أبوظبي-«الخليج»
نظَّمت شركتا «أدفانسد موبيلتي هاب»، و«ليفت إيركرافت الشرق الأوسط» عرضاً حياً ناجحاً لطائرة HEXA الكهربائية الرياضية الخفيفة في أبوظبي، حيث سلَّطت الضوء على أحدث تقنيات الطائرة ومميِّزات السلامة المتقدِّمة ونظام الدفع الصديق للبيئة.
وصُمِّمَت طائرة HEXA لإحداث تحوُّل جذري في التنقُّل الجوي الرياضي الخفيف من خلال عصا التحكُّم ثلاثية المحاور، ونظام الطيار الآلي ثلاثي المحاور، وآلية الدفع الكهربائي بالكامل، ما يوفِّر تجربة طيران آمنة، وسهلة الاستخدام، وخالية من الانبعاثات تُسهم في تعزيز مفهوم التنقُّل الجوي الشخصي.


وأُجرِيَ عرض الطيران الحي ضمن فعاليات «ندوة الإيكاو العالمية الرابعة لدعم التنفيذ 2025» و«السوق العالمي للطيران المستدام»، برعاية مجلس الأنظمة الذكية ذاتية الحركة، والهيئة العامة للطيران المدني، ومنظمة الطيران المدني الدولي، ومركز النقل المتكامل (أبوظبي للتنقُّل). وشهد العرض حضور نخبة من ممثِّلي الوزارات والجهات الحكومية المشاركة في الندوة، ما يسلِّط الضوء على أهمية دمج حلول التنقُّل الجوي المتقدِّمة ضمن البنية التحتية للنقل في المنطقة.
وتشكِّل رحلة «أدفانسد موبيلتي هاب» ومشروع نادي AeroX الرياضي خطوة رائدة في مسيرة أبوظبي ودولة الإمارات نحو ريادة الجيل المقبل من وسائل النقل. فمن خلال تعزيز الابتكار، واستقطاب الحلول التكنولوجية المتقدِّمة، وإنشاء منظومة متكاملة للتنقُّل الجوي، ترسِّخ «أدفانسد موبيلتي هاب» ومجموعة «مالتي ليفل» معايير جديدة في قطاع الطيران العالمي.
وأعلنت «أدفانسد موبيلتي هاب»، إحدى شركات مجموعة «مالتي ليفل»، بالشراكة مع شركة «ليفت إيركرافت الشرق الأوسط» عن خطوة رائدة في مستقبل التنقُّل الجوي، من خلال إطلاق «ليفت الشرق الأوسط» من العاصمة أبوظبي، بهدف تصنيع وتجميع الطائرات الرياضية الخفيفة محلياً من دولة الإمارات إلى الشرق الأوسط، ما يجعل المنطقة مركزاً عالمياً لتكنولوجيا الطيران المتقدِّمة.
ويُنفَّذ هذا المشروع بدعم من مجلس الأنظمة الذكية ذاتية الحركة، بهدف تعزيز مكانة إمارة أبوظبي وجهةً عالميةً رائدةً لتطوير واستخدام الأنظمة الذكية ذاتية الحركة.
وقال سيف محمد السويدي، المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني: «إنَّ توفير هذه التجربة المباشرة لعملية تشغيل الطائرة الكهربائية لنقل الركاب، التي شهدناها في أبوظبي، تأتي استكمالاً للعديد من التجارب الأخرى التي نفَّذتها دولة الإمارات، وتعكس الجهود المستمرة لتنظيم هذا القطاع الحيوي ودفعه نحو مرحلة التشغيل التجاري».
وأضاف السويدي: «تحرص الهيئة العامة للطيران المدني على تنظيم هذا القطاع الناشئ وفق أعلى معايير السلامة، لضمان اندماجه الآمن مع باقي المشغّلين الجويين، من خلال تهيئة البيئة التشريعية والبنية التحتية اللازمة لاحتضان هذه التكنولوجيا الناشئة؛ فالطائرات الكهربائية تمثِّل جزءاً لا يتجزّأ من هذا الواقع الجديد ومن مستقبل النقل الجوي المتطوِّر».
