المشاط: 50% ارتفاعا في تكلفة خدمة الدين للدول النامية خلال 3 سنوات
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، الاجتماع التحضيري، للمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية المقرر عقده في إسبانيا في يونيو 2025، والذي تستضيفه حكومة إسبانيا بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والاتحاد الأوروبي، وإيطاليا، وإسبانيا، والسويد.
واستهدف المؤتمر التحضيري تسليط الضوء على التكامل بين الأطر الوطنية المتكاملة للتمويل والمنصات والاستراتيجيات الأخرى التي تقودها الدول، وتعزيز التنسيق بين خطط الاستثمار وأطر السياسات، وشارك في الجلسة الدكتور محمود محي الدين، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة المعني بتمويل أهداف التنمية المستدامة، وتوماس بيلوي، القائم بأعمال مدير مركز التمويل المستدام ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، و أوليفر شوانك، رئيس قسم تحليل السياسات بإدارة الشئون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة، وممثلي العديد من الحكومات.
وخلال كلمتها بالمؤتمر، دعت الدكتورة رانيا المشاط، إلى صياغة رؤية دولية أكثر شمولًا وعدالة لمواجهة تحديات التنمية، في ظل ما تواجهه البلدان النامية من تحديات معقدة تعيق مكاسب التنمية مثل ارتفاع معدلات الفقر، وتزايد أعباء الديون، وعدم الاستقرار الجيوسياسي، وعلى الرغم من أن القضاء على الفقر متعدد الأبعاد قضية مشتركة وحاجة ملحة، فإنه يعتبر أيضًا عاملاً تمكينيًا مهمًا يعزز العمل نحو ضمان عدم ترك أحد خلف الركب.
%50 ارتفاعا بتكاليف خدمة الديون
وأضافت أن البلدان النامية تواجه ارتفاعًا بتكاليف خدمة الديون، بأكثر من 50% بين عامي 2022 و2025، مما يحد بشكل كبير من الحيز المالي المالي اللازم للاستثمارات المستدامة. وفي المقابل، تستمر بعض الاختلالات الهيكلية بالمجتمعات، موضحة أنه بينما يتجاوز ثروة العالم 460 تريليون دولار، فإن تعبئة جزء بسيط من هذه الثروة لسد الفجوة السنوية لتمويل أهداف التنمية المستدامة البالغة 4 تريليون دولار يظل بعيد المنال. ومع تحقيق تقدم في 17%فقط من أهداف التنمية المستدامة، فإنه من الواضح أن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب تضامنًا ومناهج متكاملة لدفع الانتقال العادل.
وأوضحت "المشاط"، أنه لا يزال النمو العالمي هشًا، حيث يُتوقع أن يبلغ 3.3% – وهو أقل بكثير من المتوسط التاريخي البالغ 3.7%. وهذا التباين بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة يسلط الضوء على الحاجة الملحة للتدخلات المستهدفة والتعاون الدولي القوي لسد هذه الفجوة ودفع التقدم العادل، مؤكدة على ضرورة إعادة هيكلة مؤسسات التمويل الدولية، وتنفيذ إصلاحات جذرية في النظام المالي العالمي ليتواكب مع المتغيرات والتحديات التي تواجهها الدول، وضمان استدامة تدفق تمويل التنمية.
وأشارت إلى أهمية المنصات الوطنية حيث تعمل كآليات متكاملة لتنسيق العلاقة بين الأطراف ذات الصلة والموارد والأولويات، مما يُعزز الكفاءة والتأثير، لافتةً إلى نموذج المنصة الوطنية لبرنامج «نُوَفِّي» في مصر، الذي يهدف إلى تسريع الأجندة الوطنية للعمل المناخي ويوفر فرصًا لحشد التمويل والاستثمارات الخاصة لدعم التحول الأخضر في مصر، ويعكس الروابط والتكامل بين العمل المناخي وجهود التنمية، منوهة بأن تلك المنصات تعزز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص التي تعد ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية.
وسلّطت الضوء على إطلاق وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي الاستراتيجية الوطنية المتكاملة لتمويل التنمية، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على هامش قمة المستقبل في سبتمبر الماضي – بما يتماشى مع الحاجة إلى وجود حافز لأهداف التنمية المستدامة يقدم إجراءات فورية لإنقاذ أجندة 2030 وتركز الاستراتيجية على نهج موحد لتمويل التنمية من خلال دمج الاستثمارات العامة والخاصة، وتعزيز التماسك في السياسات، وتعزيز الشفافية والمساءلة. وتوفر إطارًا منظمًا لمعالجة فجوات التمويل والتنمية، وتعزيز الابتكار، وإعطاء الأولوية للمشاريع التي تحقق أقصى تأثير على الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مضيفة أن الاستراتيجية تأتي كجزء من إطار عمل الوزارة الذي يهدف إلى تحقيق النمو النوعي ويدعمه محركات رئيسية تتمثل في استخدام السياسات القائمة على البيانات والأدلة لمعالجة الفجوات التنموية القطاعية، وبناء اقتصاد مرن للمستقبل، وتحسين تخصيص الموارد.
