المناخ لم يعد أولوية في انتخابات ألمانيا 2025 وقضايا الأمن والاقتصاد تطغى على المشهد
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
تعتبر قضية التغير المناخي من القضايا الأساسية التي تشغل الكثير من المواطنين في ألمانيا. ومع ذلك، وعلى الرغم من أن هذه القضية كانت تأخذ حيزاً كبيراً من النقاشات في انتخابات 2021، إلا أنها تراجعت بشكل كبير في استحقاق 2025، الذي سيُجرى في 23 فبراير/شباط المقبل.
فبعد أن كان ملف التغير المناخي من أهم القضايا التي تحدد خيارات الناخبين، أصبح الآن في أسفل قائمة الأولويات الانتخابية.
وأظهرت نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة أن 45% من المشاركين اعتبروا قضايا السلام والأمن هي الأولوية القصوى، تلتها المسائل الاقتصادية بنسبة 44%.
بينما جاء ملف التغير المناخي في أسفل القائمة بنسبة 22% فقط، ما يعكس تراجع اهتمام الناخبين بهذا النقاش في الوقت الحالي.
مع ذلك، تبقى قضية التغير المناخي حاضرة في برامج الأحزاب السياسية، لكنها تختلف في كيفية معالجتها. وفيما يلي أبرز المواقف من بعض الأحزاب الرئيسية:
حزب الخضر: يواصل حزب الخضر تأكيد أهمية حماية المناخ، ويطالب بتقديم دعم أكبر لتركيب أنظمة تدفئة منخفضة الكربون. ويعد الحزب بتمويل تصل نسبته إلى 70% لتكاليف النظام، مع التركيز على تحقيق أهداف مناخية طموحة.
حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي (CDU): يعارض الحزب التعديلات الأخيرة على قوانين التدفئة المنزلية، ويعتبر أن ذلك يشكل عبئاً مفرطاً على المستهلكين. كما يتبنى الحزب موقفاً يطالب بتأجيل الهدف المحدد لعام 2045 والساعي للوصول إلى نسبة صفر من الانبعاثات الكربونية.
حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD): يرفض الحزب الاعتراف بالتغير المناخي كأزمة، ويشكك في صحة "الإجماع العلمي" بشأنه. كما يعارض الحزب السياسات المتعلقة بالسيارات الكهربائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، ويطالب بالانسحاب من اتفاقية باريس المناخية.
الحزب الديمقراطي الحر (FDP): يفضل الحزب سياسة السوق الحرة في معالجة قضايا المناخ، ويعارض التدخل الحكومي في العديد من السياسات مثل تحديد السرعة على الطرق السريعة. كما يطالب بتأجيل الهدف المتعلق بانبعاثات الكربون إلى عام 2050.
في أواخر عام 2023، أقر البرلمان الألماني تعديلات على قانون الطاقة، بما في ذلك فرض معيار جديد على أنظمة التدفئة، مما يفرض على أي نظام تدفئة جديد أن يعمل بالطاقة المتجددة بنسبة 65% على الأقل.
وقد واجهت هذه التعديلات معارضة شديدة من بعض الأحزاب مثل الاتحاد المسيحي الديمقراطي وحزب البديل من أجل ألمانيا، اللذين طالبا بإلغاء هذا القانون.
في المقابل، دعا حزب الخضر إلى تقديم المزيد من الدعم المالي للأسر لتركيب أنظمة تدفئة صديقة للبيئة. بينما اقترح حزب اليسار تغطية تكاليف النظام بنسبة 100% للأسر ذات الدخل المنخفض.
من المقرر أن يدخل حظر بيع السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين والديزل في الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ بحلول عام 2035.
ومع ذلك، فإن العديد من الأحزاب الألمانية، بما في ذلك الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الحر، يعارضون هذا الحظر ويريدون تأجيله أو إلغاءه. بينما يدافع حزب الخضر وحزب الديمقراطي الاشتراكي عن هذا الحظر باعتباره جزءاً أساسياً من أهداف حماية المناخ.
أما فيما يتعلق بهدف الوصول إلى صفر من الانبعاثات بحلول عام 2045، فإن الأحزاب المختلفة تتبنى مواقف متباينة. فقد أبدى الحزب الديمقراطي الحر والحزب الاشتراكي الديمقراطي تحفظاتهما على بعض السياسات، مشيرين إلى ضرورة تحقيق التوازن بين حماية المناخ والاعتبارات الاقتصادية.
وعلى الرغم من تراجعها في الحملة الانتخابية، تبقى قضية التغير المناخي جزءاً أساسياً من النقاشات السياسية في ألمانيا. وتختلف الأحزاب في مواقفها تجاه كيفية تحقيق الأهداف المناخية، مع تباين في الرؤى الاقتصادية والاجتماعية التي ترافق هذه السياسات.
