أفادت مصادر أمنية ومخابراتية أن جماعة الحوثي المدعومة من إيران أنشأت محطة لجهازها الأمني في العاصمة العمانية، إلى جانب مكتب سهلت مسقط للجماعة فتحه منذ سنوات.

وتستضيف مسقط منذ عام 2015 وفد الحوثيين المفاوضين وقادة في الجماعة يقيمون في ضيافة السلطنة ويحظون برعاية وتسهيلات وامتيازات كبيرة. وفيها يقيم المعاون السياسي لزعيم الجماعة عبدالسلام فليتة منذ سنوات وإلى جانبه عبدالملك العجري.

وتحتضن السلطنة اجتماعات قادة الجماعة مع الطرف الإيراني ومع الأطراف الإقليمية والدولية، واستضافت لقاءات ومفاوضات يمنية على مدى السنوات الماضية. كما تعلب دور وساطة في التفاوض مع الحوثيين وعقد صفقات متعلقة بتبادل أسرى وتنسيق زيارات ثنائية مع الجماعة.

المصادر، وفقا لـ ‘ديفانس لاين’؛ اوضحت أن محطة جهاز الأمن والمخابرات الحوثية في مسقط يديرها القيادي هلال النفيش، وهو عنصر أمن موالي للجماعة، وينحدر من محافظة حجة. ويعاونه عناصر من جهاز ‘الأمن الوقائي الجهادي’ الجهاز الاستخباري الخاص بالجماعة، يتواجدون كعاملين في مكتب الجماعة وينشطون تحت صفات سياسية ومدنية وتجارية.

تتولى المحطة الإشراف وتنسيق الدعم اللوجستي وعمليات تدفق الأسلحة والتقنيات العسكرية للجماعة عبر خطوط تهريب برية وبحرية. وتعمل بالتنسيق مع دائرة العمليات الخارجية في الجهاز الأمني الحوثي التي يتولى مسئوليتها القيادي حسن أحمد الكحلاني، ولها ارتباط بالقيادي عبدالواحد ابوراس، وكيل الجهاز سابقا وعينته الجماعة نائبا لوزير خارجيتها.

وبحسب المصادر ترتبط المحطة بمنظومة الأمن والاستخبارات في طهران وجماعات المحور الإيراني، وبشبكة الأشخاص والشركات الحوثية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس التي تتولى تنسيق تدفقات الأموال والسلاح.

وتفيد المصادر أن التعاون بين السلطنة والحوثيين يعود لما قبل الحرب التي فرضها تمرد الجماعة على اليمنيين بدعم إيراني في سبتمبر 2014م، إذ كانت مسقط محطة ترانزيت لتبادل التواصل والعلاقة بين الحوثيين وزعيمهم وبين طهران خصوصا خلال المفاوضات السياسية التي صاحبت توسع حروب الجماعة وتمددها نحو العاصمة صنعاء.

فيما تتحدث تقارير أممية ودولية عن مشاركة السلطنة في تسهيل وصول الدعم الإيراني للحوثيين عبر المياه العمانية وحدودها البرية مع اليمن، وعبور الأسلحة والأموال والتقنيات والأعتدة القتالية ومواد التصنيع الحربي المتدفقة من إيران وعواصم حليفة لها إلى جماعة الحوثي.

ومع إعلان أمريكا تصنيف الحوثية “منظمة إرهابية أجنبية” واتجاه إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى تفكيك قدرات الحوثيين ومنع استمرار تدفق الدعم الإيراني إليهم، كان السيناتور الجمهوري الأمريكي جو ويلسون، قد دعا سلطنة عمان لإغلاق مكتب جماعة الحوثي المصنفة إرهابية في مسقط، ووقف غسل الأموال، وإغلاق الحدود لوقف عمليات نقل الأسلحة للحوثيين.

وقال عضو مجلس الشيوخ الأمريكي للحزب الجمهوري في تدوينات على منصة (X): “يحتاج أصدقاؤنا العظماء في عمان إلى عزل الحوثيين وعدم احتضانهم. يجب إغلاق مكتب الحوثيين في عمان، ووقف غسل الأموال، وإغلاق الحدود لوقف عمليات نقل الأسلحة الحوثية”.

ووفقًا للمعلومات فأن قادة الحوثية يتحركون عبر المنافذ البرية بين اليمن وعمان مستخدمين جوازات سفر مزورة صادرة من مناطق سيطرة الجماعة.

ويتولى مسئولية التنسيق لعمليات تهريب القيادات والدعم في جهاز الأمن والمخابرات القيادي عادل العواضي، المعين مسئولا لدائرة المنافذ برتبة عميد، وفي جهاز الأمن الوقائي عبدالرحيم عبدالله أحسن الحمران، المعين مسئولا للمنافذ والمطارات برتبة عميد.

