بكتيريا تنتقل أثناء الجماع قد تساعد في تحديد مرتكبي جرائم الاعتداء الجنسي
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
إستراليا – أفادت دراسة أسترالية أن البكتيريا التي تنتقل بين الأشخاص أثناء العلاقة الحميمة يمكن استخدامها في الاختبارات الجنائية للمساعدة في التعرف على مرتكبي الاعتداءات الجنسية.
ووجد الباحثون أن البكتيريا التناسلية، المشابهة للكائنات الدقيقة التي تشكل ميكروبيوم الأمعاء، تختلف بين الأفراد. وتنتقل هذه البكتيريا بين الأشخاص أثناء العلاقة الجنسية وتترك بصمات محددة يمكن اكتشافها لاحقا.
وقال الدكتور بريندان تشابمان، المشرف الرئيسي على الدراسة من جامعة مردوخ، إن تقنية تتبع الميكروبيوم الجنسي للفرد، أو ما أطلق عليه الباحثون “السيكسوم” (Sexome)، يمكن أن تستخدم في النهاية في حالات الاعتداء الجنسي حيث لا يتم اكتشاف الحيوانات المنوية.
ويوضح تشابمان: “إذا لم يكن هناك قذف، أو تم استخدام وسيلة منع حمل حاجزة، أو إذا كان الرجل قد خضع لعملية قطع القناة المنوية.. فهنا تبرز أهمية هذه التقنية كنهج بديل محتمل”.
وركز الباحثون على جين بكتيري يعرف باسم 16S rRNA، غير موجود في البشر. ويختلف التسلسل الجيني لهذا الجين في البكتيريا الموجودة لدى أشخاص مختلفين.
وأظهرت مسحات تناسلية مأخوذة من 12 ثنائيا (أي 24 شخصا) قبل وبعد الجماع أن البصمة البكتيرية للشخص يمكن تحديدها على شريكه بعد العلاقة الجنسية.
كما لوحظ أن هذه البصمة تنتقل حتى عند استخدام الواقي الذكري، رغم أن معظم الانتقال في هذه الحالات كان من الأنثى إلى الذكر. ومع ذلك، أشار تشابمان إلى وجود عوامل غير معروفة مثل توقيت استخدام الواقي أثناء العلاقة.
وفي أحد الأزواج، بدا أن البصمة البكتيرية استمرت لمدة خمسة أيام بعد انتقالها بين الشريكين، وفقا لتشابمان.
واقترح الباحثون أن هذه التقنية يمكن أن تزيد من الفترة الزمنية المتاحة لإجراء الفحوصات بعد الاعتداء الجنسي “بما يتجاوز ما هو ممكن حاليا” باستخدام تحليل الحمض النووي التقليدي، حيث تكون احتمالية اكتشاف الحيوانات المنوية أعلى في أول 24 ساعة بعد الاعتداء.
ومع ذلك، قال تشابمان إن التقنية “ما زالت بحاجة إلى وقت قبل أن تستخدم في المحكمة”، مشيرا إلى الحاجة لتحسين دقة البصمات البكتيرية التي يمكن اكتشافها.
كما يأمل الفريق البحثي في فهم أفضل لـ”السيكسوم” في غياب الجماع، وكيف يتغير خلال الدورة الشهرية للأنثى.
ومن جهته، قال البروفيسور دينيس ماكنفين، أستاذ علم الوراثة الجنائية في جامعة التكنولوجيا في سيدني، الذي ولم يشارك في الدراسة، إن تحليل البصمة الجينية البكتيرية يمكن استخدامه لتأييد أو معارضة الشهادات في قضايا الاعتداء الجنسي المزعومة حيث تكون أدلة الحمض النووي الأخرى ناقصة أو غير كافية.
وأضاف: “سيظل الحمض النووي هو الخيار الأول دائما”، واصفا تتبع البكتيريا بأنه “ملاذ أخير لأنه يتطلب وقتا أطول، وهو أكثر تكلفة – إنه تحليل متخصص”.
نشرت الورقة البحثية في مجلة iScience.
المصدر: الغارديان
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الاعتداء الجنسی
إقرأ أيضاً:
كيف تنتقل مشاعر الأم السلبية للجنين؟.. استشاري صحة نفسية يجيب
كشف الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، عن مفاجآت نفسية تتعلق بتكوين الإنسان النفسي، مؤكدًا أن داخل كل إنسان "طفل لم يكبر بعد"، يعيش فينا ويتحكم في مواقفنا وردود أفعالنا دون أن نشعر.
وقال هندي خلال لقائه مع الإعلامي شريف نور الدين في برنامج «أنا وهو وهي» المذاع على قناة «صدى البلد»، إن الجهاز النفسي للإنسان يتكون من شقين، الشعور وهو ما ندركه حاليًا ونعيشه في اللحظة، واللاشعور الذي يضم كافة التجارب السابقة منذ الميلاد وربما منذ أن كان الإنسان جنينًا في بطن أمه، مشيرًا إلى أن كل تجربة، مهما بدت صغيرة أو منسية، يتم تخزينها في العقل الباطن وتؤثر فينا لاحقًا.
وأوضح هندي أن الدراسات النفسية الحديثة ذهبت بعيدًا إلى حد إثبات أن الجنين قد يتأثر بمشاعر أمه ومعاملات الأب أثناء الحمل، قائلًا: "رصدنا حالات لأبناء يكرهون والدهم دون سبب واضح، وبالتحليل النفسي اكتشفنا أن الأب كان يعامل الأم بقسوة أثناء الحمل، فانتقلت مشاعرها السلبية إلى الجنين".
وأضاف هندي أن كل ما يمر به الطفل، سواء بشكل مباشر أو عن طريق المشاهدة، يُسجل في جهازه النفسي.
وتابع: "حتى إذا لم يشارك الطفل في الحدث، يكفي أن يراه ليترك بصمة نفسية تؤثر على سلوكياته في المستقبل"، مشيرًا إلى أن بعض التصرفات اليومية من الآباء أو الأمهات، كالفزع من صوت الرعد أو الخوف من الظلام، قد تزرع في الطفل فوبيا تستمر معه مدى الحياة.
ولفت استشاري الصحة النفسية إلى أن الخبرات المؤلمة تترسخ بعمق أكبر في العقل الباطن، وتظل تؤثر في الإنسان في صورة أفكار اقتحامية تظهر فجأة في مواقف معينة، مضيفًا: "كلما كانت التجربة النفسية مؤلمة، زاد حضورها في الذاكرة، وقل احتمال تجاوزها".
واختتم هندي حديثه برسالة للأهالي، مؤكدًا أن التربية تبدأ بسلوكيات الآباء أنفسهم، داعيًا إلى أن يكونوا قدوة حقيقية لأبنائهم، لأن الطفل لا ينسى، حتى لو لم يعِ ما جرى، فإن لا وعيه يخزن كل شيء ويعيد إنتاجه لاحقًا في هيئة تصرفات أو مشاعر أو قرارات.