بابا الفاتيكان: الفنانون يساعدون الإنسانيّة حتّى لا تفقد الطريق
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
دعا البابا فرنسيس بابا الفاتيكان المبُدعين إلى أن يكونوا "شهودًا على رؤية التطويبات الثوريّة"، مشدّدًا على أنّ الفنانين يلعبون دورًا حاسمًا في إظهار الجمال والحقيقة والخير، وفي تحويل الألم إلى رجاء، وجاء ذلك في القداس الإلهي بمناسبة يوبيل الفنانين وأهل الثقافة، الأحد 16 فبرايير 2025،
ونظرًا لأنّ البابا فرنسيس يخضع حاليًّا للعلاج في مستشفى أغوستينو جيميلي، بالعاصمة الإيطاليّة روما، من التهاب الشُعب الهوائيّة، فقد قرأ عظته بصوت عالٍ الكاردينال خوسيه تولنتينو دي ميندونسا، رئيس دائرة الثقافة والتعليم، في الفاتيكان.
وأضاف البابا فرنسيس في مستهلّ عظته مخاطبًا الفنّانين وأهل الثقافة، أنّ الشهادة للتطويبات لا تعني فقط أن "ينشؤوا الجمال"، بل أيضًا أن "يظهروا الحقيقة والخير والجمال المخفيّ في طيّات التاريخ"، و"أن يعطوا صوتًا لمن لا صوت لهم، وأن يحوّلوا الألم إلى رجاء".
ثم أكد البابا أنّ الفنانين لديهم مهمّة طرح الأسئلة حول المعنى الأعمق للحياة، ورغم أنّنا نعيش "في زمن أزمة معقّدة، اقتصاديّة واجتماعيّة"، أوضح البابا أنّ أزمتنا هي "وقبل كلّ شيء، أزمة في النفس، وأزمة في المعنى".
وقال إنّنا بحاجة إلى فنانين لمساعدتنا على "طرح أسئلة حول الوقت والطريق. هل نحن حجّاج أم تائهون؟ هل نسير نحو هدف أم نحن ضائعون في ترحالنا؟".
وقال: تقع على الفنّان مهمّة مساعدة الإنسانيّة حتّى لا تفقد الاتّجاه، ولا يغيب عنها أفق الرّجاء، ولفت البابا إلى أنّ دورًا رئيسيًّا آخر للفن هو مساعدة الأفراد على التمييز بين "أصداء" الخير والشر "لفنّان حسّاس لهذه الأصداء، وبعمله يقوم بالتّمييز"، كما أنّ أهل الثقافة، من رجال ونساء، مدعوون إلى مساعدة الآخرين على "التّمييز بين الأصداء المختلفة لأحداث هذا العالم"، و"مدعوّون إلى أن يقيّموا هذه الأصداء، ويشرحوها لنا، وينيروا الطريق التي تقودنا إليها هذه الأصداء: هل هي أغاني حوريّات تغرينا، أم نداءات من إنسانيّتنا الحقيقيّة؟".
واستشهد بالمزمور الأول، أوضح البابا فرنسيس بأنّه مطلوب من الفنانين وأهل الثقافة "أن يكون لهم الحكمة ليميّزوا ما هو ’كالعُصافةِ التي تَذْروها الرياح‘ ممّا هو مَتين ’كالشجرة المغروسة على مجاري المِياه‘ وقادرة على أن تُعطي ثمرًا (مزمور 1: 3-4).
وتابع: "أيها الفنانون الأعزاء، أرى فيكم حرّاسًا للجمال، تعرفون أن تنحنوا على جراح العالم، وتعرفون أن تستمعوا لصراخ الفقراء، والمتألمين، والجرحى، والمساجين، والمضطهدين، واللاجئين، أرى فيكم حراسًا للتّطويبات! نعيش في عصر تُرفع فيه جدران جديدة، والاختلافات تصير ذريعة للانقسام بدل أن تكون فرصة للغنى المتبادل، وأنتم، أهل الثقافة، رجالًا ونساء، مدعوّون إلى أن تبنوا الجسور، وتُنشؤوا مساحات للقاء والحوار، وتُنيروا العقول، وتبعثوا الدّفء في القلوب".