خطوط التهريب البرية القادمة من عمان لا تقتصر على تهريب الأسلحة والممنوعات بل تستخدم لتهريب خبراء وأجانب، وعبرها تم تهريب سفير إيران لدى الحوثيين سابقا حسن إيرلو الذي أعلن عن مقتله في شهر ديسمبر 2021م.

وكانت السلطات الأمنية في الحكومة الشرعية تحدثت في وقت سابق عن ضبط عناصر حوثية في محافظة حضرموت كانوا يستخدمون جوازات سفر مزورة صادرة من صنعاء.

فيما كانت السلطات في محافظة مأرب تمكنت من القبض على القيادي الحوثي محمد غالب أحمد دعه، وعناصر معه أحدهم يدعى علي هاشم الحملي، أثناء تواجدهم في مناطق صحراوية بين مأرب وحضرموت.

ليتبين أن القيادي دعه يشغل منصب وكيل جهاز الأمن والمخابرات برتبة عميد، ومسئولا عن الملف الأمني والعسكري في مأرب وشبوة وحضرموت والمهرة، وكان يحمل جوازا مزورا، وهو يخضع للمحاكمة أمام القضاء العسكري في مأرب.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: جهاز الأمن

إقرأ أيضاً:

سلطنة عُمان تُشارك في اليوم العالمي للأرصاد.. و80 محطة مراقبة بالولايات

العُمانية: تُشارك سلطنة عُمان باليوم العالمي للأرصاد الجوية، الذي يُصادف 23 من مارس كل عام تخليدًا لذكرى دخول اتفاقية المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حيز التنفيذ في العام 1950م.

ويأتي الاحتفاء هذا العام 2025 تحت شعار" معًا لسدّ الفجوة في الإنذار المبكر" للحدّ من الآثار الناجمة عن الأعاصير المدارية، والعواصف العاتية، والفيضانات، حيث أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أخيرًا على أنّ عام 2024 كان العام الأكثر سخونة منذ بدء تسجيل الحرارة، إذ تؤدي التغيُّرات في البيئة إلى حدوث المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة.

وقالت البروفيسورة سيليستي ساولو الأمينة العامة للمنظمة العالميّة للأرصاد الجوية في كلمتها بهذه المناسبة: إنه على مدار الـ75 عامًا الماضية، أسهمنا في إثراء الاقتصاد العالمي بمليارات الدولارات، ووفرنا مليارات أخرى من خلال تجنُّب الخسائر الاقتصادية الناجمة عن المخاطر المتعلقة بالطقس والمناخ والمياه، كما أنقذنا مئات الآلاف من الأرواح، مشيرةً إلى أنّ المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تعد العمود الفقري والجهاز العصبي المركزي للتنبؤات الجوية العالمية.

من جانبه قال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة: إن مبادرة الأمم المتحدة للإنذارات المبكرة للجميع تهدف إلى حماية المجتمع في كل مكان من خلال نظام إنذار بحلول عام 2027، ويجب على العالم أن يتحد ويكثف جهوده واستثماراته بشكل عاجل لتحقيق هذا الهدف.

وستركز المبادرة في المرحلة التالية على توسيع نطاق نظم الإنذار المبكر للجميع من خلال البناء على الدروس المستخلصة، وتوسيع نطاق الدعم ليشمل دولًا أخرى بالإضافة إلى الدول الثلاثين التي تركزت عليها المبادرة في بدايتها، وتعزيز الشراكات مع الجهات المانحة الثنائية والمتعددة الأطراف والمصارف الإنمائية وصناديق المناخ لزيادة الموارد وتوثيق أواصر التعاون، وتعزيز القدرات الإقليمية من خلال التعاون مع المراكز المتخصّصة والشركاء الإقليميين بما يضمن إحداث أثر دائم، وتعزيز الشعور بالملكية الوطنية من خلال قيادة الدول للتنفيذ وضمان الاستدامة على المدى الطويل.

وتسعى المبادرة إلى سد الفجوة عبر تمويل الإنذار المبكر وضمان حصول كل بلد على الموارد اللازمة لبناء القدرة على الصمود وحماية المجتمعات من الآثار المتزايدة للطقس المتقلب وتغيُّر المناخ.

وتعد سلطنة عُمان ومنذ انضمامها إلى عضوية المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) في عام 1975م من بين الدول النشطة التي تسعى جاهدة إلى التعاون المستمر والمثمر مع المنظمة ومراكزها الإقليمية من حيث تبادل المعلومات والشروع في تطوير أجهزتها الخاصة بالتنبؤ وعمليات الرصد لتعزيز قدراتها في مجال الأرصاد الجوية والاستفادة من التعاون الدولي في هذا المجال.

