أن الإنسان يُصدم في الكثير من الأحيان عندما يشاهد بعض مظاهر المعاملة السيئة للأطفال في الكثير من المجتمعات ويشعر في الحزن اتجاه هذه المعاملة حيث دفع الكثير من الأطفال فاتورة هذا العنف الأسري والمجتمعي دون أي ذنب اقترفوه، ولربما يتسأل الطفل عندما يكبر لماذا تعرض للعنف في مرحلة من مراحل حياته؟! ولماذا هو يدفع ثمن ذلك لأسباب ليست من شأنه؟! وهي لربما تكون بسبب مشاكل أسرية بين الأب والأم أو الأقارب أو بسبب غياب الرعاية والعطف في الأسرة أو لأسباب نفسية واجتماعية واقتصادية.
ولذلك لقد رأيت عندما زرت بعض المجتمعات ما يحصل للأطفال من سوء المعاملة والعنف الموجه لهم، وهذا يحرك المهتمين وأصحاب الشأن لدراسة العوامل التي جعلت الطفل يصبح ضحية هذا العنف ، وكذلك تجعلنا نعيد الحسابات في أساليب التربية وأثرها في العنف على الأطفال في المستقبل، بالإضافة إلى دور الأعلام ومؤسسات التربية في تبصير الأطفال نحو الاتجاه السليم للتخلص من العنف، ولهذا سعت الكثير من المنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية والمحلية لبحث العنف ضد الطفل وخصصت برامج لحماية الطفل مما يعني أنه موضوع جدير في الاهتمام ويحظى في رعاية عالمية ومحلية.
أن الكثير من التغيرات التي بدأت تحصل في المجتمعات إنما هي تغيرات متسارعة حدثت نتيجة عوامل ومن أهمها التغيرات الحاصلة في النسق الأسري و ثورة التواصل الاجتماعي الحاصلة اليوم في العالم والتي تنقل كل ما يدور في العالم في لحظته وهذا انعكس على النسق الأسري.
لذلك فأنه من الأهمية بمكان أن يحتاج الإنسان فهم ودراية في معرفة تكوين شخصية الطفل وتلبيه احتياجاته وفقاً للمستطاع والبعد كل البعد عن المواجهة العنيفة مع الطفل لأن لذلك سوف ينعكس عليه سلبياً في المستقبل ولربما يسبب له عقد نفسية واجتماعية.
وهنا يبرز دور مؤسسة الأسرة باعتبارها من أهم المؤسسات الاجتماعية في تربية الطفل ورسم المسار الصحيح لمسيرة حياته وفقاً للتربية الصحيحة وبما يتناسب مع حجم وظيفة الأسرة ولذلك يؤكد علماء الاجتماع أن للأسرة مهام ووظائف ملزمة بها ومنها:
-الوظيفة النفسية: وهي من أهم الوظائف التي تحقق مستوى عالي من الأمان الملائم للطفل وتحقيق الذات ولذلك فأن علماء النفس يرون أنه من المحظور اجتماعياً ونفسياً استخدام طرق التهديد النفسي لأنها تصيب الطفل بالخوف والارتباك والعقد نفسية في المستقبل ويحثون بكل طرق الإلزام على استخدام أساليب علمية وطرق نفسية صحيحة لتحقيق التربية للطفل دون الأضرار به نفسياً ، وقد رسم علماء النفس ما يسمى بالخبرات السارة والخبرات الضارة وهي ما يكتسبه الإنسان في صغره فأنها تبقى في مخيلته مدة طويلة من الزمن ولك أن تتخيل لو اكتسب الطفل خبرات ضارة فهي سوف تبقى تلاحقه نفسياً حتى نهاية عمره.
