ماجد المرهون
majidomarmajid@outlook.com
شاهدنا جميعًا وفي أقل من عامٍ ونصف الكثير من المُغالطات التي تبنَّتها شخصياتٍ ولغت بألسِنتها في قعر انحطاطٍ غير مسبوق ضد المُقاومةٍ الفلسطينية باعتبارها خطرًا على المِنطقة وربما العالم أجمع، وهي مُغالطةٌ تتبنى تأصيل احتمال غير وارد وإشاعتهِ على نطاق واسع حتى إذا اتخذ لنفسهِ مكانًا بين الحقائق عُمد إلى حقيقة جرائم المُحتل كردة فعلٍ طبيعية وأنسنة همجيته غير القابلة للشك بزخرف القول وتقديمها كأولوية وقع عليها الظُلم وليس العكس، وهذا ليس خلطًا منهجيًا للحقائق وحسب بل محاولةٍ فجةٍ تغتصِب العقول للقبول بالنقائض دون اثارةٍ من إثبات.
كما نُلاحظ إن بعض الدول المُعول عليها في هذا الشأن لم تُلقي حجًرا في ساحة الضواري وهي تنهش بني جلدتها، بل إنها لم تنبس بِبنت شَفةٍ واتخذ كُبرائها وخبرائها وعلمائها سِمة الجماد إلا ما يصدر عنه لا إراديًا نتيجة عوامل طبيعية، ولا يُعزي سكوتهم هذا حكمةً بقدر ما هو جُبنًا وتنصلًا، وإذا خاطبهم العارفون قالوا "حل الدولتين" وعادوا بعدها سيرتهم الأولى، ولا بأس لو أن الأمر توقف عند هذا الحد لقلنا كفى بالموت واعِظا إلا أنها ربطت حجارتها وأطلقت عنان بعض نابحيها وراء قوافل الحرية للتشكيك في نزاهةِ المُقاومة وأهدافها والحط من مكانتها ومقاصدها، فلا هُم وجهوا مفكريهم ومثقفيهم لقول الحق ولاهم منعوهم من تلبيسه بالباطل، وكأن طريق السلام الذي ترتسِمه الفزَّاعات الغربية الصهيونية قد رُصف وبات مسلكُه مُمهدًا باستثناء عقبة غزة البسيطة، ولم يتبق سوى عدة نقاشات على طاولةٍ مُستديرة في البيت الأسود باعتبار أن 7 عقودٍ ونيِّف قد آتت أُكلها وحان اليوم قطافها مع رجل القش الأمريكي وهو يستبيح ويحلل ويبَرء وفي نفس الوقت يغتصب ويُحرم ويُجرم، ولكن العقبة كؤود والقافلة تجري.
إنه لمن بالغ الأسف أن تخرج صحفٌ عربية كانت منارًا لكلمةِ الحق أو نحسبها كذلك عن مسارها النزيه الذي لم تعُج عنه مُنذ سنين، وقد دبَّجت أقلامها خطوطًا نقشت طريقًا واضحًا لا يزيغ عنه إلا مُتعمدًا موقنًا بحيدتهِ أو مُتحرفًا لفئة باغيةٍ فقط لأن حكُوماتها مُطبِّعة تتبنى الرؤى الغربية، وإن ما يندى له الجبين ويعزب بالفطين تدليس عالِم نحرير، ومُحدثٍ منطيق للحقيقة، وهو يعلم كما نعلم أنه يصطنع من الهامش الثانوي مبالغاتٍ حتى يبني عليها نظرية رجل القش وما يلبث أن يستفرغ كل علمه ومعلوماته لعضد أقواله شائحًا بوجههِ عن أصل المشكلة ومهمشًا للأولويات، وإلا مُنذ متى كان مقاومة أي مُحتل توجهًا خاطئًا وجب تصويبهُ بثنيهُ أو ذنبًا مُقترفًا يستوجب طلب غُفرانه وعدم تكراره؟!
ما بعد الطوفان ليس كما قبله، فكما انكشف القِماط عن مُصاب الأمة الدائم وانتقاض جُرحها الغائر المُتقادم تكشَّف لُثام الزيف عن وجوه نُخبة طالما توشحت به أكتافها واسدلته زينةً على أعطافها من فوق منابِر الفصاحةِ والبلاغةِ والبيان، وهم يحدثوننا دهرًا عن فضائل الجهاد ومحامد الذود عن حياض الأرض والعِباد وقد صمتوا فجأة صمت القبور حين تجلى جُرم الاحتلال على رؤوس الأشهاد، وتبين للإنس والجن تدبيرهم وما كانوا يخفون ولا ينظُرون إلا نُطق الجماد، وثاب إلى رشده من كان يساوره شيئًا من الشك يسير أو من الريبة واللا يقين في نوايا حملات استعمار القوى الغربية للمشرق الإسلامي والتي لم ولن نجد لسُنتها تبديلا.
