عربي21:
2025-03-26@05:57:59 GMT

العالم العربي متوحد رغم أنفه

تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT

تفرض حقائق التاريخ وعوامل الجغرافيا التزامات على الدول لا مفر منها، فترغمها على إبرام تحالفات ومعاهدات وتربطها بجوارها الطبيعي والسياسي بشكل لا فكاك منه. هذه حقائق قبل أن تكون جزءا من أية أيدلوجية سياسية، وهذه الحقائق تتجلى عندما تصل حالة الخطر المحدق بالأوطان إلى مرحلة لا فكاك منها؛ مثلما حدث خلال الأيام الماضية بعد تصريحات الرئيس الأمريكي الجديد عن تهجير أهل غزة لمصر والأردن.



يمكن قول كثير من الأمور حول المصير المشترك لدول العالم العربي، ولكن يكفي موقف واحد كاشف ليظهر هذه الحقيقة بشكل لا مراء فيها. وهذه المرة جاءت الصرخة من الأنظمة وليس من الشعوب، فهذه الأخيرة خرجت من المعادلة الحسابية للتأثير خلال العام ونصف العام الماضي منذ اندلاع طوفان الأقصى، ووجدت الحكومات العربية نفسها أمام تهديد وجودي يستهدف شرعيتها ووجودها من قبل سيد البيت الأبيض الجديد، فكانت صيحة نداء للتوحد على أمر جامع يواجهون فيه ما يجري.

هذه المرة جاءت الصرخة من الأنظمة وليس من الشعوب، فهذه الأخيرة خرجت من المعادلة الحسابية للتأثير خلال العام ونصف العام الماضي منذ اندلاع طوفان الأقصى، ووجدت الحكومات العربية نفسها أمام تهديد وجودي يستهدف شرعيتها ووجودها من قبل سيد البيت الأبيض الجديد، فكانت صيحة نداء للتوحد على أمر جامع يواجهون فيه ما يجري
صيحة التنادي تلك شعارها كان الأفكار الجديدة والبديل لما يطرحه ترامب، وأنَّى للأفكار أن تأتي بعد موجات من التصحر الذي مارسته هذه الحكومات على رصيدها الاستراتيجي من الرأي العام؛ الذي كان سينفعها في يوم مثل هذا لتحتمي به في أتون هذه العاصفة الأمريكية الهوجاء. ولهذا غاصت أيدي الباحثين عن وجوه لها بعض التاريخ الدبلوماسي والعمل الفكري ولم تجد إعلاميا غير اثنين من المسئولين المصريين السابقين؛ الأمين العام السابق للجامعة العربية ووزير الخارجية المصري السابق عمرو موسى، والدكتور مصطفى الفقي، السفير السابق والمسئول السابق في رئاسة الجمهورية المصرية.

وكلا الرجلين لا ينتمي للفكر الناصري وحسب بل وللتنظيم الطليعي الذي تأسس في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، هذا الذي عفا على عهده وعهد أشياعه من الحكومات العربية الزمن، لكن البحث عن أصوات تتحدث عن الإطار العربي الجامع لم يسفر سوى عن هذه الأسماء.

إن من يتابع البيانات الصادرة عن وزارتي الخارجية المصرية والسعودية يكاد يظن أن كلا البلدين قد انضما فجأة إلى محور المقاومة، وأن العصر الذي نعيش فيه ليس 2025 وإنما الستينات من القرن العشرين؛ تصعيد في اللهجة الدبلوماسية تجاه إسرائيل واستنفار وطني وتضامن بلغة غير مسبوقة في المدى الزمني الذي يعود إلى عقود مضت. حتى الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع الذي انتهج سياسية عدم فتح أية ملفات خارجية حساسة، العالم العربي يعيد اكتشاف نفسه ويعيد اكتشاف أن قضية فلسطين هي قضيته المركزية، وأنها تتماس مع مصائر العرب من المحيط إلى الخليج بحسابات المصالح والمنافع والماضر قبل حسابات النخوة والنصرة والشهامة والديناضطر لأن يعبر عن رفضه لتصريحات الرئيس الأمريكي. فما الذي يجري؟ هل هي زوبعة دبلوماسية وإعلامية أم تحول كبير؟

الظاهر أن العالم العربي يعيد اكتشاف نفسه ويعيد اكتشاف أن قضية فلسطين هي قضيته المركزية، وأنها تتماس مع مصائر العرب من المحيط إلى الخليج بحسابات المصالح والمنافع والماضر قبل حسابات النخوة والنصرة والشهامة والدين، وأن محاولات الانعزال الفردي للدول للبحث عن مصالحها قصيرة الأجل ليست سياسية ناجعة ما تلبث أن تتهاوى أمام التحديات الكبرى.