وتسائل: "قد يقول أحدٌ: ’ما فائدة الفنّ في عالم جريح؟ أليس هناك أمور أكثر إلحاحًا وواقعيّة وضرورة؟‘".
وأكد البابا فرنسيس في إجابته إلى أنّ "الفنّ ليس رفاهيّة زائدة، بل هو ضرورة للرّوح. وليس هروبًا، بل مسؤوليّة، ودعوة إلى العمل، ونداء، وصراخ"، موضحًا بأنّ "التّربية على الجمال يعني التّربية على الرجاء. والرجاء لا ينفصل أبدًا عن مأساة الحياة: بل يمرّ بالكفاح اليوميّ، وصعوبات الحياة، وتحدّيات زمننا هذا".
واختتم البابا عظته بالعودة إلى إنجيل اليوم، وإعلان يسوع للتطويبات (لوقا: 6: 17، 20-26).
وفي مقطع الإنجيل، قال قداسته: "أعلن يسوع أنّ الفقراء، والمحزونين، والودعاء، والمضطهدين هم مباركون. إنّه منطق معكوس، إنّه ثورة في رؤية الأمور. والفن مدعو إلى أن يُشارك في هذه الثّورة. العالم بحاجة إلى فنّانين نبويّين، وإلى مفكّرين شجعان، وإلى مبتدعين للثقافة".
واختتم البابا فرنسيس في عظته إلى القول: "دعوا إنجيل التطويبات يقودكم، وليكن فنّكم إعلانًا لعالم جديد. أرونا ذلك في شعركم! لا تتوقّفوا أبدًا عن البحث، وعن التساؤل، وعن المخاطرة. لأنّ الفنّ الحقيقيّ ليس مريحًا إطلاقًا، بل يمنح سلام القلق. وتذكّروا: الرّجاء ليس وهمًا، والجمال ليس حلمًا، وموهبتكم ليست صدفة، بل هي دعوة. أجيبوا بسخاء، وباندفاع، وبمحبّة".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البابا فرنسيس الثقافة الفن الخير والجمال الفاتيكان البابا فرنسیس إلى أن
إقرأ أيضاً:
"مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة" 2025 يعلن أسماء الفنانين والاستوديوهات العالمية المشاركين في دورته الثالثة
الشارقة - الرؤية
تنظم "هيئة الشارقة للكتاب" الدورة الثالثة من "مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة"، الذي يقدم برنامجاً مكثفاً به أكثر من 70 ورشة وجلسة وندوة وفيلماً لعشاق الرسم المتحركة والطلبة والرسامين وجميع أعضاء المجتمع، في الفترة 1-4 مايو في "مركز إكسبو الشارقة".
وتضم قائمة الضيوف العالميين المشاركين في دورة العام الجاري من المؤتمر كلاً من توم بانكروفت، الرئيس التنفيذي لاستديوهات "بنسيليش أنيميشن"، وطوني بانكروفت، المعروف بأعماله في أفلام ديزني الكلاسيكية مثل "مولان" و"علاء الدين"، إلى جانب ساندرو كلوزو، مصمم شخصيات "أنستازيا" و"طرزان" و"شيبنديل".
كما تشهد دورة هذا العام مشاركة ماسايوكي مياجي وتاميا تيراشيما، اللذيْن تعاونا مع "جيبلي"؛ أحد أبرز استديوهات الرسوم المتحركة في اليابان والذي أنتج أفلاماً مثل "سبيريتد أواي" و"ماي نيبور توتورو"، حيث يشاركان رحلتهما وتجاربهما خلف الكواليس خلال العمل على مجموعة من أفضل إنتاجات استديو "جيبلي".
وتم تنظيم برنامج دورة العام الجاري من قبل هيئة الشارقة للكتاب تحت إشراف خولة المجيني، المدير التنفيذي لمؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة، بالتعاون مع بيترو بينيتي، المدير الفني للمؤتمر، لضمان تقديم رؤية عالمية تستند إلى التميز الثقافي والتعليمي، وتبدأ أسعار تذاكر المؤتمر بـ 59 درهماً، وتتوفر على الرابط: sharjahanimation.com/tickets.