وأشارت إلى جهود مصر للتوسع في آليات التمويل المبتكر، مثل برنامج مبادلة الديون الذي تم تنفيذه مع إيطاليا وألمانيا، لافتة إلى إطلاق مصر مبادرة "محفز النمو الاقتصادي" بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، على هامش الاجتماعات السنوية في دافوس. حيث تم تصميم هذه المبادرة لفتح فرص اقتصادية جديدة، وحشد الاستثمارات الخاصة، وتسريع مشاريع التنمية المستدامة.
وأكدت "المشاط" أن الفعاليات العالمية مثل المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية (FfD4)، وقمم أهداف التنمية المستدامة، ومؤتمرات الأطراف القادمة (COPs)، توفر فرصًا حاسمة لمعالجة هذه التحديات بشكل مباشر، وتمثل انطلاقة نحو نظام مالي عالمي أكثر عدالة وكفاءة، مشددة على ضرورة تسريع البنوك متعددة الأطراف الإصلاحات بشكل عاجل لتعبئة المزيد من التمويل للتنمية المستدامة، بما في ذلك آليات مبتكرة مثل التمويل الميسر وتبادل الديون من أجل المناخ، والتي تعد حاسمة للبلدان التي تحتاج إليها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التنمية وزيرة التخطيط البلدان النامية خدمة الديون إسبانيا المزيد أهداف التنمیة المستدامة لتمویل التنمیة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
مصر تستعرض إنجازاتها في تكنولوجيا الفضاء خلال المؤتمر الدولي للاستشعار عن بعد بالمملكة المتحدة
استعرض الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية الدكتور شريف صدقي، تجربة مصر الرائدة في بناء وتوطين تكنولوجيا الفضاء، مؤكدًا الجهود الوطنية لتعزيز استخدام التقنيات الفضائية في دعم خطط التنمية المستدامة، وإدارة الموارد الطبيعية، والتصدي للتحديات البيئية والمناخية.
وذكرت الوكالة- في بيان، اليوم، الخميس، أن ذلك جاء خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الأربعين للاستشعار البعدي البيئي، الذي انطلق في المملكة المتحدة، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين من مختلف دول العالم، في الفترة من 17 إلى 19 مارس الجاري.
ويعد هذا المؤتمر من أبرز الفعاليات العالمية في مجال الاستشعار عن بعد، حيث يجمع القيادات العلمية والصناعية لمناقشة أحدث التطورات في رصد الأرض وتطبيقات الفضاء لدعم التنمية المستدامة.
كما استعرض الدكتور شريف صدقي- في كلمته الرئيسية- إنجازات وكالة الفضاء المصرية، بما في ذلك إطلاق أقمار صناعية جديدة، والدور المحوري الذي تلعبه مصر على المستويين الإقليمي والدولي، حيث تترأس المجموعة العربية للتعاون الفضائي وتستضيف مقر وكالة الفضاء الإفريقية.
وشارك في ندوة متخصصة بعنوان "رصد الأرض من أجل التنمية المستدامة والشراكات العالمية"، حيث ناقش مع ممثلي وكالات الفضاء الدولية ومؤسسات بحثية كبرى دور تقنيات الاستشعار عن بعد في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشددًا على أهمية التعاون الدولي في تطوير حلول مبتكرة لإدارة الموارد والاستجابة للكوارث الطبيعية.
وفي ندوة أخرى.. تناول الدكتور صدقي التحديات الناشئة في قطاع الفضاء وتأثيرات النمو المتسارع في أعداد الأقمار الصناعية على بيئة المدارات الفضائية، مؤكدًا أهمية وضع سياسات دولية لضمان الاستخدام المستدام للفضاء الخارجي، بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه البيانات الفضائية في دعم الاقتصادات الوطنية وتعزيز الإنتاجية في القطاعات الحيوية.
وعلى هامش فعاليات المؤتمر، عقد الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية اجتماعات ثنائية مع ممثلي مؤسسات أكاديمية وصناعية عالمية، حيث ناقش سبل التعاون في تطوير التكنولوجيا الفضائية، وتوطين صناعة الأقمار الصناعية، والاستفادة من التطبيقات الفضائية في الزراعة والبيئة، كما تم الاتفاق على عقد لقاءات متابعة لتعزيز هذه الشراكات الاستراتيجية.
وفي ختام مشاركته.. وجه الدكتور شريف صدقي دعوة للمجتمع العلمي والمهني الدولي لحضور مؤتمر "نيو سبيس إفريقيا 2025"، الذي تنظمه وكالة الفضاء المصرية تحت رعاية دولة رئيس مجلس الوزراء، والمقرر عقده في أبريل المقبل، ليكون منصة لتعزيز التعاون الدولي ودعم الابتكار في مجال الفضاء.