ترامب يصدم العالم: سلاح خطير بيده.. مصر والأردن وغاز غزّة مستهدفون
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يروّع العالم بحروبه التجاريّة، وبمقترحه تهجير الفلسطينيين من أرضهم إلى مصر والأردن، بدا واثقًا أنّ الدولتين ستقبلان بنهاية المطاف، على رغم أنّ سلطات البلدين أصدرت مواقف رافضة بشكل قاطع إخراج الفلسطينيين من غزة وتصفية القضيّة الفلسطينيّة. لماذا يعتقد ترامب بأنّه قادر على تنفيذ مخطّطه الجهنمي؟ وما هي الأوراق التي يملكها للضغط على الدول المعنيّة كمصر والأردن؟ في مراجعة للأساليب التي ينتهجها ترامب، يتعامل الرجل بالصفقات في إدارته لسياسة بلاده الخارجيّة، يذهب بعيدًا في الإمساك بالورقة الاقتصاديّة، يشهرها سلاحًا قويًّا بوجه الدول لاسيّما تلك الفاقدة للمناعة الاقتصاديّة.
يستغل ترامب الواقع التدميري في غزة التي أضحت جغرافيّة غير قابلة للحياة، حيث يعاني القطاع من وضع مأسوي، جعله "موقعًا للهدم" وفقًا توصيف ترامب نفسه، وذلك بعد خمسة عشر شهرًا من الحرب التي دمّرت بنيته التحتيّة، وفق الخوري، الذي يلفت إلى حاجة القطاع إلى نصف ترليون دولار، وأكثر من عقد من الزمن لإعادة الإعمار، وهي أموال غير متوفرة حاليًا "هذه الحجج التي يستند لها ترامب لطرح خيار نقل السكان إلى دول أخرى كجزء من إعادة الإعمار. إلى جانب ذلك، قد يكون اهتمام ترامب بغزة مرتبطًا بالغاز الطبيعي الموجود في بحرها، حيث يمكن أن يمثّل هذا المورد دافعًا اقتصاديًّا كبيرًا للولايات المتحدة وإسرائيل في حال إعادة هيكلة القطاع سياسيًّا وأمنيًّا، بحيث يصبح استغلال هذه الثروات الطبيعية أكثر سهولة لصالح القوى الكبرى.الخطر الأكبر أن تكون خطّة نقل سكان غزة عملية ذر للرماد في العيون، في حين يكون المستهدف الحقيقي هو الاستقرار الامني والاقتصادي في دولتين عربيتين كمصر والأردن". ترامب يفتتح حربًا تجاريّة عالميّة
قرارات ترامب الصادمة لم تقتصر فقط على غزة، بل طالت عددًا من شركاء الولايات المتحدة التجاريين، بما فرضه من رسوم جمركية، في خطوة أثارت استنكارًا عالميَّا ومخاوف بشأن مستقبل التجارة العالميّة. هذه السياسات التجاريّة الحمائيّة التي ينتهجها ترامب تزيد من احتمالات اندلاع حرب تجارية عالميّة، وفق ما لفت الخوري، خاصة مع تصعيده ضدّ الصين وكندا والمكسيك، حيث أعلن عن فرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على الواردات الكنديّة والمكسيكيّة، و60% على الواردات الصينيّة، مما دفع هذه الدول إلى اتخاذ إجراءات انتقاميّة. الصين، من جهتها، فرضت قيودًا على تصدير المعادن النادرة التي تعتمد عليها الصناعات الأميركية، فيما ردّت كندا بفرض رسوم انتقاميّة على منتجات اميركية بقيمة 155 مليار دولار كندي. أمّا الاتحاد الأوروبي، فقد حذر من ردّ فعل قوي إذا استمرت الولايات المتحدة في فرض رسوم جمركيّة على صادراته، مما قد يؤدي إلى تصعيد إضافي في النزاع التجاري.
