لواء البراء بن مالك.. كيف عادت كتائب الدفاع الشعبي إلى واجهة الصراع في السودان؟
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
وسط الضجيج المستمر للحرب في السودان، يطفو اسم "لواء البراء بن مالك" على سطح الأحداث كواحدة من أبرز المجموعات المسلحة غير النظامية التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني. هذه المجموعة التي بدأت ككتيبة صغيرة قبل أن تعلن عن تضخم عدد مقاتليها إلى 21 ألف فرد، تعيد إلى الأذهان تاريخ كتائب الدفاع الشعبي في السودان، وتثير أسئلة حول دور الجماعات العقائدية في النزاع الدائر.
من كتيبة إلى لواء.. كيف نشأت؟
ظهر اسم "كتيبة البراء بن مالك" لأول مرة خلال حرب الجنوب، حيث كانت جزءًا من قوات الدفاع الشعبي، الذراع القتالي الشعبي للحركة الإسلامية السودانية. وبعد سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير في 2019، تراجعت هذه الجماعات مع حل مؤسساتها الرسمية، لكن أفرادها ظلوا على تواصل، يجتمعون تحت مظلة الأنشطة الاجتماعية، منتظرين اللحظة المناسبة للعودة إلى الواجهة.
بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021، وجد أفراد الكتيبة الفرصة مواتية لاستعادة نشاطهم، مستفيدين من الأجواء التي أعادت بعض الوجوه الإسلامية إلى المشهد. ومنذ ذلك الحين، بدأوا إعادة تنظيم صفوفهم، مقسمين أنفسهم إلى ثلاثة قطاعات رئيسية في ولاية الخرطوم، مستغلين شبكة العلاقات التي تجمعهم، لا سيما في أوساط الموظفين بالقطاعات الحيوية مثل البنوك وشركات البترول والأطباء والمهندسين وحتى أفراد الأمن السابقين.
الحرب تفتح الباب للعودة
مع اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، كان أمير الكتيبة، المصباح أبو زيد، سريعًا في الإعلان عن تلقيهم "أوامر التسليح"، وهو ما يطرح تساؤلات عن الجهة التي زودتهم بالسلاح في وقت كانت القوات النظامية نفسها تكافح للحفاظ على معاقلها. انتشرت مقاطع مصورة تُظهر مقاتلي الكتيبة يحملون أسلحة ثقيلة، بعضها متطور مثل طائرات الدرون ومدافع القنص، وهو ما يعكس مستوى تسليح متقدم يتجاوز مجرد كونه "قوة احتياطية" كما يدعون.
أيديولوجيا المواجهة.. معركة عقائدية أم سياسية؟
على الرغم من أن الحرب الدائرة في السودان تبدو ظاهريًا صراعًا عسكريًا بين الجيش والدعم السريع، إلا أن تصريحات قادة "لواء البراء بن مالك" توحي بوجود بعد عقائدي للصراع، حيث يعتبرون القتال ضد الدعم السريع حربًا ضد "المدعومين من دول الكفر"، على حد تعبير أميرهم، مما يجعل الأمر يتجاوز كونه دعمًا للجيش إلى كونه معركة ذات أبعاد أيديولوجية.
أنشطة علنية رغم السرية
قبل اندلاع الحرب، لم يكن نشاط الكتيبة يقتصر على التدريب العسكري السري، بل امتد إلى مشاهد أكثر علنية، أبرزها تأمين الإفطارات الرمضانية التي نظمتها قيادات المؤتمر الوطني المحلول، حيث ظهروا بأسلحة بيضاء وأخرى نارية. كما شاركوا في احتجاجات ضد التطبيع مع إسرائيل، مسجلين حضورًا لافتًا في وقفة مناهضة للبرهان على خلفية لقاءاته مع مسؤولين إسرائيليين.
