ألقى الوزير السابق الدكتور عدنان السيد حسين كلمة خلال اللقاء الذي نظمه المجلس العام الماروني والمعهد الفني الأنطوني بعنوان "وثيقة الأخوّة الإنسانية"، قال فيها: "إنها وثيقة أبو ظبي الإماراتية العربية عندما أجتمع ممثلو الفاتيكان والأزهر ورهط من العلماء بين الثالث والخامس من شباط 2019 ، لإقرار وثيقة تاريخية جرى التحضير لها تحت عنوان "من أجل السلام العالمي والعيش المشترك"، في هذه الوثيقة جمع من الأفكار والمبادئ العليا المنسجمة مع جوهر المسيحية والأسلام، إضافة إلى خبرات الشعوب ومعارفها وهنا أبرز ما ورد: رفض إستخدام الأديان في تأجيج الكراهية والعنف والتعصب، الكف عن إستخدام أسم الله لتبرير أعمال القتل والإرهاب، الحرية حق لكل إنسان إعتقاداً وفكراً وتعبيراً وممارسة، العدل والرحمة أساس المُلك ، أي السلطة والحكم، وهما جوهر الصلاح، إعادة إكتشاف قيم السلام والخير والجمال والأخوّة الإنسانية، أن أسباب أزمة العالم في تغييب الضمير الإنساني وإقصاء الأخلاق ،وإستدعاء النزعة الفردية والفلسفات المادية، إعلاء حقوق الإنسان، كل إنسان بحماية حقوق المرأة في التعليم والعمل، وحماية حقوق الأطفال
والمسنين، والإحسان إلى الفقراء والمهمشين، دعوة العالم إلى تبنّي ثقافة الحوار والتعاون والتعارف بدلاً من سيطرة سياسة القوة على قوة القانون.


وطالبت الوثيقة المدارس والمعاهد والجامعات بالتأمل في هذه المضامين، بينما تسود العالم فوضى عالمية في إحترام ميثاق الأمم المتحدة، وكأننا في حرب عالمية ثالثة ولو بالتجزئة او بالتقسيط".

أضاف: "كيف نفيد، نحن اللبنانيون، من هذه الوثيقة في حاضرنا ومستقبلنا؟ إن التبصّر في مواد دستورنا يكشف عن مبادئ أساسية، لا تعود إلى العيش المشترك وحسب، بل تقودنا إلى عيش واحد، وهنا بعض المعايير الحاكمة في دستورنا: أرض لبنان واحدة لجميع اللبنانيين، الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة، لا فرز للسكان على أساس أي إنتماء كان، السيادة الوطنية شاملة في علاقاتنا الداخلية وفي علاقات لبنان الخارجية".

وختم: "إن مفهوم الشعب في الفقه الدستوري لا يأتلف مع مفهوم الجماعات المنعزلة عن بعضها، ولا مع الإقصاء والمحاصصة، ولا مع سيادة العصبية الطائفية على عيشنا كآدميين في الغذاء والدواء ومياه الشرب وصحة الأطفال ونظافة البيئة الطبيعية والتعليم العام والكهرباء وطرق المواصلات والنقل العام وغيرها. إنها حقوق إنسانية، وحقوق مدنية يرعاها القانون، فمتى يصدر قانون إستقلال السلطة القضائية وهو المودع في مجلس النواب منذ العام 1997؟ دعت هذه الوثيقة التاريخية، وثيقة الأخوّة الأنسانية إلى ترسيخ المواطنة الكاملة في المجتمعات، وهذا ما كتبنا حوله، وما ندعو إليه من خلال المساواة بين اللبنانيين كمواطنين في الحقوق والواجبات، لا كأفراد متنافرين، ومن خلال الولاء الموحد للدولة". 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

من الفكرة إلى الواقع.. القصة الكاملة لتأسيس جامعة الدول العربية

شهد العالم العربي في عام 1945 حدثًا محوريًا بتأسيس جامعة الدول العربية، التي جاءت كخطوة تاريخية لتعزيز التعاون والتضامن بين الدول العربية، جاء هذا التأسيس في وقت كانت فيه المنطقة تشهد تغيرات سياسية كبيرة، حيث سعت الدول العربية إلى إنشاء كيان مشترك يعزز مصالحها ويحمي استقلالها في مواجهة التحديات الدولية.

