أيها القادة والعلماء والمفكرون، أيها المخلصون في أمتنا، لقد حان الوقت لنقف وقفة جادة قبل أن ينحدر الواقع إلى ما هو أسوأ.

أمتنا اليوم لا تحتمل التهاون أو التجاهل، بل تستدعي وعيا، وإرادة صادقة، وحلولا عملية تعيد للأمة تماسكها ودورها الريادي.

فلنسأل أنفسنا بصدق: أين نحن من مسؤولياتنا؟ وكيف يمكننا استدراك الأخطاء قبل أن تستفحل؟ هذا نداء للعقلاء قبل أن يفوت الأوان، فهل نسمع ونعمل.

.

غزة أمانة الأمة لا متاع المساومات

إنَّ غزة، بدمائها الزكية وتضحياتها العظيمة، ليست مجرد أرض تُشترى أو تُباع، بل هي جزء من أمانة الأمة الإسلامية، ووديعة الشهداء الذين بذلوا دماءهم دفاعا عن قدسيتها. وكل ادعاء بامتلاكها أو عرضها في مزاد السياسة الدولية هو عدوان على حقوق أهلها الشرعيين، وانتهاك لأبسط قواعد العدل الإنساني والقانون الدولي.

غزة، بدمائها الزكية وتضحياتها العظيمة، ليست مجرد أرض تُشترى أو تُباع، بل هي جزء من أمانة الأمة الإسلامية، ووديعة الشهداء الذين بذلوا دماءهم دفاعا عن قدسيتها. وكل ادعاء بامتلاكها أو عرضها في مزاد السياسة الدولية هو عدوان على حقوق أهلها الشرعيين
إنَّ الشريعة الإسلامية، بمقاصدها العليا، تُحرّم التفريط في أي شبر من أرض المسلمين، فكيف بأرض باركها الله في كتابه العزيز، واحتضنت المقاومة بكل أشكالها على مدار قرن كامل؟ وإن من قواعد السياسة الشرعية أن كل تصرف في مصير الأمة لا يجوز أن يكون فرديا أو استبداديا، بل ينبغي أن يكون نابعا من إرادتها الحرة، مراعيا لمصالحها الكبرى، ومدركا لتعقيدات الواقع ومتطلبات المستقبل.

وفي هذا السياق، فإن أي مبادرة تتعلق بمصير غزة ينبغي أن تتأسس على مرتكزات شرعية وسياسية راسخة، تحقق ثلاثة أهداف:

1- صيانة حقوق أهل غزة: فلا يجوز أن تكون خياراتهم السياسية وليدة الضغط أو الإكراه الدولي، بل يجب أن تعكس إرادتهم الحقيقية، المستندة إلى مصالحهم الشرعية والاستراتيجية.

2- حماية البعد الإسلامي للقضية: فغزة ليست كيانا معزولا عن الأمة الإسلامية، بل هي خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، وأي حلّ لا يراعي هذه الحقيقة فهو انحراف عن المسار التاريخي للقضية.

3- رؤية استراتيجية لمستقبل فلسطين: إن أي خيار سياسي يُطرح على أهل غزة يجب أن يكون جزءا من مشروع متكامل لاستعادة الحقوق الفلسطينية، وليس مجرد استجابة ظرفية لمعادلات القوى الدولية المتغيرة.

وبناء عليه، فإن طرح الاستفتاء للانضمام إلى دولة مسلمة كمنطقة ذات حكم ذاتي، على قاعدة اختيار حرّ ومشروع، قد يكون أحد الخيارات التي تستحق الدراسة، شريطة أن يكون هذا الخيار نابعا من إرادة شعبية حقيقية، وليس نتيجة ضغط خارجي أو توظيف سياسي مؤقت. أما الأصل، فهو أن تكون غزة ضمن كيان فلسطيني موحد، قادر على استعادة حقوقه كاملة، دون أن يكون رهينة للأطماع الإقليمية أو الدولية.

إن مسؤولية علماء الأمة ومفكريها وقادتها اليوم هي أن يكونوا حراسا على هوية فلسطين، وأن يقفوا سدا منيعا أمام كل مشروع يُراد به تقسيمها أو إخراجها من محيطها الإسلامي، تحت أي مسمى أو غطاء.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نداء غزة فلسطين فلسطين غزة نداء اسلامي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد رياضة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمة الإسلامیة أن یکون

إقرأ أيضاً:

حماس توجه نداء للتحرك العاجل لكسر الحصار عن غزة ووقف المجازر

الجديد برس|

وجهت حركة حماس نداءً إلى أمتنا العربية والإسلامية، حكومات وشعوبًا ومنظمات، لتحمّل مسؤولياتهم التاريخية في نصرة شعبنا الفلسطيني، والتحرك العاجل لكسر الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، والعمل الجاد على وقف المجازر الوحشية المرتكبة بحقه

وقالت حماس في بيان لها، السبت: يواصل جيش الاحتلال الصهيوني هجومه الوحشي على المدنيين العزّل من أطفال ونساء وشيوخ في قطاع غزة، ويكثّف قصفه للمنازل والأحياء السكنية ومراكز الإيواء على امتداد القطاع، حتى تجاوز عدد الشهداء، منذ بدء هذه الموجة من الإبادة، أكثر من ستمئة وثلاثين شهيدًا، وذلك في ظل حصار مطبق ومنع شامل لكل مقوّمات الحياة من غذاء وماء ودواء ووقود.

وشددت على أن الجرائم التي ترتكبها حكومة الإرهابي نتنياهو تمثّل انتهاكًا صارخًا وغير مسبوق للقوانين الدولية، واستهتارًا بكل القيم الإنسانية والمواثيق التي وُضعت لحماية المدنيين في أوقات الحرب.

ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها، وعلى رأسها مجلس الأمن، إلى تحمّل مسؤولياتهم الكاملة تجاه ما يجري في قطاع غزة من جرائم حرب وإبادة جماعية مكتملة الأركان.

مقالات مشابهة

  • رئيس النواب: آن الأوان أن يكون لمصر تشريع منظم للمسؤولية الطبية يحفظ حقوق الجميع
  • أردوغان: حقوق الإنسان تُنسى عندما يكون المظلوم فلسطينيا
  • ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية: كف الأذى أدنى حقوق الجار والكرم أعلاها.. صور
  • حماس توجه نداء للتحرك العاجل لكسر الحصار عن غزة ووقف المجازر
  • بعد تصعيد جنوب لبنان.. نداءٌ من بريطانيا
  • جنيف.. تنديد بقمع الحريات في مخيمات تندوف وإفلات قادة البوليساريو من العقاب
  • نداء خاص من إبراهيم حسن للجماهير بعد فوز منتخب مصر على إثيوبيا
  • رسالة جديدة من أكرم إمام أوغلو: الأمة عظيمة
  • نداء غانم: أفتقد لمَّتنا بعد الإفطار لمشاهدة فوازير رمضان
  • حين شاهدني أبي وصديقه أفطرُ على العصير قبل الأذان تمنيتُ لو أختفي!