"ثقافة الشرقية" يٌطلق فعاليات برنامج "إبداعنا يجمعنا"
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية أن الثقافة هى إحدى الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة بإعتبارها المكون الرئيسى الداعم لبناء شخصية المواطن المصرى، مشيراً إلى الدور المهم الذى تقوم به المؤسسة الثقافية فى نشر الوعي الثقافى ومواكبة مختلف القضايا والمساهمة في التنمية الفكرية للمجتمع من خلال الفن، وتقديم رسائل فنية في أشكال متعددة من شأنها المساهمة في نشر العادات السليمة ومحاربة العادات السيئة والأفكار الهادمة.
وأشار أحمد سامي خاطر رئيس الإدارة المركزية لإقليم شرق الدلتا الثقافي و مدير عام فرع ثقافة الشرقية إلى فعاليات برنامج " إبداعنا يجمعنا " الذى اطلقها فرع ثقافة الشرقية ويهدف البرنامج إلى إكتشاف المواهب ورعايتها حيث تم تنفيذ ورشة "مسرح الإرتجال وتمثيل المشاهد الصامتة "، تحدث خلالها المخرج محمد السيد عن أهمية المسرح في حياتنا اليومية، موضحاً دور مسرح الإرتجال في تعزيز الثقة بالنفس وكسر حاجز الخوف، ومساعدة الإنسان على التصرف في المواقف المفاجئة بشكل راقٍ ،كما شرح مفهوم مسرح البانتومايم (التمثيل الصامت) وكيفية توصيل المعلومة للجمهور من خلال الأداء الحركي والمؤثرات الصوتية، مؤكداً أن هذا النوع يتطلب مهارات خاصة للممثل، ويُعد من أكثر أشكال المسرح تميزاً و ذلك بحضور كلا من وفاء لبيب المشرف على برنامج" ابداعنا يجمعنا" ، وسحر عطية مديرة مكتبة الغار الثقافية، ومنار الشاذلى مديرة مدرسة الغار الإعدادية.
وأشار مدير عام فرع ثقافة الشرقية إلى تقديم ورش فنية لأعمال ورقية من الفوم والورق المقوى للفنانة سالى نصر مع الأطفال وذلك بمكتبة الغار الثقافية ومدرسة الغار الإعدادية بنات.
كما عقدت محاضرة بعنوان" استخدام التكنولوجيا في الإبداع "لسامى السيد مسؤول نادى التكنولوجيا بفرع ثقافة الشرقية تحدث خلالها عن التكنولوجيا الرقمية وما توفره من أدوات وإمكانيات هائلة تعمل على تنمية قدراتنا الإبداعية وتحفيز خيالنا لخلق فِكَر متميزة وابتكارات رائدة؛ فتقنيات الذكاء الإصطناعي والتعلم الآلي تأخذ دوراً محورياً في هذا المجال، حيث تساعدنا على استكشاف أفِكَار جديدة، وتقديم حلول متطورة للتحديات المعقدة التي تواجهنا. فبفضل قدرات هذه التقنيات على تحليل البيانات الضخمة وإنشاء سيناريوهات مبتكرة، أصبح بإمكاننا التصدي بفعالية لمشكلات كانت من قبل شديدة التعقيد والصعوبة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إستخدام التكنولوجيا إقليم شرق الدلتا التكنولوجيا الرقمية المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية ثقافة الشرقیة
إقرأ أيضاً:
فيلم "نه تشا 2" يشعل موجة جديدة من السياحة الثقافية في الصين
تشو شيوان **
في الآونة الأخيرة، تصدَّر الفيلم الصيني "نه تشا 2" (Ne Zha 2) قائمة الأفلام الأكثر مبيعًا في تاريخ السينما الصينية، مُحطِّمًا العديد من الأرقام القياسية المحلية والدولية، ولم يكتفِ الفيلم بتحقيق إيرادات تجاوزت 12 مليار يوان صيني فحسب، متفوقًا بذلك على جميع أفلام الرسوم المتحركة المحلية وحتى الدولية، بل أطلق أيضًا موجة ثقافية وسياحية تحت عنوان "السفر حول الصين مع الفيلم".
ولا يكمُن سر نجاح هذا العمل في إنتاجه الباهر أو قصته المؤثرة فحسب، بل في قدرته على الجمع بذكاء بين عناصر الأساطير الصينية العريقة واقتصاد السياحة الثقافية الحديثة، مما وفر للجمهور تجربة ثقافية ممتدة من الشاشة إلى أرض الواقع.
لقد ساهمت شعبية "نه تشا 2" بشكل كبير في تعزيز الاهتمام بالسياحة في المناطق المرتبطة بأسطورة "نه تشا"؛ حيث إن مدنًا مثل ييبين في مقاطعة سيتشوان، وتيانجين، وشيشيا في مقاطعة خنان، أصبحت وجهات سياحية مرغوبة لعشاق الفيلم، وذلك بفضل ارتباطها الوثيق بأسطورة "نه تشا". وتشير البيانات إلى أن عمليات البحث السياحي المتعلقة بـ"نه تشا" قد ارتفعت بأكثر من 5 أضعاف مقارنة مع العام الماضي، مع زيادة ملحوظة في عمليات البحث عن مدن مثل ييبين وجيانغيو بنسب تراوحت بين 225% و453% على أساس شهري.
