الحجار: نتطلّعُ إلى الأشقاء العرب ونحن على ثقة أنهم سيكونون إلى جانبنا
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
ألقى وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار كلمة لبنان خلال انعقاد الدورة الثانية والاربعين لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس، حيث قال: "في لبنان عهد جديد عاهد اللبنانيين والعالم أجمع على الإنقاذ والإصلاح".
أضاف متوجها "الى الاشقاء العرب": "لبنان لا يمكن أن يعيش خارج حضنه العربيّ، أنتم سند له وهو سند لكم، وشعوبنا العربية تطالبنا بمزيد من التفاعل والتواصل والتنسيق، لكي نصنع معاً مستقبلا يليق بأمَّتنا العربية وتاريخِها المجيد".
وتابع: "لبنانُ؛ أشهرُ من أن يُعرّفَ أو يُوصَّف، وطني الذي تعرفونه وتُحِبُّونه مهداً للحضاراتِ حاضناً للدياناتِ منبَعاً للكفاءاتِ حافظاً للصداقات، إنّه بلدُ الأرزِ الذي خيضَت بأخشابه المحيطاتُ والبحارُ لنشرِ الحرفِ والحِرَفِ في شتى أصقاعِ المعمورة، بلدٌ يَضِجُّ بالحياةِ والأملِ رُغمَ الصِعابِ والمحنِ، بلدٌ من عمر التاريخ وفي عمق الجغرافيا، هذا هو لبنانُ ومن هنا أبدأ.
أيّها السادة، في لبنانَ عهدٌ جديدٌ عاهدَ اللبنانيينَ والعالمَ أجمعَ على الإنقاذِ والإصلاح، كيف لا ولبنانُ يقفُ على مفترقٍ مصيريّ بين اتجاهين لا ثالثَ لهما، اتجاهِ السلمِ والحداثةِ والازدهار، واتجاهِ الخروج من رَكْبِ الحضارةِ والتقدُّم؛ وقد اخترنا السيرَ في الاتّجاه الأول، لكنَّ هذا المسارَ يحتاجُ إلى مقوّماتٍ وإمكاناتٍ وإرادةٍ ثابتةٍ، وأؤكدُ لكم بأنها موجودة. إنّ لبنانَ ما زال رازحاً تحت وطأةِ أزمةٍ اقتصاديةٍ وماليّةٍ قلّ نظيرُها في العالم، وينوءُ قسمٌ من جنوبِه تحت احتلالِ العدوِّ الاسرائيليِّ الّذي لا يُعيرُ اعتباراً للاتّفاقاتِ والقوانينِ الدّولية، وكلُّذلك ينعكسُ أَزَماتٍ متلاحقةً واختلالاً في حياةِ الشعبِ اللبناني.
إنَّ لبنانَ يتطلَّعُ إلى دعمِ أشقّائه، فَهُمُ السّندُ الدائم، ونحن عازمونَ على السيرِ في طريق الإصلاحِ والإنقاذِ الّذي أرسى معالِمَه فخامةُ رئيسِ الجمهوريةِ العماد جوزاف عون بخطابِ القسم وأكَّدَ على هذا النهجِ دولةُ رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام بوضوحٍ وحزمٍ. لقد عجِزتِ الأزماتُ العاصفةُ التي حلَّت بوطننا أن تلويَ إرادةَ أبنائه في النهوضِ والتطلُّعِ بعزمٍ لإعادةِ لبنانَ إلى الدورِ الطليعيِّ بين أشقائه العرب وأصدقائه في العالم.
أيّها الأشقاء، إنّ لبنانَ يتطلّعُ إليكم وهو على ثقةٍ أنّكم ستكونونَ إلى جانبِهِ كما كُنتم دائماً من قبل، لكي يتمكّنَ من مجابهةِ أزماتِهِ وتخطّيها وبناءِ غدٍ زاهرٍ لأبنائه. إنَّ لبنانَ لا يُمكنُ أن يعيشَ خارجَ حِضنِهِ العربيّ، فأنتم سندٌ له وهو سندٌ لكم، وشعوبُنا العربيَّةُ تطالِبُنا بمزيدٍ من التفاعلِوالتواصلِ والتنسيق، لكي نصنَعَ معاً مستقبلاً يليقُ بأمَّتِنا العربية وتاريخِها المجيد.
