اختيار دكتورة بجامعة بني سويف في إعداد دليل للمسئولية الاجتماعية الدينية بلبنان
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
أعلن الدكتور منصور حسن رئيس جامعة بني سويف،اختيار الدكتورة صفاء ابراهيم محمد عبدالغني بكلية علوم ذوي الاحتياجات الخاصة للمشاركة في إعداد دليل المسئولية الاجتماعية الدينية في خدمة الخير العام بدولة لبنان، ويعد الدليل الأول من نوعه بالمنطقة العربية، الصادر عن معهد المواطنة وإدارة التنوع.
وأوضح الدكتور منصور، أن الدليل يقدم إطارًا واضحًا لأفضل الممارسات في مجال المسؤولية الاجتماعية الدينية، مما يسهم في تعزيز دور الدين في خدمة المجتمع والتصدي للتحديات المعاصرة.
و من أبرز ما يميز هذا الدليل اختيار مبادرة الدكتورة صفاء "الإعاقة عزيمة وليست هزيمة" والتي عقدت بمحافظة المنيا كأحد أهم المبادرات التى عقدت فى قارة افريقيا وتم اعتمادها نموذجا هاما للمبادرات المجتمعية وقد جاء هذا الاختيار بعد الاطلاع على عدة مبادرات بخلفيات متنوعة بين المشاركين، والذين جاءوا من خلفيات دينية وثقافية وعرقية متعددة، ممتدة بين قارتي أسيا (لبنان، سوريا، العراق، اليمن) و افريقيا ( مصر، تونس، المغرب)، وقد كان لهذا التنوع دور محوري في إثراء الاختيار، وتقديم وجهات نظر متنوعة ، والذي أسهم في صياغة رؤية شاملة تأخذ في الاعتبار مختلف التحديات والاستجابات اللازمة لهذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بني سويف الفشن جامعة بني سويف المزيد
إقرأ أيضاً:
أمهات الشهداء بلبنان.. صمود وفخر يفوق الألم في عيد الأم
بيروتـ هذا العام، لم يكن عيد الأم مجرد يوم عابر، بل لوحة نابضة بالفخر والاشتياق، رسمتها أمهات احتضن صور أبنائهن الشهداء كما لو أنهن يضمدن جراح الفقد بين ضلوعهن، بعيون تتلألأ بالكبرياء وقلوب تنبض بالحزن والاعتزاز، وقفن شامخات يروين قصة أمهات لم يهزمهن غياب أحبائهن.
وسط قسوة الفقد وثقل الأيام، لم ينكسرن بل تحدين الألم بثباتهن المعهود، وفي هذا العيد لم يكن البكاء لغة، بل كان عنوانا لصبر لا يُقهر، صمود لا ينكسر، لنساء أقوى من كل محنة، وأمهات أكبر من كل وجع.
في عيدهن، لا يتحدثن عن الألم بل عن الكبرياء الذي منحنهن إياه أبناؤهن، أمهات لبنانيات قدمن أغلى ما لديهن في الحرب الإسرائيلية الأخيرة، فقدن فلذات أكبادهن، لكن قلوبهن بقيت صامدة، يروين للجزيرة نت قصصهن ليقلن: "أبناؤنا قدموا لنا أسمى هدية هذا العام.. أن نصبح أمهات الشهداء".
تقول والدة الشهيد زياد قشمر -الذي استشهد في 20 أغسطس/آب 2024- وعيناها تلمعان بمزيج من الفخر والحنين: "عندما تلقيت الخبر، تفاجأت، لأن زياد عندما يذهب إلى العمل أحيانا أوصله أنا وأحيانا والده، لكن في يوم استشهاده كنا معا، أنا ووالده، وعندما نزل من السيارة، قلت لوالده: انتظر، دعني أره مرة أخرى ربما لن يعود، ذهب الساعة التاسعة صباحا، وجاء خبر استشهاده الساعة التاسعة مساء".
تتوقف للحظة، وكأنها تستعيد المشهد بكل تفاصيله، ثم تتابع للجزيرة نت، "أنا امرأة صبور جدا، ودّعت ابني إلى مثواه الأخير دون أن يكون له جثمان أقبله، ودّعته بقوة وثبات وصمود، لكن اليوم في عيد الأم، الأمر مختلف كأنني أبدأ العيد بذكرياتي عنه، ماذا كان يحضر لي؟ كيف كان يحتفل؟ الذكريات تعود وكأنها شريط يُعاد أمامي".
عندما تتحدث عنه يتغير وجهها وكأنها ترى صورته أمامها وتقول: "زياد لم يكن مجرد ابن، كان حياة البيت، البيت الآن فارغ بدونه، كان مختلفًا عن إخوته، كثير المزاح والضحك، كان الحركة في كل مكان، قلبه كان قويا، لم يكن يخاف شيئا، كان مقاوما، تأثر كثيرا بغزة، لأننا ربّيناهم على الإحساس بالآخرين، أن يكونوا مع كل مظلوم خاصة قضية فلسطين".
