سلمية من استمرار تعطيل إسرائيل البروتوكول الإنساني، مؤكدا أن الاحتلال أوقف القتل المباشر، في حين لا يزال القتل غير المباشر مستمرا.

وقال أبو سلمية -في حديثه للجزيرة- إن الاحتلال أوقف القتل المباشر باستخدام الطائرات والصواريخ، لكنه يواصل ذلك بطريقة غير مباشرة بمنع إدخال محطات الأكسجين إلى مستشفيات قطاع غزة، خصوصا مدينة غزة وشمالها رغم أنها مشمولة بالبروتوكول الإنساني.

وأشار إلى عودة عمل بعض المستشفيات في غزة وشمالها جزئيا مثل مجمع الشفاء والإندونيسي والمعمداني والعودة والخدمة العامة والرنتيسي للأطفال وغيرها.

وكان الاحتلال اعتقل أبو سلمية خلال عملية إجلاء طبي لكافة الموجودين في مجمع الشفاء، في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أثناء محاولة الانتقال إلى جنوب قطاع غزة مع المرضى والمصابين، قبل أن يطلق سراحه مطلع يوليو/تموز 2024.

وشدد أبو سلمية على أن كثيرا من المرضى في العناية المركزة والأطفال الخدج يموتون بسبب نقص أسطوانات الأكسجين، مشيرا إلى وجود محطة واحدة فقط لتعبئة أسطوانات الأكسجين وهي بالكاد تعمل.

وكشف عن وجود 3 أسرّة عناية مركزة فقط للمرضى في شمال القطاع، إضافة إلى 20 جهاز غسيل كلى فقط رغم عودة مئات آلاف النازحين من محافظات الجنوب إلى الشمال.

إعلان

وبلغة الأرقام، قال أبو سلمية، رئيس متابعة الإخلاء الطبي التابع لوزارة الصحة، إن المستشفيات فقدت نحو 40% من مرضى الكلى في ظل نقص المستلزمات الطبية.

وكانت وزارة الصحة في القطاع أعلنت، اليوم الأحد، أن مستشفيات القطاع تعاني من نقص حاد جدا بكميات الأكسجين جراء حرق وتدمير إسرائيل 10 محطات مركزية لتوليده خلال الحرب.

وأوضحت الوزارة، في بيان، أن "المحطات المدمّرة وعددها 10، كانت تلبّي احتياج الأقسام الحيوية من الأكسجين، مثل العمليات والعناية المركزة والطوارئ وحضانات الأطفال، إضافة إلى احتياج المرضى في المنازل".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، دمرت إسرائيل 34 مستشفى من أصل 38، منها حكومية وأهلية، تاركة 4 مستشفيات فقط تعمل بقدرة محدودة رغم تضررها، وسط نقص حاد بالأدوية والمعدات الطبية، بحسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

كذلك، أخرجت الغارات الإسرائيلية 80 مركزا صحيا عن الخدمة بشكل كامل، إلى جانب تدمير 162 مؤسسة طبية أخرى، في حين لم تسلم سيارات الإسعاف من الاستهداف الإسرائيلي، إذ دمرت 136 سيارة، مما أدى إلى شلل كبير بقدرة الطواقم الطبية.

وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة الدوحة والقاهرة وواشنطن، ويشمل أيضا إدخال 600 شاحنة محملة بالمساعدات يوميا.

ونهاية الشهر الماضي، كشفت مصادر للجزيرة أن البروتوكول الإغاثي ينص على أن مزودي المساعدات يشملون الأمم المتحدة ومنظمات دولية وهيئات غير حكومية، ودخول المساعدات بمعدل 600 شاحنة يوميا مع دخول معدات للدفاع المدني وصيانة البنية التحتية.