وقد تم تأسيس المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة في سنة 2004م، وفي عام 2015 تمّ تدشينه رسميًّا، إذ يُعدُّ أول مركز وطني يوفر التنبيهات والتحذيرات من عدّة مخاطر طبيعيّة في المنطقة مثل أخطار أمواج تسونامي الناتجة من الزلازل البحرية وأخطار الأعاصير والحالات المدارية، والفيضانات المفاجئة الناتجة من الحالات الجوية، حيث يتمُّ إصدار التنبيهات ونشرها عبر قنوات الإعلام ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي لتصل إلى جميع فئات المجتمع.

ويهدف المركز إلى تقديم خدمات الإنذار المبكر والتنبيهات من مخاطر الطقس والأنواء المناخية للمجتمع ولأصحاب المصلحة من القطاعات الحكومية والعسكرية والخاصة، وتقديم التنبيهات ونشرات الطقس لقطاع الطيران وكل مطارات سلطنة عُمان المدنية والعسكرية والنفطية بما يضمن ويحقق أعلى درجات أمن وسلامة الملاحة الجوية في سلطنة عُمان، بالإضافة إلى تقديم التنبيهات والتحذيرات فيما يتعلق بمخاطر التسونامي والزلازل البحرية.

ويقدم المركز العديد من المهام منها مراقبة الأحوال الجوية والمخاطر الطبيعيّة على مدار الساعة، وإصدار التحذيرات والتنبيهات اللازمة للسكان والجهات المختصّة، والتنسيق مع الجهات الحكومية لاتخاذ الإجراءات الوقائيّة.

ويعتمد المركز على العديد من التقنيات التي تستخدم في مراقبة المخاطر الطبيعية والمتمثلة في أحدث الأنظمة والأجهزة التقنية ومنها 80 محطة أرصاد جوية متكاملة موزعة على ولايات سلطنة عُمان، وأنظمة رادارات الطقس والرادارات البحرية، والأقمار الصناعية، والنماذج العددية ومحطات الأرصاد الجوية المتطورة لمراقبة وتحليل الظواهر الجوية.

ويقوم المركز بإرسال التحذيرات للمواطنين والمقيمين في الحالات الطارئة عبر الموقع الإلكتروني للأرصاد العُمانية والرسائل النصية، والإعلام المرئي والمسموع، وتطبيقات الهواتف الذكية، ومنصات التواصل الاجتماعي كما أنّ هناك تعاونًا بين المركز والجهات الحكومية والمنظمات الدولية في التعامل مع المخاطر الطبيعيّة، ومنها على الصعيد المحلي اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة، وعلى الصعيد الدولي مع المنظمة العالميّة للأرصاد الجوية واللجنة الدولية لعلوم المحيطات بمنظمة اليونسكو لضمان الاستجابة الفاعلة للمخاطر.

ويعتمد المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة على الإجراءات التشغيلية المعتمدة عند إصدار كل التنبيهات، والتي يتم من خلالها إدارة الحالات الجوية وتفعيل المنظومة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة، حيث يتمُّ إصدار تحذيرات دقيقة، ويتزامن ذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة لاتخاذ التدابير الوقائية مثل إخلاء المناطق المعرضة للخطر إذا استدعى الأمر.

ونجح المركز في الحدّ من الأضرار الناتجة عن المخاطر الطبيعية من خلال التقليل من الخسائر البشرية والمادية أثناء الأعاصير المدارية مثل إعصار شاهين عبر إصدار التحذيرات المبكرة وتوفير البيانات المستمرة للموطنين والمقيمين ومتخذي القرار بشكل مستمر.

مقالات مشابهة

  • إنتاج سلطنة عمان من الغاز الطبيعي يرتفع 9.5%
  • انقلاب في قواعد اللعبة.. الحوثيون تحت مقصلة إيران وأمريكا
  • دعما لغزة : “الحوثي” تعلن استهداف مطار بن غوريون الإسرائيلي بصاروخ باليستي
  • رمضان حول العالم| في عمان: تقاليد عريقة وأجواء روحية تملأ الأرجاء
  • الحوثي يعلن استهداف مطار بن غوريون والإشتباك مع "ترومان" في البحر الأحمر
  • سلطنة عُمان تُشارك في اليوم العالمي للأرصاد.. و80 محطة مراقبة بالولايات
  • تعرف على نوعية الأسلحة التي يستخدمها الجيش الأميركي في ضرباته ضد الحوثيين في اليمن؟
  • شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية “تبخس” انتصارات الجيش بالقصر الجمهوري وتسخر من فرحة السودانيين: (عبارة عن مبنى مهدم والدعم السريع انسحب منه لتكتيك عسكري) وساخرون: (محطة غيار زيت جديدة ولا شنو؟)
  • اطلاق بوابة طلبات الغاز الرقمية في سلطنة عمان
  • تقرير أمريكي: زيارة الولائي عبد المهدي للحوثيين خدمة للمشروع الإيراني