بغداد اليوم - بغداد

في إعلان يكشف التقدم الذي يحرزه العراق في التخلص من مشكلة انتشار الألغام والمخلفات المتفجرة، كشف وزير البيئة نزار ئاميدي، عن تطهير نحو 60 بالمئة من الأراضي والمساحات الموبوءة بالألغام .

وقال ئاميدي في تصريح صحفي: "لأول مرة تدرج تخصيصات مالية للمشاريع البيئية وشؤون الألغام، الموازنة أقرت لثلاث سنوات وتم تأمين أموال كافية داخل الموازنة، لإزالة الألغام وتطهير الأراضي".

وتابع ئاميدي أن"العراق قام بتطهير 59 بالمئة من المساحات الملوثة بالألغام وبقيت نسبة 41 بالمئة والتي تقدر بحدود أكثر من 2000 كيلومتر مربع"، مؤكدا أن" الوزارة حريصة مع شركاء العراق الوطنيين والدوليين لتنفيذ الاستراتيجية التي تلبي الأهداف".

قنابل موقوتة

ويرى مراقبون وخبراء أن تنظيف هذه المساحة الواسعة هو مؤشر إيجابي على أن العراق يتجه نحو معالجة أحد أكثر الأزمات المتراكمة على مدى عقود، والذي يصنف حسب الإحصاءات والتقارير الدولية والمحلية، كواحد من أكثر البلدان تلوثا بالألغام ومخلفات الحروب، تعتبر بمثابة قنابل موقوتة تحصد حياة عراقيين كثر أو تتسبب لهم بعاهات مستديمة وتشوهات.

تقدم كبير

ومن جهته، يقول الكاتب والباحث العراقي علي البيدر: "لا شك أن هذا تطور مهم في سياق معالجة مشكلة التلوث بالألغام في العراق، والتي تعود لثمانينات وتسعينات القرن الماضي".

المناطق الملوثة تشكل خطرا داهما يترصد السكان وخاصة الفلاحين والرعاة، فضلا عن أن انتشار حقول الألغام والمخلفات الحربية يعيق حركة الاستثمار والبناء في العديد من المناطق وخاصة الحدودية منها، والعديد منها يزخر بالثروات الطبيعية والمعدنية .

ولهذا فتطهير أكثر من نصف المناطق الملوثة هو خطوة كبيرة، ولا بد من المضي في تطهير المتبقي وبالاستعانة بالخبرات والتجارب الدولية في هذا المجال، وهو ما يرفد الجهود الوطنية ويزيدها فاعلية ومردوا .

لم يعد ممكنا تأجيل معالجة هذا الملف النازف بشكل كامل، والذي يلقي بظلال كئيبة على كامل المشهد العراقي، ويعكر مناخات الأمن والاستقرار والتنمية، فضلا عن أنه يشكل صفحة سوداء تعيد تذكير العراقيين بحروب وحقب دموية استنزفتهم وأنهكتهم .

أرقام وحقائق

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالعراق، قد أكدت في أبريل الماضي بمناسبة اليوم العالمي للألغام أن: العدد الدقيق لحوادث الذخائر المتفجرة غير معروف، لكن دائرة شؤون الألغام تفيد بأن عدد الضحايا نتيجة للألغام في العراق تجاوز 30 ألفا .

وتعتبر محافظة البصرة من أكثر مناطق العالم تلوثا بالأسلحة غير المنفجرة.

يبلغ معدل التلوث فيها 1200 كيلومتر مربع وتشمل الألغام الأرضية والذخائر العنقودية وغيرها من مخلفات الحرب.

تعتبر المحافظات التي شهدت النزاعات الأخيرة والتي انتهت في العام 2017 من المناطق الملوثة بالأسلحة والمخلفات الحربية وعلى سبيل المثال المدينة القديمة في الموصل وصلاح الدين وكركوك .

معالجة مشكلة تلوث الأسلحة في العراق تتطلب موارد هائلة وجهودا منسقة لجمع المعلومات عن التلوث وآثار الأسلحة المتفجرة، وتعزيز إزالة الألغام وزيادة التوعية بالمخاطر، بالإضافة إلى تقديم المساعدة للضحايا والمتضررين.