مظاهر سيمفونية العزف الدبلوماسي العربي المشترك التي لونت مشاهد الأخبار في الأيام الماضية مرشحة للتكرار بأساليب وأشكال أخرى خلال الأيام القادمة، قبل انعقاد القمة الخماسية في العاصمة السعودية الرياض في العشرين من شهر شباط/ فبراير 2025 الحالي، وهي القمة المصغرة التي تسبق القمة العربية المقرر إجراؤها في نهاية الشهر الحالي نفسه. ورغم أنني لست ممن يعولون كثيرا على قرارات القمم العربية، لكني لست ممن يهملون هذه اللقاءات في اللحظات التاريخية المفصلية التي نمر بها؛ لسبب بسيط أنها تكشف عن كثير مما لا يقال.

x.com/HanyBeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تهجير غزة العربي ترامب المصريين مصر الاردن غزة تهجير عرب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد رياضة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العالم العربی

إقرأ أيضاً:

الروبوت الذي يتعلم كالبشر.. سابقة في مجال الذكاء الاصطناعي

بغداد اليوم - متابعة

كشف فريق من مهندسي الذكاء الاصطناعي في شركة IntuiCell السويدية، اليوم الثلاثاء (25 آذار 2025)، عن أول "جهاز عصبي رقمي" في العالم يمكّن الروبوتات من التعلم كما يفعل البشر، من خلال التجربة المباشرة والتكيف مع البيئات الجديدة في الوقت الفعلي.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة IntuiCell، فيكتور لوثمان: "لقد ابتكرنا أول نظام يمكّن أي آلة من التعلم كما يتعلم الإنسان أو الحيوان – أي حل المشكلات الجديدة لحظة ظهورها، والتكيف مع المتغيرات غير المتوقعة فورا. وعلى عكس النماذج التقليدية".

وأضاف أن "هذا الذكاء لا يحتاج إلى تدريب مسبق أو محاكاة أو بيانات مصنّفة، فالذكاء ليس مجرد مسألة إدخال المزيد من البيانات أو تنفيذ عمليات حسابية أكثر، بل يجب أن يكون جزءا أساسيا من النظام منذ البداية".

ويشار الى ان التطبيقات النهائية لهذه التقنية لم تتحدد بعد، رغم ذلك فإن IntuiCell ترى إمكانيات واسعة لاستخدامها، بدءا من روبوتات قادرة على تعلم تنظيف المنازل، والمساعدة في المستشفيات، وحتى قيادة السيارات.

فيما تتيح هذه التكنولوجيا للروبوتات العمل في بيئات غير متوقعة والتعلم من خلال التعاون البشري المباشر، ما يمنحها مرونة أكبر في التفاعل مع العالم الحقيقي.

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • الأول بالعالم العربي.. إطلاق برنامج رعاية تلطيفية لليافعين والشباب
  • تنويع استخدامات البلوكشين في العالم العربي
  • الروبوت الذي يتعلم كالبشر.. سابقة في مجال الذكاء الاصطناعي
  • حقوق الإنسان العربي: حالة الإدراك ومناهج التطبيق
  • كسوف الشمس يوم 29 مارس أين تراه في العالم العربي؟
  • رابطةُ العالم الإسلامي تُرحِّب بالبيان العربي الإسلامي الأوروبي بشأن التطورات في غزّة
  • البرلمان العربي: الجامعة العربية ستظل بيت الأمة
  • عاجل.. الرئيس اليمني يكشف أدلة وحقائق عن الحوثيين وإيران وعلاقتهم مع القاعدة ومن أين تأتي الأسلحة المتطورة؟ وما الهدف الذي يسعى إليه عبدالملك بعد مقتل نصر الله؟
  • في بيان بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الجامعة العربية، الخارجية تحيّ دور الجامعة في العمل العربي المشترك
  • الرئيس السيسي يهنئ نظيره التونسي بيوم الاستقلال والأمين العام لجامعة الدول العربية بعيد التأسيس