من هم مقاتلو الكتيبة؟
يتكون أغلب عناصر الكتيبة من شباب ترعرعوا على الخطاب الإسلامي الجهادي الذي كان يروج له رموز مثل إسحق أحمد فضل الله، وعبيد ختم، وعلي عبد الفتاح. كثير منهم أبناء لقادة في الحركة الإسلامية أو ممن قتلوا خلال الحرب في جنوب السودان، وهو ما جعل لديهم دافعًا شخصيًا بالإضافة إلى الدافع العقائدي.
الخلاف الداخلي والانشقاقات
ورغم هذا الولاء الظاهر، شهدت الكتيبة حالة من الانقسام في الأيام الأولى للحرب، عندما انضم أحد أفرادها إلى قوات الدعم السريع، مما أثار موجة استنكار شديدة من زملائه الذين اتهموه بـ "خيانة الإسلام"، لكنه عاد لاحقًا إلى صفوفهم، مدافعًا عن موقفه بوثيقة عسكرية تثبت أنه كان يتحرك وفق أوامر قيادته.
دورهم في الصراع الحالي
اليوم، وبعد أن تحولوا من كتيبة صغيرة إلى لواء، بات مقاتلو "البراء بن مالك" جزءًا أساسيًا من القوات المساندة للجيش السوداني في مناطق القتال، خاصة في الخرطوم وأم درمان. ومع سقوط العديد من أفرادهم، تتزايد التساؤلات حول مدى قدرتهم على الاستمرار، خاصة في ظل تصاعد الضغوط الدولية على الجيش السوداني للحد من اعتماده على قوات غير نظامية ذات طابع أيديولوجي.
إلى أين يتجهون؟
مع استمرار الحرب، يظل مستقبل "لواء البراء بن مالك" مرهونًا بمسار الصراع الأكبر في السودان. فهل سيكونون مجرد أداة مؤقتة في يد الجيش أم أنهم يمثلون نواة لحركة جهادية جديدة قد تعيد رسم المشهد المسلح في البلاد؟ الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة عل هذا السؤال .
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: لواء البراء بن مالک فی السودان
إقرأ أيضاً:
جامعة الوادي الجديد تشارك فى الندوة التوعوية التثقيفية لقوات الدفاع الشعبي
شاركت جامعة الوادي الجديد بوفد من إدارة التربية العسكرية بالجامعة فى الندوة التثقيفية التوعوية الثانية التى تنظمها قيادة قوات الدفاع الشعبى والعسكرى بحضور اللواء عماد محمود كدوانى محافظ المنيا واللواء أ. ح عبد الحميد داود قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكرى والعقيد محمود احمد عبد العزيز مدير إدارة التربية العسكرية بجامعة الوادي الجديد وبحضور عدد من السادة عمداء كليات الجامعة وذلك بمركز الفنون والآداب بجامعة المنيا.
وقال الاستاذ الدكتور عبد العزيز طنطاوى رئيس جامعة الوادى الجديد إن الندوة نظمتها قوات الدفاع الشعبى والعسكري بالجامعات والمعاهد، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتنمية روح الولاء والانتماء لدى الشباب، والتوعية بالمخاطر التي تهدد الأمن القومي المصري، برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبحضور اللواء عماد كدواني محافظ المنيا، والدكتور عصام فرحات رئيس جامعة المنيا ، واللواء أركان حرب اسامه عبد الحميد داود قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري، وحضور ٦ رؤساء جامعات ونواب رؤساء الجامعات وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس، وعدد من طلاب الجامعات.
بدأت فعاليات الندوة التثقيفية بسلام الشهيد، وتلاوة آيات من القرآن الكريم، وتضمنت فقرات لفرقة كورال جامعة المنيا وفريق الغناء بلغة الإشارة وانشاد ديني وحكاية حرب وفيلم الثالوث الابدي قدمها طلاب جامعات أسيوط وأسوان وسوهاج وجنوب الوادي .
وفي كلمته رحب الأستاذ الدكتور عصام فرحات رئيس الجامعة باللواء أركان حرب اسامه عبد الحميد داود قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري وتقدم بالشكر للقوات المسلحة وقياداتها على تنظيم هذه الفعاليات الهادفة التي تؤكد حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة على الاهتمام بالشباب وبناء جيل يعي تاريخ الوطن ويدرك ما يدور حوله من احداث ولديه القدرة على تكوين رؤية مستقبلية.