في نهاية المطاف، سيظل التغير المناخي جزءاً من الحوارات المستقبلية في السياسة الألمانية، رغم أن الأولويات الانتخابية قد تبدو في الوقت الحالي موجهة نحو قضايا الأمن والاقتصاد.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية السفير الأوكراني لدى ألمانيا: "روسيا تشن حربًا ضد الغرب، والكثيرون لا يرون ذلك" تظاهرات حاشدة في ألمانيا ضد صعود اليمين المتطرف مقترحات الهجرة تخرج 150 ألف متظاهر ضد فريدريش ميرتس في ألمانيا أحزاب - يمينسياسة الهجرةانتخاباتألمانيا- سياسةالانتخابات التشريعية الألمانية 2025تغير المناخالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب قطاع غزة فولوديمير زيلينسكي مؤتمر ميونيخ للأمن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس دونالد ترامب قطاع غزة فولوديمير زيلينسكي مؤتمر ميونيخ للأمن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس سياسة الهجرة انتخابات ألمانيا سياسة تغير المناخ دونالد ترامب قطاع غزة فولوديمير زيلينسكي مؤتمر ميونيخ للأمن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس إسرائيل روسيا أوكرانيا أزمة إنسانية فلاديمير بوتين ضحايا التغیر المناخی یعرض الآنNext فی ألمانیا المناخ فی حزب الخضر
إقرأ أيضاً:
حزب البديل من أجل ألمانيا مهدد بغرامات ضخمة بسبب تبرعات غير قانونية.. المتبرع ودوافعه في دائرة الشك
يواجه حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD) اليميني المتطرف اتهامات خطيرة تتعلق بتورطه في فضيحة تبرعات غير مشروعة قد تفضي، إذا ثبتت صحتها، إلى دفعه غرامات مالية ضخمة.
ووفقًا للمزاعم، تلقى الحزب مبلغًا قياسيًا قدره 2.35 مليون يورو من جيرهارد دينغلر، المدير الإقليمي السابق لحزب الحرية النمساوي، في 1 فبراير/ شباط. لكن تحقيقًا أجرته مجلة "دير شبيغل" وصحيفة "دير ستاندرد" النمساوية كشف أن الملياردير الألماني هينينغ كونل هو من قدم المال لدينغلر الذي كان مجرد وسيط.
وتفيد التقارير أن دينغلر أودع المبلغ في حسابه البنكي قبل عدة أسابيع، مدعيًا أنه مخصص لـ"مشروع عقاري". ومن ثم قام بتحويل 2.35 مليون يورو من حسابه إلى شركة في مدينة كولونيا متخصصة في الإعلان عن الملصقات.
وفي بداية شهر فبراير، تم إبلاغ البرلمان الألماني (البوندستاغ) بهذا المبلغ.
لماذا القضية حساسة؟يفرض القانون الألماني على الأحزاب تحديد هوية المتبرعين في حال تلقيها مبالغ تتجاوز 500 يورو. وتعد تبرعات "رجل القش" — وهي تبرعات يتم من خلالها إخفاء هوية المتبرع عبر طرف ثالث — غير قانونية. وإذا ثبتت المزاعم، سيواجه حزب البديل من أجل ألمانيا غرامة تُقدر بثلاثة أضعاف المبلغ المتبرع به، وهو ما يعادل نحو 7 ملايين يورو.
ولم يرد الحزب على الفور على طلبات التعليق من يورونيوز.
Relatedحزب البديل من أجل ألمانيا يعتمد على سياسة التخويف من اللاجئينحزب البديل من أجل ألمانيا يتبنى نهجا مناهضا للإسلامشاهد: مظاهرة ضد "خطط الترحيل الفاشية لحزب البديل من أجل ألمانيا" في هامبورغقيادي في حزب البديل من أجل ألمانيا المتطرف يعتنق الإسلامدوافع غير واضحةهذه ليست المرة الأولى التي يُتهم فيها كونل، الملياردير الألماني السويسري، بتقديم تبرعات غير قانونية لحزب البديل من أجل ألمانيا عبر طرف ثالث.
ففي عام 2023، تم تغريم الحزب بمبلغ 396,000 يورو بسبب تبرع بقيمة 130,000 يورو في الانتخابات العامة لعام 2017 عبر شركة أدوية سويسرية مرتبطة بكونل.
وفي عام 2021، ذكرت صحيفة "كوريكتيف" الاستقصائية أن كونل عرض تبرعات مجهولة المصدر على الحزب في اجتماع شخصي مع المتحدثة السابقة باسم الحزب، فراوكه بيتري، والتي أكدت أن كونل حاول تقديم تبرعات، ولكن الحزب لم يقبلها.
في هذا السياق، يقول أوريل إيشمان، الخبير في تمويل الأحزاب من منظمة "لوبي كونترول" غير الحكومية، إنه من غير الواضح لماذا يتبرع كونل للحزب من خلال وسيط.
وأوضح إيشمان: "كونل، بصفته مواطنًا ألمانيًا، يمكنه التبرع بسهولة، وهو معروف بالفعل كمؤيد لحزب البديل من أجل ألمانيا. لذلك، لا يُحتمل أن يكون خوفه من الإضرار بسمعته دافعًا".
ويضيف: "من الضروري أن تتحقق السلطات إذا كان كونل هو نفسه 'رجل القش' بالنسبة لمتبرعين آخرين أيضًا".
ومن غير المرجح أن يدفع حزب البديل من أجل ألمانيا غرامة فورية إذا كانت هذه الادعاءات صحيحة، ولكن وفقًا لمجلة "دير شبيغل" الألمانية، تقوم السلطات النمساوية حاليًا بالتحقيق في مزاعم غسل الأموال وتمويل الأحزاب بشكل سري.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية اكتشف قطر من السماء إلى الرمال والبحر: أنشطة شتوية في الطبيعة الخلابة الرئيس عون يؤكد التزام لبنان بالحياد ويرفض تحويل بلاده إلى منصة للهجوم على الدول العربية في خطوة احترازية.. ألمانيا تشدد تدابير الحماية الشخصية لكبار السياسيين اختراق القانونألمانيا- سياسةتمويلالانتخابات التشريعية الألمانية 2025يمين متطرف