عربي21:
2025-02-19@20:03:17 GMT

العالم العربي متوحد رغم أنفه

تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT

تفرض حقائق التاريخ وعوامل الجغرافيا التزامات على الدول لا مفر منها، فترغمها على إبرام تحالفات ومعاهدات وتربطها بجوارها الطبيعي والسياسي بشكل لا فكاك منه. هذه حقائق قبل أن تكون جزءا من أية أيدلوجية سياسية، وهذه الحقائق تتجلى عندما تصل حالة الخطر المحدق بالأوطان إلى مرحلة لا فكاك منها؛ مثلما حدث خلال الأيام الماضية بعد تصريحات الرئيس الأمريكي الجديد عن تهجير أهل غزة لمصر والأردن.



يمكن قول كثير من الأمور حول المصير المشترك لدول العالم العربي، ولكن يكفي موقف واحد كاشف ليظهر هذه الحقيقة بشكل لا مراء فيها. وهذه المرة جاءت الصرخة من الأنظمة وليس من الشعوب، فهذه الأخيرة خرجت من المعادلة الحسابية للتأثير خلال العام ونصف العام الماضي منذ اندلاع طوفان الأقصى، ووجدت الحكومات العربية نفسها أمام تهديد وجودي يستهدف شرعيتها ووجودها من قبل سيد البيت الأبيض الجديد، فكانت صيحة نداء للتوحد على أمر جامع يواجهون فيه ما يجري.

هذه المرة جاءت الصرخة من الأنظمة وليس من الشعوب، فهذه الأخيرة خرجت من المعادلة الحسابية للتأثير خلال العام ونصف العام الماضي منذ اندلاع طوفان الأقصى، ووجدت الحكومات العربية نفسها أمام تهديد وجودي يستهدف شرعيتها ووجودها من قبل سيد البيت الأبيض الجديد، فكانت صيحة نداء للتوحد على أمر جامع يواجهون فيه ما يجري
صيحة التنادي تلك شعارها كان الأفكار الجديدة والبديل لما يطرحه ترامب، وأنَّى للأفكار أن تأتي بعد موجات من التصحر الذي مارسته هذه الحكومات على رصيدها الاستراتيجي من الرأي العام؛ الذي كان سينفعها في يوم مثل هذا لتحتمي به في أتون هذه العاصفة الأمريكية الهوجاء. ولهذا غاصت أيدي الباحثين عن وجوه لها بعض التاريخ الدبلوماسي والعمل الفكري ولم تجد إعلاميا غير اثنين من المسئولين المصريين السابقين؛ الأمين العام السابق للجامعة العربية ووزير الخارجية المصري السابق عمرو موسى، والدكتور مصطفى الفقي، السفير السابق والمسئول السابق في رئاسة الجمهورية المصرية.

وكلا الرجلين لا ينتمي للفكر الناصري وحسب بل وللتنظيم الطليعي الذي تأسس في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، هذا الذي عفا على عهده وعهد أشياعه من الحكومات العربية الزمن، لكن البحث عن أصوات تتحدث عن الإطار العربي الجامع لم يسفر سوى عن هذه الأسماء.

إن من يتابع البيانات الصادرة عن وزارتي الخارجية المصرية والسعودية يكاد يظن أن كلا البلدين قد انضما فجأة إلى محور المقاومة، وأن العصر الذي نعيش فيه ليس 2025 وإنما الستينات من القرن العشرين؛ تصعيد في اللهجة الدبلوماسية تجاه إسرائيل واستنفار وطني وتضامن بلغة غير مسبوقة في المدى الزمني الذي يعود إلى عقود مضت. حتى الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع الذي انتهج سياسية عدم فتح أية ملفات خارجية حساسة، العالم العربي يعيد اكتشاف نفسه ويعيد اكتشاف أن قضية فلسطين هي قضيته المركزية، وأنها تتماس مع مصائر العرب من المحيط إلى الخليج بحسابات المصالح والمنافع والماضر قبل حسابات النخوة والنصرة والشهامة والديناضطر لأن يعبر عن رفضه لتصريحات الرئيس الأمريكي. فما الذي يجري؟ هل هي زوبعة دبلوماسية وإعلامية أم تحول كبير؟

الظاهر أن العالم العربي يعيد اكتشاف نفسه ويعيد اكتشاف أن قضية فلسطين هي قضيته المركزية، وأنها تتماس مع مصائر العرب من المحيط إلى الخليج بحسابات المصالح والمنافع والماضر قبل حسابات النخوة والنصرة والشهامة والدين، وأن محاولات الانعزال الفردي للدول للبحث عن مصالحها قصيرة الأجل ليست سياسية ناجعة ما تلبث أن تتهاوى أمام التحديات الكبرى.

مظاهر سيمفونية العزف الدبلوماسي العربي المشترك التي لونت مشاهد الأخبار في الأيام الماضية مرشحة للتكرار بأساليب وأشكال أخرى خلال الأيام القادمة، قبل انعقاد القمة الخماسية في العاصمة السعودية الرياض في العشرين من شهر شباط/ فبراير 2025 الحالي، وهي القمة المصغرة التي تسبق القمة العربية المقرر إجراؤها في نهاية الشهر الحالي نفسه. ورغم أنني لست ممن يعولون كثيرا على قرارات القمم العربية، لكني لست ممن يهملون هذه اللقاءات في اللحظات التاريخية المفصلية التي نمر بها؛ لسبب بسيط أنها تكشف عن كثير مما لا يقال.

x.com/HanyBeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تهجير غزة العربي ترامب المصريين مصر الاردن غزة تهجير عرب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد رياضة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العالم العربی

إقرأ أيضاً:

مجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيَّة يُنظِّم ندوة لإطلاق تقرير “حالة تعليم اللُّغة العربيَّة في العالم” بالتعاون مع الإيسيسكو

المناطق_واس

نظَّم مجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيَّة بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو” اليوم، ندوةً دوليَّةً لإطلاق تقرير “حالة تعليم اللُّغة العربيَّة في العالم”، وذلك بمقر “الإيسيسكو” في العاصمة المغربيَّة الرباط.

