موقع أميركي: أهل غزة لن يسمحوا بتكرار سيناريو جزيرة السلحفاة
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
نشر موقع "فلسطين كرونيكل" مقالا للأستاذة الجامعية بيناي بليند، تناولت فيه مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين قسرا من قطاع غزة.
وقالت بليند إن الخطة تواجه مقاومة من الشعب الفلسطيني الذي يتحدى محاولة القضاء عليه، تماما مثلما فعلت الشعوب الأصلية بجميع أرجاء العالم في نضالها ضد محاولات محو هويتها ووجودها.
وأضافت أن ترامب صاغ خطته بما يتوافق مع الأجندات الاستعمارية الاستيطانية السابقة.
أغلى شيءوردا على تصريحات أدلى بها ترامب بأن الفلسطينيين يستحقون ما هو أفضل من حظهم السيئ وأن قطاع غزة بأكمله الآن يرزح تحت "فوضى حقيقية" تحدث فتحي أبو السعيد البالغ من العمر 72 عاما وهو ينظر إلى حي الكتيبة في خان يونس، الذي استحال الآن أنقاضا، إلى بليند قائلا "هل ترين كومة الأنقاض عديمة الجدوى هذه؟ إنها أغلى من الولايات المتحدة وكل ما فيها".
وتعليقا على ذلك، نوهت بليند -التي تعمل أستاذة مساعدة لتاريخ السكان الأصليين الأميركيين في كلية المجتمع التابعة لجامعة نيو مكسيكو في مدينة البوكيركي بالولاية- إلى أن التهجير ليس غريبا على أبو السعيد وعائلته والعديد من الفلسطينيين الذين يعيشون الآن في غزة.
وبعد أن عاصر كثيرا من الاضطرابات، يرفض أبو السعيد الرحيل مجددا، "أتدرون ما الذي لن يتكرر أبدا؟ رحيلنا" وهو تصريح -وفق المقال- يدل على ارتباط الشعب الفلسطيني بأرضه.
إعلانوبحسب الأكاديمية الأميركية في مقالها، فإن إجبار الفلسطينيين على التنقل باستمرار إلى مكان آخر ليس فقط وسيلة يستخدمها الإسرائيليون للاستيلاء على مزيد من الأراضي، بل هي أيضا انعكاس لسياسة "فرِّق تسد" التي تنتهجها الدول الاستعمارية الاستيطانية ليسهل عليها السيطرة على الشعوب.
إبعاد السكان الأصليينوتستعرض الكاتبة في المقال سياسات التهجير القسري عبر التاريخ، مثل قانون الإبعاد الهندي الأميركي لسنة 1830، وتربطها بواقع الفلسطينيين اليوم، مؤكدة أن تهجير السكان الأصليين والفلسطينيين كان أداة للسيطرة، لكن صمودهم حال دون محوهم.
ويوضح أبو السعيد بأن مثل هذه السياسات هي التي شكلت الوعي الفلسطيني مبكرا، مما عزز الإدراك الجمعي بأن التهجير ليس عرضا بل هو نهج متعمد، "ولهذا السبب كانت المقاومة دائما فعلا جماعيا وليس فرديا".
كما يشدد المقال على أن الفلسطينيين متحدون رغم محاولات الاحتلال تفريقهم، مشيرا إلى تنامي الحركات المناهضة للاستعمار عالميا.
واعترفت بليند أن تاريخ الولايات المتحدة هو بالفعل سجل للاستعمار الاستيطاني، مثلما هو حال التاريخ الإسرائيلي "وكلاهما ينطلقان من أيديولوجيات تؤمن بتفوق العرق الأبيض والإبادة الجماعية وسرقة الأراضي".
جزيرة السلحفاةوأشارت الكاتبة إلى أن قانون إبعاد الهنود الذي أصدره الكونغرس الأميركي في 28 مايو/أيار 1830، إبان إدارة الرئيس أندرو جاكسون، نص على ترحيل قبائل الهنود الحمر الأصليين في "جزيرة السلحفاة" مرات عدة لإفساح المجال للمستوطنين الذين أرادوا الحصول على أراضٍ بالمجان، والقضاء على القبائل التي تعيش هناك.
وجزيرة السلحفاة مصطلح يطلق على مختلف أراضي الغابات الشمالية الشرقية في أميركا الشمالية التي تقطنها قبائل الهنود الحمر، وهم سكانها الأصليون.
وكان الرئيس جاكسون قد أجاز في ذلك الحين التفاوض مع القبائل الأميركية الأصلية المعروفة محليا بالهنود الحمر والمنتشرة جنوب الولايات المتحدة لإبعادهم إلى أراض فدرالية غرب المسيسيبي مقابل التخلي عن أراضيهم الأصلية.
إعلانوخلص مقال "فلسطين كرونيكل" إلى أن عصر التهجير القسري بالنسبة للفلسطينيين وسواهم حول العالم سينتهي بفضل صمود وشجاعة المقاومة العالمية المناهضة للاستعمار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات أبو السعید
إقرأ أيضاً:
اجتماع أميركي إيراني مرتقب بمسقط وترامب يتوعد مجددا
تتطلع الأنظار اليوم إلى سلطنة عمان التي تشهد محادثات أميركية إيرانية بشأن البرنامج النووي لطهران، وهو ما يعد أول تقدم في هذا الملف بين الجانبين منذ سنوات.
ومن المتوقع أن يحضر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف افتتاح الحوار الذي تقوم سلطنة عمان بدور الوساطة فيه.
وأفادت مصادر إيرانية بأن المحادثات ستعقد بشكل غير مباشر من خلال وسيط، على الرغم من أنه قد يتم عقد اجتماع مباشر بين ويتكوف وعراقجي، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
ويعد الاجتماع أول تقدم كبير منذ سنوات في المفاوضات المتوقفة حول البرنامج النووي الإيراني. لكنه يأتي في ظل تهديد من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعمل عسكري إذا لم توافق طهران على اتفاق جديد للحد من برنامجها النووي.
وخلال فترة ولايته الأولى في الرئاسة، انسحب ترامب عام 2018 من الاتفاق النووي الإيراني الذي تفاوض عليه سلفه باراك أوباما وتم توقيعه عام 2015.
وعاد ترامب أمس الجمعة ليكرر تهديداته لإيران، مؤكدا أنها ستدفع ثمنا باهظا إن لم توافق على التخلي عن برنامجها النووي.
وقال ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية: "أريد أن تكون إيران دولة رائعة وعظيمة وسعيدة. لكن لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي".
إعلان خط أحمرونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن ويتكوف، الذي سيقود الوفد الأميركي، قوله إن "الخط الأحمر" للإدارة الأميركية هو منع إيران من إنتاج سلاح نووي، وإن تفكيك برنامجها النووي هو المطلب الأول، لكنه أشار إلى أن واشنطن ستكون منفتحة على "طرق أخرى للتوصل إلى تسوية".
في المقابل، قالت وزارة الخارجية الإيرانية أمس الجمعة إن على الولايات المتحدة أن تقدر قرار طهران الانخراط في المحادثات رغم ما وصفتها بالدعاية العدائية الدائمة من جانب واشنطن.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن مجيد تخت روانجي نائب وزير الخارجية الإيراني قوله "دون تهديدات وترهيب من الجانب الأميركي، سيكون هناك احتمال جيد للتوصل لاتفاق.. نحن نرفض أي إكراه أو استقواء".
وتقول إيران إن برنامجها لأغراض سلمية بحتة ومشروعة، لكن الغرب يقول إنه يتجاوز بكثير أي احتياجات مدنية، ويشتبه في أن طهران تصنع سلاحا نوويا.