وقال بدر سليم سلطان العلماء، المدير العام لمكتب أبوظبي للاستثمار: «يمثِّل إطلاق مبادرة (ليفت الشرق الأوسط) خطوة محورية في دعم تحقيق مستهدفات مجمع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة، وترسيخ مكانة أبوظبي كمركزٍ عالميٍّ لحلول التنقُّل الذكي ذاتيِّ القيادة، وتطبيقاته جواً وبراً وبحراً. وتعكس هذه المبادرة الجهود التي يبذلها مجلس الأنظمة الذكية ذاتية الحركة لتعزيز ريادة أبوظبي في قطاع التنقُّل المدني، وتعزيز دورها المحوري في ريادة صناعات المستقبل، عبر تطوير بيئة متكاملة وداعمة للابتكار والاستثمار في الحلول المستدامة».
ويُعَدُّ مجمع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI) إحدى المبادرات الطموحة التي أطلقتها دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، بالتعاون مع مكتب أبوظبي للاستثمار، بهدف تطوير منظومة التنقُّل الذكي ذاتيِّ القيادة من خلال تحفيز الابتكار، واستقطاب الاستثمارات، وتوطيد الشراكات الاستراتيجية مع روّاد القطاع وصنّاع القرار، ما يُسهم في دفع عجلة قطاع النقل الذكي والمستدام.
وقال الدكتور عبدالله الغفلي، المدير العام لمركز النقل المتكامل بالإنابة: «تؤدِّي إمارة أبوظبي دوراً محورياً في دعم وتعزيز الابتكار في قطاع النقل الجوي المتقدِّم، من خلال توفير بيئة تشريعية متطوِّرة تحفِّز إجراء التجارب والاختبارات على تقنيات الطائرات الكهربائية. ومن خلال تبنّي استراتيجيات واضحة، تعمل أبوظبي على تطوير البنية التحتية اللازمة لاحتضان هذه التكنولوجيا الناشئة، ما يعزِّز من مكانتها كمركزٍ عالميٍّ لاستقطاب أحدث الابتكارات في قطاع الطيران. وتسعى الإمارة إلى تفعيل الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ما يُسهم في تعزيز التعاون مع الشركات العالمية المتخصِّصة في الطيران المتقدِّم، والتركيز على ضمان السلامة والاستدامة والابتكار في كافة مراحل تطوير هذه التقنيات».
وقال محمد صلاح، الرئيس التنفيذي لمجموعة «مالتي ليفل»: «الشراكة الاستراتيجية مع ليفت إيركرافت الشرق الأوسط وإفريقيا تتجاوز مجرَّد تقديم أحدث تقنيات الطيران المتطورة؛ إذ تمثِّل خطوة تحوُّلية نحو تعزيز مكانة إمارة أبوظبي ودولة الإمارات، من خلال تأسيس شركة «ليفت الشرق الأوسط» التي تتخذ من العاصمة أبوظبي مركزاً إقليمياً للتصنيع والتجميع المحلي، ما يعزِّز رؤية دولة الإمارات للريادة التكنولوجية والابتكار».
وأضاف: «إنَّ مشروع نادي AeroX للطيران الرياضي الخفيف سيعزِّز هذه الرؤية، ويقدِّم لعشّاق الطيران تجربة استثنائية في مستقبل الطيران، حيث تتماشى هذه المشاريع مع التزام دولة الإمارات بدفع عجلة النمو الاقتصادي، وتعزيز الابتكار، والمساهمة في تشكيل مستقبل التنقُّل الجوي على المستوى العالمي».
وقال مات تشاسن، الرئيس التنفيذي لشركة «ليفت إيركرافت»: «إنَّ توسُّع الشركة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، انطلاقاً من أبوظبي ودولة الإمارات عبر الشراكة الاستراتيجية مع ( أدفانسد موبيلتي هاب)، إحدى شركات مجموعة (مالتي ليفل)، يُشكِّل علامة فارقة لمستقبل التنقُّل الجوي الشخصي الخفيف. ومن خلال شركة (ليفت الشرق الأوسط)، فإننا نبني معاً أساساً راسخاً للتصنيع المحلي والتقدُّم التكنولوجي والاعتماد الواسع النطاق لحلول الطيران الشخصي الخفيف. وسيفتح مشروع نادي AeroX للرياضات الخفيفة آفاقاً جديدة من الإمكانات، ويمنح عشّاق الطيران والمحترفين فرصة فريدة لاستكشاف مستقبل الطيران بطريقة آمنة ومبتكرة وسهلة الوصول».

