دشنت وزارة الصحة ممثلة بالمديرية العامة للأمراض غير المعدية، وبالتعاون مع مكتب منظمة الصحة العالمية في سلطنة عُمان اليوم بفندق ميركيور ـ مسقط ـ رسميًّا المسح الوطني للأمراض غير المعدية والتحضير للمرحلة الثانية، وبدء البرنامج التدريبي للعاملين في المسح الصحي الوطني.

رعت الحفل صاحبة السمو السيدة الدّكتورة منى بنت فهد آل سعيد ـ مساعدة رئيس جامعة السُّلطان قابوس للتعاون الدولي ــ رئيسة اللجنة الوطنية للوقاية من الأمراض غير المعدية.

وألقى سعادةُ الدّكتور أحمد بن سالم المنظري وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي ـ كلمة في بداية الحفل ـ قال فيها إن هذا المسح الصحي الوطني يهدف إلى التزام سلطنة عُمان بتطوير نظامها الصحي من خلال سياسات واستراتيجيات مبنية على الأدلة، وبهدف التصدّي للتحديات الصحية المتزايدة الناتجة عن الأمراض غير المعدية.

وأضاف أن الأمراض غير المعدية، كالسكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، والسرطانات، والاعتلالات النفسية، من أكبر التحديات التي تواجه الصحة العامة في دول العالم اليوم، وأنه على المستوى العالمي، تشكل هذه الأمراض أكثر من 70% من إجمالي الوفيات، مع زيادة ملحوظة في العبء الصحي والاقتصادي المرتبط بها.

وبيّن أنه في سلطنة عُمان تُسهم هذه الأمراض في 80 % من الوفيات، وتكلفنا نحو مليار ريال عُماني سنويًّا من تكاليف علاجية وغير علاجية، مما يمثل عبئًا كبيرًا على الاقتصاد الوطني، موضحا أن سلطنة عُمان تسجل سنويًا أكثر من 6500 حالة جديدة من مرض السكري، ويُقدّر انتشار المرض بحوالي 15% من السكان، كما يتم تشخيص أكثر من 2000 حالة جديدة لمرضى السرطان سنويًّا، ويعاني واحدًا من كل ثلاثة أفراد من ارتفاع ضغط الدم بالإضافة إلى ذلك، يعاني 66% من السكان من زيادة الوزن والسمنة.

وأشار سعادةُ الدّكتور وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي إلى أن رؤية عُمان 2040 تضع الصحة في طليعة أولوياتها، وتهدف إلى بناء نظام صحي مستدام يعزز الوقاية ويقلل من عبء الأمراض غير المعدية، وقد عملت سلطنة عُمان على تعزيز نظامها الصحي لمواجهة تحديات هذه الأمراض من خلال برامج الكشف المبكر عن السكري، وارتفاع ضغط الدم، والفشل الكلوي، بالإضافة إلى استراتيجيات مكافحة التبغ، وتعزيز النشاط البدني والتغذية الصحية.

كما ألقى سعادة الدكتور جان جبور ـ ممثل منظمة الصحة العالمية في سلطنة عُمان كلمة قال فيها: "نحتفي معًا بهذا النجاح الوطني لتدشين المسح الوطني للأمراض غير السارية بسلطنة عُمان، وتأتي هذه المبادرة لتمثل علامة نحو تعزيز الصحة العامة ومكافحة الأمراض غير السارية وهي (أمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطانات، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، والسكري، فهي مسؤولة عن نسبة كبيرة من الوفيات والإعاقات على مستوى دول العالم".

وأضاف أن عبء الأمراض غير السارية في سلطنة عُمان يشهد ارتفاعًا متصاعدًا، ويشكل تحديًا جسيمًا لنظام الرعاية الصحية، وكذلك يؤثر سلبًا في صحة المجتمع، لذا يتطلب التصدي لهذا التحدي المتزايد فهمًا عميقًا لعوامل الخطر التي تسهم في انتشار هذه الأمراض، وسيركز هذا المسح على عوامل الخطر السلوكية الرئيسة، مثل تعاطي التبغ والخمول البدني والنظام الغذائي غير الصحي، وعوامل الخطر البيولوجية، حتى زيادة الوزن والسمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى السكر في الدم، وبجمع هذه البيانات بمنهجية ودقة، يتكون لدينا فهم شامل للسلوكيات الصحية والحالات المرضية السائدة.