إنّ أمنَنَا الجَمَاعيَّ قدَرٌ لا مفرَّ منهُ، ليس لأنّنا أشقاءُ فحسب، بل لأنَّ الجريمةَ بمختلِفِ أشكالِها أصبحت هاجساً عالمياً يتخطّى حدودَالدول، فالتّطورُ التكنولوجيُّ لاسيما في مجال الذكاءِ الاصطناعيّ يُنذرُ بتوالدِ أنواعٍ جديدةٍ من الجرائم التي تفرِضُ علينا أساليبَ مبتكرةً وفعّالةً للحدِّ من سُرعةِ انتشارِها وتفاقُمِها، سأغتنمُ فرصةَ وجوديعلى هذا المِنِبرِ الجامعِ لأؤكّدَ استعدادَنا وعزمَنا وتوقَنا إلى التعاونِ معَكُم جميعاً من خلال الأجهزةِ الأمنيةِ المختصةِ صوناً للأمن الوطنيّ والعربيّ المشترك.
إنّ الإنجازاتِ التي تحقّقَت مؤخراً في لبنانَ في مجالِ مكافحةِ المخَدِّرات، تصنيعاً وتهريباً وترويجاً وتتبّعاً لمساراتِ الأموالِ الناتجةِ عنها والمتَّصلةِ بها، لهِيَ خيرُ دليلٍ على عزمِنا الثابتِ لمكافحة هذه الآفَةِ التي تفتُكُ بمجتمعاتِنا. عهدُنا وإيّاكم هو التصدي لهذه الجريمةِ وسواها من الجرائمِ المنظَّمةِ بما يضمُنُ خيرَ مجتمعاتِنا وسلامةَ شبابِنا الّذينَ هم أملُ المستقبلِ وبُنيَانُهُ.
أيها الأشقاء، أدعُوكُم لملاقاتِنا في بيروتَ، أمِّ الشرائع، ومساندتِنا ودعمِنا لإعادةِ بناء لبنانَ وطناً منفتحاً على كلِّ الثقافاتِ وحاضناً للتنوُّعِ وساعياً إلى مستقبلٍ متكاملٍ مَعَ محيطه العربيِّ الذي يُشكِّلُ جزءاً لا يتجزأُ منه. مسؤوليتُنا المشتركةُ أن نرفعَ من مستوى التنسيقِ العمليِّ بين الأجهزةِ التابعةِ لوَزارَاتِنا بما يكفُلُ حقَّ شعوبِنا العربيةِ في الأمنِ والاستقرارِ كضمانةٍ لتحقيقِ التنميةِ والازدهار".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: نا العربیة نا العربی
إقرأ أيضاً:
بمتابعة الشيخة فاطمة بنت مبارك .. الإمارات تستعرض خطة إنطلاقة “المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصاديا” في جامعة الدول العربية
بمتابعة حثيثة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، رئيسة الإتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، شاركت دولة الإمارات ممثلةً في الإتحاد النسائي العام في إجتماع رفيع المستوى للمندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية لمناقشة خطة الانطلاقة الرسمية لمشروع “المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً”، الذي أقيم في مقر جامعة الدول العربية في جمهورية مصر العربية، وذلك في إطار متابعة تنفيذ القرار الصادر عن الدورة (33) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة العربية عام 2024، بشأن إقرار المبادرة التي تقدمت بها دولة الإمارات حول “المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً”.
