شومان مخاطبا أئمة ألمانيا: التجديد في الفقه الإسلامي ضرورة دينية ودنيوية
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
انطلقت اليوم فعاليات دورة (إعداد المفتي المعاصر)، لعدد 32 متدرباً من دولة ألمانيا، بالمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، وبالتعاون مع أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى، وذلك عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
وتناقش الدورة عددا من الموضوعات، أهمها: (التجديد الفقهي: مجالاته وضوابطه، ضوابط الفتوى، فقه المصالح والمقاصد، مهارات صياغة الفتوى، أدوات المفتي)، وغيرها من الموضوعات المهمة، ويحاضر بها نخبة من كبار العلماء بالأزهر الشريف.
وتستهدف الدورة: صقل مهارات المتدربين، من أجل اكتساب الخبرات والأساليب العصرية التي ترفع من مستواهم العلمي، وتساعدهم على مواجهة القضايا الفكرية والفقهية والعقدية، وترشدهم إلى كيفية التعامل مع الوسائل الحديثة، والاستفادة منها بالشكل الأمثل.
كما تهدف إلى تأهيل المتدربين على التعامل مع القضايا الدينية التي يتم إثارتها بين الحين والآخر، أو التي يفرضها الواقع والتطور، بحيث يستطيع المتدرب إيصال المعلومة إلى السائل، بما يبين سماحة الإسلام، التي يقوم عليها المنهج الأزهري.
وألقى الدكتور عباس شومان، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، محاضرة لعدد ٣٢ متدربا وباحث فتوى، من دولة ألمانيا، تحت عنوان: "التجديد الفقهي مجالاته وضوابطه"، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، والتي تعقدها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، بالتعاون مع أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب.
في بداية اللقاء، رحب الدكتور عباس شومان بالمشاركين، وهنأهم بذكرى تحويل القبلة وقرب حلول شهر رمضان المبارك، سائلا المولى سبحانه أن يعيد هذه الذكرى على الأمة الإسلامية بالخير والبركة، وأن يجمع المسلمين على كلمة واحدة، ويحقق المراد للمسلمين من العزة والكرامة.
وقال إن أهم ضوابط التجديد الفقهي، استعماله في مجالاته المحددة، وحسب ما تقتضيه الأزمنة والأمكنة والظروف، فإن الأحكام الشرعية الثابتة بدليل قطعي في الأصل لا تتغير بتغير الزمان والمكان والحال، فكل الأحكام المتعلقة بالعقيدة والإيمان وأصول العبادات والمحرمات اليقينية، ليس فيها خلاف بإجماع علماء الأمة، فلا يقبل فيها خلاف، وبالتالي لا تجديد فيها.
وأكد على أن التجديد أمر ثابت من عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "يبعث الله على رأس كل مئة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها"، وهو ما يؤكد أن التجديد ليس أمرا حديثا، ولكنه أمر نبوي، اختص به المستعدون له علميا، ويكون في المسائل التي تقبل التجديد فقط، وهي الفروع، وليس الأصول، وفق القواعد التي وضعها الفقهاء المعتمدون.
وأشار إلى بعض التجاوزات من غير المتخصصين التي تتعلق بالتجديد، فوضح أن بعض وسائل الإعلام تتحدث عن هذا الموضوع من غير معرفة سليمة لمآلات التجديد.
في نهاية اللقاء، أجاب الدكتور شومان على أسئلة المتدربين، وحثهم على قراءة كتب التراث الإسلامي، منبها على ضرورة الإلمام بالعلوم الدينية والدنيوية، التي من شأنها أن توسع المدارك وتنبه الأذهان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأئمة أكاديمية الأزهر ألمانيا المزيد
إقرأ أيضاً:
ملك البحرين: شيخ الأزهر صاحب فكرة مؤتمر الحوار الإسلامي
قال حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، إن مملكة البحرين تسعد باحتضان مؤتمرِ الحوار الإسلامي – الإسلامي، الذي بادرَ بفكرته الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، من أرضِ البحرين قبلَ أكثر من عامين، مضيفا «نحنُ اليوم، نستجيبُ لنداء شيخ الأزهر التاريخي، بإقامةِ هذا المؤتمرِ المهم والهادف إلى تجديد الفكرِ الإسلامي والتمهيدِ لمرحلةٍ جديدة تمكنّنا من التعبيرِ السليمِ والأمينِ عن جوهر الإسلام، والتعاملِ الرشيدِ مع التحدياتِ التي تواجه الأمة وتعيق مسيرة تقدمها الحضاري».
فعاليات الجلسة الرئيسية لمؤتمر الحوار الإسلاميوأكد ملك البحرين خلال فعاليات الجلسة الرئيسية لمؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي بقصر الصخير الملكي، إن التحديات التي تمر بأمتنا الإسلامية، تحتّمُ علينا بذل المزيد من الجهد للوصولِ إلى كلمةٍ سواء بينَنا، تجمعُ قلوبَنا، وتوحّدُ كلمتنا، وتشُدُّ مِن أَزرِنا، وتنبذ الفرقة والخلاف، مشددا على أنه لا عِزَّ لأمتنا ولا سلطانَ إلا بوحدتِها، وتمسُّكِها بدينِها، امتثالًا لقوله تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا، فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾.
أكد ملك البحرين إلى تطلعه لرؤي إسهاماتِ المؤتمرِ العلمية والشرعية في كيفية إشاعة الفكرِ المعتدل، ووقف الاستغلال الديني والمذهبي المهدد لاستقرارِ المجتمعاتِ وسيادةِ الأوطان، واستحداث آليات متجددةٍ وجادةٍ لتوسيعِ دائرة التفاهم والتقاربِ لتشملَ كافة مكوناتِ مجتمعاتنا الإسلامية، وبقيادةٍ حكيمةٍ للرموز والمرجعيات الدينية من كلَ المدارس والمذاهبِ الفكرية.
البحرين تدعم توصيات المؤتمرواختتم ملك البحرين كلمته بالتأكيد على وقوف مملكة البحرين إلى جانب ما سيصدر عن هذا الملتقى الديني المبارك من أمرٍ جامعٍ يجمع أمتنا الإسلامية على هدف الأخوةِ الدينيةِ الحقة، عبر ترسيخِ التضامن والتقارب بين المذاهب الإسلامية، واعتبار الاختلاف بينها، اختلاف تنوع وتكامل، وأن ما يجمعها أكثر بكثير مما يفرقها.