وأشار سعادة ممثل منظمة الصحة العالمية بسلطنة عُمان إلى أهمية هذا المسح التي تكمن في النتائج التي كشف عنها المسح لسلطنة عُمان في عام 2017، وأظهرت اتجاهات مقلقة في عوامل خطر الأمراض غير السارية.

وتضمنت فقرات الحفل محاضرة علمية للدكتورة هبة فواد ـ المسؤولة التقنية المعينة في الترصد للأمراض غير المعدية من منظمة الصحة العالمية في المكتب الإقليمي لشرق المتوسط حول التقدم المحرز في الوقاية والسيطرة على الأمراض غير المعدية في سلطنة عُمان، وعرض مرئي حول مراحل المسح الوطني للأمراض غير المعدية.

ويهدف المسح الوطني للأمراض غير المعدية إلى جمع بيانات دقيقة حول مدى انتشار الأمراض غير المعدية، مما يسهم في تعزيز استراتيجيات الصحة العامة واتخاذ قرارات مبنية على الأدلة،كما يعد خطوة أساسية نحو تحسين جودة الخدمات الصحية وتحقيق الأهداف الوطنية للصحة.

وكانت المرحلة الأولى من المسح الوطني قد بدأت في 29 ديسمبر 2024، وركزت على تحديث قوائم الأُسر في محافظات سلطنة عُمان المختلفة استعدادًا لاختيار العينة العشوائية للأسر المشاركة، ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الثانية في أبريل القادم، وتستمر ثلاثة أشهر، تشمل على جمع البيانات الميدانية من الأسر المختارة من خلال استبيانات صحية وقياسات سريرية تشمل قياس الطول والوزن وضغط الدم واختبارات الدم لتحديد مستويات السكر والكوليسترول.

ويعكس هذا المشروع التزام سلطنة عُمان بتعزيز الصحة العامة ومكافحة الأمراض غير المعدية، بما يتماشى مع الأهداف العالمية للتنمية المستدامة ورؤية عُمان 2040.

حضر المناسبة عددٌ من أصحاب السعادة وكلاء وزارة الصحة، وأصحاب السعادة المحافظين في محافظات سلطنة عُمان المختلفة، وعدد من أصحاب السّعادة وكلاء الوزارات من القطاعات الأخرى ذات العلاقة، وعدد من المسؤولين والمختصين بوزارة الصحة، وشركاء من منظمة الصحة العالمية والجهات المعنية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المسح الوطنی للأمراض غیر المعدیة منظمة الصحة العالمیة الأمراض غیر المعدیة الصحة العامة وزارة الصحة هذه الأمراض غیر الساریة ا المسح

إقرأ أيضاً:

أسباب تفاقم بعض الأمراض في الربيع

روسيا – تشير الدكتورة تاتيانا بوبروفا أخصائية الطب العام إلى أن فصل الربيع يرتبط بالنسبة للعديد من الناس، بفترة تفاقم الأمراض المزمنة.

ووفقا لها، تتفاقم في هذا الوقت، أمراض الجهاز الهضمي، مثل التهاب المعدة، والتهاب المرارة، وقرحة المعدة وقرحة الاثني عشر. ويرجع ذلك إلى الطبيعة الدورية للأمراض نفسها، والتغيرات في طول اليوم، والنظام الغذائي، بالإضافة إلى العوامل الداخلية، وفي مقدمتها نقص الفيتامينات والمعادن بعد فصل الشتاء.

وتنصح الطبيبة للحفاظ على الجسم، بتناول كميات صغيرة من الطعام، وتجنب الصيام والإفراط في تناول الطعام، والحد من الأطعمة الحارة والدهنية والمقلية والمدخنة، والمشروبات الكحولية والغازية. مشيرة إلى أنه من الأفضل اتباع نظام غذائي يحتوي على الخضروات والفواكه الطازجة والحبوب والأسماك واللحوم الخالية من الدهون. ويجب مراجعة الطبيب في حال ظهور أعراض تفاقم المرض.

