ترامب يشكك في أن الغزيين يريدون البقاء لكن قصة سالم تفند ذلك
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
ما فتئ الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال الأسبوعين الماضيين يكرر أن سكان قطاع غزة ينبغي أن يرحلوا عن هذه الأرض المدمرة إذ يرى أن الفلسطينيين إنما يفضلون البقاء في غزة لأنهم "لا يعرفون أي شيء آخر.. ولم يكن لديهم بديل أبدا"، لكن بالنسبة لغسان سالم، الذي ولد ونشأ في القطاع، فإن المغادرة ليست خيارا يمكن أن يخطر على باله.
ويعلق سالم على كلام ترامب، فيما نقله عنه الصحفيان في "واشنطن بوست" ماهام جافايد وجو سنيل، قائلا: "أرض غزة تحتوي على حياتي وذكرياتي وكل شيء".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بلومبيرغ: قرارت ترامب قابلتها 74 دعوى قضائيةlist 2 of 2وول ستريت جورنال: وحدة تجسس جديدة تقود حرب الظل الروسية ضد الغربend of listويتذكر هذا الممثل ومعلم الدراما البالغ من العمر 34 عاما منزله في جباليا كما كان قبل أن يُضطر هو وعائلته إلى الفرار جنوبا مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على شمال غزة.
ويضيف أنه استغل أول سانحة للتحرك شمالا لرؤية ما حل بشقته بأم عينيه وهل فعلا تحولت تلك الشقة التي بناها قبل 6 أشهر من بداية الحرب، إلى رماد وأنقاض.
وكان سالم قد نزح هو ووالدته وزوجته وطفلاه وعائلة شقيقه 3 مرات منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وها هو يعود مع صديق له إلى جباليا، بعد أيام من وقف إطلاق النار، على أمل تهيئة مكان مناسب لعائلته قبل إعادتهم إلى الشمال.
ومع اقتراب سالم من حيّه، بدأت وجوه مألوفة تظهر له: أبناء عمومته، وأطفالهم، وأصدقاؤه القدامى وجيرانه؛ أشخاص لم يرهم منذ أكثر من عام. وكان بعضهم عائدين إلى ديارهم أيضا.
إعلانوبعد 6 ساعات من السير على الأقدام، وصل سالم إلى جباليا، ليكتشف أن الأحياء التي كان يعرفها "مُسحت عن بكرة أبيها".
وقف سالم بجوار المبنى الذي كان يسكنه ذات يوم، وفي وسط الأنقاض، كان ينادي على كل من يراه قائلا: "الحمد لله على السلامة"، ليكون الرد عليه: "الحمد لله على سلامتك".
وبينما كان سالم يمشي عبر أكوام الأنقاض والقضبان المعدنية الملتوية، أشار إلى المكان الذي كان يقع فيه مركز المخيم، حيث كانت توجد عيادة طبية ذات يوم.
وفور حصوله على طريقة للتواصل مع زوجته، بدأ سالم يحدثها عما حل بالشقة والحي بأكمله من دمار ليأتيه ردها قائلة: "سنستعيد حياتنا يا حبيبي، وستكون أفضل مما كانت عليه. ما علينا إلا أن ندعو الله أن يجعل حياتنا جميلة كما كانت، لقد مررنا بتجربة مروعة ونجونا منها. طالما أنت بخير، سيكون كل شيء على ما يرام".
ورغم ما عانوه من فقد ودمار فإن سالم يؤكد أن أفراد عائلته يريدون العودة.
وكانت إسرائيل قد شنت واحدة من أكثر الحروب تدميرا في هذا القرن، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ودفعت ما لا يقل عن نصف السكان إلى "ظروف أشبه بالمجاعة"، وعلى مدى أشهر، قاومت إسرائيل الضغوط من حلفائها الغربيين للسماح بمزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الطيبي: نتنياهو يقصف غزة مجددًا لإنقاذ حياته السياسية
#سواليف
قال رئيس حزب “الحركة العربية للتغيير” في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، أحمد الطيبي، إن قرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو استئناف عدوانه على قطاع غزة “لا علاقة له بالرهائن (الأسرى لدى المقاومة)، بل يتعلق بالتمسك بالسلطة”.
وأشار الطيبي في مقال نشره اليوم الخميس على موقع /ميدل إيست آي/ البريطاني، إلى أن “الرجال والنساء والأطفال (في غزة) يدفعون حياتهم ثمنًا لحرب تهدف إلى البقاء السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو”.
وشدد على أن “إسرائيل انتهكت وقف إطلاق النار في غزة من جانب واحد بعد رفضها الانتقال إلى المرحلة الثانية التي كانت ستضمن إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين. ورفض نتنياهو مرارًا عروضًا من حماس لإطلاق سراحهم”.
مقالات ذات صلةوأوضح الطيبي في مقاله أنه لو كانت حكومة نتنياهو “قد أولت إعادة الرهائن إلى ديارهم أولوية حقيقية، لكان من الممكن التوصل إلى اتفاق منذ زمن بعيد. لكن هذا يعني إنهاء الحرب، وإلا سينهار ائتلاف نتنياهو. وهكذا أصبح القتال أداة سياسية تُدار بذريعة الأمن”.
وأضاف: “ليس من قبيل المصادفة أن يأتي القصف يوم الثلاثاء قبل تصويت مهم على الميزانية، حيث هدد المشرعون المتشددون بإسقاط الحكومة إذا لم يتم تمرير قانون يستثني مجتمعهم من التجنيد، وأصدر وزير الأمن القومي السابق إيتامار بن جفير إنذارات نهائية بهذا الشأن”.
وأكد الطيبي، وهو عضو في برلمان الاحتلال (الكنيست)، على أن نتنياهو “مستعد لحرق كل شيء – أرواح الأبرياء، والتماسك المجتمعي الإسرائيلي، والاستقرار في الشرق الأوسط – فقط من أجل البقاء على قيد الحياة ليوم واحد آخر في السلطة”.
واستطرد: “هكذا يتصرف نتنياهو تحديدًا. فبدلًا من البحث عن حلول واقعية، يُجبر الواقع على الرضوخ لاحتياجاته السياسية. ومن أجل البقاء السياسي، أصبح كل شيء مسموحًا، بدءًا من قصف السكان المدنيين في غزة، إلى تدمير مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية المحتلة وتشريد عشرات الآلاف من الناس”.
وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر الثلاثاء عدوانًا واسعًا على غزة، مستأنفةً حرب الإبادة مجددًا على القطاع. وأسفرت الغارات عن استشهاد 460 فلسطينيًا، بينهم أطفال، وإصابة أكثر من 600، بعضهم في حالات خطيرة.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ترتكب “إسرائيل”، بدعم أمريكي، جرائم إبادة جماعية في غزة، مما أسفر عن أكثر من 161 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.