المصدر: سكاي نيوز

 


المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

الكشف عن أبرز ما تتضمنه أجندة زيارة الشيباني إلى العراق - عاجل

بغداد اليوم - بغداد

قدّم أستاذ العلوم السياسية، خليفة التميمي، اليوم الجمعة، (14 آذار 2025)، قراءة حول أسباب زيارة وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، الأولى إلى بغداد، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الملفات بين العراق وسوريا التي تحتاج إلى خارطة طريق لوضع نقاط تفاهم بين البلدين.

وقال التميمي لـ"بغداد اليوم"، إن "بين العراق وسوريا ملفات كثيرة تحتاج إلى خارطة طريق لوضع نقاط تفاهم حولها"، لافتًا إلى أن "زيارة وزير الخارجية السوري، الأولى للعراق ستتضمن مناقشة عدة ملفات مهمة، ولكن من المتوقع أن يطغى الجانب الأمني على الزيارة".

وأضاف التميمي، أن "العراق حتى الآن لم يطمئن للأوضاع في سوريا، ولا تبدو ملامح حكومة دمشق واضحة، وهذا يدفع بغداد إلى أن تكون في موقع المتردد في إقامة علاقات شاملة مع سوريا". 

وأشار إلى، أن "الشيباني في زيارته يسعى إلى تمهيد الطريق لحضور الوفد السوري في القمة العربية المزمع عقدها بعد نحو شهرين في العاصمة بغداد، حيث تم تأجيل الموعد الذي كان مقررًا قبل أسابيع بسبب انتقادات وعدم قبول من بعض الأوساط الحزبية".

وأوضح، أن "الملفات التي سيناقشها الشيباني مع الحكومة العراقية تتعلق أولاً بملف القمة العربية وآلية حضور الوفد السوري، بالإضافة إلى ملفات مخيم الهول السوري والحدود بين البلدين".

وأشار التميمي إلى أن "هناك نقطة مهمة تثير قلق بغداد، وهي موضوع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وموقف الحكومة السورية منها، خاصة وأن قسد تسيطر على مناطق واسعة ومترامية قرب الشريط الحدودي مع العراق". وأكد أنه "حتى الآن لم تتضح العلاقة بين الحكومة السورية وقسد، وهل ستتولى قوات دمشق السيطرة على هذه الحدود، أم ستلجأ إلى تشكيلات وتنظيمات رديفة للقوات السورية".

وختم التميمي بالقول: "حتى هذه اللحظة لا توجد محددات واضحة، خاصة وأن بغداد ترى أنه يجب أخذ أمن الشريط العراقي بعين الاعتبار في حال حدوث أي تغييرات في القوة المسيطرة على الشريط الحدودي، لمنع أي خروقات أو محاولات تسلل أو استهداف مباشر".

وكان وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني قد وصل الى العاصمة بغداد اليوم الجمعة هي الأولى له منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول الماضي وتشيل حكومة سورية جديدة.

وقال الشيباني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية فؤاد حسين: "نزور بغداد ضمن جهودنا لتأكيد وحدة الصف بين العراق وسوريا وبلدنا جاد في تعزيز روابطنا" مؤكدا ان "سوريا جادة في تعزيز الروابط مع العراق

وأضاف الشيباني "نهدف من زيارتنا للعراق تعزيز التبادل التجاري وإزالة الحواجز بين البلدين".

مقالات مشابهة

  • العراق في مهب التصعيد بين واشنطن وطهران: تداعيات محتملة على الأمن والسياسة والاقتصاد- عاجل
  • الزراعة النيابية تعلق بشأن حصاد الامطار شرق العراق: بإمكانها معالجة أزمة الجفاف
  • الزراعة النيابية تعلق بشأن حصاد الامطار شرق العراق: بإمكانها معالجة أزمة الجفاف - عاجل
  • معاناة رعاة الإبل في مأرب اليمنية بين النزوح والموت بالألغام
  • تقرير: الألغام الأرضية تهدد حياة رعاة الإبل في اليمن
  • الكشف عن أبرز ما تتضمنه أجندة زيارة الشيباني إلى العراق - عاجل
  • أخصائي: التلوث الهوائي يزيد من خطر جفاف العين
  • بغداد تُعيد أكثر من 150 أسرة من مخيم الهول في سوريا  
  • مأرب.. إتلاف كميات من الألغام والقذائف غير المنفجرة في "رغوان"
  • الأجواء الربيعية تهيمن على طقس العراق خلال الأيام المقبلة