اليوم الأول: توجهات عالمية وفرص للتعاون
ويتضمن اليوم الأول مجموعة من ورش العمل يقدمها توم وطوني بانكروفت، حول تصميم الشخصية والرسوم المتحركة الكوميدية، في حين يعرّف ساندرو كلوزو الحضور على تقنيات تطوير الشخصية، كما يشهد اليوم الأول تنظيم جلسة نقاشية بمشاركة بريان ولسون، المؤسس المشارك لاستديوهات "زيرو جرافيتي"، وطارق علي، مؤسس شركة "زَنَد" للرسوم المتحركة في مصر، وأندريا بوزيتو، الشريك المؤسس لاستديو "بوزيتو" في إيطاليا، الذين يستكشفون دور الرسوم المتحركة كأداة للتواصل و الحوار.
كما يشمل برنامج اليوم الأول جلسة بعنوان "محتوى أطفال المستقبل والذكاء الاصطناعي"، بمشاركة ريموند مالينغا من شركة "كريتشرز"، وإرماك آتابيك من شركة "ماكو كيدز آند كيدز إيه آي"، وأوليفييه لولاردو من شركة "بلو سبيريت"، لاستشكاف تأثير الذكاء الاصطناعي على السرد القصصي، وإضفاء الطابع الشخصي على الرسوم المتحركة المخصصة للأطفال.
وتستضيف ندوة بعنوان "التأثير المتنامي للرسوم المتحركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والقارة الإفريقية" كلاً من زومروت باكوي من استديوهات "وارنر براذرز"، وطارق علي من شركة "زَنَد"، وعبدالعزيز عثمان من شركة "زيز"، وداميلولا سوليسي من استديو "سميدز أنيميشن"، وريموند مالينغا من شركة "كريتشرز"، لتسليط الضوء على نمو صناعة الرسوم المتحركة الإقليمية، والمواهب المحلية، والشراكات العالمية، ويختتم اليوم الأول فعالياته بحفل موسيقي يحتفي بمقطوعات موسيقية من أفلام "ديزني".
اليوم الثاني: إعداد قصص متميزة
وفي 2 مايو، يستكشف المشاركون أساليب مبتكرة لسرد القصص، تشمل جلسات الواقع الافتراضي التفاعلي التي تقدمها استديوهات "في-نوفا"، كما يتضمن ورش عمل يقدمها مخرج الرسوم المتحركة نوبويوشي هابارا، ونقاشات يديرها المايسترو تاميا من استديوهات "جيبلي"، توفر رؤى متعمقة حول تأليف موسيقى الرسوم المتحركة، في حين يقدم كوميكو هابارا، مخرج رسوم متحركة في شركة "بانداي نامكو فيلموركس"، جلسة تفاعلية يناقش فيها كواليس إنتاج الرسوم المتحركة.
وتستضيف ندوة "النساء في الرسوم المتحركة" داميلولا سوليسي، كومفورت آرثر، وسارة ماليا، وتتناول تجارب النساء والتحديات المستمرة التي تواجههن وتعرقل وصولهن إلى مناصب قيادية في صناعة الرسوم المتحركة، في حين يستكشف كل من أولفا ساكاكيبارا من شركة "توي أنيميشن"، ونيكولاس مونيرو من شركة "بلو سبيريت"، وبريان كوميت، سبل جمع أساليب الرسوم المتحركة في جلسة بعنوان "دمج الرسوم المتحركة: الشرق يلتقي الغرب وما وراءه".
وتشهد ندوة بعنوان "بث الرسوم المتحركة: وجهة نظر عالمية حول المحتوى والتعاون والجماهير" مشاركة تنفيذيين من استديوهات "وارنر براذرز"، "زد دي إف"، و"سبيستون"، لمناقشة التوجهات في البث العالمي للرسوم المتحركة، ويختتم اليوم الثاني فعالياته بحوار يقدمه محمد غزالة، ويديره جوان باز من شركة "متحرك"، احتفاء بالذكرى الـ90 لأول رسوم متحركة عربية، حيث يستكشف تاريخها وإرثها الغني.