 

أخبار قد تهمك مجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيَّة يعقد اختبار “همزة الأكاديمي” الأحد القادم 13 فبراير 2025 - 11:52 صباحًا مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يزور مركز الاستعراب في أذربيجان 5 فبراير 2025 - 2:46 صباحًا

وتهدف الندوة التي تستمر يومين إلى استعراض محتويات التقرير الذي يُعَدُّ أحد أبرز المشاريع التي يقودها المجمع لتطوير تعليم اللُّغة العربيَّة في الدول الناطقة بغيرها، ويتضمن التقرير دراسة شاملة لأكثر من 300 مؤسَّسة تعليميَّة في 30 دولة من الدول غير الناطقة بالعربية من القارات الخمس؛ استنادًا إلى منهجيَّة علميَّة ومعايير موضوعيَّة.

 

وأكَّد الأمين العام للمجمع، الدُّكتور عبد الله بن صالح الوشمي، أن ما تجده برامج المجمع وأنشطته من دَّعم ومساندة من صاحب السُّموِّ الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثَّقافة، رئيس مجلس أمناء المجمع، أسهمت في تعزيز قدرته على تنفيذ مشاريعه المعرفيَّة المتنوِّعة التي تهدف إلى خدمة اللُّغة العربيَّة وتعزيز حضورها محلِّيًّا وعالميًّا.

 

وأشار إلى أن هذا المشروع يُعدُّ جزءًا من جهود المجمع الرَّامية إلى تعزيز مكانة اللُّغة العربيَّة محليًّا وعالميًّا؛ إذ تُمثِّل هذه الندوة المرحلة الثانية من مشروع “حالة تعليم اللُّغة العربيَّة لغةً ثانيةً” الذي يسعى إلى تطوير السياسات والإستراتيجيَّات التعليميَّة.

 

وتنطلق الندوة بجلسة افتتاحية تتضمن عرضًا للتقرير واستعراضًا لأبرز نتائجه وإحصاءاته، تليها جلسات نقاشية تتناول معايير تعليم اللُّغة العربيَّة والتحديات التي تواجهها، إضافةً إلى سبل تطوير سياسات التعليم.

 

وفي اليوم الثاني يستمر التباحث في مستقبل تعليمها عالميًّا مع تقديم التوصيات النهائية؛ تمهيدًا لنشر التقرير وتعميمه على الجهات المعنية لتعزيز الجهود الدوليَّة في تطوير تعليمها لغةً ثانيةً.

 

ومن المقرَّر أن تستضيف الندوة نخبةً من الخبراء والمختصِّين في تعليم اللُّغة العربيَّة لغةً ثانيةً، إلى جانب ممثلين عن المؤسَّسات اللغويَّة الإقليميَّة والدوليَّة.

 

وستناقش جلسات الندوة محاور متنوِّعة؛ من بينها معايير تعليم اللُّغة العربيَّة، ومستقبل البرامج التعليميَّة، وسُبل تعزيز التنسيق بين الجهات المعنيَّة بتعليم اللُّغة العربيَّة حول العالم.

 

يذكر أن عدد المشاركين في الندوة يبلغ 50 خبيرًا ومختصًّا يمثِّلون المجمع ومنظمة “الإيسيسكو”، إضافةً إلى خبراء دوليِّين في مجال تعليم اللُّغة العربيَّة.

 

وتأتي هذه الندوة في إطار جهود المجمع؛ لتعزيز مكانة اللُّغة العربيَّة عالميًّا، ودعم مبادرات تعليمها وانتشارها على نحو يتماشى مع رؤية المملكة 2030 وبرنامج “تنمية القدرات البشريَّة”.

مقالات مشابهة

  • مجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيَّة يختتم أعمال ندوةٍ لإطلاق تقرير “حالة تعليم اللُّغة العربيَّة في العالم”
  • المرهوبي: الاتحاد العربي للأسمدة قوة دافعة ومحورية لدعم الصناعة بالمنطقة
  • عدد ساعات الصيام في رمضان 2025: الجزائر الأطول في العالم العربي
  • الجامعة العربية تُرحب باستضافة السعودية لمحادثات "أمريكية - روسية"
  • الجامعة العربية تُرحب باستضافة السعودية لمحادثات أمريكية روسية
  • دول عربية تتذيل القائمة.. مؤشر الفساد يكشف تحديات العالم العربي (شاهد)
  • مجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيَّة يُنظِّم ندوة لإطلاق تقرير “حالة تعليم اللُّغة العربيَّة في العالم” بالتعاون مع الإيسيسكو
  • أمين اتحاد المغرب العربي مهنئاً المنفي بـ«ذكرى فبراير»: سدد الله خطاكم
  • «المنفي» يتلقى برقية تهنئة من «الأمين العام لاتحاد المغرب العربي»
  • هل يصمد الموقف العربي الموحد في القمة العربية أمام الطرح الأمريكي الإسرائيلي؟ السفير حسام زكي يجيب