وقالت المصادر للجزيرة إن البروتوكول الإنساني يدعو لإدخال 60 ألف كرفان و200 ألف خيمة إلى غزة لاستيعاب النازحين، وينص على أن المساعدات تتضمن مواد إغاثية وطبية ومعدات إنسانية من حكومات ومنظمات دولية.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مجمع الشفاء أبو سلمیة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يواصل فرض هيمنته البصرية على القدس في ذكرى استقلاله المزعوم

قالت دانا أبو شمسية، مراسلة القاهرة الإخبارية من القدس المحتلة، إنه في مشهد يتكرر كل عام، تغرق شوارع القدس المحتلة بالأعلام الإسرائيلية التي ترفرف من كل زاوية ومبنى، في محاولة من سلطات الاحتلال لتثبيت رموز السيادة على مدينة ما زالت عصيّة على التهويد، يأتي هذا في إطار ما يُعرف إسرائيليًا بذكرى "الاستقلال"، وهي المناسبة التي تتزامن مع ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، التي ما تزال تداعياتها مستمرة حتى اليوم في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.

حرائق في القدس وإصابة 12 مستوطنًا ورفع حالة التأهبالجامعة العربية تدين قرار الاحتلال بإغلاق صندوق ووقفية القدس

وأضافت خلال رسالة على الهواء مع بسنت أكرم، أن إسرائيل تسعى وفق ما يرصده سكان المدينة، إلى تطبيق نوع جديد من السيطرة يُعرف بـ"الاحتلال البصري"، عبر تكتيكات تهدف إلى اختراق الوعي والحواس، لا بمجرد القوة العسكرية، بل باستخدام أدوات ناعمة كالإشارات البصرية والرموز. وتتمثل هذه الممارسات في رفع الأعلام، وتثبيت لافتات عبرية بأسماء تهويدية، ومحاولة طمس أي مظهر يدل على الهوية الفلسطينية.

وتابعت أنه تشير الوقائع الميدانية إلى اعتماد الاحتلال على استراتيجيتين بصريتين متوازيتين: "الإغراق والتغييب"، حيث يغرق المدينة بعلامات الاحتلال ورموزه، ويغيب في المقابل كل ما يمتّ بصلة للوجود الفلسطيني، حتى إن إنزال العلم الفلسطيني في ذكرى النكبة أصبح طقسًا قسريًا مفروضًا من قبل الاحتلال، موضحة أن هذا المشهد، بحسب ناشطين ومراقبين، لا يُعد مجرد إجراء رمزي، بل هو جزء من سياسة استعمارية ممنهجة تستهدف ترسيخ الوجود الإسرائيلي في وعي الفلسطينيين وأبصارهم، وإعادة تشكيل صورة المدينة في الذاكرة الجماعية بما يخدم الرواية الصهيونية.

واستطردت أنه في مدينة تعاني من تهويد يومي على المستويات كافة، تظل القدس شاهدة على معركة مستمرة لا تُخاض فقط بالسلاح، بل أيضًا بالرموز والصور. معركة تسعى إسرائيل لحسمها على جبهات الذاكرة والهوية، إلا أن المدينة تقاوم حتى في صمتها البصري.

طباعة شارك القدس المحتلة شوارع القدس القدس قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • التقديم بشكل مباشر - إسرائيل: تغيير جذري في طريقة توزيع المساعدات في غزة
  • عاجل | مصادر للجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية
  • مدير الرعاية الصحية بالأقصر يواصل متابعة المنشآت الصحية ويتفقد المجمع الطبي الدولي
  • أوامر الإخلاء الإسرائيلية أدت لنزوح 420 ألف شخص بغزة
  • الاحتلال يواصل فرض هيمنته البصرية على القدس في ذكرى استقلاله المزعوم
  • مدير الإدارة العامة لمجمعات خدمات الجمهور يتفقد مجمع خدمات العلاقات البينية بالخرطوم تمهيداً لإستئناف العمل
  • 164 شهيدا وجريحا في مجازر جديدة للاحتلال بغزة
  • الدكتور البرش للجزيرة: الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني بالتجويع والمجازر
  • مصدر بوزارة الدفاع: عملياتنا الأخيرة ضد “ترومان” أجبرتها على التراجع ولا نستبعد إصابتَها بشكل مباشر
  • وزارة الدفاع تكشف استخدام تكتيكات جديدة اصابت ترومان بشكل مباشر