اليوم الثالث: تركيز على اليابان
ويركز برنامج اليوم الثالث على ثقافة الرسوم المتحركة اليابانية، ويتعمق في تاريخ الرسوم المتحركة وتقنيات إنتاجها، حيث يقدم كل من هيروكي تاناكا، وأياكو نوغوشي من شركة "واي تي في" جلسة بعنوان "60 عاماً مع الرسوم المتحركة والمستقبل"، يناقشان فيها السرد القصصي الرائد في الرسوم المتحركة والتوجهات المستقبلية في هذا المجال، في حين يستكشف المشاركون في ورشة عمل بعنوان "فن الويبتونز"، التي يقدمها بارك تشانغ-ها، السرد القصصي العالمي وتقنيات إنتاج ويبتون إبداعية.
ويقدم المخرج آي إكيغايا ورشة عملية تستعرض عمليات إنتاج الرسوم المتحركة الرقمية، في حين تقدم كومفورت آرثر ورشة بعنوان "فن السرد البصري" التي تركز على صناعة سرديات بصرية متميزة، كما يقدم خبراء من معهد "إس إيه أي" ورشاً عملية حول إعداد سيناريوهات مؤثرة وإتقان التقنيات الصوتية المخصصة للرسوم المتحركة.
وفي جلسة بعنوان "طريقي نحو أرض الرسوم المتحركة"، يشارك ساندرو كلوزو رحلته الشخصية من هاوٍ للرسوم المتحركة إلى فنان رسوم متحركة مشهور يعمل في شركة "ديزني"، فيما يقدم مياشيتا تومويوكي خطاباً بعنوان "رحلة إلى عالم الرسوم المتحركة في اليابان"، يصحب خلاله المشاركين في رحلة افتراضية إلى عدد من مواقع استديوهات ومتاحف الرسوم المتحركة، ويلهمهم لاكتشاف مواقع إعداد رسومهم المتحركة المفضلة، ويختتم اليوم الثالث فعالياته بحفل موسيقي ياباني.
اليوم الرابع: من الكتب إلى رسوم متحركة
ويؤكد اليوم الأخير على تحول المحتوى المكتوب إلى رسوم متحركة، ويشهد مشاركة إنويه شينيشيرو، خبير تحويل أعمال المانغا اليابانية إلى رسوم متحركة، وصناع الويبتون كو إيان-مين، وبارك تشانغ-ها، كما يقدم ساندرو كلوزو ورشة عمل حول "تحريك الشخصيات الخيالية"، في حين يقدم يوسف خالد من شركة "زَنَد" ورشة بعنوان "مخطوطات الفنان"، بهدف تعزيز مهارات رسم وتحريك الشخصيات، أما نيكولاس مونتيرو وبريان كوميت، فيقدمان "من الصفحة إلى العرض التقديمي" لمناقشة الاستراتيجيات الفعالة لإعداد عروض تقديمية للرسوم المتحركة بهدف جذب المستثمرين.
ويتضمن برنامج اليوم الرابع جلسة "الجمع بين الناشرين والمنتجين" بمشاركة تامر سعيد، مدير وكالة الشارقة الأدبية، وإيلاريا مازونيس، وأليغرا دامي من شركة "دامي" للمحتوى، ويستكشفون خلالها تكييف قصص منطقة الشرق الأوسط للجماهير العالمية، بالإضافة إلى جلسة "منتجون في دائرة الضوء"، بمشاركة محمود حميدة من استديو "سمكة"، وسارة ماليا من شركة "بنجولو با"، وجورجيو سكورزا من شركة "موفيمينتي" للإنتاج، وريكا كوشينو من شركة "بوليجون بكتشرز"، ويناقشون فيها مستقبل مشهد إنتاج الرسوم المتحركة العالمية، ويختتم المؤتمر فعاليات دورته الثالثة بحفل الختام الرسمي الذي يتضمن حفلاً فنياً لموسيقى الأفلام.