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات أبوظبي طائرة الأنظمة الذکیة ذاتیة الحرکة دولة الإمارات فی قطاع من خلال ل الجوی

إقرأ أيضاً:

ترامب يتغيّر بعد 100 يوم… فما نصيب الشرق الأوسط من ذلك؟

"دخل ترامب ولايته الثانية كأسد، لكنه الآن يبدو أقرب إلى الحمل"، هكذا علّق ستيفن كوك في Foreign Policy  على الأشهر الثلاثة التي أعقبت تنصيب ترامب. لكن السؤال هو: هل يسعى ترامب للاحتفاظ بهذا الاستئساد في الشرق الأوسط، الذي بات يشغل موقع "المسرح الثانوي" في السياسة الأميركية؟

تتسم سياسة ترامب في المنطقة بتوجهات متعددة. فقد دعا إلى تهجير الفلسطينيين من غزة، سواء بالقوة أو طوعًا، ويؤيد البيت الأبيض حاليًا هجومًا إسرائيليًا متجددًا على القطاع، بهدف الضغط على حماس لتسليم الرهائن المتبقين أو القضاء عليها.

وفيما يتعلق بإيران، يجمع نهجه بين التفاوض، والتهديد باستخدام القوة، وممارسة أقصى الضغوط.

كما شن حربًا واسعة على الحوثيين في اليمن، معلنًا هدفه: تأمين إسرائيل وضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر، وأصدر تعليمات لوزير خارجيته بالعمل على عبور السفن الأميركية التجارية والعسكرية من قناة السويس مجانًا. وبالتوازي مع ذلك، منح إسرائيل حرية التحرك عسكريًا في لبنان، على الرغم من جهود مبعوثه للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بينها وبين حزب الله.

لا يمتلك ترامب إستراتيجية متماسكة وشاملة للشرق الأوسط، بل مجموعة من الأولويات والاتجاهات، والاهتمام ببعض الملفات التي ترسم معالم نهجه في المنطقة.

إعلان

تتسم أهدافه بقدر من التضارب؛ فالأهداف التي أعلنها، مثل دعم الهيمنة الإقليمية الإسرائيلية، والرغبة في الوقت نفسه في إنهاء الحرب في غزة، والتوصل إلى اتفاق مع إيران، وتوسيع اتفاقات التطبيع، تبدو متعارضة إلى حد كبير.

ويُضاف إلى ذلك أن تركيز ترامب على العلاقات الشخصية قد يسفر عن سياسة تفتقر إلى الاتساق، وتتسم بقدر من المفاجأة، بناءً على تفاعلاته مع القادة الأفراد.

يتسم نهجه بتيارات متضاربة تتأرجح بين الانعزالية والتدخلية. ففي حين يرفض التدخلات العسكرية الواسعة ويسعى للانسحاب من الشرق الأوسط، فإنه ينخرط في الوقت نفسه في ضرب الحوثيين دون وجود رؤية واضحة لنهاية هذه الحملة.
تجعل هذه السياسات من الصعب على الأطراف الإقليمية توقّع الإجراءات الأميركية والتخطيط على أساسها.

قد تجد بعض الإجراءات تفسيرها في تفضيلاته الشخصية، مثل التفاوض مع "قادة أقوياء" أو السعي للحصول على جائزة نوبل للسلام. يُوصف بأنه "لديه نفاد الصبر"، ورغبة في أن يكون "زعيمًا قويًا وحاسمًا"، لكنه يفتقر إلى التفكير طويل الأمد بشأن العواقب الأوسع لأفعاله.