وقد تتفاقم أمراض القلب والأوعية الدموية نتيجة لتغيرات الطقس، وتغير مستوى الضغط الجوي، والعواصف المغناطيسية مثل ارتفاع مستوى ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب، والذبحة الصدرية. وإذا كان الشخص يعاني من مشكلات في القلب والأوعية الدموية فعليه مراقبة مستوى ضغط الدم وتجنب الإرهاق والتوتر كلما أمكن ذلك. كما عليه الحصول على قسط كاف من النوم والتجوال في الهواء الطلق.

وتقول: “تتفاقم في الربيع أمراض الجهاز العضلي الهيكلي أيضا – التهاب المفاصل، وهشاشة العظام، وداء العظم الغضروفي. قد يكون هذا بسبب انخفاض حرارة الجسم (طقس الربيع خادع)، وتقلبات الضغط الجوي، وانخفاض النشاط البدني في الشتاء. كما أن مستوى فيتامين D، ينخفض جدا في فصل الشتاء، وهذا يلعب دورا أيضا”.

ولتجنب تفاقم الأعراض، يجب ارتداء ملابس مناسبة للطقس، وممارسة الرياضة بانتظام، والخضوع لدورة تدليك إذا لزم الأمر، واستشارة طبيب متخصص في الصدمات أو العظام. كما أن الربيع هو فترة الحساسية بسبب بداية ازدهار النباتات. وبالتالي، قد يعاني الأشخاص من تفاقم التهاب الأنف، والتهاب الملتحمة، والتهاب الجلد، وتفاقم الربو القصبي. وتشمل الأعراض النموذجية سيلان الأنف والعطس والحكة في الأنف واحمرار العينين والطفح الجلدي والسعال وضيق التنفس.

المصدر: صحيفة “إزفيستيا”

Previous مشروبات تزيد خطر الإصابة بسرطان الفم لدى النساء Related Posts مشروبات تزيد خطر الإصابة بسرطان الفم لدى النساء صحة 22 مارس، 2025 لماذا تضعف مستقبلات التذوق والشم لدى المدخنين؟ صحة 22 مارس، 2025 أحدث المقالات أسباب تفاقم بعض الأمراض في الربيع مشروبات تزيد خطر الإصابة بسرطان الفم لدى النساء لماذا تضعف مستقبلات التذوق والشم لدى المدخنين؟ المغرب يهزم النيجر في “الوقت القاتل” ويحقق الفوز الرابع في تصفيات المونديال الأرجنتين تهزم أوروغواي وتقترب من بلوغ نهائيات مونديال 2026

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© من نحن الرئيسية محلي عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • والي غرب دارفور: ملف الأمن من أولويات حكومة الولاية للمرحلة المقبلة
  • الكاسح: المركز الوطني لمكافحة الأمراض وفر  العلاج للحالات المصابة باللشمانيا
  • علماء بإندونيسيا يحتفون بتدشين كرسي الإمام الليث ويثمنون جهود «الأزهري» و«المسلماني»
  • أسباب تفاقم بعض الأمراض في الربيع
  • جامعة دمشق: 6 نيسان القادم بدء دوام الفصل الثاني للمرحلة الجامعية ‏الأولى ودبلوم التأهيل التربوي
  • سليم لـ سانا: بدأنا بالتجهيز والتحضير لتنفيذ المسوح الدورية والخارجية وفق خطة عمل المكتب السنوية
  • سلطنة عُمان تتضامن مع العالم في حدث ساعة الأرض
  • السبكي: توجيهات رئاسية بضم محافظة ذات كثافة سكانية للمرحلة الثانية بـ"التأمين الشامل"
  • توافق بين البارتي واليكتي حول رؤية مشتركة للمرحلة المقبلة
  • لأول مرة في العراق..الصحة تنصب منظومة الكشف عن الأمراض السرطانية