تداعيات هذه السياسات لا تقتصر على العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، بل تمتد إلى الاقتصاد العالمي ككل يقول الخوري "فقد يؤدّي فرض الرسوم الجمركيّة إلى ارتفاع التضخم في العديد من الدول، وإلى اضطراب سلاسل التوريد العالميّة، مما قد يتسبب في تباطؤ النمو الاقتصادي، خاصة في منطقة اليورو التي تعتمد بشكل كبير على التجارة الدوليّة. كما أنّ حالة عدم اليقين الناتجة عن هذه التوترات التجاريّة قد تؤدي إلى اضطرابات حادّة في الأسواق الماليّة وزيادة التقلبات". سيناريوهان في مواجهة ترامب
يرى الكثير من الخبراء الاقتصاديين أن اندلاع حرب تجارية شاملة بات أمرًا مرجحًا، وأنه قد يشكل التهديد الأكبر للاقتصاد العالمي في عام 2025 . وفي ظل هذه التطورات، يمكن يتحدث الخوري عن سيناريوهين رئيسيين " يتمثل الأول في امكانيّة تجنّب حرب تجاريّة شاملة، إذا قررت الدول المتضررة تقديم تنازلات والبحث عن حلول وسط، بينما السيناريو الثاني، وهو الأكثر تصعيدًا، يتمثل في دخول العالم في مواجهة اقتصادية واسعة النطاق إذا استمرت الدول في فرض رسوم انتقاميّة متبادلة، مما قد يؤثّر على مستويات التجارة والاستثمار العالميين. في النهاية، تبقى خطة ترامب للتهجير وقودًا لمزيد من التعقيدات الجيوسياسية، حيث تتداخل المصالح الاقتصادية مع التوجهات السياسية، مما يجعل الوضع أكثر حساسيّة وتعقيدًا على المستويين الإقليمي والدولي".
لا يضيّع ترامب لحظة واحدة في ولايته الثانية لفرض أجندته الجيوسياسيّة على الخريطة العالميّة من البوابة الاقتصاديّة، يتجاوز مراكز القرار في مؤسسات الدولة الأميركيّة ليختصرها في شخصه، يغالي في استخدام سياسات الترويع والصدمة بوجه الحلفاء والخصوم، يرفع من منسوب تطرّفه لسحق حقّ الشعب الفلسطيني بأرضه وكأنّنا أمام وعد بلفور ثانٍ، فيصبح العالم بعد أسابيع قليلة على ولاية ترامب أمام نهجٍ أميركي ينذر بفوضى وحروب وصراعات في العالم أجمع، بدءًا من المنطقة.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الاقتصادی ة فرض رسوم رسوم ا
إقرأ أيضاً:
مشوقة يسأل عن فرق رسوم الصرف الصحي التي فرضتها مياهنا على المواطن / وثيقة
#سواليف
وجّه النائب المهندس #عدنان_مشوقة سؤالا نيابيا إلى #رئيس_الوزراء الدكتور جعفر حسان حول #رسوم #الصرف_الصحي التي فرضتها شركة ” #مياهنا ” على #المواطنين بأثر رجعي.
وسأل مشوقة عن السند القانوني الذي تستند إليه شركة “مياهنا” في مطالبة المواطنين بدفع فروقات رسوم صرف صحي عن العقارات التي يمتلكونها منذ سنوات طويلة، علمًا بأن هذه العقارات قائمة ومأهولة منذ مدة، ولم يطرأ عليها أي تعديل إنشائي حديث؟
كما تساءل مشوقة فيما إذا كانت الحكومة أصدرت أي نظام أو قرار يجيز احتساب هذه الفروقات بأثر رجعي، وما هي الآلية المعتمدة في تحديد هذه الفروقات وقيمتها، وكم عدد الشكاوى التي وردت إلى شركة مياهنا بهذا الخصوص؟
مقالات ذات صلة كتائب القسام لأهالي الأسرى .. كونوا مستعدين، قريباً سيعود أبناؤكم في توابيت سوداء 2025/04/15