ينطلق ترامب في تحركاته من إطار واقعي محدد قوامه مبدأ "أميركا أولًا". ولكن تطبيقه لهذا الإطار على منطقة الشرق الأوسط يبدو ضيقًا للغاية، ويفتقر إلى المشاركة الدبلوماسية والمدنية الشاملة، ولا يستثمر فاعلية العمل مع الحلفاء، وهو ما عزّز النفوذ الأميركي على مر التاريخ.

ترامب: نهج مختلف للسياسة الخارجية

يشكّل نهج ترامب في السياسة الخارجية في ولايته الثانية تحولًا عن النظام الدولي الليبرالي الذي ساد بعد الحرب الباردة، حيث يعطي الأولوية للمصلحة الوطنية "أميركا أولًا" في إطار المنافسة بين القوى العظمى.

هذا النهج يقوّض الأعراف والتقاليد الدولية والقيم الإنسانية المشتركة مثل تهجير الفلسطينيين ودعم الإبادة الجماعية لهم. ينحرف هذا النهج عن الدبلوماسية الأميركية التقليدية من خلال إعادة توجيه التحالفات، وتجاهل الشركاء التقليديين في كثير من الأحيان، وإعطاء الأولوية لأسلوب التفاوض القائم على الصفقات والرافعة المالية، وهو أسلوب يتجاوز التشاور الدولي.

إعلان

كما تُستخدم الأدوات الاقتصادية، وعلى رأسها التعريفات الجمركية والعقوبات الاقتصادية، كأسلحة إستراتيجية، بما في ذلك التوجه نحو الانفصال الاقتصادي. وإلى جانب ذلك، يبرز التركيز على الولاء، والتجاهل الواضح لإجماع الخبراء والمعايير المؤسسية في صياغة السياسات.

ويمكن رصد الملامح التالية لنهج ترامب في السياسة الخارجية:

1- التحول من النظام العالمي الليبرالي إلى الواقعية والمنافسة بين القوى العظمى

يرتكز نهج ترامب على تقليد واقعي راسخ يمثّل خروجًا عن نموذج النظام العالمي الليبرالي الذي ميّز حقبة ما بعد الحرب الباردة في ظلّ الهيمنة الأميركية.

ترى إدارته أن النظام الدولي تهيمن عليه المنافسة بين القوى العظمى، وليس الصداقة الدولية. ويعتبر المستشارون الرئيسيون أن النظام العالمي الليبرالي "وهْم خطير"، ويدعون إلى تبنّي سياسة خارجية تركز على المصلحة الوطنية.
وهذا التركيز على "أميركا أولًا"، والذي يقسم العالم على طول خط الصدع بين الولايات المتحدة، وجميع الدول الأخرى، يتناقض مع نماذج أخرى مثل التقسيم بين الديمقراطية، والاستبداد الذي كان سائدًا في خطاب بايدن.

يُوصف نتنياهو بأنه يدرك أن "الحرب الدائمة" هي "صديقته"، مما يسمح له بقمع المعارضة السياسية، وتجنّب التحقيقات في الإخفاقات التي تؤدي إلى الصراع، والحفاظ على تماسك حكومته. وهذا يجعل ترامب ونتنياهو متوافقين في الإجراءات التي يُنظر إليها على أنها تستفيد من استمرار الحرب على غزة.

وعلى الرغم من ذلك، فإن الموقف من إيران يبدو مختلفًا. ففي الوقت الذي يحرص ترامب على التنسيق مع إسرائيل؛ فإنه يواجه اختبارًا لإعطاء الأولوية لـ"أميركا أولًا" على "إسرائيل أولًا"، نظرًا للتكلفة العالية للصراع المحتمل مع إيران. يعتقد قطاع من النخبة الأميركية أن السياسة الخارجية الأميركية غالبًا ما تعطي الأولوية للمصالح الإسرائيلية.