من وجهة نظري، يُمثِّل نجاح "نه تشا 2" نموذجًا رائعًا لكيفية استغلال الصناعة السينمائية للتراث الثقافي لتعزيز السياحة والاقتصاد المحلي، فالفيلم لم يقدم قصة مرئية مذهلة فقط، بل نجح أيضًا في تحويل الأساطير القديمة إلى محرك للتنمية الاقتصادية والثقافية. هذا النهج الذكي في الدمج بين الفن والتراث والاقتصاد يُثبت أن الأفلام ليست مجرد وسيلة ترفيه؛ بل أداة قوية لتعزيز الهوية الثقافية وجذب السياحة العالمية، ويمكننا القول إن "نه تشا 2" ليس مجرد فيلم ناجح، بل ظاهرة ثقافية واقتصادية، وهذا يؤكد أن الفن عندما يُستثمر بشكل صحيح، يمكن أن يصبح جسرًا بين الماضي والحاضر، وبين الثقافة والاقتصاد.
وحتى يفهم القارئ العربي أسطورة "نه تشا"؛ فهي واحدة من أشهر الأساطير الصينية التي تعود جذورها إلى التراث الأسطوري الصيني القديم، والتي تُصوِّر "نه تشا" كبطل خارق وشجاع، غالبًا ما يُصوَّر على أنه طفل صغير يتمتع بقدرات خارقة وسلاح سحري يُعرف باسم "دوائر السماء والأرض". ووفقًا للأسطورة الأصلية، وُلد "نه تشا" بطريقة غير عادية؛ حيث خرج من بطن أمه على شكل كرة لحمية، ثم تشكل ليصبح طفلًا مُذهلًا. اشتهر "نه تشا" بمواجهته للشر والأعداء، بما في ذلك التنين الذي أثار الفوضى في البحر، مما جعله رمزًا للشجاعة والتضحية. تُعتبر قصته جزءًا من الروايات الكلاسيكية مثل "أسطورة خلق الآلهة"، والتي تجمع بين العناصر الأسطورية والدينية. و"نه تشا" ليس مجرد شخصية أسطورية؛ بل يمثل أيضًا قيمًا مثل البراءة والقوة؛ مما جعله شخصية محبوبة في الثقافة الصينية؛ سواء في الأدب أو الأفلام أو الفنون الشعبية.
وهذا الفيلم ليس حالة فريدة من نوعها، بل جزء من ظاهرة أوسع تشهدها الصين خلال السنوات الأخيرة؛ حيث ساهمت العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية في تعزيز السياحة في المناطق الصينية المختلفة. ومع ذلك، تكمُن خصوصية "نه تشا 2" في قدرته على بناء نظام بيئي ثقافي وسياحي متكامل، من خلال مسار مبتكر يبدأ بسيناريو القصة، مرورًا بإنتاج العمل الفني، ووصولًا إلى بناء علامة تجارية قوية للمنتج. على سبيل المثال، استخدمت مقاطعة جيانغشي التكنولوجيا الرقمية لإعادة إنشاء مكان ميلاد "نه تشا" عبر "ممر تشنتانغ الافتراضي"، بينما أطلقت مقاطعة سيتشوان دراما قصيرة غامرة حول الموضوع، مما حوّل السرد الأسطوري إلى منتجات سياحية تفاعلية. هذا التحول من مرحلة "التقاط الصور" إلى مرحلة "الانغماس الثقافي" يجعل السائحين ليسوا مجرد متفرجين، بل مشاركين فاعلين في العالم الأسطوري الذي يعيشونه.
من وجهة نظري، يثبت التأثير الثقافي والسياحي لفيلم "نه تشا 2" أن الأعمال السينمائية والتلفزيونية ليست مجرد وسائل ترفيهية استهلاكية، بل هي أيضًا أدوات قوية لنقل الثقافة وتعزيز التواصل الحضاري. عندما تقفز شخصية نه تشا من الشاشة إلى أرض الواقع، فإن ما يبحث عنه السائحون ليس مجرد مشاهد الفيلم، بل أيضًا الشعور بالارتباط الروحي مع الأساطير الصينية العريقة. وهذا الارتباط يخلق تجربة سياحية غنية تترك أثرًا عميقًا في نفوس الزوار.
في المستقبل، ومع تزايد انتشار حقوق الملكية الفكرية للأفلام والتلفزيون الصينية على المستوى الدولي، يمكن لصناعة السياحة الثقافية في الصين أن تفتتح فصلًا جديدًا من التكامل بين الثقافة والسياحة. هذا التكامل يمكن أن يعزز مفهوم "تشكيل السياحة من خلال الثقافة، وتعزيز الثقافة من خلال السياحة"، مما يجعل الأفلام دليلًا للعالم لفهم الصين بشكل أعمق. وبذلك، تصبح الثقافة الصينية جسرًا للتواصل بين الشعوب، وتتجذر الثقة الثقافية في رحلة السفر، مما يعكس صورة الصين كحضارة عريقة وحديثة في آن واحد.
خلاصة القول.. يُعد "نه تشا 2" نموذجًا رائدًا لما يمكن أن تحققه صناعة السينما الصينية عندما تجمع بين الإبداع الفني والترويج الثقافي، لقد تجاوز الفيلم حدود الشاشة ليصبح ظاهرة ثقافية وسياحية، مؤكداً قوة الفن في تشكيل الواقع وتحفيز الاقتصاد. ومن يدري؟ ربما تكون هذه مجرد بداية لموجة جديدة من الأفلام الصينية التي تسعى إلى تحقيق التكامل بين الثقافة والفن والسياحة.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية - العربية