وترأست وفد دولة الإمارات في الاجتماع الذي عقد بمقر الأمانة العامة للجامعة في القاهرة، سعادة نورة خليفة السويدي الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، ومشاركة المهندسة غالية علي المناعي، رئيسة الشؤون الإستراتيجية والتنموية في الاتحاد النسائي العام.
وشهد الاجتماع حضور معالي السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية ـ جامعة الدول العربية، وسعادة مريم الكعبي، سفيرة دولة الإمارات لدى جمهورية مصر العربية ومندوبتها الدائمة لدى الجامعة، وعدد من سفراء الدول العربية.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار دعم العمل العربي المشترك وتعزيز دور المرأة في تحقيق التنمية المستدامة، حيث تعمل جامعة الدول العربية، بمشاركة فاعلة من الدول الأعضاء، على تفعيل الآليات الإقليمية التي تدعم التمكين الاقتصادي للمرأة.
وتعكس هذه المبادرة التزاما جماعيا بتعزيز دور المرأة في الاقتصاد العربي، من خلال مبادرات نوعية تُسهم في معالجة التحديات البنيوية، وتُرسّخ منظومات مستدامة تُعزّز مشاركة النساء في مسارات التنمية، بما يتوافق مع أولويات الأجندة التنموية العربية (2023-2028) وأهداف التنمية المستدامة 2030.
وفي هذا الإطار، أوضحت معالي السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، أن المبادرة تعكس الرؤية الطموحة لدولة الإمارات العربية المتحدة في دعم ريادة المرأة وتعزيز مساهمتها في الاقتصاد، من خلال تأسيس منظومة إقليمية متكاملة تُسهم في توسيع فرص النمو والتمكين الاقتصادي للنساء في الدول العربية.
وقالت سعادة نورة خليفة السويدي، الأمينة العامة للإتحاد النسائي العام، إنه انطلاقا من التزام دولة الإمارات العربية المتحدة الثابت بدعم وتعزيز العمل العربي المشترك، والذي يُعتبر أساساً لتحقيق التكامل والتنمية المستدامة في العالم العربي، جاءت مبادرة الإمارات بإطلاق مشروع رائد على مستوى المنطقة وهو “المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً” لإحداث نقلة نوعية في واقع المرأة العربية عبر تأسيس أول منظومة متكاملة لإشراك كافة الجهات ذات العلاقة بالدول العربية في دعم نمو الأعمال والاقتصاد للمرأة العربية.
وأوضحت سعادتها أنه تمت مناقشة هذه المبادرة خلال الدورة الثالثة والأربعين للجنة المرأة العربية التابعة لجامعة الدول العربية، برئاسة سلطنة عمان، وتم إدراج المبادرة ضمن جدول أعمال الاجتماع الوزاري لتلك الدورة، وقد أسفرت المناقشات عن صدور القرار رقم (18) من لجنة المرأة على المستوى الوزاري، والذي نص على الموافقة على مبادرة الإمارات وتوصية برفعها إلى مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة لاعتمادها رسميا، وخلال قمة العرب في البحرين تم اعتماد إنشاء المرصد بتاريخ 16 مايو 2024.
من جانبها، استعرضت المهندسة غالية علي المناعي، رئيسة الشؤون الإستراتيجية والتنموية في الاتحاد النسائي العام، خلال الاجتماع، الرؤية الطموحة والأهداف الإستراتيجية لـ “المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصاديا”، وطرحت توجهات التوسع المستقبلية وخطط الاستدامة لتعزيز دور المرصد إقليمياً.
كما تطرقت إلى إطار الحوكمة الشاملة، وآلية تشكيل اللجنة التنفيذية وفرق العمل الفرعية، مع تحديد واضح لمهامها وأدوارها، إلى جانب استعراض الخطة التنفيذية التي تهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في دعم وتمكين المرأة اقتصادياً في العالم العرب ، ووضع خطط لضمان استدامة المشروع.
وفي الختام، تم فتح الباب لنقاش مفتوح مع سعادة السفراء المندوبين الدائمين، وعرض مخرجات الإجتماع.