إعلان

مبدأ ترامب "أميركا أولًا"، الذي يعطي الأولوية للمصالح الأميركية على غيرها، قد يؤدي إلى احتكاك أو صدامات مع المصالح الإسرائيلية، خاصة إذا كان تحقيق الأهداف الأميركية (مثل إنهاء حرب غزة أو مواجهة إيران) يتطلب اتباع نهج يختلف عن موقف إسرائيل أو يستفيد منه.

2- إعادة توجيه التحالفات وتجاهل الشراكات التقليدية

يتضمّن نهج إدارة ترامب إعادة توجيه الدبلوماسية والتحالفات الأميركية بعيدًا عن الشراكات القديمة لصالح شراكات جديدة. وينتقد المسؤولون التحالفات التقليدية مثل حلف شمال الأطلسي (NATO).

تشمل هذه الإستراتيجية تقليص الالتزامات في مناطق تعتبر ثانوية مثل أوروبا والشرق الأوسط، بهدف تركيز الموارد على المناطق الإستراتيجية الرئيسية مثل منطقة آسيا والمحيط الهادئ لاحتواء الصين. وغالبًا ما يتعامل هذا النهج مع الحلفاء الديمقراطيين بقدر من "التجاهل" و"الازدراء".

ويُلاحظ نقص الاهتمام بالحفاظ على القوة الناعمة للولايات المتحدة، أو تعزيزها، وهي القدرة على حشد الحلفاء وجذب الكفاءات. تاريخيًا، كانت الولايات المتحدة أكثر فاعلية عندما تحشد دعم أصدقائها، وهي أداة يتجاهلها ترامب إلى حد كبير، مفضّلًا "صدمة الحلفاء والشركاء" على كسب تأييدهم.
هو يقلل من شأن الموارد الدبلوماسية، ويفشل في حشد الدعم الدولي، مثلما جرى مع إيران.

3- أسلوب التفاوض القائم على الصفقات والرافعة المالية

تتضمّن إستراتيجية التفاوض المفضّلة لدى ترامب التهديدات والمطالب المبالغ فيها؛ بهدف تضليل الطرف الآخر ودفعه في النهاية إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق، فيما يمكن وصف طريقته المفضلة غالبًا بأنها "التصعيد من أجل التهدئة".
يُوصف بأنه يجيد استخدام "النفوذ"، الذي يمكن أن يكون قسريًا. ويمكن ملاحظة هذا النهج في محاولات ممارسة الضغط على دول مثل دول أميركا اللاتينية فيما يتعلق بقضايا مثل الهجرة.
وعند التعامل مع قضايا مثل إيران، تمضي الإدارة قدمًا في تكتيكات الضغط دون حشد الدعم الدولي أولًا، أو التشاور مع الحلفاء والشركاء الإقليميين، وهو ما يمثل تكرارًا لأخطاء الماضي.

إعلان

يسعى إلى إبرام صفقات، حتى وإن كانت مشابهة للصفقات السابقة أو تلك التي تخلى عنها سابقًا حتى ينسبها إلى ذاته، مثل الوصول لصفقة الاتفاق النووي الإيراني (خطة العمل الشاملة المشتركة)، ربما تحت اسم جديد مثل "خطة العمل الشاملة المشتركة لترامب". يبدو أنه يهتم بالتوصل إلى اتفاقيات لأغراض خاصة به.

وَفق نهج الصفقات، يعتبر أنه: "لا يوجد للولايات المتحدة حلفاء أبديون، وليس لدينا أعداء دائمون.. مصالحنا أبدية ودائمة".

4- الاستخدام الإستراتيجي للجيو-اقتصاد والانفصال الاقتصادي

تولي إستراتيجية ترامب اهتمامًا كبيرًا للجيو-اقتصاد ودور القوة المالية في السياسة العالمية. ويُنظر إلى الصفقات التجارية والاستثمار والطاقة والتكنولوجيا من منظور المنافسة على النفوذ الإستراتيجي بين القوى العظمى، وليس فقط الكفاءة الاقتصادية أو التقدم العلمي.