وثمن رئيس الجامعة الدور الذي تقوم به قوات الدفاع الشعبي والعسكري على مختلف الأصعدة والاستعداد الدائم لمواجهة الأزمات وحماية الجبهه الداخلية.
واكد رئيس الجامعة في كلمته على تشجيع الطلاب على ممارسة الأنشطة الطلابية ترسيخاََ لقيم الولاء والانتماء وصقل وتنمية مهارات الطلاب.
وأعرب اللواء أركان حرب أسامة عبد الحميد داود قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري عن سعادته بتواجده في جامعة المنيا الصرح العلمى العظيم.
ونقل تحيات الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق أحمد خليفه رئيس أركان حرب القوات المسلحة، معرباً عن فخره واعتزاز بتواجده وسط أبنائه الطلاب والذين يمثلون الغد المشرق والمستقبل الواعد حيث تعقد مصر عليهم آمالاً كبيرة في بناء الجمهورية الجديدة.
وأكد قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري، أن الشعب المصري العظيم كان ولا يزال هو مركز ثقة الدولة وحائط الصد الاول ضد محاولات زعزعة الاستقرار، وان الدولة المصرية باتت أكثر استقراراً وثباتا وتطورت قدراتها بسواعد أبنائها برؤية القيادة السياسية المستنيرة في التعامل مع الملفات والموضوعات ذات الأولوية وبمنظور مؤسسي متكامل في إدارة شئون البلاد، داعيا الجميع للعمل على قلب رجل واحد خلف قيادته السياسية.
وقدم اللواء أ.ح أسامة عبد الحميد داود التحية لأرواح شهداء مصر الأبرار الذي قدموا أرواحهم الطاهرة في سبيل الوطن، مؤكداً أن القيادة السياسية والقوات المسلحة المصرية تحرص على تخليد ذكراهم العطرة وتوفير كافة سبل الرعاية لأسرهم، موضحاً أن الهدف الرئيسي لتنظيم الندوة تدعيم قيم الولاء والانتماء لدى الطلاب ومجابهة الفكر بالفكر وتحصين كافة أطياف المجتمع وخاصة أبنائنا من الشباب وحمايتهم من الأفكار المغلوطة والمعتقدات الهدامة من خلال الادراك الصحيح والوعي ضد المخاطر والتهديدات التي تهدد الأمن القومى المصري، مما يتطلب الوعي الكامل والادراك الصحيح لتلك المخاطر، مؤكدا أن مصر ستظل ام الدنيا ومهد الحضارات وحاضنة الرسالات والصفحة الخالدة في سجلات التاريخ والاسم المحفور في قلوبنا جميعا، وستبقى القوات المسلحة المصرية الدرع الحامي لشعب مصر العظيم وسيظل أبنائها في رباط الى يوم الدين.
والقت الإعلامية نشوى الحوفي محاضرة بعنوان " مصر من 6 أكتوبر إلى 7 أكتوبر" والذي اكدت خلالها على صمود وشموخ الدولة المصرية وجيشها الوطني وسلامة جبهتها الداخلية رغم كافة التحديات التي يشهدها الاقليم وحث الشباب على ضرورة التحلي بالثقه بالله والوعي وإدراك المخاطر و التوترات التي يشهدها الاقليم و العالم مؤكدا ثقة الشعب في قواته المسلحة للحفاظ على المجتمع والأسر.
وأشادت بجهود الدولة المصرية في التنمية الزراعية، واستصلاح الأراضي الصحراوية، وإنشاء محطات للتحلية للمياة، وتحديث شبكة الاتصالات وتطوير للبنية التحية والاستثمار في التغير المناخي.
وفي نهاية الندوة كرم محافظ المنيا ورئيس الجامعة وقائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري، عدد من أسر الشهداء وذوى الهمم .
وتبادل محافظ المنيا ورئيس الجامعة وقائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري الدروع التذكارية واختتمت الندوة بالسلام الوطني.