إعلانثم تختتم بذكرى لا تُنسى "قبل 3 سنوات، أهداني سلسلة على شكل وردة، لم أكن أعلم حينها أنني سأراها مجددا في سياق مختلف تماما، عندما قُدمت لي لاحقا تكريما للشهيد قالوا: هذه وردة الشهادة، للحظة تجمدتُ في مكاني، حدقت بها طويلا وكأنني أراه أمامي".
تجلس سعاد صبرا أم الشهيد حسن صبرا بثبات، ملامح وجهها تعكس قوة، وعيونها التي تفيض بالحزن لا تخلو من الإرادة الصلبة، تبدأ حديثها للجزيرة نت بصوت هادئ وتقول "حسن كان ابني الأكبر، وكان أكثر من مجرد ابن بالنسبة لي، كان صديقي وسندي، وكان قلبا طيبا لا يعرف الأنانية، يتحسس ألم الآخرين، وكان دائما يسعى لمساعدة من يحتاج لا يمكنني وصفه بكلمات، لأن كل كلمة تخون ما كان عليه".
تتوقف لحظة، ثم تتابع بنبرة قوية "في كل عيد، كنت أتوقع أن يأتيني هدية من أولادي، لكن بالنسبة لي، كانت حياتهم بجانبي هي أعظم هدية، كانوا جميعا حولي، يفرحون، يضحكون، ونحن نتشارك اللحظات السعيدة معا، أما حسن، فكان دائما يختار لي هدية خاصة، وردة، أو أي شيء يعكس حبه، لكن الآن، حسن ليس هنا".
تظهر على وجهها عزيمة أكبر، وتقول: "لكنني أؤمن أنه في مكان أفضل الآن، ليس في الدنيا، بل في الجنة، حيث لا ألم ولا هم، هو الآن في مكان مميز، وأنا فخورة بذلك، فقدانه مؤلم، نعم، لكنه زاده مكانا عاليا في الجنة".
تلتقط أنفاسها، ثم ترفع رأسها بثقة "أنا الآن هنا، أعيش من أجل من بقي، وأدافع عن الطريق الذي سار عليه حسن، هذا الطريق هو طريق العزة والكرامة، أقول لكل أم شهيد: نحن ثابتون على العهد، ولن نتراجع. قد رحل أبناؤنا عن هذه الدنيا، لكنهم باقون في قلوبنا".
أما مريم حريري أم الشهيد محمد حريري، فتصف مشاعرها للجزيرة نت وتقول بحرقه تعكس حجم الفقد "اليوم مشاعري مختلطة جدا، لأنه في النهاية أنا أم، وأي أم تشعر بمشاعر متضاربة في يوم كهذا، الله سبحانه وتعالى كرمنا بالشهداء، ورفعنا بهم، فهم رفعوا رؤوسنا ورؤوس الأمة بأسرها".
إعلانوتتابع "من الطبيعي أن تتمنى كل أم أن يكون أولادها دائمًا بجانبها وأن تعيش معهم كل لحظة، ولكنني فقدت أغلى ما لدي، شعور الفقد لا أستطيع وصفه، لكن في المقابل، هناك شعور آخر يملأ قلبي بالفخر، كأني أعيش التناقض بين ألم الفقد والفخر بالشهيد".
أم محمد، التي ترفع رأسها بكل عزيمة، تواصل حديثها بمرارة وحب: "أنا أم شهيد، وهذا اللقب هو أعظم ما أفتخر به، لأن ابني ضحى بحياته من أجل عزتنا وكرامتنا، مشاعر العز والفخر تفوق أي شعور آخر، نعم هناك لحظات شوق وحزن على فراق ابني، ولكن عندما أفكر في كل ما قدمه، فإن شعور الفخر يغلب على مشاعر الفقد".
وفي كلماتها التي تنبض اعتزازا، تضيف "الشوق لابني محمد كبير، ولكن في الوقت نفسه، كنت فخورة به، لأنه ختم حياته بأعلى درجات الشرف، وضحى بكل شيء من أجل دينه وأمته، هو الآن في الجنة، وأنا مطمئنة عليه، وأنا فخورة لأنه كان لي ابن يفتخر به الوطن كله".
وتخاطب أم الشهيد ابنها برسالة محملة بكل معاني الفخر "محمد، يا بطل، أنت منحتني أعظم لقب في حياتي، اللقب الذي لا يعادله أي لقب آخر (لقب أم الشهيد)، مهما كانت مكانة الإنسان أو نجاحه أو شهرته، يبقى أعظم فخر أن يكون لديك ابن ضحى بحياته من أجل وطنه وشعبه".