وتُستخدم التعريفات الجمركية في المقام الأول كسلاح اقتصادي ضد الصين؛ بهدف تعزيز المصالح الجيو-اقتصادية الأميركية، وتوجيه الشركات بعيدًا عن الاستثمار في الصين.

يدعو هذا النهج إلى انفصال اقتصادي تدريجي، ولكن متعمّد عن الصين، في تحوّل عن المعايير السابقة للتعايش الاقتصادي على الرغم من الخلافات الإستراتيجية. ويتم دمج سياسة الطاقة في الإستراتيجية الكبرى بهدف تحقيق "الهيمنة العالمية على الطاقة".

5- تجاهل المؤسسات والخبرة والسياسة القائمة على الحقائق

تُوصف الإدارة الأميركية الآن بأنها تضع ولاء العاملين على رأس الأولويات. هناك حالات تظهر فيها السياسات بناءً على افتراضات خاطئة بشكل واضح، مثل الادعاء بأن التعريفات الجمركية تمثل تخفيضًا للضرائب. شملت التعيينات في المناصب الرئيسية "متشددين ومبتدئين". وهناك شعور بأن المؤسسات والقيم المهنية تتعرض للتقويض.

يشير هذا النهج إلى الابتعاد عن نماذج الحكم التقليدية التي تعتمد على الخبرة والمؤسسات القائمة والدقة الواقعية في صنع السياسات.

إعلان

تُعزى الفوضى جزئيًا إلى الصراعات الداخلية في الحزب الجمهوري بشأن السياسة الخارجية، بما في ذلك وجهات النظر المختلفة بشأن روسيا وإيران وإسرائيل.

إنّ المعيّنين والمرشحين للتعيين يحملون آراء أكثر تدخلية ومؤيدة بشدة لإسرائيل، وهو ما قد يتعارض مع رغبة الرئيس المعلنة في الانسحاب من المنطقة. هذه الديناميكيّة الداخلية تخلق نتائج سياسية غير متوقّعة.

باختصار، ترتكز رؤية إدارة ترامب للشرق الأوسط على إطار واقعي يُعطي الأولوية للمصالح الوطنية الأميركية في عصرٍ يشهد تنافسًا بين القوى العظمى، مُعتبرةً المنطقة ذات أهمية إستراتيجية، لكنها قد تكون ثانوية مقارنةً باحتواء الصين.
يتضمّن هذا النهج تقليص الالتزامات التقليدية، مع استخدام الضغط والنفوذ بشكل انتقائي للسعي إلى إبرام صفقات، لا سيما فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني ونفوذها الإقليمي، والتعامل مع علاقات معقدة مع شركاء مثل إسرائيل.
بيدَ أن السياسات الداخلية وغياب المشاركة متعددة الأطراف، وقلة استخدام الموارد الدبلوماسية والمدنية قد يُعيق الفاعلية الأميركية في المنطقة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • الهند تغلق مجالها الجوي أمام الطيران الباكستاني
  • توقعات بـ نمو الاقتصاد المصري بنسبة 5% خلال العام المالي 2026/2025
  • «طيران الإمارات» و«أمريكان إكسبريس» تدعمان الشركات الصغيرة بالمنطقة
  • الطيران تسمح للشركات الأجنبية الخاصة بنقل الركاب داخلياً
  • العراق بالمقدمة.. ترجيحات متفائلة بزيادة إنتاج الشرق الأوسط من النفط
  • ترامب يتغيّر بعد 100 يوم… فما نصيب الشرق الأوسط من ذلك؟
  • قرقاش: الإمارات تدعم مسارات الاستقرار في المنطقة
  • “دبي الحرة” تفوز بجائزة “أفضل سوق حرة للتسوق في الشرق الأوسط”
  • BYDFi تصبح الراعي الرسمي لمؤتمر TOKEN2049 دبي.. وأداة التداول على السلسلة MoonX تظهر لأول مرة في الشرق الأوسط
  • ديرمر : الحرب ستنتهي خلال 12 شهرا من الآن