نشأة الفكرة وتطورها

بدأت فكرة إنشاء جامعة الدول العربية خلال الحرب العالمية الثانية، حيث أدركت الدول العربية الحاجة إلى كيان موحد يجمعها تحت مظلة سياسية مشتركة.

 لعبت مصر دورًا رئيسيًا في بلورة الفكرة، خاصة من خلال جهود رئيس وزرائها آنذاك، مصطفى النحاس باشا، الذي دعا إلى ضرورة وجود منظمة عربية تعمل على تنسيق المواقف والسياسات بين الدول العربية وتعزز التعاون فيما بينها.

اتفاقية الإسكندرية 1944: الخطوة الأولى نحو التأسيس

في سبتمبر 1944، اجتمع ممثلو سبع دول عربية في مدينة الإسكندرية، وهي مصر، العراق، سوريا، لبنان، الأردن، السعودية، واليمن، لمناقشة إمكانية تأسيس كيان عربي مشترك.

 جاء هذا الاجتماع ليضع الأسس الأولية للجامعة، وانتهى بتوقيع بروتوكول الإسكندرية، الذي نص على ضرورة احترام استقلال الدول الأعضاء وتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي فيما بينها، مع التأكيد على أهمية تنسيق الجهود في مواجهة القضايا المشتركة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

إعلان التأسيس وميثاق جامعة الدول العربية (1945)

بعد عدة مشاورات استمرت لعدة أشهر، تم الإعلان رسميًا عن تأسيس جامعة الدول العربية في 22 مارس 1945، خلال اجتماع رسمي بالقاهرة، بحضور ممثلي الدول المؤسسة. 

تم خلال هذا الاجتماع التوقيع على ميثاق الجامعة، الذي أصبح الوثيقة التأسيسية لهذا الكيان العربي المشترك، وأصبحت القاهرة مقرًا دائمًا للجامعة، التي أخذت على عاتقها تعزيز التعاون العربي في مختلف المجالات.

أهداف الجامعة عند التأسيس

عند تأسيسها، وضعت جامعة الدول العربية عدة أهداف رئيسية لتعزيز العمل العربي المشترك، حيث سعت إلى تحقيق الوحدة العربية من خلال تنسيق السياسات بين الدول الأعضاء، والعمل على دعم استقلالها وسيادتها. 

كما ركزت الجامعة على التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية، إلى جانب تنسيق الجهود في القضايا الدفاعية والأمنية، كانت القضية الفلسطينية من أبرز القضايا التي تبنتها الجامعة منذ تأسيسها، حيث وضعت دعم الشعب الفلسطيني ضمن أولوياتها.

تحديات البداية والواقع الحالي

رغم الطموحات الكبيرة التي صاحبت تأسيس الجامعة، إلا أنها واجهت منذ البداية العديد من التحديات، أبرزها الخلافات السياسية بين الدول الأعضاء، التي أدت في كثير من الأحيان إلى تباين في المواقف وصعوبة في تنفيذ القرارات المشتركة. 

كما افتقرت الجامعة إلى آلية تنفيذية قوية تُلزم الدول الأعضاء بقرارات موحدة، مما أثر على فعاليتها في بعض القضايا المهمة. 


 

مقالات مشابهة

  • الادعاء العام التركي يطلب سجن إمام أوغلو على ذمة التحقيق.. والأخير ينفي التهم
  • الإعلامية شاهندة عبد الرحيم تنعى والد زوجها الأستاذ حسين السيد
  • من الفكرة إلى الواقع.. القصة الكاملة لتأسيس جامعة الدول العربية
  • حزب الجبهة الوطنية يناقش ترسيخ منظومة القيم الحضارية والقضايا الإسلامية
  • وثيقة قضائية: إمام أوغلو ينفي تهم الإرهاب الموجهة إليه
  • محافظ المنيا يعقد لقاء مع موظفى إدارتى الشئون الإدارية والمركبات بالديوان العام لتطوير الأداء
  • مفتي الجمهورية: الهجوم الإرهابي على مسجد بالنيجر جريمة بشعة تخالف كل الشرائع
  • انهيار القيم الأخلاقية
  • السيد الخامنئي محذرا الأمريكيين: أي اعتداء علينا سيواجه بصفعة ساحقة
  • اطلاق مبادرة الحكايات الشعبية لإحياء التراث المعنوي بمدرسية سيما ومقزح