من مَثارات السُخريةِ أن بعض وسائِل الإعلام العربية تشيح بوجهها البراق عن كُل ما يحدث في القضية الفلسطينية وكأن الأمر لا يعنيها من قريبٍ أو بعيد؛ بل إنها تدأب على تبسيط وتسهيل الأحداث حتى خلُص قوسها ونَبلها إلى النيل من نُبل رموز المُقاومة واقطابها، وبلغت رؤى زرقاء يمامتِها إلى سبر مكنون نوايا المُجاهدين من خلال اجتباء ثقافة الفكر المُتطرف والإرهاب اللذين يصدرهما طازجا ومُعلبًا كبار صنَّاع السياسة العالمية، ثم احتوائه تمهيدًا لذبحهِ حسب الشريعةِ الإسلامية وتقديمه وجبة شهية على الطريقة العربية ولكن الإسلام والعرب منه براء.
لا يُفترض أن يستعصي علينا اليوم كعرب ومُسلمين فهم وفك رموز اللعبة الخبيثة التي عضُلت بالإنسان الغربي ولا يزال واقعًا في متاهتها لاستحكام الروايات التضليلية التي مورست عليه، ولكن من وقع في الجهالة إزاء أقوال بعض المتوشحين بعباءة المنطق والواقعية والمناهضين للجهاد والمُقاومة، فما عليه إلا الإنصات والاستماع لأقوال وتصريحات معظم الرؤساء الغربيين الصريحة والمباشرة والعداء البين من أرفع مستوياتهم القيادية والسياسية دون مُراءاة أو مُحاباة وجُلها يصب في خدمة الكيان الصهيوني ومصلحته، ومقارنتها بالمواقف السياسية العربية والتي تمتنع في معظمها عن الرد على نفس المستوى، وليس حكمةً ورزانةً أو تروٍ وهدوء؛ بل خوفًا ورعبًا على واقعهم من أوهام رجال القشْ.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
رجال الأعمال المصريين: تراجع أسعار الفائدة محفز للسوق العقاري
أكد الدكتور وليد سويدة عضو جمعية رجال الأعمال المصريين، أن تراجع أسعار الفائدة يُعد عاملاً محفزاً للسوق العقاري المصري، إذ يمنح المستثمرين مزيداً من المرونة في تحريك أموالهم نحو مشروعات استثمارية أكثر ربحية، وعلى رأسها القطاع العقاري.
وأوضح "سويدة" في تصريحات صحفية له أن انخفاض الفائدة يتيح فرصة أكبر للحصول على تمويلات للمشروعات العقارية، مما يوفّر سيولة أكبر للمطورين ويسهم في تسريع وتيرة تنفيذ المشروعات القائمة، ويدفع نحو حالة من الانتعاش الملحوظ في السوق خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أن التوقعات تشير إلى إمكانية خفض الفائدة مجدداً خلال ما تبقى من العام، وهو ما سيكون له أثر إيجابي كبير على القطاع، الذي يُعد من أكثر القطاعات الحيوية في الاقتصاد المصري، ويحظى باهتمام واسع من المستثمرين الخليجيين.
وأشار إلى أن السوق العقاري المصري يتميز بطلب دائم ومتزايد، ما يجعله وجهة مفضّلة للاستثمار، خاصة في ظل التغيرات في سعر الدولار، إذ يعتبر العقار مخزناً آمناً للقيمة ووسيلة فعالة للحفاظ على الأموال، حيث ترتفع قيمته عاماً بعد عام.
تخفيض سعر الفائدة
وكان البنك المركزي المصري أعلن خلال اجتماعه الأخير، تخفيض سعر الفائدة 2.25% علي المعاملات المصرفية بواقع 225 نقطة أساس.
و تم خفض سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي بواقع 225 نقطة أساس إلى 25.00% و26.00% و25.50%، على الترتيب.
وتم خفض سعر الائتمان والخصم بواقع 225 نقطة أساس ليصل إلى 25.50%.
وجاء خفض سعر الفائدة للمرة الأولي منذ العام الماضي بواقع 7 مرات تم تثبيت سعر الفائدة.