-الوظيفة الاقتصادية: لما توفره الأسرة من أساسيات الحياة من طعام وشراب وكساء وهو لابد أن يكون بشكل فيه إشباع كامل للطفل وهذه الوظيفة فيها إشكاليات كبيرة حيث تفشل بعض الأسر في تحقيق هذه الوظيفة وذلك يرجع لأسباب الدخل المادي، وأحياناً إلى سوء إدارة المال مما يكون ضحية ذلك هو الطفل لذلك يجب على مؤسسة الأسرة مراعاة تحقيق الوظيفة الاقتصادية بكل ما يمكن تحقيقه وفقاً للموارد المتاحة.
– وظيفة الضبط الاجتماعي: وتندرج مساهمة الأسرة مع مؤسسات الضبط الأخرى في ضبط سلوك الطفل من خلال مبدأ الثواب والعقاب ولكن أن يكون هذا الضبط مشروط بحيث يكون بعيد كل البعد عن أشكال العنف الأسري بكل أنواعه.
أن الطفل من حقه أن يُوفر له بيئة أسرية واجتماعية صحية حتى نحقق بناء وتكوين إنسان صالح في المستقبل، ولذلك أن ظاهرة العنف أصبحت سمة من براثن التخلف والرجعية التي كانت تستخدم في بعض الأزمنة ولهذا يجب على جميع المجتمعات تجاوز هذا العنف نحو بناء طريقة تربوية تتواكب مع تطلعات الطفل وتحقق له تكوين شخصية سليمة يحقق من خلالها ذاته وكيانه لا سيما أنه يوجد طرق تربوية حديثة تحقق ما تصبو له الأسرة بعيداّ عن جميع أشكال العنف.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: فی المستقبل الکثیر من
إقرأ أيضاً:
رمضان شهر الرحمة والمحبة بامتياز
عين على الأسرة
رمضان شهر الرحمة والمحبة بامتياز
هو شهر يقوى فيه الإيمان وتحيا فيه القلوب، فالواجب على كل صائم وصائمة استغلاله لتعزيز روابط المحبة وتوطيد العلاقة خاصة بين لزوجين، ففترة الصيام عكس ما يروج لها بأنها فترة تتوتر فيها الأعصاب، ويُعكر فيها المزاج، الزوجة تعتقد أنها فقط ملزمة بتحضير ما لذّ وطاب، والزوج مطالب فقط باقتناء المستلزمات، إلا أن المتدبر في معاني السامية لهذا الشهر الفضيل يجده فرصة رائعة لتقارب الزوجين من بعضهما البعض، لكي يحافظ جميع أفراد الأسرة على روابط روحية يحملها إليهم شهر الصوم، ومن خلال التجمع على الطاعة والعبادة في جو من الإيمان، يزيد الحب والمودة في الحياة الزوجية، لهذا فإن رمضان هو شهر تمتين العلاقات بامتياز من خلال النقاط الىتية:
- الانفتاح وقبول بعضكما البعض وتبادل المشاعر بصدق، والحرص على إظهار مشاعرك في الحب والمودة.
– الاجتماع إلى جانب بعض على وجبات الإفطار والسحور، مثلما يجب عليكما أن تكونا معا في طاعة الله سبحانه وتعالى.
– يجب على الزوجين التسوية الفورية لأي سوء فهم، حتى لا يفسد جو العبادة في رمضان، فهو الأخلاق السامية، بدءاً من مسامحة أخطاء الآخرين والغفران، كذلك الاعتذار والصبر، كذلك الحرص على القيام بأعمال الخير والعطاء.
– تعاملا مع الأطفال وأفراد الأسرة بسخاء ولطف، اعتنيا بهم وتجنبا رفع أصواتكم أو الانفعال، والحفاظ على صلة الرحم.
– الصلاة والحرص على قراءة القرآن الكريم باستمرار، والتنافس في ذلك، ويجب عليهما مراجعة أحكام وآداب الصيام، وتصحيح السلوك باستمرار، كما يجب أن يتميزا بالكرم والعطاء للفقراء والمحتاجين.
– الحفاظ على روابط القرابة مع المعارف والأهل، كذلك أفراد العائلة البعيدين، منأجل إعطاء الأولاد القدوة الحسنة وتدريبهم على فضائل هذا الشهر العظيم.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور